|
|
تاوادا من أجل الأمازيغية بقلم: نجيب رشيد سيفاو (أكلميم) في الوقت الحالي، تجتمع مجموعات أمازيغية جمعوية قصد وضع الترتيبات اللازمة قصد القيام بمسيرة وطنية من أجل القضية الأمازيغية، وذلك بالعاصمة الرباط. وتأتي هذه المبادرة النضالية من أجل إسماع صوت الأمازيغية المقهور للشارع والمواطن المغربيين، وكذلك تجسيدا لشعارنا "الأمازيغية مسؤولية وطنية"، إضافة إلى تجسيد انتقال رسمي يحدث الآن على مستولى التوجهات العامة والأساسية للحركة الثقافية الأمازيغية، وهو مرتبط بالتحول من حركة مجتمعية مطلبية إلى أخرى احتجاجية تنهج أسلوبا احتجاجيا... فالتوجه المطلبي ارتبط في بدايته برفع مطالب تخص الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية إلى السلطات العليا للبلاد عن طريق إرسال مجموعة من المذكرات والرسائل والنداءات والتصريحات بشتى أشكال التواصل والتراسل الإداري المعمول بها.. أما التوجه الثاني، ونعني به حركة احتجاج، فهو ناتج بالدرجة الأولى عن مجموع التراكمات المترتبة عن الوضع الأول (المطلبي)، حيث إنه من الطبيعي جدا أن يقع هذا النوع من التحول ما دامت الدوائر الرسمية والجهات المعنية تضرب عرض الحائط بمطالب الحركة الثقافية الأمازيغية ولا ترد بتاتا على أي مطلب رغم الشرعية التي تزكي طرحه. فالمسؤولون السياسيون إذن ينهجون سياسة سد الأذن إزاء الملف المطلبي الأمازيغي رغم كوننا نعيش عالميا زمن الحوار التواصلي والإصغاء لمطالب الحركات المجتمعية المدنية وتجاوز العلاقة العمودية بين المواطن والسلطة... وإذا كانت مبادرة المسيرة تندرج، بشكل حتمي، داخل إطار الأشكال الاحتجاجية للحركات، فإن الظرفية العامة التي تعيشها الأمازيغية بكل أبعادها، على الأقل في المغرب، تفرض علينا القيام بتاوادا للاحتجاج والصراخ في وجه سلوك السلطة السياسية تجاه اللغة والثقافة الأصليتين بالبلاد. فعملية تعريب/تخريب المعالم الهوياتية للأمازيغية ما زالت مستمرة على عينك يا ابن ماسينيسا. والميثاق الوطني للتربية والتكوين يجعل من الأمازيغية خادمة للعربية ويغيب رئيس اللجنة التي أقرت هذا الميثاق مطالب الحركة الثقافية الأمازيغية رغم كون هذه الأخيرة نهجت أسلوبا حواريا بشكل حضاري متفتح، مطالبة لقاء السيد مزيان، وقدمت له اقتراحات مكتوبة كدليل على صفاء نيتها للتعامل الرزين مع مطلب تدريس الأمازيغية بالمدرسة المغربية... لكن لم يتحقق شيء، فلا حياة لمن تنادي! وإذا كانت المسيرة/تاوادا من أجل الأمازيغية لا تشكل البتة مفتاحا سحريا لحل الإشكاليالت التي تعاني منها الأمازيغية في وطنها وأرضها على كافة المستويات اللغوية والثقافية والحضارية، فإنها حتما ستمثل قيمة مضافة لرصيد النضال الأمازيغي بالمغرب وعلاجا لذوي العاهات والسيدا الأمازيغوفوبية، والتي يتواجد مرضى منهم كذلك داخل جمعياتنا الحقوقية المغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان في شموليتها. لكن الواقع هو غير ذلك (القصة تعرفونها!) من الضروري إذن أن يتجند كل أمازيغي يحس أن هويته الأمازيغية العريقة في خطر، يوم المسيرة، بحضوره وصراخه، وقبلها بخلق أقصى قدر ممكن من التعبئة لصالح تاوادا بالمساهمة في اللجن المؤسسة لهذا الغرض وتأسيس لجن محلية للتحسيس والتعبئة داخل حيه، قريته أو مدينته... مع العلم أن هذه الوقفة النضالية فرضتها الظروف التي تعيشها لغتنا وثقافتنا الأمازيغيتان في زمن العوربة والتعريب والعروبة والاستعراب والتعرب والأمازيفوفوبيا... فلنعمل جميعا، أيها الأمازغيون، أيها الديموقراطيون، يدا في يد لإنجاح تاوادا من أجل قضيتنا العادلة والمشروعة، ولنختبر بذلك أولئك الذين يخرجون إلى الشارع تضامنا مع قضايا خارجية كالعراق وفلسطين والبسنة والهرسك والشيشان... فهل سيخرجون لنصرة قصيتنا/هم الوطنية؟ |
|