uïïun  116, 

mggyur 2006

  (Décembre  2006)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

atilifizyun: tafsna taxatart n usoarrb

Teghremt

Islan

I cem i imma

Afulki n tmazirt inu

Ughulid

Wi igan

Mag ijran

Ghari rebda tudsed

Français

L'Unesco honore un amazoghophobe juré

La religion de Tertullien

Ainsi parlait nini

"Un kidnappé sans adresse"

Concours "questions -réponses"

Tamazight, la constitutionnalisation ou la mort

La poésie amazighe

Izerfan n imazighen

Télé tamazight ou tamazight à la télé?

Interview de Rachid Najib

Déclaration de Nador

العربية

التلفزيون: الدرجة القصوى لتعريب المغاربة

الأمازيغوفوبيا في وسائل الإعلام المغربية

العار

واقع الحركة الأمازيغية من خلال الأسطورة

نقد القبيلة على مستوى السلوك السياسي الأمازيغي

مولاي محند والحركة الريفية

تابرات أو الرسالة الخارقة

إلى رشيد نيني الابن العاق

دسترة الأمازيغية أو العصيان المدني

المطلب الدستوري ونضال الحركة الأمازيغية

حرف تيفيناغ

الرمزية في الشعر الأمازيغي

المسرح الأمازيغي بالريف

الشاعر الحاج محمد بن يحيا

الطفل الأمازيغي والمدرسة العروبية

الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة تستنكر

اللقاء الأول لسكان الجبال بالناظور

العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان

بلاغ أميافا

بيان حول تدريس الأمازيغية

أنشطة لجمعية آيت حذيفة

تهنئة لجمعية أسيكل

 

المسرح الأمازيغي بإقليم الناظور: من التأسيس إلى التجنيس (الجزء الثاني)
إنجاز الطالب: الباز الحسن

