نص للتأمل
»الحقيقة
أنني كثيرا ما تساءلت ـ ولعلي في ذلك واحد من بين ملايين من أمثالي ـ
عن السر في عدم تضمن الكتب المدرسية والأكاديمية مما يصنف في خانة
"تاريخ الإسلام" لأي شيء ذي بال عن انتشار الإسلام في أكبر دولة
إسلامية حديثة كأندونيسيا وماليزيا وغيرهما. لا شك أن لذلك علاقة
بانعدام وجود فاتحين مغاوير من رهط خالد بن الوليد وعمرو بن العاص
وعقبة بن نافع وطارق بن زياد وعبد الرحمان الغافقي وموسى بن نصير، ولا
معارك مشهورة من عيار القادسية أو بلاط الشهداء. فكأن اعتناقا للإسلام
يعني مئات الملايين ما بين جزر المحيط الهندي وأواسط آسيا أقل في
الميزان عند الله وأمام التاريخ من دخول في الإسلام ما كان يعني إلا
بضع عشرات من الملايين ما بين الفرس والقبط والبربر والقوط، لمجرد كون
انتشار هذا الأخير قد تم عبر غزوات وفتوحات ذات نفس ملحمي دوِّن
"تاريخها" بنفس الأسلوب ونفس القيم التي دونت بها أيام العرب ومآثر
شوكتهم، مما يقدمها في النهاية كمجرد استمرار لقيم تلك الأيام، وأن
انتشار الآخر كان عن طريق مجرد دخول الناس في دين الله أفواجا بهداية
بعض التجار المروجين للخيرات وبعض المتصوفة المتأملين في الآيات ممن لا
تسمع معهم لا قعقعة السلاح ولا أهاجي قيس ولا مضر»
محمد
المدلاوي المنبهي، يومية "الأحداث المغربية" بتاريخ 5/10/2001