| |
ردا على عبد الله
الدامون:
«بعض الأمازيغيين يفضلون خدمة قضاياهم بعيدا عن دماء
الأطفال»
بقلم: صالح
حضري
قرأت مقالك الصادر بجريدة المساء العدد 461
وجريدة ملفات تادلة العدد 143، المقال الذي تهجمت فيه على أحد رموز الحركة
الأمازيغية، الأستاذ أحمد الدغرني، مؤسس الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي والأخ
موحا عن النهج الديمقراطي. أنا أقدر المرارة التي تطبخ في أعماقك، الإحساس بالهزيمة،
بالإحباط، بالذل، بالإفلاس، الذي ألم بالإنسان العربي.
قلت إن
الطاهر بنجلون رفض الدعوة التي وجهها إليه الرئيس الفرنسي ساركوزي من أجل حضور حفل
عشاء مع رئيس إسرائيل شمعون بيريز. شيء جميل، إنها الشهامة العربية، لكن لماذا حنا
الطاهر بنجلون رأسه ليوشحه ساركوزي بوسام الجمهورية؟ أليس ساركوزي من عشيرة بيريز؟،
ثم، ماذا فعلتم حين استقبل المرحوم الحسن الثاني بيريز الملطخ بدماء الفلسطينيين،
سنة 1986 بمدينة طنجة؟
طبعا لا شيء! الصمت الجامح القاتل، قلت إن الدغرني وموحا كانا يتصلان بشخصيات
اسرائيلية من الدرجة 99 ونسيت أن الزعماء العرب كانوا يتصلون بشخصيات من الدرجة
الأولى، تخدم المصالح الإسرائيلية، وعلى رأسها عدو البشرية، جورج بوش الذي لا يحسن
إلا كلمتي الحرب والإرهاب. ألم يستقبله الزعماء العرب بالهتاف والزغاريد وأمطروه
بالهدايا النفيسة من ذهب؟ بل اتخذوا من البيت الأبيض قبلة لهم، كما قال أحمد
السنوسي.
بالطبع موقف الأمازيغ من القضية الفلسطينية
العادلة، موقف وإحساس كل إنسان يؤمن بالسلم والتعايش والتسامح والعدالة، وكل إنسان
ينبذ الظلم والاستبداد ...، نحن مع كل المضطهدين مهما كانت أجناسهم، ألوانهم، لغتهم
ومعتقداتهم، ماذا فعلتهم أنتم من عربتم القضية الفلسطينية؟ أبالمسيرات المليونية
والشجب والتنديد والعلم والوشاح ستحررون فلسطين والفلسطينيين؟ أ بالاجتماعات
الشكلية للممانعة العربية التي تجتمع لتتفرق؟ كان من الأحرى اعتبار القضية، قضية
المسلمين، علما أنكم لا تشكلون سوى 20% من بين مليار وخمسمائة مليون مسلم.
استغربت كثيرا حين قلت إن المطالب الأمازيغية
العادلة أصبحت في يد أشخاص نسيهم التاريخ. ترى من سيحقق هذه المطالب، الحكومة
الفاسية التي لا تمثل غالبية الشعب، الحكومة الفاسية التي نعتبرها أجنبية عنا لأنها
الحكومة الوحيدة في العالم التي لا تتكلم لغة السواد الأعظم من الشعب، أتذكر أو
واحدا من الفاسيين الفهريين، من الصعب أن نضبط أسماءهم، «كان يردد»المازيغية عوض
الأمازيغية، وكأنه حل علينا من كوكب لا نعرفه، ومهما يفعلوا لن يصنعوا من الإنسان
الأمازيغي إنسانا عربيا. ألا تتفق معي أن الأطفال الذين يستحقون التظاهر والمعونة
إذا نظرنا إلى مرتبتنا عالميا تعليميا وتنمويا هم أطفالنا؟
أليست فضائح أنفكو، بومالن
دادس، خنيفرة، تونفيت، أزيلال ... أكبر بكثير من القضية الفلسطينية؟
أين أحزابكم الديمقراطية الاشتراكية؟ أين شعاراتها الفضفاضة؟ ألم يكن همها وبعد
نضالها هو الاستوزار والثروة والمناصب السامية؟ أينهم من معضلات، المعطلين، الفقر،
الفوارق الاجتماعية، الأمية، التهميش، الإقصاء، التعليم، الصحة... شاءت الأقدار أن
نتفرج على إخفاقهم وتورطهم في استمرار الأزمة، نحن لا نحتاج إلى من يحدد لنا الجهات
التي سنبني معها علاقاتنا، الفرق بيننا وبينكم، هو أننا روح واحدة وجسد واحد، جميع
الأمازيغ، مع الدغرني وموحا وجميع الرموز والأصوات الأمازيغية والديمقراطيين
الشرفاء. أخيرا، أنصحك وجميع المرضى بالأمازيغية (الامازيغوفوبيين) أن تهتموا
بشؤونكم العربية، فهذا بوش أذاقكم ولا يزال جميع ألوان الذل والتعذيب والإهابة،
وهذا بيريز يقتل ويخرب و... وجهوا أقلامكم إلى هؤلاء عوض الأمازيغ، نحن لن نرجع إلى
الوراء أحببتم أم كرهتم ونحن من قال عنا الكاتب الفرنسي فريديريك طيار: «الأمازيغ
هم الجنس الوحيد الذي لا يقبل الخضوع والعبودية والهزيمة !».
|