3-1- المسرحيات المنجزة في إطار "فرقة النهضة المسرحية":
في سنة 1992 تم تقديم مسرحية "ثسعات ن سلام" (ساعة سلام) بلغة مزدوجة تجمع بين اللغة الأمازيغية واللغة العربية، وهي من تأليف: رشيد الشيخ وإخراج فاروق أزنابط، وتعالج قضية فلسطين، وهي بهذا تدخل في مجال المسرح الواقعي، ويبين فيها الكاتب طريقة دخول المستعمر إلى فلسطين وإثبات مشروعيته بالاستقرار على أرضها. وقام بأدائها ثلة من الممثلين من بينهم:
ـ فاروق أزنابط في دور السلام
ـ بومزوغ فدوى في دور الفلسطينية (ماهية الأرض)
ـ بوزمار الطاهر في دور ابن الفلسطينية
ـ رشيد في دور الجندي الإسرائيلي.
ومن الناحية الفنية فإن المسرحية ميلودرامية، واستعملت ملابس تعكس الواقع الفلسطيني، وكذلك حضور الإنارة.
وتم عرضها في ثلاثة فصول، وتسع مشاهد، في مدة ساعتين.
وفي السنة نفسها تم عرض مسرحية "أمقاز ن مضران"، (حفار القبور) لعمر بومزوغ. وهي مسرحية من النوع الفردي، قام بأدائها الممثل فاروق أزنابط، وهي تعالج شخصية واقعية (ميمون نر مصطفى) التي تعيش في القبور فحاورها الكاتب في قالب أدبي، وحاول أن يخرجه من قوقعته إلى العالم الخارجي، ليحتك مع ما هو واقعي (حمل البطاقة الوطنية، السماع للمذياع..)، إلا أنه سينغمس في هذا العالم وينبهر به إلى درجة أنه لا يريد الرجوع إلى حالته الأولى، فنراه يحتج عن الوضعية التي كان يعيش فيها فأراد أن يتعلم علم القبور... ولكن عمله لا يستطيع أن يقوم به أحد، إلا هو، لذا حفر لنفسه قبرا فجلس فيه، ويقول: "قدغمياغ ذغموي مشحمادارغ"( سأنبت برعما، مهما طالت حياتي).
ولكن المخرج: فاروق أزنابط ألبسها قالبا فنيا، باعتماده على الحركة (الجسد) والحوار (اللغة) محاولا أن يعالج القضية الديموقراطية (الانفلات/كبح الجماح) التي تجسدها حالة صعوبة العودة إلى الحالة الأولية أو الطبيعية.
وقد تم عرض المسرحية بكل من الحسيمة، وطنجة، ووجدة، والرباط... مع جولة في أوروبا خصوصا إسبانيا وبلجيكا وهولندا، وحصلت على شواهد تقديرية، وشهدت إقبالا كبيرا.
وفي سنة 1993 تم تقديم مسرحية جماعية، بعد تحويل قصيدة للشاعر أحمد الزياني بعنوان "نونجة" إلى مسرحية درامية، حيث الصراع بين الغول والرجل الذي يريد أن يخلص "نونجة" منه، فهناك صراع ظاهر بين (الخير/الشر)، وقد شخصها مجموعة من الممثلين وهم:
ـ زهيد أحمد في دور (الرجل المخلص)
ـ الماحي محمد في دور (الخير، العجوز، الرجل المفلح)
ـ عبدلاوي أحمد في دور (الشيطان)
ـ الورياشي فاطمة في دور (نونجة)
ـ فاروق أزنابط في دور (الغول).
وقد عرضت مرتان في سينما الريف بالناظور، مراعاة لطلب الجمهور، وحصلت على شهادة شفوية تقديرية، من الأستاذ المرحوم القاضي قدور (أستاذ جامعي بفاس).
وفي السنة نفسها تم تجديد المكتب لجمعية "النهضة" وتم تسميتها بـ"النهضة الثقافية"، حيث تم استقطاب مجموعة من المنخرطين في جمعية "إلماس الثقافية" التي تأسست سنة 1991، وقد أسسها مجموعة من الفاعلين والمهتمين أمثال: ذ محمد الشامي، القاضي قدور، قيس مرزوق، ميرة محمد..، التي تبنت أعمال مسرحية، "أمقاز ن مضران" ( حفار القبور)، و"نونجة"، وبعد نكسة 1993 لم تتمكن من تنظيم أيام ربيعية للثقافة الأمازيغية بعد انسحاب عدد مهم من المنخرطين، بعد اتهام المكتب بالسرقة والخيانة.
وهكذا استقطبت "النهضة الثقافية" قلة من هؤلاء المنخرطين، ومن بينهم: ذ: خلفي عبد السلام، وبريغش محمد، وبريغش رؤوف، وعمر بومزوغ، وأزكاع عبد الحفيظ، بنعمار مصطفى..
وفي سنة 1998 سيتم تقديم أول مسرحية باسم جمعية "النهضة الثقافية"، مسرحية "أضراف" (الإسكافي)، وهي مسرحية فردية (لفاروق أزنابط) تراجيدية، ساخرة، أثناء حديثه مع الأحذية، التي تمثل أصحابها، مما جره للبحث عن الحقيقة والهوية التي وجدها في حذاء قديم مصنوع بالحلفاء، الذي ذكره بالماضي الزاهر.
ولقيت هذه المسرحية صدى واسعا على الصعيد الوطني (الجامعات، طنجة، الحسيمة..)وعلى الصعيد الأوروبي في إسبانيا وبلجيكا وهولندا، حيث نالت شواهد تقديرية.
وفي سنة 1994، تم تقديم مسرحية "ثريثماس"، بعد تحويل قصيدة للشاعر أحمد الزياني بنفس العنوان، إلى هذه المسرحية، لفاروق أزنابط، التي تعالج قضية الحب العفيف الأمازيغي، وقام بتشخيصها الممثل والمخرج فاروق أزنابط في دور الابن العاشق.. مع دور آخر للعاشقة والأب والأم. إلا أن هذه المسرحية لم ترق إلى المستوى المطلوب فتم عرضها مرة واحدة.
وفي سنة 1995، تم تقديم مسرحية "ثاندينت نتيارجا" (مدينة الأحلام) من تأليف الطاهر الصالحي، وإخراج فاروق أزنابط، وهي مسرحية تاريخية تبنتها جمعية "إلماس الثقافية"، تعالج موضوع محاكمة يوغرطة، الذي يحاكمه "تاكفارناست"، و تم الالتقاء على الخشبة بالرغم من المدة التاريخية الفاصلة بينهما، ثم الحديث عن أسباب انحطاط اللغة الأمازيغية، وفي آخر المسرحية يشتد الصراع بينهما، لينتهي به الأمر إلى الندم والبكاء، لينتهي العرض بإشراقة ضوئية (الأمل) على طاولة عليها قلم وقرطاس، للدلالة على العلم والكتابة لأن هذه الأخيرة هي التي تخلد التاريخ.
