جمعية إزرفان وجمعية محمد خير الدين

بـــلاغ إلى الرأي العام الوطني والدولي

مرة أخرى يبرهن المخزن العروبي المتحكم في دواليب السلطة ببلادنا على عدائه الواضح لكل ما هو أمازيغي، ويأبى إلا أن يكشر مجددا عن أنيابه أمام كل فعل نضالي أمازيغي حر ومستقل، ويؤكد على استمراره في نهجه اللاديمقراطي ومواصلته لمسلسل المحاصرة والقمع والتضييق على نشطاء وتنظيمات الحركة الأمازيغية الرافضة لهضم مناوراته المكشوفة وتزكية خطابه المخادع فيما يتعلق بملف المطالب والحقوق الأمازيغية، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية .

ففي أثناء انعقاد الندوة الثقافية العلمية المنظمة بتعاون وتنسيق بين جمعية إزرفان وجمعية محمد خير الدين بتاريخ 31يناير 2009 بقلب مدينة الدار البيضاء حول التاريخ المغربي القديم وتحت شعار: «المغرب العريق: إضاءات على ما قبل 1200 سنة من تاريخ الأمة الأمازيغية»، قامت الأجهزة الأمنية ممثلة أساسا في أفراد الاستعلامات العامة والمخابرات و»مقدم الحي» باستنفار وإنزال عناصرها في مكان انعقاد النشاط، وإبان انطلاق الندوة انضم قائد المنطقة وعميد شرطة إلى عين المكان ومارسوا عدة ضغوطات واستفزازات على مسؤولي «غرفة التجارة والصناعة والخدمات»/ مكان انعقاد اللقاء من جهة، وعلى مسؤولي الجمعيتين المنظمتين من جهة ثانية، حيث اشترطوا على الجمعيتين سحب البلاغ الذي تمت تلاوته في الندوة وتكذيبه مقابل السماح لهما بمواصلة برنامج الندوة، وأمام الرفض المطلق لمسؤولي الجمعيتين لهذا الأمر غير القابل للنقاش وامتناعهم الدخول في مفاوضات أو مساومات حول الموضوع، أمر المسؤولون الأمنيون مسؤولي»الغرفة» بإفراغها من الحضور ووقف استمرار الندوة، التي كانت حينذاك في أشواطها الأولى وعمدوا إلى قطع الكهرباء عن القاعة المحتضنة للندوة وإيقاف مكبر الصوت، بينما تحدت الجمعيتان والمحاضرون والجمهور الحاضر هذه الإجراءات التعسفية وواصلوا أشغال الندوة في الظلام. ولولا الحكمة وضبط النفس اللذين أبان عنهما مسؤولو الجمعيتين وعموم الحضور الذي غصت به جنبات القاعة، لتطورت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.

إننا في مكتب جمعية محمد خير الدين وجمعية إزرفان، إذ نندد بشدة بهذا الحصار والقمع وبهذه السلوكات المخزنية اللاقانونية واللاحضارية، وإذ نجدد تشبثنا بمضامين البلاغ الآنف الذكر، وبمبادئنا المعلنة وتوجهاتنا واستقلاليتنا وثباتنا في مواقفنا وقناعاتنا المبنية أساسا على مبدأ عدم التفريط في استمرارنا في النضال السلمي والحضاري إلى غاية تحقيق كل مطالب شعبنا وحقوقه المشروعة، نعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي:

محليـا :

ـ شجبنا للتشويش والمضايقات التي تعرض له نشاطنا الثقافي قبل وأثناء وبعد انعقاده، وللضغوطات والتهديدات المتواصلة ضد رئيس «جمعية إزرفان»، وللتعتيم الذي قوبل به نشاطنا خصوصا من طرف القناة الثانيةM2 التي اختارت أن تكون بوقا دعائيا مطبلا لفعاليات وقافلة ما يسمى « 12 قرنا من تاريخ مملكة» بينما امتنعت عن تغطية ندوتنا التي سعت إلى إبراز بعض جوانب تاريخنا الوطني المجيد الذي يعود إلى ما قبل 12 قرنا بآلاف السنين.

ـ مطالبتنا بالوقف الفوري للتهديدات الموجهة ضد رئيس «جمعية إزرفان» وإلا فإننا نحتفظ بحقنا في بلورة كل الأشكال النضالية والقانونية الممكنة للرد عليها.

وطنيا:

تضامننا المطلق مع:

ـ كل ضحايا القمع والاضطهاد المخزني وفي مقدمتهم سكان «المغرب المنسي والمهمش» ونشطاء وتنظيمات الحركة الأمازيغية.

ـ سكان منطقة ‘تيغمي’ الذين انضافوا إلى لائحة ضحايا نزع الأراضي من طرف الدولة بدعوى أنها ‘ملك غابوي’ .

ـ ساكنة ‘أفلا إيغير’ بتافراوت وجمعيتهم «جمعية تازونت للدفاع عن الحقوق التاريخية المائية» الذين أصبحوا ضحية منجم «أقا گولدن» لاستخراج الذهب، عوض أن يكونوا مستفيدين.

دوليا:

إدانتنا لـ:

(جمعية محمد خير الدين للثقافة والتنمية، افــراوت ـ جمعية إزرفــان، الدار البضاء)