تعقيب على مقالات بوغانم خالد وحميدي
علي
بقلم:
عبد
النجيم المرابط جرباس طنجة
مع مقالات الأستاذ
بوغام خالد:
1
ـ الأمازيغية تجتاز حدودها الجغرافية (ثاويزا، العدد 38): ورد في مقال
الأخ بوغانم خالد أن
Afradv
قريبة من Frio, Froid.
هنا أقف
مرة أخرى لكي أشير إلى ظاهرة صوتية مميزة للغة أهل الريف الأوسط وهي:
استحالة L
إلى راء مرققة مميزة
كما في: Yuri (صعد).
وأصلها في أغلب مناطق تامازغا
(Yuli).
وتختلف
(Yaru = Yura = Yuri):
كتب عن
Yuri (صعد).
إذن في امازيغية الريف توجد راءان، إحداهما مرققة غير أصلية محورة من
اللام ولا تقصى من الكلام، وراء أخرى مفخمة أصلية ينطقها كل سكان
تامازغا، وغالبا ما تقصى في وسط وآخر الكلام في الريف: مثال:
Asettu(r) ¬Asettur.
وهنا أقترح على مستوى
الكتابة أن يميز كتاب أمازيغية الريف بين
R
المفخمة الأصلية و R
المرققة
المحورة عن L.
وذلك بكتابة:
Yuri (كتب)
و Yuli (صعد)
لتمييز المصطلحين على مستوى الكتابة. وإذا تعذر هذا، فهنا أقترح كتابة
Yuri (كتب)
و Yurvi (صعد)
هكذا. إذن من هنا يتضح أن
Afradv
راؤها مرققة: البرد القارس
= Aqraf, Akwram،
وتنطق عند بعض قبائل
آيت يطف العربوفونية:
Afladv،
إذن:
Afladv
بعيدة عن Frio, froid،
ونقول
أيضا: Fedvren ayi ifassen
وأصلها:
Feldven ayi ifassen.
إذن البرد القارس يكتب
هكذا: Afladv
او
Afrvadv
لكي يميز عن
Afradv
ذي الراء الأصلية الذي يعني: الزبل، الوسخ.
ـ
Tusut:
تنطق هكذا في سوس، أما:
Tuttut
فتميز الأمازيغية الترگية.
ـ
Xuc:
تستعمل في لغة الصغار بمعنى:
Ttves, gen،
أما
Dxec
فهي محورة عن Dxul
العربية، إذ
اللام استحالت راء، فجيما ثم شينا لأن في الأمازيغية لا وجود لفعل
Dxel
وإنما نجد Ikcem, Yudef.
ـ
Amjar:
أشار الكاتب إلى أن: "منجل" محرفة عن
Amjar.
وهذا غير ممكن لأن Asemaw
- amgwer - amjar
كلمات أمازيغية من فعل
Imger, Imjer،
مصدرها:
Tamegra.
أما "منجل" فهو اسم
آلة في اللغة العربية على وزن "مفعل"، وفعله "نجل".
2
ـ كيف نميز السم المؤنث عن الاسم المصغر والاسم المذكر عن الاسم المكبر
(ثاويزا، العدد 47): إن الأمازيغية كل لا يتجزأ، فلهجاتها تتناغم
معجميا، وكذا فونيطيكيا إذا ما عدنا إلى المادة الأصلية، وعليه فلا
يمكن الاعتماد على لهجة منطقة معينة لملاحظة ظاهرة نحوية أو
صوتية.
فقد أصبحت اللغة الأمازيغية لغة البحث والتنقيب المتواصل لاستخراج
قواعدها وضوابطها. وسأتطرق في موضوعي هنا إلى تفسير مدلول
Ifri و
Tasghart.
Ifri- (الغار)،
جمع Ifran،
مشتقة من فعل
Iffer (اختبأ)
لأن Ifri
كان ملاذا للإنسان
القديم، وتصغيره Tifrit
تطبيقا
للقاعدة العامة لتصغير الأسماء. أما قول الكاتب:
Tifrit
قد تعني معنى آخر في الريف وهو: "ورقة"، فهذا يميز لهجة الحسيمة فقط،
لأن الورقة تسمى Tifart
وتكبيرها Afar
وجمعها
Tifray.