وقد قام بتشخيصها ثلة من الفنانين أبرزهم:
ـ فاروق أزنابط في دور "يوغرطة".
ـ مصطفى بنعلال في دور" تاكفارناست" وشخصية "حمو".
ـ ممثلة هولندية "ميكو صدام"، التي شاركت بصوتها، في دور (مملكة نوميديا)...
والمسرحية تتكون من ثلاثة فصول و12 مشهدا، واستعمل فيها ديكور متنقل، ولباس متغير حسب الحقب التاريخية، وثم عرضها مرتين في إقليم الناظور.
وفي سنة 2001 تم تقديم مسرحية "أمتلوع" (التائه)، من تأليف وإخراج وتشخيص فاروق أزنابط، وهي مسرحية تعالج شخصية (حمو) المهاجر إلى الديار الإسبانية، واصطدامه بالواقع المزري هناك، وحواره مع الدرك الإسباني، وترجيهم بأن يدعونه يمر، وهذه الشخصية تمثل المهاجر الإفريقي، الذي يهجر الاضطهاد والقمع، للبحث عن الحرية، وتجاوب معها الجمهور بشكل رائع، وتم عرضها في كل من إسبانيا وبلجيكا في سنة 2001، وعرض واحد سنة 2004، بقاعة "ثسغناس" بإقليم الناظور.
وفي سنة 2004 ثم تقديم مسرحية "ثبرات" (الرسالة) من تأليف: مصطفى القضاوي، وإخراج فاروق أزنابط، وتشخيص مجموعة من الممثلين من بينهم:
ـ بنعيسى المسيتري في دور الشبح.
ـ مريم السالمي في دور المهاجرة العائدة من الخارج.
ـ محمد البغيوسي في أدوار متعددة (المذيع، القاضي..)
ـ دافيد ديكوس بلانكو (إسباني) في دور الإنسان الذي يستقبل الجالية المغربية.
وهذه المسرحية تعالج قضية الهوية والهجرة، وهي تندرج ضمن المسرح الواقعي.
وتم عرضها بمدينة الناظور والحسيمة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
وفي سنة 2005، قام بتأسيس فرقة "أسام للمسرح" ثلة من المهتمين بهذا الميدان، أمثال فاروق أزنابط، وبنعيسى المسيتري، وسليمان البغدادي. فتم تقديم مسرحية "بوثغواوين"، من تأليف فاروق أزنابط، وبنعيسى المسيتري، وإخراج وتشخيص فاروق أزنابط، فهي مسرحية تعالج عدة قضايا اجتماعية وسياسية، كجهرة الأفارقة، وإفلوانزا الطيور، وقضية التدريس، قضية الديموقراطية والهوية.
وتم عرضها بهولندا بمناسبة 400 سنة من العلاقة المغربية الهولاندية، بدعوة من بلدية "دينهاخ" (عاصمة هولندا).
وفي سنة 2006 تم تقديم مسرحية "أرياز ن نوارغ" (رجل من ذهب).
وقد كانت فرقة أبوليوس سباقة إلى تقديمها، ونظرا للنجاح الباهر التي حققتها، بادرت الفرقة إلى إعادة تقديمها بإخراج فاروق أزنابط، والمسرحية من تأليف: أحمد زهيد، وهي مسرحية تتحدث عن "دهار أبران" وتعالج واقع الاستعمار الإسباني، داخل الريف، وكذلك واقع الرأي العام الإسباني، وكيف كان ينظر إلى هذه المسألة؟.
وقد قام بتشخيصها 23 ممثلا أبرزهم:
ـ فاروق أزنابط في دور الراوي والجندي الإسباني.
ـ لويزة بوستاش في دور أم عمار (المجاهد).
ـ مصطفى بنعلال في دور عمار (المجاهد).
ـ معاشي الطيب في دور الجاسوس (أشكام/أقرقاش).
ـ بنعيسى الميستيري في دور (بويوزان).
ـ الأطفال (سارة الدريوشي- إسماعيل أزنابط- أناس العباس..)
ومن الناحية الفنية، تم التركيز في استخدام الإنارة، والواقعية في اختيار اللباس. وحصول المسرحية على أحسن إخراج على الصعيد الوطني، في المهرجان الاحترافي للمسرح الأمازيغي بالدار البيضاء 2005، وكذلك حصولها على أحسن نص، وأحسن ممثلة (لويزة بوستاش)، وقد كانت بنت عبد الكريم الخطابي ضمن الجمهور، وكما تم تسجيلها في الإذاعة والتلفزة المغربية، وقد يتم عرضها في شهر رمضان 2006.
وفي سنة 1997 تبنت جمعية "النهضة الثقافية" مسرحية "أمزروض ذي ربحار" (فقير في البحر) تأليف وإخراج: أزروال فؤاد، وتشخيص: سعيد السعيدي،... كنفاوي وطارق، كنفاوي محمد.. ويدور موضوعها حول هروب شاب مقهور من واقعه المزري بالمدينة إلى شاطئ البحر، حيث يقرر تمضية عطلته الصيفية، ولكنه هناك يتورط في قضية أشد تعقيدا ومضايقة من طرف السلطة والمجتمع. ومن الناحية الفنية، ثم اعتماد ديكور بسيط، وتقسيم قائم على لوحات فنية، مع التكثيف من الهزال والسخرية في تعرية الوقائع.
3-2- المسرحيات المجزة في إطار جمعية "إلماس الثقافية" "وعبد الصمد الكنفاوي":
في سنة 1991 تم تقديم مسرحية "أرزوغ ذي ثايوث" (أبحث في الضباب) التي تحدثت عنها في بداية هذا البحث.
وفي سنة 1992 تم تقديم مسرحية "علال ذكلمان" (علال في ألمانيا). تأليف وإخراج فؤاد أزروال، وتشخيص سعيد السعدي، ومحمد كنفاوي، وفاروق كنفاوي، وملاحي محمد، وقام بإعداد الديكور كل من عبد الخالق، وكروم سعيد.
ومن الناحية الموضوعية فإن المسرحية تعالج نماذج من الشرائح الاجتماعية المضطهدة... الهجرة إلى الخارج، كحل للأزمة الاجتماعية والاقتصادية، ولو بطريقة غير شرعية، فهناك سيصطدمون بواقع أكثر مرارة (العنصرية)...
