|
|
جمعية أوسان الثقافية تنظم الدورة الثانية لملتقى الريف حول: "الهجرة والتنمية المشتركة" في إطار فعاليات الدورة الثانية لملتقى الريف حول "الهجرة والتنمية المشتركة" ، نظمت جمعية أوسان الثقافية يوم 07غشت 2008 بقاعة دار الجماعة بميضار (إقليم الناظور) مائدة دراسية شاركت في أشغالها عدد من الجمعيات العاملة في مجالي التنمية والهجرة، ومنها تنسيقية أكراو للتنمية المشتركة، تنسيقية وسط الريف للجمعيات الأمازيغية، foundation cooperation CEAR ومنظمات مدنية من فرنسا، بلجيكا، هولندا وإسبانيا. استهل محمد الحموشي أشغال المائدة الدراسية، مرحبا باسم جمعية أوسان الثقافية بالضيوف ومؤكدا أن هذا اللقاء يأتي ليغني معطيات الحركة الجمعوية بالريف حول الموضوع قيد الدرس من منظور عملي يتوخى وضع رؤى وإستراتيجيات للاستفادة من عامل الهجرة في تحقيق التنمية المشتركة ومواجهة تحديات ورهانات تحقيق التنمية الديموقراطية، ليتناول الكلمة بعده محمد المرابط رئيس جمعية الإنعاش ببروكسيل الذي أكد على ضرورة تدعيم وتعزيز التعاون بين الجمعيات بالريف وتلك المتواجدة بأروبا وتشجيع العمل التشاركي فيما بينها من أجل صياغة وتدبير الأنشطة التنموية والبحث عن مصادر التمويل لتنفيذ المشاريع المحلية التي تعكس أولوية الساكنة في هذه المنطقة المهمشة والمحاصرة لعقود. من جانبه تطرق السيد سعيد العبوتي إلى العلاقة بين تدبير برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير التكوين المناسب للعامل البشري، مؤكدا أن إبعاد اللغة التي يتواصل بها المواطنون عن المجال العام وتوظيف لغات غير اللغة الأم -أي الأمازيغية - تحد من فرص تحسين أوضاع وأحوال المواطنين الاقتصادية والاجتماعية، مضيفا أن التنمية الحقيقية لا يمكن تصورها في منأى عن تحقيق عدالة اجتماعية تتيح تساوي الفرص في الحصول على الدخل والاستفادة من الخدمات الصحية واحترام حقوق المواطنة في أبعادها المتعددة، وخاصة احترام الحقوق الأساسية للمرأة التي غالبا ما يتم انتهاكها تحت ذريعة تبريرات واهية. وذكرت السيدة ماريا عن منظمة CEAR الإسبانية أن منطقة الريف تعرف حالة هجرة تمس الجميع: أسر، عائلات، جمعيات ومجتمع وأن دور منظمتها CEAR هو مرافقة العمل الجمعوي قصد تأهيله والعمل على تنسيق أنشطته للقيام بتنمية هذه المنطقة التي يمكنها أن تستثمر عامل القرب من الضفة الشمالية للمتوسط للاستفادة من النمو المطرد فى الإنتاجية الأروبية عن طريق التنمية المشتركة بين الجمعيات، وسجلت السيدة ماريا في مداخلاتها الكثير من المشكلات والتحديات بسبب التفاوت الإنمائي الكبير بين جهات المغرب والتأخر التنموي في مستويات التربية والصحة ومحاربة الأمية وعلى مستوى البنية التحتية والحقوق الأساسية للمرأة، لتخلص المتدخلة إلى أن الفاعلين الجمعويين بحاجة إلى العمل المنسق والمنسجم في الريف والمهجر من أجل التنمية المشتركة وإعطاء فرص أكبر لساكنة أحواض الهجرة . وأثناء المناقشة تدخلت عدد من ممثلي الجمعيات الذين أكدوا على ضرورة الاستعجال بإرساء تقليد جامعة صيفية للتنمية بالريف والبحث عن أساليب جديدة للعمل قصد تجاوز بعض الإكراهات التنظيمية للحركة الجمعوية الديموقراطية. وجدد المشاركون مطالبتهم الدولة بمراجعة سياسة الاستثمار القائمة على التمييز بين الجهات، وبالأساس العائدات المالية للمغاربة المقيمين بالمهجر عبر سن سياسة تنموية عادلة ومستديمة لوضع قطيعة مع سياسة تهجير ساكنة الريف ووضع حد لتهميش المنطقة ونهب ثرواتها. ووقف المشاركون عند مطلب الاعتراف الدستوري بالأمازيغية لغة رسمية، وضمان حقوق المهاجرين بما في ذلك الحقوق اللغوية والثقافية داخل بلدان الاستقبال، وإقرار المساواة وضمان جميع حقوق المرأة . وطالب الملتقى بإبداع شبكات وتنسيقيات جامعة للعمل الجمعوي والحد من التشتيت لإقدار المجتمع المدني المحلي في تنظيم المواطنين والدفاع عن مطالبهم والتعبير عن مطامحهم وترجمة المشاريع التنموية على أرض الواقع بما يكفل ترسيخ القناعة لدى المواطنين بفاعلية وجدوى العمل الجمعوي في تعبئة كل الطاقات الكامنة في نسيجنا المحلي الاجتماعي والثقافي واستثماره في مجال التنمية المشتركة. (محمد الحموشي) |
|