|
|
ورد وأشواك: الأمازيغية وغزة والعروبة بقلم: فكري الأزراق
تحولت الحركة الأمازيغية من مجموعة جمعيات حاملة للهم الثقافي إلى قوة اقتراحيه صعبة التجاوز، وذلك بالانتقال إلى طرح أسئلة وإشكالات تتجاوز ما هو ثقافي إلى السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وقد أنتجت هذه الحركة خطابا معارضا لخطاب الدولة والأحزاب السياسية حيث ربطت خطابها بالهوية الأمازيغية قبل كل شيء عكس الأحزاب السياسية والمخزن ذي الانتماء القومي العربي، وكذا مختلف التنظيمات المدنية، الذين ربطوا كل شيء بالعروبة والإسلام. وتمكنت الحركة الأمازيغية من تحقيق أهداف كانت تعتبر من عاشر المستحيلات كولوج اللغة الأمازيغية المدرسة العمومية بحرف تيفيناغ رغم كل المعيقات المصاحبة لعملية التدريس، وتمكنت من إيصال صوت "إيمازيغن" إلى المحافل الدولية عبر منظمة الكونغريس العالمي الأمازيغي.... كل ذلك من أجل صياغة عقد اجتماعي بين الدولة والمجتمع يستلهم أسسه من الهوية التاريخية الأمازيغية للمغرب، ويجد قوته في جعل المجتمع قيادة حقيقية لأي انتقال ديمقراطي. وهذا ما جلب للحركة الأمازيغية أعداء كثرا، سيما الذين يرون في الأمازيغية تهديدا للعروبة والإسلام، وللوحدة العربية (كأن هناك وحدة فعلا) ومن يستفيدون من الوضع القائم الذين لا يرغبون في أي انتقال ديمقراطي حقيقي، فلجأوا إلى البحث عن سبل من شأنها النيل من خطاب الحركة الأمازيغية ومصداقيتها كاتهامها بالتطبيع مع إسرائيل الصهيونية، وبتفكيك وحدة الوطن، وبتمويلها من رأسمال أجنبي، وغير ذلك من الاتهامات. وقد استغل أعداء القضية الأمازيغية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة لشن هجومات كثيرة على الأمازيغ، ووظفوا بيان إحدى الجمعيات الأمازيغية الذي رحب بزيارة وزيرة خارجية اسرائيل "تسيبي ليفني" للمغرب قبل اندلاع حرب غزة، مع العلم أن الجمعية التي أصدرت البيان لا تمثل الأمازيغ، والأفظع من هذا هو تجرؤ بعض العناصر من هؤلاء الأعداء على توزيع منشور بمدينة الناظور أمام أعين السلطات يتهمون فيه "إيمازيغن" بالتعامل مع إسرائيل. لقد تضامن الأمازيغ في المغرب مع فلسطين وخرجوا في مسيرات احتجاجية للتنديد بما يحدث في غزة من مجازر، وألغت جمعيات أمازيغية كثيرة احتفالاتها بالسنة الأمازيغية الجديدة تضامنا مع غزة، ومع هذا كله يتهمهم البعض بالتطبيع مع إسرائيل، فماذا يعني هذا؟ الكل يعلم أن الأصوات الأمازيغية الحقيقية/ لا الانتهازية، في المغرب غير مرغوب فيها اليوم لأنها أربكت حسابات الكثير من الساسة وحكام الظل، ولذلك يحاول النظام إقبار مطالبها واحتواء بعض أقطابها ومحاصرتها إعلاميا. والأفظع من هذا كله تشويه سمعتها لدى الرأي العام، فكيف نفسر مثلا السكوت الإعلامي المفضوح عن محاكمة النشطاء الأمازيغيين في مكناس الذين صدرت في حقهم أحكام بالسجن وصلت إلى 32 سنة؟ وكيف نفسر ممارسة الرقابة على الأصوات الأمازيغية الخارجة عن سيطرة المخزن، إعلاميا وسياسيا؟ لا يمكن تفسير ذلك إلا بنوع من العنصرية والرقابة الممنهجة من طرف الدولة العربية ضد الشعب الأمازيغي، غير المرغوب فيه، بعد أن تمكن هذا الأخير من فرض نفسه في الساحة الإعلامية، وذلك عبر خلق إطارات مخزنية موازية للإطارات الشعبية الأمازيغية، حتى أصبح النسيج الجمعوي الأمازيغي عبارة عن خليط من الانتهازيين والوصوليين والسماسرة المسخرين من طرف النظام لتشويه صورة الأمازيغية. www.fikrielazrak.tk
|
|