ومن الناحية الفنية، فإن المسرحية واقعية، تعتمد على الأداء المباشر في إيصال الخطاب، وتستعمل السخرية والهزل وطريقة للتعبير عن مقصديتها، والتواصل مع المتفرج.
في السنة نفسها (ربيع 1992) تم تقديم مسرحية "بوسحاسح"،(الكذاب) تأليف وإخراج، فؤاد أزروال، تشخيص: سعيد السعيدي، وقد لاقت نجاحا كبيرا وعرفت أكثر من 15 عرض بالمنطقة، ويدور موضوعها حول لوحات اجتماعية ساخرة تنتقد الأوضاع الشاذة في الممارسات المختلفة داخل المجتمع المحلي، وتزوير الانتخابات، الرشوة، الفساد الإداري، التسول،..) ويربط بين هذه اللوحات الانتقال المرن بالممثل من موضوع لآخر. ومن الناحية الفنية، الاقتصاد في استعمال الديكور والأدوات السينوغرافية، والاعتماد على حركية جسد الممثل، والاعتماد على الأداء الغنائي واللعب خارج مساحة الركح.
كما تبنت جمعية "إلماس الثقافية" مسرحية "نخرقد حوما وانتمسفهيم" (خلقنا لئلا نتفاهم) وهي مسرحية مقتبسة، من تأليف وإخراج نعمان أوراغ، والمسرحية في نطاق المسرح الجماعي والتجريبي.
وتبنت جمعية "عبد الصمد الكنفاوي" مسرحية "أغيور إينو إعزن" (حماري العزيز سنة 1997)، اقتباس وإخراج فؤاد أزروال التي يعتبرها أول تجربة في مسألة الاقتباس، من ذاكرة توفيق الحكيم (حصص الحبوب) والمسرحية من تشخيص: أزروال فؤاد، سعيد السعيدي،... الماحي ،محمد كنفاوي، طارق كنفاوي، عبد القادر الشامي،.. والمسرحية تنتقد فساد المؤسسة التعليمية، والهيئات التمثيلية السياسية، من خلال إقحام حمار للتعلم في إحدى المؤسسات التعليمية الخاصة، ليتحول فيها بعد إلى مسؤول عن تسيير الشؤون العامة بالمدينة.
ومن الناحية الفنية، تم الاعتماد على الواقعية في الأداء والبساطة في الديكور، مع التكثيف في اللغة والخطاب، من خلال استعمال الرموز...، والأمثال الشعبية المناسبة.
وتبنت جمعية "إلماس الثقافية" "أنيتشي ني يغرين" (الراعي المثقف) تأليف عمر بومزوغ، وإخراج نعمان أوراغ، والمسرحية تندرج ضمن المسرح الفردي الوجودي.
قدم فؤاد أزروال مسرحيته "أغنيبح ن إذورار" (أغنية الجبال)، وهي من مسرحية مقتبسة من أدائه وإخراجه، بمناسبة مرور عام على اغتيال الفنان الأمازيغي (يونس معطوب)، وموضوع المسرحية يدور حول فنان يحاول جاهدا مقاومة الواقع المحيط به (الفقر، الجهل، الإرهاب...) من أجل إبداع أغنية واحدة قادرة على التعريف بما يحس به.
ومن الناحية الفنية، فإن المسرحية فردية، تستعمل أدوات ديكور صغيرة الحجم، وقابلة لتوظيفها للدلالة على أكثر من معنى مع الاعتماد بكثرة على التعبير بالإيحاءات والجسد.
وقدم مسرحية أخرى تحت عنوان "المفتش إرحاكد" (المفتش قادم)، وهي مقتبسة عن الفنان الروسي "غوغول" (المفتش العام)، وتشخيص ثلة من الممثلين أبرزهم: أزروال فؤاد، أزروال توفيق، عبد القادر الشامي، طارق كنفاوي...).
ويدور موضوعها حول قدوم مفتش سري وهمي إلى إحدى المدن يكشف عن أعماق التعامل والوقائع التي تجسد منتهى الفساد الإداري، لدى الطبقة المسؤولة عن الشأن العام.
وفي سنة 2000، ألف فؤاد أزروال مسرحيته "عباس أعساس" (الحارس)، وهي من إخراج وتشخيص: مصطفى الدريوش أيناو، (شهدت عرضا بهولندا) فنص موضوعها يدور حول تعويض أحد حراس الفيلات، بعد أن أصبح عجوزا، بكلب، مما يجعله يثور غضبا، ضد مشغليه، ويفضح ممارستهم داخل تلك الفيلات المعزولة، بعد سنوات طويلة من الصمت.
نبقى مع مسرح فؤاد أزروال، الذي في معظمه ينصب في المسرح الاجتماعي الساخر، مع بعض المحاولات في البحث الدرامي والتجريبي خاصة في المسرحيات الفردية ، وفي سنة 2006 قام بتأليف مسرحية "أورشي وريلي" (الحديقة الوهمية)، إخراج محمد الداصر، أداء فرقة "إزوران للمسرح الأمازيغي بالرباط" ويدور موضوعها حول اتهام مواطنين عاديين بتخريب حديقة لا وجود لها إلا في الأوراق الإدارية، مما يجعل المحكمة تقاضيهما بالتعويض، ولكنهما احتجا وأحضرا الشهود على أنه لم تكن هناك حديقة أبدا، إلا أن الحجة كانت ثابتة في الأوراق الإدارية، مما جعلهما في الأخير يقومان بأعمال وهمية في الشارع (سقي وزرع،..) مما دفع بالإداريين إلى استرضائهما قبل ذيوع الخبر، وكشف النقاب عن الحقيقة. ونحن بخروجنا عن نطاق إقليم الناظور، إلى مدينة الرباط، ليس اتباعا للمسرحيات الأمازيغية المنجزة على الصعيد الوطني، بل تنويها بالمجهودات الجبارة التي يقوم بها المؤلف والمخرج والممثل: فؤاد أزروال، والذي حاز على جائزة أحسن ممثل، وأحسن بحث درامي في المهرجان III للمسرح الأمازيغي بأكادير 2004 في مسرحية " مان ذومان ذ لامان" (الماء والأمان).وتكفل بالإعداد الدراماتورجي مع فرقة "إزوران للمسرح الأمازيغي" بالرباط.
3-3- المسرحيات المنجزة في إطار جمعية "فنون الريف"، وجمعية "ثانوكرا للثقافة والتنمية":