وقد تنطق أيضا عند
البعض Tifarct.
ومن أسرة كلمات:
Tifart
أذكر: Afar n uyazvidv -
afar n tseklut- yafru (طار)،
Ferfara (الحوامة،
المروحة)، Issafraw (يحوم،
يتجول).
ـ
Asghar:
وتعني لغويا "الحطب".
وعند آيت الريف تطلق على المحراث:
Awullu
لأنه مصنوع من عود الشجر، وجمعه
Iseghran, isgharen.
وهنا أيضا:
Azeqqur
جمع
Izeghran،
وتطلق على جذع الشجرة
اليابس. وتصغير Asghar
هو
Tasghart،
وتعني مجازا القرعة،
القسمة، لأن من عادة آيت الريف في القرعة الإتيان بـ
Tasghart:
عود رقيق أو
Ikeccudven
لتحديد نصيب كل فرد
مشارك في القرعة. ونسمع:
Ad negg tasghart
ويرادفها:
Ad negg ikeccudven
أو
Ad nessewwet،
أو كما يقال عند آيت
الأطلس وسوس: Ad nger ilan
و
Ilan
تعني القرعة، مفردها: Ili.
وفي
المغرب نسمع: "هذا ديالي"، وهي مشتقة من:
Wa d ili inew ¬wa d ili-nw.
بمعنى: هذا نصيبي، وهو
تعبير امازيغي ونقلت إلى الدارجة العربية: هذا متاعي.
مع مقالات الأستاذ
حميدي علي:
1
ـ نعم صدقت باعمر! (ثاويزا، عدد 43): لا بد لكل مهتم باللغة الأمازيغية
ان ينتبه إلى الاختلاف الموجود بين كلمتين على المستوى الصوتي والمستوى
الكتابي. فعلى سبيل المثال يمكننا أن نميز
Izi
الذبابة عن Izvi
المرارة.
لنعد إلى كلمة "صلاة"
و Azul:
ـ
Tazvallit
تنطق بزاي مفخمة وهي
ليست tazallit،
وهي محورة عن
جذر "صلاة، تصاليت، تزاليت"، كما في:
Izvum (صام).
أما Azul
التي تعني التحية
والسلام في اللغة الترگية فهي نفسها:
Azirv
الريف، Azal
سوس والأطلس.
وتعني النهار أو تحية النهار، كما في:
Tifawin (تحية
الصباح)، Timensiwin (تحية
الليل). ولا توجد أية علاقة بين
Azul (التحية)
و Izur (قبل
وزار). وأشير هنا إلى أن عبارة
Izur fus i babas
معناها: قبل يد أبيه،
والتقبيل عادة كل من يزور الأولياء والأضرحة. إذن
Azul
بعيدة عن Azvuri
التي تعني
الزيارة. وكذلك Azul
بعيدة
كل
البعد عن
Izzvul (صلى)
لأن z¹zv.
فلو كان
z=zv
لما أمكننا أن نميز Izi
عن
Izvi.
وهذه إحدى مميزات اللغة الأمازيغية وسر تفوقها وتداولها.
ـ
Iqqur:
تعني: اليابس، القح، الخالص، و
Iqerruyen
المستعملة في الأطلس
المتوسط قد تكون محورة عن: القرون، لأن القرون في الأمازيغية تسمى
Accawen, Iskawen.
ـ
Aserwal:
السروال في العربية.
كان على الأستاذ أن لا يتعجل الأمور ويقر بأمازيغية الكلمة. فمتى كان
إخواننا الأمازيغ يرتدون السروال؟ أقول للأستاذ حميدي علي بأمازيغية
الأطلس: Agh lhil ayma ad
ur tzerbed ciganت!
فكان عليك أن تبحث عن أصل كلمة "سروال" لكي تخضعه
لقاعدة
As+verbe
يدل على: آلة أو أداة
أو مكان.
