|
|
معركة الحرف بدأت: مؤسسة BMCE Bank تفرض الحرف العربي لتدريس الأمازيغية بقلم: محمد بودهان إن ما تخوفنا وحذرنا منه في افتتاحية العدد السابق حصل وتأكد: مؤسسة BMCE Bank فرضت استعمال الحرف العربي لتعليم الأمازيغية بمدارسها الخاصة، كما كان متوقعا بناء على المعطيات التي ذكرناها في مقال العدد الماضي المتعلق بهذا الموضوع. ففي آخر اجتماع للمؤسسة بمقرها بالدار البيضاء مع الأساتذة المكلفين بتأطير معلمي الأمازيغ (لم يحضر الأستاذان حسن بنعقية وقدوري المهدي)، تم إقرار الحرف العربي بشكل نهائي لا رجعة فيه. إلا أن الأدهى في الأمر هو أن المؤسسة فرضت الحرف العربي لتدريس الأمازيغية، لكن بدون برنامج ولا حصص خاصة بالأمازيغية. وعندما لا تكون هناك حصص زمنية مقررة لمادة ما، فهذا يعني أن هذه المادة لا وجود لها. فالأمازيغية لا وجود لها إذن في المدارس الخاصة لمؤسسة BMCE. لماذا إذن كل هذه الضجة حول تدريس الأمازيغية بمدارس مؤسسة BMCE وإعداد دورات للتكوين في الأمازيغية ما دامت هذه الأخيرة لا وجود لها لا في الحصص ولا في المقررات؟ يبدو أن الهدف من كل هذا لم يكن هو الأمازيغية، بل هو فرض وتمرير الحرف العربي، حتى إذا تقرر تعليم الأمازيغية "للاستئناس" بها لدعم العربية، كما ينص على ذلك "ميثاق التربية والتكوين"، تكون مسألة الحرف قد حسمت لصالح الخط العربي استنادا إلى التجربة "الناجحة" لمؤسسة BMCE. وهذا ما عبر عنه بوضوح الأستاذ الشامي لأسبوعية حزب أصولي جاء فيها: »أما عن الآفاق المستقبلية لإدماج الأمازيغية، يتمنى الأستاذ الشامي أن تنجح هذه التجربة في المدارس النموذجية لتعمم في ما بعد على المدارس العمومية«. ويضيف الأستاذ الشامي، بنفس الجريدة الأصولية، وبلغة "طالبانية" فيها كثير من المغازلة المكشوفة والمباشرة للحركة الإسلاموية الأصولية: »إنه لا ينبغي أن يخرج المغرب عن لحمته المكونة له وهو الإسلام. فبالإسلام تحررنا من الاستعمار وبالإسلام حررنا أنفسنا، وبمبادئ الإسلام السمحة ندافع عن تعددنا اللغوي والثقافي كما جاء في القرآن الكريم«. وتجدر الإشارة إلى أن الأسبوعية الأصولية خصصت ملفا مطولا ومتميزا حول الأمازيغية رحبت فيه بمبادرة مؤسسة BMCE وأثنت على رئيسها الذي قالت عنه بأنه »رغم أصوله الفاسية فإنه ألقى كلمة باللغة الأمازيغية«(!)، كما نوهت بمجهودات الأستاذ الشامي والمستشار السيد مزيان بلفقيه، مبدع فلسفة "الاستئناس" بالأمازيغية لخدمة ودعم العربية. إنه حقا زواج غريب وشاذ بين الأمازيغية ومؤسسة بنكية ذات أصول فاسية وحركة أصولية كانت تقول دائما بأن الأمازيغية من صنع فرنسا وتتهم الأبناك بأنها تتعامل بالربا. إن الذي جعل هذا الزواج ممكنا، رغم غرابته وشذوذه، هو مهره الغالي الذي هو الحرف العربي، صانع هذه المعجزة المتمثلة في الجمع بين "أهل فاس" و"أهل الطالبان" و"أهل" الأمازيغية. لا شك ان الحركة الأمازيغية تنتظرها مرحلة جديدة من النضال: إنها معركة الحرف التي بدأت.
|
|