في سنة 1994، تم عرض مسرحية "ثوف ثقان" (بلا حل) في إطار جمعية "فنون الريف"، وهذه المسرحية من تأليف محمد الطلحاوي، وإخراج: فخر الدين العمراني، وقام بإعداد الديكور والإنارة: محمد العمالي، وتشخيص: سعيد السعيدي، والمسرحية من النوع الفردي الذي يعالج مشكل الإنسان المقهور المثقف التي يدور موضوعها حول رجل تعليم مرمي في القفار، والذي يتخذ من القسم مسكنا، وفي خضم هذه الظروف المزرية سيتم توريطه واستغلاله في قضايا معقدة.
وتم عرضها في كل من سينما الريف بالناظور، وإمزورن، وسينما ميضار، وقد لقيت إقبالا لا بأس به، مع متابعة صحيفة مكثفة (وصفية، نقدية، تقييمية بالحسيمة خاصة).
وفي سنة 1995، تلتها مسرحية "أسان نرباشار" (أيام الباكور)، تأليف جماعي، وإخراج فخر الدين العمراني، والمسرحية كوميدية، وقام بتشخيص دور البطل محمد العبدي، في دور التلاعب بالناس... وتعد المسرحية بمثابة نقد للفكر الخرافي عند الطبقات الشعبية، وتم عرضها في كل من سينما فيكتوريا بإقليم الناظور، وقاعة نيابة التعليم بالناظور، وفي الهواء الطلق في ثانوية طارق بن زياد.
وفي سنة 2006 هناك مشروع لمسرحية "ثازنافوت نيوغورطة" (محاكمة يوغرطة)، تأليف الشاعر، محمد العوفي، إخراج فخر الدين العمراني، سينوغرافيا: محمد العمالي، إعداد الأزياء: عبد السلام بوكلاتة. والممثلون في حالة تدريب آني، ومعرضون للتغير حسب المستجدات، والمسرحية موضوع يتمحور حول: استحضار شخصية تاريخية كبيرة (يوغرطة) في الزمن الراهن، الشيء الذي يؤدى إلى محاكمته من طرف المتخلين عن الهوية والقضية الأمازيغية، مع طرح تساؤلات عن الماضي وراهنيته وعن مستقبل القضية الأمازيغية، وذلك في قالب تراجيكوميدي.
ومن الناحية الفنية تم الاعتماد على ديكور حداثي، وتقنية حديثة في التعامل مع الأدوات السمعية البصرية مسرحيا.
تم تقديم مسرحية "السي أسنوس" (السيد الحمار)، في إطار جمعية " ثانوكرا للثقافة والتنمية"، اقتباس (من ذاكرة توفيق الحكيم) وإخراج فؤاد أزروال، وتشخيص كل من أزروال فؤاد، محمد الماحي، طارق الكنفاوي، عبد القادر الشامي.
والمسرحية يدور موضوعها حول شخص يقرر تحت ضغط الفقر، أن يشتغل حمارا، لدى أحد الأثرياء، بعد أن أوهمه بأنه كان حمارا بسبب عقوقه.
أما الجانب الفني فينطبق عليه، ما هو معمول به في مسرح فؤاد أزروال. بالإضافة إلى مسرحية "يما عيشة" من تأليف وإخراج فؤاد أزروال، والتي لا تتوفر على أي معلومات حولها، نظرا لطبيعة العمل لدى المخرج، فؤاد أزروال، التي تقوم أساسا على التنقل وعدم الاستقرار في مكان معين.
وفي سنة 1997 ثم تقديم مسرحية "نشين سا" (نحن من هنا)، تأليف عبد الخالق كرابيلة، إخراج فخر الدين العمراني، وتشخيص ثلة من الممثلين من بينهم:
ـ مصطفى بنعلال في دور المجذوب.
ـ عمرو خلوقي في دور الساذج وروح البحر
ـ رشيد معطوك في دور الإنسان الأمازيغي المثقف
ـ عبد الإله اليزيدي في دور "مسنيسا"+ سميرة المصلوحي في دور"تيهيا"...
والتيمة الرئيسية التي تتمحور حولها المسرحية هي فكرة الهجرة عند الإنسان الأمازيغي الدائمة عن طريق البحر.
ومن الناحية الفنية ثم الاستعانة بالأسطورة في الموروث الشعبي (البحر) وتجسيده تجسيدا حيا، والاستعانة بالحكم "إزران" واستحضار شخصيتين أمازغيتين من التاريخ وهما "ماسينسيا" و"تيهي"ا، ووضع كل هذا في قالب مسرحي من خلال الأزياء والألوان والسينوغرافيا.
3-4- المسرحيات المنجزة في إطار فرقة "أبوليوس للمسرح":
لقد تأسست فرقة "أبوليوس للمسرح" سنة 1998، من طرف مجموعة من الفاعلين والمهتمين بهذا الفن، من بينهم: سعيد المرسي، ونسيم الماحي، وفخر الدين العمراني، والحسن العباس، والطيب معاشي، ووفاء مراس، أقوضاض جيهان، وعبد السلام بوكلاتة...
ففي سنة 1997 تم تقديم مسرحية "أريازن وارغ" (رجل من ذهب) من تأليف: أحمد زهيد، وإخراج: فخر الدين العمراني، وتشخيص كل من:
ـ سعيد المرسي14 في دور (بويوزان) (الجاسوس) (العميل الثاني للاستعمار الإسباني)
ـ نسيم الماحي**.... في دور البطل (عمار) المجاهد الريفي (الرجل الذهبي)
ـ وفاء مراس في دور خدوج والرواية وعاشقة (عمار) التي لم تعرف سره.
ـ جيهان أقوضاض في دور سكريتيرة الجنرال الإسباني.
ـ الطيب المعاشي في دور العميل الأول للاستعمار الإسباني.
ـ لويزة بوستاش في دور أم "عمار".
ـ الحسن العباس في دور الجنرال.
والتيمة الرئيسية التي تتمحور حولها المسرحية هي حكاية شخصية ملغزة "عمار" الذي يدعي الجنون أمام الاستعمار الإسباني، في حين أنه هو من يزود المجاهدين بالذخائر والأسلحة، وقد اتخذ منزله خزانا لها، وعند انكشاف سره يكون مصيره الإعدام.
