|
|
"ضحك وبكاء" الشاعر محمد مستاوي بقلم: محمد ارجدال الضحك والبكاء (تاضصا د ئمطاون) عنوان ديوان شعري أمازيغي معرب صادر عن دار المعارف الجديدة بالدار البيضاء سنة 1979 م لمؤلفه الشاعر محمد مستاوي الذي يعتبر من الشعراء الأمازيغ الأوائل والقلائل الذين دشنوا باب تدوين الشعر الأمازيغي منذ أكثر من ربع قرن، خلال سنوات الجمر والرصاص، تلك الفترة العصيبة من تاريخنا الوطني. وقد فتح الشاعر باب التدوين هاته بديوانه "ئسكراف" (القيود)، والصادر عن دار الكتاب بالدار البيضاء سنة 1976م وديوان "تاضصا ديمطاون"سنة 1979م، ثم ديوان "أسايس" (المرقص) الصادر عن دار المعارف الجديدة بالرباط سنة1988 م ويليه ديوان "تاضانكيوين" (الأمواج) الصادر عن مطبعة فضالة بالمحمدية سنة 1998 م، كما ساهم في جمع وتدوين مختارات شعرية للعديد من الشعراء "الروايس": أمثال الحاج محمد البنسير، وقيدوم الروايس الحاج بلعيد والرايس سعيد اشتوك، دون أن ننسى مؤلفاته النثرية. لقد حمل الشاعر محمد مستاوي هم ومشعل التعبير عن الهوية الأمازيغية منذ مرحلة جد مبكرة، إذ تمتاز كتاباته الشعرية بارتباطها الوثيق بوسطه الأمازيغي الذي ترعرع فيه، لدرجة أنه عجز عن تنفس عبق الشعر بغير لغته الأمازيغية الأم التي رضعها من ثدي أمه، فأنشد قصائد شعرية متشبعة بالفكر الهوياتي الأمازيغي، قصائد مستلهمة من التراث الحضاري الأمازيغي العميق . أما ديوانه الشعري "تاضصا دئمطاون" (الضحك والبكاء) فهو ديوان من الحجم المتوسط تعلو غلافه لوحة من تصميم الفنان خالد قدور وعنوانه مكتوب بالحرف العربي الأرامي وكذلك قصائد الديوان، ويتكون من 111صفحة ويضم حوالي 76 قصيدة شعرية تتناول مواضيع شتى وتقديم الطبعة الثانية من الديوان من إنجاز الأستاذ أحمد عصيد، ومن قصائد الديوان نورد ما يلي: Trmi – anrar - amariq - amud – saqsagh asmdl – alili – tandra – azwag mqqar – zrigh – rmigh – usighd – iggut – max – amddakl t’azit – tirsi – tmmutiy inna . كما يضم الديوان قصائد شعرية حوارية وحكائية بلسان الحيوانات على شاكلة كتابات ابن المقفع مثل: Arucd izimr d ucen و igdm d ghassa و tafaska n wasif mqqurn محمد مستاوي يمثل اليوم تجربة متميزة في الكتابة الشعرية من خلال العناصر الفنية والصيغ البلاغية، والخيال الواسع التي تزخر به قصائده الشعرية، إذ لم يكتف بوضع حجر الأساس لتدوين الشعر بل أصر على متابعة مسيرته هاته بإصداراته الوفيرة. وقد تحدث الشاعر عن الهوية الأمازيغية مستعملا لغة رمزية وصورا شعرية قوية كما جاء في قصيدة "تيلاس خ تيفاوت" صفحة 7 Ifaw umdlu gin tillas iwakal Illas wakal igin tillasiwayur Illas wawal iggut ma urta yufin Man abri dur idln snawn at ikk وتحدث عن اللغة الأمازيغية وأهمية التشبث بها في قصيدة "أوال" صفحة 102 Awal tirmt adasn ilmma tinin Yli gisn lbarud rsas ns aqryan Amit d yan ijijjitn imik nwawal Amit d yan isfldas yasik ayattan Frnatn ad ghada iran atn sawln Gigan d umzugh aysnqrn at awin وتحدث بالحكمة في قصيدة "مامنك؟"صفحة21 Mamnk adur mdugh ass lli n ufigh Tili tugl tadutt nkkin ur lsigh ? Mamnk ra tjanjmt kyyi nit awal Ighak ifta wamud ur smghin idrfan لقد تزاوج الشعر والموسيقى من خلال ميلاد رسالة إبداعية ملتزمة تعبر عن المعاناة التي تروق الإنسان الأمازيغي داخل واقعه المعاش في غياب شبه تام لحقوقه الطبيعية والمدنية والثقافية، رسالة إبداعية ترنمت بها حناجر أفراد مجموعة "ازنزارن الشامخ" في قصيدة "امطا ؤهو" المنشورة بديوان "إسكراف" صفحة 215 وقصيدة "تكتيد اجديك اومليل" كما غنت مجموعة "امحضارن" قصيدة "اطان أيكا اوزواك" وترنمت حناجر مجموعة "اوسمان" وعموري مبارك بقصيدتي "تازويت "و "أح ءينو كيغ تابرات" والمنشورة بديوان ت"تاضصا د ءيمطاون" حيث يقول في قصيدة تازويت صفحة3 Tazwit nra nk dim anmun Ar dnnkr zik gh u zuzwu Nasid ajjig umlil nzdat Nskr tamnt icwan nbdut N simim ils n yaygan Zund asafar jijin medan ويقول في قصيدة "أح ينو كيغ تابرات"صفحة 29 Ah inu gigh tabrat yiwin ijawan Ur ufigh add urigh i baba ghrin agh وأختم هذا المقال بشهادة الأستاذ أحمد عصيد في تقديمه للديوان حين قال: "إن الخطوة التي أنجزها هذا الديوان بالنسبة لسابقه تتمثل أساسا في التطوير الملحوظ للصورة الفنية ولأدوات بنائها التي لم تعد مقتصرة على المعايير القديمة التي ترسخت كتقليد ثابت في النص الشعري الشفهي، ولا يتعلق الأمر هنا بالجانب الإيقاعي وضوابط النظم التي احتفظ بها الشاعر كما هي، بل بالصورة الشعرية وأدوات التخيل التي أصبحت تتطلع إلى آفاق أرحب مما تحدده القواعد الجاهزة، ويمكن أن نرجع هذا في جانب منه إلى طبيعة التجربة الشعرية المقترنة في حد ذاتها بالنص المكتوب وبعالم تطغى فيه الذاتية على التقليد الجماعي ".
|
|