2
ـ الجذور الأمازيغية للحضارة المتوسطية (ثاويزا، عدد 45): إن أهم ما
يميز اللغة الأمازيغية هو علميتها وطريقة خلق مصطلحات بالتركيب أو
النحت او الاشتقاق. ويتجلى هذا علىسبيل المثال في أسماء السوائل أو شبه
السوائل التي لا يوجد لها مفرد في الأمازيغية مثل:
Ibezdvan - Idammen Aman
وذلك باعتبار
Aman
كلا لا يتجزأ في مفهوم الإنسان القديم قبل اكتشاف الجزئيات
Molécules
والذرات، وهكذا دواليك.
يأتي ردي هذا على الأخ
حميدي علي الباحث المجتهد المتدبر لإبداء رأيي في بعض التأويلات التي
أعطاها لا غير، دون التنقيص من مجهوداته الفكرية وقيمة أبحاثه
واستنتاجاته. أقول في هذا الصدد: اللغة الأمازيغية لغة علمية منطقية،
فلا يجب علينا إخضاعها وتدجينها بالأسطورة
التي لن
تنفع إلا أعداءها للنيل من حضارتها وثقافتها. ولا يجب علينا أن نحذو
حذو بعض القوميين العرب الشوفينيين بإبراز فضيلة اللغة العربية
وقدسيتها.
فمما لا يخفى على أحد
هو عدم وجود أية لغة خالصة 100%، فكل اللغات تلاقحت وتثاقفت مع اللغات
الأخرى مع إخضاع الكلمات الدخيلة لقالب اللغة الأم. وهذا ما حدث للغة
الأمازيغية المتوسطية إذ أدلت بدلوها في بناء النسيج اللغوي للمنطقة
فأثرت وتأثرت، فأصبح اليوم تحديد أصل الكلمات والمصطلحات علما قائما
بذاته لا يقل أهمية عن باقي العلوم. وفي مقالي هذا أبين مدلول بعض
المصطلحات التي أدرجها الكاتب السيد حميدي علي في مقاله بالتفصيل:
ـ
Ass:
كلمة أمازيغية، جمعها
Ussan،
واردة في الكلمات المركبة
Assennatv, ass ad, Asyadven, askka, ufnusekka،
إذن
Ass كما
يتضح تعني "اليوم" (24h)
أو
Ass = idv + azil،
ولا تعني: الشمس، فليس
بالضرورة أن تتضمن الشمس حرف
S لكي
تتناغم مع اللغات الأوروبية. أما:
Asidd
فتعني "الضوء"، من فعل
Iffaw = issuda،
وتعني "أضاء". وجذر
فعل Issuda:
دالة أصلية، أو
بالأحرى كلمة غير مركبة. أما
Tillas
فهي جمع مفردها Tallest،
من جذر
Alles
لأن المفرد المذكر هو الأصل في الأمازيغية. إذن كان ينبغي الانطلاق من
Tillas
لتحديد معناها الذي هو:
Til + ass
أي: مخفيّ الشمس.
ـ
Tafuyt:
من البديهيات أن
الإنسان الأول تعرف على الشمس أولا ثم اكتشف النار بعدها. وهذا يعني
سمى Tafuyt
قبل أن يتعرف على
Timessi = afa.
إذن هذا يعني أنه سمى
النار: Tafat, afa
انطلاقا من
الشمس التي عبدها وقدم لها القرابين. من هنا يتضح انه لم يسم الشمس
Ass في
البداية، وإنما مصطلح
tafuyt
مصطلح قديم لم يستمد تسميته من
Ufixt
التي تعني: وجدتها لأن
Tafuyt
مشتقة من فعل Isfaw, iffu
التي
تعني: أنار وأضاء وأصبح، وهي بعيدة عن:
Yufa (وجد).
ـ
Sol, soleil:
أصلها لاتيني: لا وجود
لمقطعين As+yuli
لأن
Soleil
تنطق هكذا في الفرنسية فقط، أما في الإسبانية فتسمى
Sol.
إذن الكلمة Soleil
بعيدة جدا عن
As +yuliy
لأنك أخضعت الاشتقاق
إلى عمليات عدة لا تستند لسبب علمي تركيبي
Syntaxique
أو صوتي
Phonétique.