ومن الناحية الفنية، أن العرض المسرحي واقعي أكثر من اللازم، مع غياب الجانب الفني والجمالي، باستثناء الممثلين الذين أبانوا عن قدرات هائلة في التشخيص، أما الإنارة فتم التوفيق في استعمالها إلى حد ما، مع الديكور الجيد الذي يمثل منظر البادية الريفية. والمسرحية من فصلين، تم عرضها في ساعتين. وتم عرضها في 30/1/1998 بسينما الريف، وتقديمها في المهرجان الدولي الخامس بالرباط في 1994، وهي أول مسرحية أمازيغية بالريف، تشارك في مهرجان دولي، وتم عرضها في هولندا سنة 2005.
وفي سنة 1999، تم عرض مسرحية "ثنوغ ثيارجا ذ ثمديث" (أحلام معلقة في الليل)، من تأليف وإخراج، سعيد المرسي، وتشخيص كل من:
ـ سعيد المرسي وله أدوار مختلفة.
ـ نسيم الماحي وله أدوار مختلفة
ـ جمال هربال وله أدوار مختلفة
والمسرحية كوميدية ساخرة، تتمحور حول النقد الاجتماعي اللاذع، وتعرضها لمجموعة من المشاكل التي يعاني منها المواطن المغربي عامة، والإنسان الأمازيغي خاصة.
ومن الناحية الفنية، كان حضور الجسد واللغة الساخرة حاضرين بكثافة، واستعمال الإنارة حسب الضرورة، التي يتم اللعب بها (الإنارة) في نهاية العرض، وأما الديكور فكان متغيرا ومتنوعا، بالرغم من عرض المسرحية في فصل واحد وتم عرضها في كل من سينما الريف بالناظور، والغرفة الفلاحية.
وفي سنة 2001 تم عرض مسرحية "ربيعة ذبوزيان ذرشواغظ أولمان" (ربيعة وبوزيان والأوراق الألمانية)، تأليف: عمر بومزوغ، وإخراج: شعيب المسعودي، وتشخيص خمس ممثلين وهم:
ـ سعد المرسي، ممثل ومساعد المخرج في دور "ميمون" أخ بوزيان
ـ نسيم الماحي في دور "الحماة" أم ربيعة"
ـ الطيب المعاشي في دور "بوزيان"
ـ نبيلة هادفي في دور "ربيعة"
ـ لويزة بوستاش في دور أم "بوزيان".
والمسرحية اجتماعية وتراجيكوميدية، تعالج مشكل الهجرة إلى الخارج.
ومن الناحية الفنية، فإن المسرحية استعملت بعض التقاليد في الرقص والغناء الأمازيغي خاصة في الأعراس، مع حضور القناع وتغيير للديكور، وتم عرضها أكثر من 15 مرة، في مليلية، والناظور، والحسيمة، والرباط وأكادير، والعروي، وهولندا....
ونالت الجائزة الكبرى، وأحسن ممثل (نسيم الماحي) بالمهرجان الثالث للمسرح الأمازيغي بأكادير في 7/11/2004.
وفي سنة 2005 م تم عرض مسرحية "ثيسيث" (المرآة)، من تأليف وإخراج: سعيد المرسي، وتشخيص جملة من الممثلين الشباب، بعد تقوية مهاراتهم في ورشة تكوينية وهم: رشيد عثماني، وجمال بوقجوج، مصطفى الزروالي، حسن أوفقير، فهد بوثكنتار، ميمون قدوري، وكانت لهم أدوار متنوعة. ومن حيث الأداء، يدخل مجموعة من الأشخاص، يمثلون الجمهور، إلى قاعة لمشاهدة عرض مسرحي، ويتأخر العرض على الانطلاق، فيبدأون في التعبير عن احتجاجهم، إلى أن يجدوا أنفسهم أنهم محل تشخيص مجموعة من الأدوار، التي تعالج المشاكل اليومية في قالب ساخر، فالمرأة تعكس وتنعكس وتطرح مشكلة من يتلقى من؟
ومن الناحية الفنية، فإن المسرحية تستعمل ديكورا متغيرا، وفضاء ساخرا، وتوظيف اللعب توظيفا جيدا، يخدم مقصدية المسرحية.
وبما أن المسرحية "ثيسيث" قد كسرت أفق الانتظار لدى المتلقي، فإننا في بحثنا هذا سنحاول الحديث عند بعض المظاهر الحداثية في هذه المسرحية15
إن هذه المسرحية ساخرة وكوميدية، لإرضاء المتفرج العادي الذي يهوى الضحك من أجل الضحك، ولكنه في العمق ضحك يمسه في الصميم، لتعرضه للمشاكل التي يعيشها في حياته اليومية، والمسرحية في شقها الثاني ( التقني/تقنيات الإخراج)، تفرض على المتلقي أن يكون ملما بالقواعد العامة للفن المسرحي، وهكذا كانت توجهها مزدوجا، بين العامة والنخبة، وإن هذا الاختيار لا ينفي المتفرج بجميع مستوياته، ولكن "الوظيفة الحقيقية للمتفرج، هي شيء عصي على الفهم، فهو موجود، وفي الوقت نفسه غير موجود، يتم تجاهله ومع ذلك فهو ضروري، إن عمل الممثل ليس معدا من أجل الجمهور، ومع ذلك فهو دائما معد لأجله. إن المشاهد مشارك وجب نسيانه، ومع ذلك فهو دائما حاضر في بالنا"16إن الممثل وعلاقته بالمتفرج القائمة على جدلية الحضور/الغياب، ولكن العلاقة بين العرض والمتفرج يجب أن تكون مبنية على الاتفاق والانعكاس، وإلا سيكون مصير العرض الفشل لأنه أحدث قطيعة بين المتفرج والعرض المسرحي.
ومن حيث شكل العرض المسرحي، فإنها لم تنهج التقسيم التقليدي الأرسطي، ولم تعتمد على الفصول والمشاهد، ومن حيث الموضوع، كانت بمثابة اختيار جديد للموضوعات التي يتناولها المسرح الأمازيغي، حيث تم طرح مشكلة التلقي، وطرح السؤال الجوهري، "من يتلقى من؟"
ويتم رفع الستار على مجموعة من الأشخاص جالسين في انتظار بداية العرض، وعندما يسأمون من طوله نراهم يحتجون، إلى أن يبادروا بمسرحة مجموعة من المشاكل والقضايا الاجتماعية في قالب ساخر.
