|
|
الاستقلاليون يزدردون التفاهات بقلم: ذ. مبارك اباعزي
إنه لمن السخرية، والتفاهة، والحمق، والنذالة، أن تقوم جريدة من الجرائد التافهة، كجريدة العلم، بنشر مقال يضاهيها تفاهة، في عددها 21661، عنوانه: «مغاربة يروجون لدولة الريف، ويدافعون عن إسبانية مليلية»، وهو العنوان الوحيد المضغوط المكتوب باللون الأحمر، للتنبيه إلى خطورة الموضوع، فضلا عن أنه كتب في الصفحة الأولى، و في الجهة اليمنى. وإذا كانت هناك بعض النصوص التي لا تستحق الرد، كهذا النص، فإن هذا الفرش لا يرمي أساسا إلى ذلك، وإنما إلى إماطة اللثام عن الدناسة والدناءة التي يتصف بها الاستقلاليون. جاء في المقال ما يلي: « تذمرت الساكنة المغربية بمليلية المحتلة من التصرفات المشبوهة التي تقف وراءها أطراف رفعت في المرة الأخيرة من حدة أصواتها وبالغت في نفث سمومها الهادفة إلى خلق النعرات القبلية بين ساكنة المنطقة عبر التشكيك في مغربية المدينة المحتلة.». قد يتساءل القارئ عن ماهية هذه الأطراف التي ترفع أصواتها وتنفث سمومها، جاء في تتمة المقال ما يلي: «وهي حاليا ( يقصد الأطراف) بصدد الترويج داخل الثغر المحتل لراية ما يسمى بدولة الريف بعد أن فتحت قنوات الاتصال والتنسيق مع انفصاليي جبهة البوليزاريو. ». ونعتقد أن هذه الأراجيف تستحق أن نقف عندها، راصدين مكامن الخلل، وكاشفين عن المتاهات التي يحدس فيها الفاشيون، وسنبسط موقفنا على شكل عوارض: ـ إن هذا العنوان عنوان مغرض، فالريفيون لا يروجون لدولة الريف، بل يطالبون بالحكم الذاتي. كما أنهم يعرفون حق المعرفة أن دولة الريف ليست في صالحهم، لأن وطنهم الحقيقي هو المغرب بكامله، وليس شبرا منه. أما عن إسبانية مليلية، فإن الريفيين، هم الذين دافعوا على امتداد تاريخهم عن الوحدة الوطنية، وهم الذين طردوا الإسبان من أرضهم وليس الاستقلاليون. ولهذا يبدو هذا الرأي هشا، بالمقارنة مع ما يشهد عليه تاريخ هؤلاء. فلا يمكن للريفيين أن يتركوا أرضهم للاستقلاليين لكي يتمتعوا بخيراتها وحدهم. ـ إن الداعين إلى الحكم الذاتي للريف، والأمازيغ عموما، سبق لهم أن أصدروا بيانا يفند ما ذهب إليه مناصرو البوليزاريو، في الجرائد الأمازيغية المختلفة... والأمازيغ في علاقتهم بالصحراء يقولون دائما إن أرض الصحراء هي أرضهم، ولا يمكن أن يسمحوا للصحراويين بتأسيس جمهورية عربية في أرض أبناء مازغ. ـ إن ما يسعى إليه الاستقلاليون، ضيوف المغرب بالقسر، يشكل خطرا على كيانهم العروبي أمام محكمة التاريخ. وليس مقبولا البتة، أن يتم التصريح بأن هناك من يبحث عن دعم في أرجاء إسبانيا، ونحن نعرف، أن هذا البلد من الدول المناصرة للمغرب في مغربية الصحراء، فكيف يتحولون بلحظة إلى القول بدولة الريف.وللعلم، فقد سبق لكاتب تراهات آخر أن نشر نصا مغرقا في التفاهة، تناول الموضوع نفسه، يمكن للقارئ الكريم أن يطلع على نقده في جريدة أكراو أمازيغ في عددها 34/ 236، الصدر في 01 أبريل 2010. لهذا، ومن باب السجال الحقيقي الهادف، نعتقد أن على الاستقلاليين أن يعتذروا للحركة الأمازيغية من أجل الحكم الذاتي في الريف، نتيجة نشر أكاذيب، لا علاقة لها بها. كما أن عليهم التوقف عن نشر الرذيلة السياسية، من باب : «لا تحشروا أنوفكم وأفواهكم في كل شيء.» (مبارك اباعزي، طانطان)
|
|