|
|
الجرائد المغربية وسباق الصفحات الأمازيغية بقلم: مصطفى جليل (قلعة مكونة) في البداية، عندما قرأت خبر إضافة جريدة العلم "الاستقلالية" لصفحة أمازيغية، ظننت أنني في حلم سرعان ما سأستيقظ منه، نظرا لحجم العداء والكراهية التي يكنها حزب الاستقلال للأمازيغية. لكن مع تداول الخبر في المنابر الإعلامية المختلفة، الإلكترونية منها والورقية، تبين لي أن الأمر صحيح وأن القرار جاء ثمرة لقاء بين الوزير الأول عباس الفاسي وأم الجمعيات الأمازيغية ''أمريك''، والذي قرر الحزب على إثره إضافة صفحة أمازيغية بعنوان ''أشنيال أمازيغ" أي "العلم الأمازيغي" وبحروف تيفيناغ، وسيشرف على الصفحة الأسبوعية الإطار الأمازيغي عزيز أجبلي الذي عمل سابقا في شهرية العالم الأمازيغي. خلال قراءتي لعمود حول الموضوع على أحد مواقع الأنترنت، أدركت أن جريدة العلم لم تكن الوحيدة التي أدرجت قسما أمازيغيا ضمن صفحاتها – خصوصا أني لست مطلعا على مثل هذه الجرائد-، فقد سبقتها جريدة العدالة والتنمية، جريدة المنعطف من خلال صفحة ''المنعطف الأمازيغي"، بيان اليوم من خلال "فضاء الأمازيغية"، رسالة الأمة من خلال"تمازغا كل خميس"، أسبوعية الانتفاضة، الوطن، وغيرها من الجرائد الأخرى التي تدرس إمكانية إقحامها الأمازيغية داخل صفحاتها، نظرا لعدد المتتبعين للقضية الأمازيغية وتطوراتها المتزايدة يوما بعد يوم، إضافة إلى دافع آخر أقوى من الأول وهو أن الانتخابات الخاصة بالجماعات المحلية على الأبواب، وبالتالي العمل على استقطاب عدد أكبر من الناخبين سواء من الأمازيغ أو من المتعاطفين مع القضية الأمازيغية والداعين للمصالحة مع الذات. وللعلم فقط، فقد عملت الجريدة التابعة لحزب سعد الدين العثماني على إيقاف صفحتها الأمازيغية التي يشرف عليها الصحافي زكرياء الحجري، لأسباب غير معلومة. إدراج صفحات أمازيغية في بعض الجرائد الوطنية، ليس ما جعلني أستغرب، لأن المصالح فوق كل اعتبار، إنما الوقت المتزامن الذي اختارته هذه الجرائد للقيام بخطوتها هذه، مما جعلني أعتقد بل أؤمن بأن الأمر مجرد منافسة مهنية وسباق من أجل كسب عدد أكبر من القراء بعكس ما يدعيه رؤساء التحرير عن رغبتهم في التعريف بالأمازيغية باعتبارها إرثا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء، وقضية لكل المغاربة بلا تمييز، لأن القضية الأمازيغية كما يعلم الجميع قد برزت منذ سنين عديدة وليس فقط خلال 2007 أو 2008، وأن الثقافة الأمازيغية وجدت منذ قدم التاريخ قبل تأسيس الجرائد، فلم لم يأت هذا الاهتمام إلا في الآونة الأخيرة؟ سؤال أتركه لهذه الجرائد للإجابة عنه. وكيفما كانت الأسباب فالأمازيغية اليوم، كقضية وكثقافة وهوية، استطاعت أن تفرض نفسها على الرأي العام، وأن تحتل مكانة أكبر على صفحات الجرائد والأنترنت، بشكل مثير للانتباه. وللإشارة فإن الحقل الإعلامي المكتوب يتوفر على ثلاث جرائد شهرية أمازيغية منتظمة، وهي: العالم الأمازيغي، تاويزا، أكراو أمازيغ، وهي جرائد للأسف لا تستفيد من الدعم الحكومي، نظرا لخطها التحريري المتميز بالعداء للحكومة والدفاع عن الحقوق الأساسية للإنسان الأمازيغي وليس مجرد الاكتفاء بالتعريف بثقافته، باستثناء جريدة العالم الأمازيغي التي تستفيد من الدعم. |
|