ومن المظاهر الحداثية أيضا، استعمال اللعب، الذي يبدو ظاهرا أنه لعب من أجل اللعب، ولكنه في الباطن هو لعب من أجل بعث السخرية، لذا يلاحظ المتفرج بأن الغالب على العرض هو اللعب بدل التمثيل، ومع بداية العرض، فإن الممثلين يولون بظهورهم إلى الجمهور، وهم جالسون على الكراسي، في صمت مدعم بالموسيقى، كذلك حضور التعبير الجسدي بكثافة، والتعبير بطريقة استعمال الملامح، لبعث السخرية، وإنها محطة أولية لتهييء المتفرج وبعثه على الضحك والاندماج في العرض المسرحي، إلا أنها تبقى سخرية غير عبثية، بل محملة بالقضايا الراهنة التي يعيشها المجتمع في حلة تجريبية.
وتميزت لغة العرض باستعمالها لليومي والمألوف، مع استعمال اللغة التي تفجر المتناقض والمفارق والمشترك. لبعث السخرية دائما.
ومن الناحية الفنية، فقد تولى التقني، مصطفى الخياطي17. الإنارة التي خدمت الجانب الدرامي في خاتمة العرض، والاستعمال الوظيفي وبدقة متناهية في العرض ككل.
ومن حيث الأداء، فإننا نلحظ غياب أدوار محددة لشخصيات معنية، وهذه لخدمة النفس اللعبي للمسرحية، وتجنيب الملل للمتلقي. وكان حوار الشخصيات موازيا للحركة الجسدية، هذا ما يتطلب من الممثل أن يكون ذا لياقة بدينة، لأن إيقاع اللعب المتواصل يفرض عليه هذه الحيوية والنشاط في الأداء.
ومن حيث الإخراج، فقد كانت شخصية المخرج حاضرة، إلى درجة أن كل حركة ونظرة كانت مخدومة إخراجيا، وهذا ينفي الاعتباطية عن العرض، إلى جانب تحكم الممثلين في الفضاء عبر تغييره وتحويله لما يخدم الموضوع الأساسي للمسرحية، وحسب ما يقتضيه كل مشهد على حدة. وحضور المقصدية التامة للمخرج، فكل حركة وكل حوار... وكل لعب بالجسد وكل استعمال للميم يتم توظيفه حسب ما يقتضيه المقام بدون إفراط ولا تفريط. مع حضور الممثلين على الركح طيلة العرض، واستخدام الاكسيسوارات بتغيرها في اللحظة المناسبة. وكذلك استخدام الألوان، مع محاولة تنويعها في الملابس، للدلالة على التنوع والصراع، مما خلق تناغما وانسجاما للممثلين في العرض، وكان مناسبا للديكور المتحرك، عن طريق حسن استعمال الكراسي وتوظيفها في اللوحات المشهدية...
وما دمنا قد تحدثنا عن تجربة المخرج، سعيد المرسي، فإنه يجمل بنا الحديث عن تجربته في مسرح العرائس18 التي تعتبر أول تجربة. فهي تجربة فردية، تعتمد على الحوار مع الكراكوز، لبعث الضحك، كنوع من التنفيس من الروتين اليومي الذي تعيشه المدينة، وتندرج هذه التجربة في إطار "الماريونيت" (marionnette) ، وهي أنواع كثيرة فمنها ما يعتمد على التحريك بواسطة اليد، أو بواسطة الخيوط أو العصي، أو بإدخالها في الكراكوز.. وقد اعتمد فيها على اللغة الأمازيغية في الحوار، مع توظيف الحركات الكوميدية التي تقتضيها المواقف، مع تغير الصوت حسب المقام والشخصيات التي يتم تقليدها، فكان "الماريونيت" عبارة عن طفل صغير (الدمية)، يتحاور معه، الفنان الذي ينجم عنه الصراع، ويبقى الفنان على حالته العادية من ناحية الهندام، ويبقى الكفاءة في التلاعب بالأصوات هي المحرك الأساسي التي يقوم عليها "الماريونيت"، لغياب الجانب التقني والفني، ويتم المراهنة على المتفرج عن طريق تناول موضوعات قريبة منه بطريقة ساخرة، وباستعمال لغة متداولة، هذه اللغة تخاطب في الجمهور خياله وذكاءه وسرعة بديهيته.
وتم عرضها في قاعة "شسغناس" بالناظور 2001، وبالغرفة الفلاحية 2003، وبالرباط في الذكرى الثالثة لتأسيس (IRCAM) 2004، وتم عرضها لطلبة جامعة القاضي قدور بسلوان 200619.
خاتمة
في نهاية هذا البحث المتواضع، قد سجلت مجموعة من الملاحظات يمكن تلخيصها فيما يلي:
ـ إن الحركة المسرحية بإقليم الناظور، شهدت تطورا وازدهارا ملحوظا في فترة التسعينيات، خصوصا في مجال المسرح الأمازيغي.
ـ غياب اللغة الأمازيغية، فيما يخص المسرح المدرسي، ومسرح الطفل.
ـ عدم العناية بالجانب التقني والفني للمسرحيات المنجزة عموما.
ـ غياب شبه تام، للقاعات والأندية المهتمة بالمسرح، والمحتضنة للمثلين.
ـ غياب الدعم المادي والمعنوي للجمعيات الثقافية المهتمة بالمسرح عامة.
ـ أفول احتكاك المنطقة بالمسرحيات الجادة والهادفة المنجزة على الصعيد الوطني.
ـ المسرح الأمازيغي ما زال يافعا، ويحتاج إلى بذل مجهودات جبارة، للمضي به قدما نحو التألق والتميز.
ـ موت واندثار الجمعيات الثقافية المهتمة بالمسرح، وعدم استمرارها في الحقل المسرحي، نظرا للإكراهات المادية والتباين في الآراء والمواقف. مع وجود بعض الاستثناءات كاستمرارية فرقة "أبوليوس للمسرح" منذ تأسيسها إلى يومنا هذا في العمل المسرحي.
ـ هجرة مجموعة من المهتمين والفاعلين في مجال المسرح إلى الخارج، كهجرة الممثل والمخرج: نعمان أوراغ، والمؤلف والشاعر: عمر بومزوغ، والممثل سعيد السعيدي.. وساهم هذا في خلو الساحة الفنية إلى حد ما، من إنجازاتهم وعطاءاتهم في المجال المسرحي.
إحالات:
1 - د.مصطفى الرمضالني، "الحركة المسرحية بوجدة من التأسيس إلى الحداثة"، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية وجدة رقم 15، سلسلة بحوث ودراسات، طI سنة 1996 ص 5. بقلم الأستاذ عبد الكريم برشيد.
