|
|
هل تفعلها قناة دوزيم مرة أخرى؟ بقلم: محمد زروال (تونفيت)
بدأت القناة الثانية منذ مدة بث إعلان مسابقتها الفنية القديمة التي ستبلغ دورتها الثامنة، وتقترح القناة مشاركة الشباب المغربي والمغاربي في مسابقة لاكتشاف مواهب الغناء من خلال إقصائيات بين المشاركين تمتد لأزيد من شهرين. لكن الشيء الذي لاحظناه في الدورات السابقة هو إقصاء الأغنية الامازيغية لأسباب لا يعرفها إلا سليم الشيخ وباقي أنصار العروبة في مملكة العام زين . وقد كتبت العديد من المقالات في السنة الماضية حول الموضوع قبل انطلاق المسابقة لتحذير مسؤولي القناة وتدارك إقصاء إيمازيغن، لكنهم فضلوا الاستمرار في جعل الغناء الأمازيغي محصورا في سهرات تنعدم فيها الحرفية من حيث التنشيط وإمكانيات التواصل حيث تمر السهرات بشكل بارد جدا بدون حماس أو إحساس. بل إن الحوارات تكون مبتذلة جدا لأنه تم الاتفاق حولها قبل بداية السهرة. لكن الظروف التي يمر منها الشمال الإفريقي والمشرق العربي على المستوى الأمني حيث سقط النظام الديكتاتوري في تونس، واندلعت المظاهرات في الجزائر والمغرب، وليبيا تحولت إلى ساحة حرب بين الثوار وأنصار القذافي الذي ينتظر ساعة الرحيل. كل هذه التطورات قد تفرض على دوزيم مراجعة سياستها مع هؤلاء الشباب المتحمسين والمتشوقين للغناء بلغتهم الأم، اللغة التي يحبون ويحلمون بها. فالمظاهرات التي تعرفها مجموعة من المناطق الأمازيغية كصفرو وخنيفرة والحسيمة، أضف إلى ذلك فوز الشاب طارق فريح بجائز ة الجمهور وهو من أصول ريفية، ولم يتردد أثناء المسابقة في الافتخار بانتمائه الأمازيغي وذلك عندما غنى مجموعة من الأغاني الخالدة مثل كاع كاع يا زبيدة لسعيد ماري واري. هذه الأغاني نالت استحسان الجمهور المغربي في الداخل والخارج في الجنوب والشمال. وقد تفاعل معه كل الحاضرين في بلاطو التصوير وكذلك مشاهدي البرنامج والدليل فوزه بجائزة الجمهور من خلال التصويت ب س م س. وأنا متأكد أن غناءه بالأمازيغية ساعده كثيرا للفوز في المسابقة رغم أن تلك الأغاني لم يشارك بها في المسابقات الرسمية. كما أن شعبية البرنامج قد تراجعت كثيرا مقارنة مع الدورات السابقة. وأظن أنه مع كل هذه التطورات والمستجدات ستكون دوزيم مجبرة على إبداع وسيلة جديدة لتشجيع الجمهور لمتابعة أطوار هذه الدورة وقد يكون إدراج الأغنية الامازيغية إحدى هذه الوسائل. وهناك مؤشر آخر يؤكد هذا الطرح وهو أن الشاب طارق فريح ذو الأصل الريفي يشارك في حملة الدعاية لهذا البرنامج وباستعمال اللغة الأمازيغية. وللإشارة فإن الفن بمختلف تلاوينه خير معبر على هوية الشعوب، فبعد برنامج ستار أكاديمي للمغرب الكبير الذي بثته قناة نسمة التونسية والذي تميز بمشاركة شاب من تيزي اوزو وافتخاره بأمازيغيته وانتمائه إلى هذه الثقافة وأدائه كذلك لمجموعة من الأغاني القبايلية الرائعة مثل رائعة يدير ابابا اينوفا، هذا الحضور جعل قناة نسمة تعطي أهمية للبعد الأمازيغي ببلدان الشمال الإفريقي وتتجنب استعمال مفهوم المغرب العربي الذي نصطدم به في الكتب المدرسية والنشرات الجوية في مغرب القرن الواحد والعشرين وحتى بعض برامج قناة تمازيغت، وأصبحت قناة نسمة تستعمل مفهوم المغرب الكبير أو المغرب أمقران. و إنها لخطوة رائعة لقناة تونسية أن تستعمل هذا المفهوم، علما أن النضال الأمازيغي في تونس يكاد يكون منعدما مقارنة مع البلدان المغاربية الأخرى. في النهاية يبقى أملنا كبيرا في إعطاء الفرصة للفن الأمازيغي بالظهور ولما لا التألق في هذه المسابقة والبرامج الأخرى لأنه لوحظ تراجع في الاهتمام بها بعد إنشاء قناة تمازيغت كأنهم يقولون تلك قناتكم ودوزيم قناتنا، لأن الفنون كما قلت سابقا خير ما يعبر عن خصوصياتنا الثقافية والحضارية في الملتقيات الوطنية والدولية. فلا يعقل أن يستدعى الفنانون من الخارج مقابل الملاييين ويتم تعويض الفنان المغربي بالفتات ومهرجان موازين خير دليل على ما نقول. |
|