|
|
الفنان الأمازيغي الشاب مبارك أولعربي في ذمة الله بقلم: مصطفى ملو
توفي أمس الأحد (09 يناير 2011) الفنان الأمازيغي الشاب مبارك أولعربي، مؤسس فرقة «صاغرو باند»، وواحد من ألمع نجوم الأغنية الأمازيغية الملتزمة العصرية بالمغرب. ورغم أنه لازال في بداية مشواره وفي ريعان شبابه، إلا أن مبارك أولعربي المعروف ب «نبا» خلف رصيدا غنائيا حفر به اسما من ذهب في لائحة رواد الأغنية الأمازيغية الملتزمة، فقد غنى للحرية،والبطالة، وهموم الشعب، كما غنى للحب، وللعدالة. ولم ينس مبارك أولعربي الذي توفي وهو في ربيعه الثامن والعشرين أن يغني للهوية وضد التهميش والإقصاء، ومواضيع أخرى تصب كلها ضمن اهتمامات وانشغالات الشعب، والملاحظ أن مجمل أغانيه التي يعتبر من أبرزها «رسالة إلى أوباما» تتميز بطابع ثوري حماسي. وتوفي هذا الفنان الشاب والحاصل على جائزة أحسن مغنِّ أمازيغي، التي يمنحها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، حسب عائلته، إثر مرض عضال لم ينفع معه علاج وفق ما ذكرته وكالة المغرب العربي للأنباء. و»نبا» (وهو اللقب الذي كان يعرف به امبارك)، فنان متعدد المواهب، فهو فضلا عن كونه مغني وملحن مجموعة صاغرو باند (يعزف على القيثارة والناي والسكسوفون)، فهو أيضا فنان تشكيلي متخصص في فن رسم الوجوه وشاعر باللغة الأمازيغية. وكان «نبا» يروم، رفقة مجموعة من المغنين في الجنوب الشرقي للبلاد، من خلال تأسيس مجموعة صاغرو باند سنة 2006، إعطاء نفس جديد للأغنية الأمازيغية المعاصرة، والدفاع عن «أسلوب أمون»، الذي كان يتوقع منه إنتاج موسيقى بديلة. وفضلا عن ألبومهم الأخير «نو بوردرلاينز»، حيث يغنون بالأمازيغية والأنجليزية، فإن فناني صاغرو باند، وعلى رأسهم نبا، أصدروا أربعة ألبومات أخرى، هي «ميساج تو أوباما» (رسالة إلى أوباما) و»موحا» و»تيليلي» و «أواس إي تالا» (نهاية النهار). وكان الراحل ،الذي يعد من مواليد ملعب، دائرة كلميمة، حاصلا على إجازتين، الأولى في العلوم القانونية بمكناس والثانية في الدراسات الفرنسية بالكلية متعددة الاختصاصات بالرشيدية. يذكر أن وفاة مبارك أولعربي خلفت حزنا وأسى شديدا لساكنة الجنوب الشرقي خاصة والحركة الأمازيغية، كما أن ذات الوفاة أثارت جدلا واسعا حول أسبابها، فالأخبار الواردة من المقربين من الراحل لا تستبعد فرضية تعرضه للتسميم من قبل جهات مجهولة، مباشرة بعد مشاركته الأخيرة في مهرجان «تويزا» للثقافة الأمازيغية بطنجة حيث كانت تلك آخر مرة يظهر فيها أمام الجمهور. رحم الله الفقيد ورزق عائلته الصغيرة وجمهوره العريض الصبر والسلوان، وإنّا لله وإن إليه راجعون. (عن موقع «www.hespress.com» بتاريخ 10 يناير 2011) |
|