2 - الدكتور عباس الجراري،" الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه"، ج 1، دار المعارف الرباط- ط1- 1979، ص 8.
3 - الدكتور مصطفى الرمضاني، " الحركة المسرحية..." ص 7.
4 -عبد الله شريق،" أشكال التمثيل الشعبي في الريف" جريدة القناع (جريدة المهرجان الوطني الخامس بالناظور) العدد 3/، 6 يوليوز 1997- ص4.
5 - روسادير التي سيصبح اسمها بعد الفتح الإسلامي ("مريتش"، (مليلية)، كما جاء عند المؤرخ الإسباني. Fransisco mia berlanga. إبتداا من غزو موسى بن نصير، ستستبدل روسادير إسمها بمليلية.
Melilla la desconcida/ historia de una cindad Espanola 1990- Melilla. Ed Marfé, P. 35.
عن بحث الطالبة" سلوى أتراري" لنيل الإجازة، تحت عنوان: "حركة المسرح بمدينة الناظور"، بإشراف الأستاذ: مصطفى الرمضاني، السنة الجامعية 97/98، ص 11.
6 - أنظر عبد الله شريق،"أشكال التمثيل الشعبي بالريف"، م.س، ص 4.
7 - مصطفى الرمضاني:"الحركة المسرحية بوجدة" من التأسيس إلى الحداثة- منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، رقم: 15 سلسلة بحوث ودراسات –3- طI 1996، ص 19.
8 - أنظر: جرمان عباس، "أصول حرب الريف"، ترجمة، محمد الأمين البزاز، التمسماني خلوق، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء 1992، ص 147.
9 - أنظر وثيقة
Direction de l'urbanisme de l'aménagement du territoire et de l’environnement dictor de l’urbanisme et la planification urban-shema directeur Rapport sytheze Aout 1905 Rabat. P. 121.
10 - الحاج العربي الورياشي " الكشف والبيان"، تطوان، طI ، 1976، ص 37.
11 - محمد أسوس، مقالة الوعي بالذات الأمازيغية من الميتي إلى العقلاني، جريدة تسافوت المغربية، العدد 18، الرباط مارس 1997، ص 6.
12 - قمري الحسين، إشكاليات وتجليات ثقافية في الريف، ط 1، الناظور 1994، ص 149.
* - الممثل والمخرج: فاروق أزنابط، من مواليد 1959، حاصل على باكالوريا في الأدب العصري، مستخدم في شركة، بدأ اهتمامه بالفن المسرحي منذ الطفولة (الموهبة)- واستفادته من دروس المسرح، ومشاركته ممثلا في أعمال مسرحية على الصعيد الوطني والدولي، كما كان له لقاءات مع مخرجين أكفاء مثل: "ميشال كايت"، "الطيب لعلج"، "الطيب الصديقي"... وكانت بدايته الفعلية بسنة 1974 مع "فرقة الشهوب" ببركان.
13 - قد أمدني بهذه المعلومات المخرج المسرحي: فخر الدين العمراني في لقاء معه في 25/07/2006، بمقهى الجوهرة الخضراء بإقليم الناظور، وكذلك الفنان حمي زرياب في لقاء معه في 28/07/2006، بنجارته- وقد أمدني بصورة المسرحية التي تحمل التاريخ نفسه، فلهما جزيل الشكر، بالرغم من امتناع: فخر الدين العمراني بإمدادي بالصورة لأسباب مجهولة.
14 - سعيد المرسي، من مواليد 1966، موظف بإحدى الجماعات المحلية، وهو ممثل ومؤلف ومخرج مسرحي. حاصل على إجازة في الفلسفة سنة 1990، وله اهتمامات متعددة في مجال الإبداع الأمازيغي، ونشكره جزيل الشكر، على رحابة صدره، وتعاونه معنا في انجاز هذا البحث المتواضع.
** - الممثل : نسيم الماحي، من مواليد 1977 بالناظور، وهو مجاز في القانون الخاص، كانت بدايته مع المسرح منذ الطفولة، خصوصا في مدرسة ابن خلدون التي كانت تقدم بعض الأنشطة والرحلات... وكانت انطلاقته الرسمية والتأطيرية في إطار المسرح المدرسي، بالمشاركة مع فرقة ثانوية عبد الكريم الخطابي.
15 - تم مناقشة المظاهر الحداثية في المسرح الأمازيغي، عامة، وفي مسرحية "أربع نجانا يوضاد" (سقوط ربع السماء) لفرقة، (الريف للمسرح الأمازيغي) من إخراج: شعيب المسعودي ومسرحية تيسيث" (المرأة)، لفرقة "أيوليوس للمسرح"- تأليف وإخراج: سعيد المرسي خاصة التي سنتحدث عنها في هذا المقام، في لقاء مع الممثل والمؤلف والمخرج: سعيد المرسي، يوم 24/7/2006، بمقهى الجوهرة الخضراء بمدينة الناظور.
16 - Peter Brook:" l'espace vide", ed: seul 1977. P76.
وقام بترجمة النص إلى العربية: المخرج: سعيد المرسي.
17 - التقني: مصطفى الخياطي من مؤسسي فرقة أبوليوس للمسرح من مواليد 1978، بالناظور، وقد اكتشف موهبته وميله للعمل في الجانب التقني سنة 1993، مع نضجها سنة 1998، وتم تكليفه بالجانب القني في مسرحية "أريازن وارغ" (رجل من ذهب) لأول مرة ليتولى الاهتمام بهذا الجانب في جميع المسرحيات المنجزة من طرف "فرقة أبوليوس للمسرح".
18 - وقد أمدني بهذه المعلومات، في لقاء معه، يوم: 1/8/2006، بمقهى الجوهرة الخضراء بالناظور.
19 - وقد اطلعت على هذه العرض، الذي تم تسجيله في قرص مدمج CD وتعد أول تجربة للمسرح المقدم بالكركوز، باللغة الأمازيغية، والتي ألفنا أنشاهدها في القنوات الإسبانية..
 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting