|
|
الفرق بين "ستار أمازيغ" و"أستوديو دوزيم" بقلم: محمد زروال (تونفيت )
أعلنت القناة الأمازيغية منذ مدة عن مشروع برنامج موسيقي كبير يوازي برنامج استوديو دوزيم على الأقل في الشكل، يستهدف البحث عن الطاقات والمواهب الفنية الأمازيغية. ويحمل هذا المشروع اسم «ستار أما زيغ «، والذي ستنطلق فعالياته في شهر مارس من السنة الجارية، وتأتي هذه الخطوة في إطار محاولة القناة رد الاعتبار للفنان الأمازيغي الذي عانى من التهميش لمدة طويلة في وسائل الإعلام الرسمية. ومما لا شك فيه أن هذا البرنامج سيفتح الباب أمام مجموعة من الشباب المتحمسين لحمل مشعل الأغنية الأمازيغية والمحافظة عليها لضمان استمرارها في تأثيث المشهد الفني المغربي في زمن بدأت فيه العديد من الوجوه الفنية المتميزة تغادر إلى دار البقاء مثل الفنان محمد رويشة الذي كان من المنتظر أن يكون عضوا في لجنة التحكيم، ووفاء لروحه قرر منظمو البرنامج ترك كرسيه فارغا في سهرات البرنامج. عندما كانت الحركة الأمازيغية تطالب بضرورة تأسيس الإعلام الناطق بالأمازيغة لم تكن تتحدث من فراغ بل كانت تنظر إلى الإعلام من هذه الزاوية أي اعتبار وسائل الإعلام منفذا لتطوير أشكال التعابير الفنية الأمازيغية لضمان استمرارها خاصة مع المنافسة الشرسة التي تمارسها وسائل الإعلام الشرقية والغربية. وقد رأينا أن العديد من الفنانين في مختلف مناطق العالم قد استفادوا من برامج تلفزية سمحت لهم بالتألق والانفتاح على الخبراء في المجال الفني وربطوا علاقات مع شركات الإنتاج وتبادلوا الخبرات مع فنانين آخرين. لكن ما يثير الانتباه في الأيام الماضية ظهور مجموعة من الأقلام والأصوات المأجورة والتي ترفض طي صفحة الماضي وتصر على الخضوع لتصورات عنصرية قديمة لم تعد صالحة للتداول في مغرب الألفية الثالثة. هذه الأصوات تعتبر أن إيمازيغن أو « الكرابز» حسب تعبيرها لا يستحقون برنامجا موسيقيا في مستوى أستوديو دوزيم الذي سبق ونددنا في السنوات الماضية بإقصائه للأغنية الأمازيغية بمبررات واهية. وهي خطوة لا زالت إدارة دوزيم مصرة عليها من خلال تخصيص خانة للموسيقى العربية وأخرى للموسيقى الغربية في استمارة المشاركة في الدورة التاسعة الموضوعة في موقعها الالكتروني. وهذه بداية فقط. أكيد أن المشرفين على كل المسابقات الفنية الأخرى في القنوات المغربية، والتي تقصي الأمازيغية والأصوات الرافضة لتمازيغت كقضية عادلة ستحاول جاهدة أن توقف مسيرة البرنامج. وقد بدأت بوادر ذلك تتضح مع شركات الإشهار، فالبرنامج استقبل بصدر رحب في أوساط الشباب الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة وعيا منهم بدور هذه المسابقة في دعم مواهبهم، كما أن الإقبال الكبير يشكل انتقاما للحيف الذي تعرضوا له من طرف منظمي أستوديو دوزيم في مجال الغناء وبرنامج كوميديا بالنسبة للفكاهة. لا مجال للمقارنة بين»ستار أما زيغ» ذي البعد الوطني والذي يريد إعطاء القيمة لفن أمازيغي أنجبته التربة المغربية ونما وترعرع في وجدان الإنسان المغربي وسهر على تطويره رواد كبار أفنوا حياتهم في خدمته وبناء معالمه بكل حب وإخلاص دون مساعدة رسمية من الدولة. وبين «أستوديو دوزيم» الذي يقصي هذا العنصر الهام من الثقافة المغربية ويستبدله بعنصرين آخرين بعيدين عن وجدان المغاربة وعن تمثلاتهم، أعني الأغنية المشرقية والغربية المدعومتين من طرف جهات كثيرة لا لشيء إلا لأنهما تعابير الطرف المهيمن والمسيطر اقتصاديا وسياسيا. إن ما تقوم به إدارة دوزيم يعتبر جريمة في حق التراث المغربي الشعبي، ففي الوقت الذي تقاوم فيه كل دول العالم رياح العولمة بإعطاء القيمة لتعابير ثقافتها المحلية تصر دوزيم على تهميش الإبداع الشعبي المغربي الناطق بالأمازيغية أو بالدارجة المغربية لخدمة أجندة نخبة فرنكفونية متحالفة مع بورجوازية المال والأعمال داخل المغرب. |
|