|
|
حوار مع الدكتور عبد العالي تلمنصور، منسق مسلك الدراسات الأمازيغية بجامعة ابن زهر بأكادير أجرى الحوار: رشيد نجيب
سؤال: ما هي الأهداف المتوخاة من وراء إحداث مسالك خاصة بالدراسات الأمازيغية ببعض الجامعات المغربية؟ جواب: من المعلوم أن التكوين في مجال الدراسات الأمازيغية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر باكادير انطلق منذ سنة 2006 بالنسبة لسلك الماستر، وبالمقابل انطلق العمل بمسلك الدراسات الأمازيغية منذ الموسم الجامعي 2007/2008 وقد تخرجت الآن ثلاثة أفواج من الطلبة بالمسلك. وتكمن الأهداف العامة من التكوين الجامعي في الدراسات الأمازيغية في إمداد الطالب بمعارف أساسية في اللغة والآداب والثقافة الأمازيغية، الاستجابة للانتظارات الراهنة في مجال تعليم وتعلم الأمازيغية، فتح رهانات جديدة على مستوى البحث العلمي في اللغة والآداب والثقافة الأمازيغية، المساهمة في انفتاح المؤسسة الجامعية على محيطها بمكوناته السوسيو اقتصادية والسوسيو ثقافية إضافة إلى إعداد الطالب لمواصلة دراساته العليا في مجال الأمازيغية خاصة في مجال اللسانيات الأمازيغية نظريا وتطبيقيا. سؤال: ماذا عن طبيعة التكوين الجامعي الذي يخضع له الطالب في مجال الدراسات الأمازيغية؟ جواب: لدينا مواد دراسية متنوعة متعلقة باللغة وأخرى متعلقة بالآداب وبالثقافة الأمازيغية كالأنتروبولوجيا الثقافية، والحضارة والتاريخ وكذلك علم الاجتماع في جانبه النظري في أفق التركيز مستقبلا على إنجاز تطبيقات علمية في سوسيولوجيا الثقافة الأمازيغية بتوفر أساتذة متخصصين في هذا المجال، وذلك نظرا للخصاص القائم في هذا التخصص بالنسبة للأساتذة المؤطرين. في الجانب اللغوي، ندرس اللسانيات ونحو اللغة الأمازيغية ثم الإملائية الخاصة بالحرف الأمازيغي تيفيناغ وكل ما يخص القواعد الإملائية والمعجم الأمازيغي بالنسبة للفصل الأول من التكوين الجامعي، ودراسة وتحليل النصوص والتعبير الكتابي بالأمازيغية في الفصل الثاني. ونستهدف ترسيخ المفاهيم الأساسية في علوم اللغة ومجالات اللسانيات الأمازيغية ودراسة قواعد اللغة الأمازيغية ابتداء من الحرف، الفعل، الاسم، الصيغ الفعلية المختلفة، أنواع الجموع، أحوال الاسم في الأمازيغية: حالة الإرسال وحالة الإلحاق. وفي الفصل الثالث لدينا التراكيب وكل ما يتصل بدراسة المعجم الأمازيغي. ودراسة كل ما له علاقة بالآداب الأمازيغية حيث يتم البدء بمدخل إلى الأدب الشفوي في الثقافة الأمازيغية والأنواع السردية، وفي الفصل الرابع من الدراسة الجامعية لدينا الأدب الأمازيغي المكتوب والأنماط الشعرية الأمازيغية، وفي نفس الفصل تتم دراسة التهيئة اللسانية للغة الأمازيغية وعلم اللهجات وذلك لإعداد الطالب إعدادا جيدا من أجل التخصص إما في ديداكتيك الأمازيغية أو التنشيط الثقافي. لينتهي كل فصل بمجزوءة رابعة تضم مواد يطلق عليها مواد التفتح تضم: مدخل إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية، مدخل إلى الثقافة الأمازيغية، مدخل إلى الحضارة الأمازيغية، تاريخ الجنوب، الجغرافيا البشرية، مدخل إلى علم الاجتماع، سوسيولوجيا الكتابة أي كل ما يخص تطور الكتابة في المجتمع الأمازيغي وإعداد قراءات مختلفة لما كتب بالأمازيغية من إنتاجات مختلفة من جميع الجوانب التاريخية والحضارية والثقافية، الترجمة،...الخ. سؤال: هل تتوفر الدراسات الأمازيغية على تخصصات معينة؟ جواب: بالفعل، فانطلاقا من السنة الثالثة، يتخصص الطالب الجامعي إما في الجانب الديداكتيكي والتعليمي و التربوي الخاص بالأمازيغية، أو في الوساطة الثقافية والتي تتضمن عدة أنشطة منها: الصحافة، المجال السمعي البصري، السياحة الثقافية، علم المتاحف. إزاء هذا التكوين النظري، هناك تداريب يقوم بها الطلبة خاصة في تدريس الأمازيغية بالمؤسسات التعليمية المعنية للارتقاء بممارسته واكتساب تجربة ميدانية وتطبيق المكتسبات المعرفية في هذا المجال بشكل ميداني. وفي تخصص الديداكتيك يتم دراسة كل ما يهم سيكولوجية التربية، نظريات التعلم، منهجيات التدريس، الديداكتيك العامة. أما المسار التوجيهي الثاني فهو يخص التنشيط الثقافي لتأهيل الطالب لولوج عدة ميادين منها: القطاع السمعي البصري، السينما، المسرح، العمل الجمعوي، تسويق المنتوج الثقافي. ونلاحظ هنا أن المادة العلمية المعدة للتدريس مهمة وغنية ومفيدة للطالب وتمنحه تكوينا متينا. سؤال: يتساءل الكثير من المهتمين عن أفاق الطالب المتخرج من الدراسات الأمازيغية؟ جواب: أشير إلى أنه ورغم حداثة المسلك فقد كنا أول من طبق مقتضيات الإصلاح الجامعي الجديد واعتماد الجيل الجديد من المسالك، وانخرطنا في ذلك بكل إيجابية بتسطير مسارين شبه مهنيين يمكنان الاختيار بين مسارين للاندماج في سوق الشغل وتجاوز النظرة التقليدية المرتبطة باللغة والأدب. هذان المساران يفتحان آفاقا واعدة لعموم الطلبة خاصة مع وجود إرادة رسمية لإدماج الأمازيغية في الحياة العامة، وهناك العديد من خريجي المسلك انخرطوا في سلك التعليم الابتدائي في حين يتابع آخرون دراستهم على مستوى الماستر، كما انخرط العديد من الخريجين في برامج التنشيط الثقافي التي تستهدف الأمازيغية... سؤال: من الملاحظ أن الكثير من الطلبة يختارون تخصص ديداكتيك الأمازيغية، إلى ماذا يعزى ذلك؟ جواب: في نظري يعتبر السبب واقعيا وموضوعيا، وذلك في انتظار بدء عملية تدريس الأمازيغية بالسلكين الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي. وبالتالي فالطالب الجامعي يحرص على تمتين تكوينه في مجالات ديداكتيك الأمازيغية لتعزيز فرصه، لأن من شأن عملية إدراج الأمازيغية في الإعداديات والثانويات استثمار جيد لخريجي مسلك الدراسات الأمازيغية والارتقاء بمستوى تدريس الأمازيغية اعتبارا للأهمية القصوى التي يكتسيها هذا الموضوع وكذلك تحفيز الطلبة الجدد على التوجه نحو الدراسات الأمازيغية. سؤال: ماذا عن الأنشطة الثقافية والعلمية الموازية التي يبادر مسلك الدراسات الأمازيغية إلى تنظيمها؟ جواب: تعتبر الأنشطة الموازية عنصرا تكميليا للتكوين الأساسي كما أنها تجسد انفتاح الجامعة على محيطها الخارجي بتنوع مكوناته. في هذا الإطار ورغم حداثة المسلك فقد قمنا بتنظيم العديد من الأنشطة العلمية والثقافية، ولدينا في رصيدنا العديد من الندوات والأيام الدراسية: الملتقى الأول كان حول اللغة والثقافة الأمازيغية وناقش عدة مواضيع: تدريس اللغة الأمازيغية، اللغة والثقافة، اللغة والهوية، وضع الأمازيغية، الكتابة و الإبداع الأدبي، الترجمة،... وركز الثاني على التراث الموسيقي الأمازيغي والثالث حول تدريس الأمازيغية. كما نظمنا ثلاثة ملتقيات علمية كبرى: ندوة دولية حول اللغة والثقافة الأمازيغيتين، ندوة وطنية حول اللغة الأمازيغية والإبداع الأدبي، وبالنسبة لهذه السنة نظمنا ندوة وطنية حول الأدب الأمازيغي الحديث في شهر دجنبر المنصرم بمشاركة عدد من الباحثين والمهتمين، ونحن الآن بصدد إصدار أعمال هذه الملتقيات. وأود هنا الإشادة بمجهودات جميع الأساتذة الذين شاركوا معنا في تأطير أشغال هذه اللقاءات، كما أشيد بمجهودات الأساتذة الباحثين بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي يعتبر شريكا أساسيا للمسلك وكذلك الأساتذة المنتمين لجامعة ابن زهر في شعب اللغة الفرنسية والتاريخ وعلم الاجتماع واللغة الانجليزية، كما أشيد بمجهودات الأساتذة المتعاقدين على مستوى التدريس والتأطير بمسلك الدراسات الأمازيغية بكلية الآداب و العلوم الإنسانية باكادير. |
|