ـ
Asammer:
بالإضافة إلى التأويل
الذي أعطيته في مقالك، بإمكاني إضافة تأويلين آخرين هما:
Asammer
مكونة من
Ass
التي تعني اسم مكان وفعل
Yumer (فرح)
أو مجازا: ارتاح. وعليه تصبح
Asammer
تعني: المكان الذي
يقصده كبار السن لاتقاء لفح البرد القارس. وقد تكون
Asammer
مصدرا لفعل
Issemra
الذي يعني: طهى وطبخ،
فتصبح Asammer
مجازا تعني
المكان الحار المشمس.
ـ
Assennatv:
تتكون من مقطعين:
Ass
التي تعني اليوم، وNnatv
التي
تعني: الفائت، من فعل
Innedv
أي: مر وحف. وفي بعض المناطق تستعمل
ggam
بنفس المعنى: Idvggam.
أما
السيد حميدي علي فيقول:
Ass
تعني الشمس و nnatv =
tamnatv
المنطقة أو المكان.
ومن هنا يتضح أن لا علاقة
لـ:Assennatv
بالساعة: المصطلح العربي المذكور في القرآن. ومن بين التأويلات أيضا:
كلمة Asidd
التي تعني الضوء حولها
الكاتب إلى سيد من فعل ساد الذي لا علاقة له بالضوء.
ـ
Asgwen:
مكونة من
Ass+gen،
أي مكان النوم
(السرير)، ولا علاقة لها بالمسكن لأن
Asgwen
مشتقة من gen
ومسكن مشتقة من
"سكن"، وهيهات بين گن وسكن. وكذلك كلمة "مسكين": كلمة غير امازيغية ولو
قسمتها إلى مقطعين. /: ذات، ئسكسن: الحاجة. أما المسكين فيسمى
Amezludv
أو
Agellin.
ـ
Agellid:
قد تكون مشتقة من فعل
Agel (علق
وقلد) كما يقول الكاتب، وهذا ممكن. ولكن تمعنوا معي في كلمة
Agellid
و
Agellin،
فكلتاهما تتضمنان جذر:
Ayda, agra, agla:
المتاع والمًلك. وهكذا
يصبح Agellid
المتضمن لحرف
الإقبال d
تعني: المالك والقريب
من: Agla
ويصبح
Agellin
المتضمن لحرف الإدبار
في آخره n
تعني: البعيد والمحروم
من Agla،
وهو ما يعني "المسكين"
و"الكادح" بصريح العبارة. ولا أظن أن هناك علاقة بين
Yugel
وقلد وخلد.
ـ
Tamezgida:
أرجع الكاتب أصلها إلى
Timsgilda
لكي يقرب المفاهيم
أكثر ويربطها بـ Agellid
مهما
تباعدتا. هنا أشير إلى أن
Tamzgida
أو
Timzyida،
أو كما يسميها آيت
مزاب: Tamesjida ،
ويتضح من هنا
قرب Tamesjida
من "مسجد"، وهي
من الكلمات التي مزغت في العصر الإسلامي الأول كما هو الحال لـ:
Tazvallit , Azvummi،
وعن الأمازيغ نقلت إلى
إسبانيا: Mesquita
ثم
Mosquée
إلى الفرنسية. فالمسجد
مصطلح ديني له علاقة بالشعائر الإسلامية. فهو ملك لكل لغات الشعوب وليس
حكرا على العربية فقط كما هو حال المصطلحات العلمية التي تقحم في
القواميس اللغوية العالمية.
خلاصة: إن ما يعاب على
لغة معينة هو اقتراضها المفرط من باقي اللغات. وهذا هو حال الأمازيغية
التي لها نصيب في الكلمات الدخيلة في معجمها، وكذلك هناك مصطلحات
أمازيغية غزت باقي اللغات المتوسطية. وهذا فخر للأمازيغية. فعليه أصبحت
مسؤولة كل لغوي باحث أن يساهم في إحياء بعض المفردات الأمازيغية شبه
البائدة مهما كلفه ذلك من ثمن. وما أؤكد عليه هو ارتكاز ذلك على أسس
علمية منطقية بعيدة عن الارتجالية والعفوية أو ما يشبه الأسطورة حفاظا
على هذا التراث الإنساني الذي هو ملك كل شعوب العالم ومفتاح العديد من
الأسرار البشرية والطبيعية.
Tanemmirt
عبد النجيم المرابط (جرباص)،
طنجة في 27/3/2001