uïïun  116, 

mggyur 2006

  (Décembre  2006)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

atilifizyun: tafsna taxatart n usoarrb

Teghremt

Islan

I cem i imma

Afulki n tmazirt inu

Ughulid

Wi igan

Mag ijran

Ghari rebda tudsed

Français

L'Unesco honore un amazoghophobe juré

La religion de Tertullien

Ainsi parlait nini

"Un kidnappé sans adresse"

Concours "questions -réponses"

Tamazight, la constitutionnalisation ou la mort

La poésie amazighe

Izerfan n imazighen

Télé tamazight ou tamazight à la télé?

Interview de Rachid Najib

Déclaration de Nador

العربية

التلفزيون: الدرجة القصوى لتعريب المغاربة

الأمازيغوفوبيا في وسائل الإعلام المغربية

العار

واقع الحركة الأمازيغية من خلال الأسطورة

نقد القبيلة على مستوى السلوك السياسي الأمازيغي

مولاي محند والحركة الريفية

تابرات أو الرسالة الخارقة

إلى رشيد نيني الابن العاق

دسترة الأمازيغية أو العصيان المدني

المطلب الدستوري ونضال الحركة الأمازيغية

حرف تيفيناغ

الرمزية في الشعر الأمازيغي

المسرح الأمازيغي بالريف

الشاعر الحاج محمد بن يحيا

الطفل الأمازيغي والمدرسة العروبية

الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة تستنكر

اللقاء الأول لسكان الجبال بالناظور

العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان

بلاغ أميافا

بيان حول تدريس الأمازيغية

أنشطة لجمعية آيت حذيفة

تهنئة لجمعية أسيكل

 

الطفل الأمازيغي والمدرسة العروبية...
بقلم: كريم باقشيش (تنغير)

“إن أي شعب لا يهتم بتعليم الأطفال محكوم عليه بالإخفاق ومآله الزوال"*
لم يكن صاحب هذا القول يهذي أو يريد قولبة الكلمات لصياغة مقولة أو حكمة ما يذكر بها، بل يرمي بقولته إلى إبراز أهمية تعليم الطفل في بناء مجتمع مميز يتصدى للإخفاق. ومن هذا المنطلق سأحاول أن ألقي الضوء عن مدى انسجام الطفل الأمازيغي والمقرر المدرسي العروبي، وكذا المسافة السحيقة بينه وبين محتويات المقرر.
النشأة الأولى للطفل الأمازيغي:
إن الطفل الأمازيغي قبل ولوجه المدرسة النظامية، كان سابقا في مدرسة الأسرة، حيت كانت الأم معلمة بالدرجة الأولى، فهي التي لقنته وأغنت فكره وجعلته يحس حقيقة بكونه فردا في الأسرة قبل المجتمع، إذ تجيب على تساؤلاته كما تجعله يفكر ويناقش كما يحلو له، بمعنى آخر هي المدرسة الأولى الأصيلة حيث ينشأ فيها ويترعرع بين أحضانها. وهنا تتمتع مخيلته بحريتها الطبيعية لممارسة نشاطها، كما تكون مساحة حركيته واسعة تسمح له باللعب واللهو كما يريد هو وأصدقاؤه. لن أشير هنا إلى
التعليم الديني في المسيد، الجامع، هذا موضوع آخر، وربما لأن الأغلبية لم تلجه، رغم أنه يمثل الحلقة الأولى من مخططات التعريب والترهيب، وهذا ما سأتطرق إليه لاحقا.
القسم وبداية المعاناة:
الآن وقد وصل سن السابعة من عمره، المدرسة النظامية أمامه هو وأقرانه، إنها فضاء مليء بالخبايا المسمومة والمخططات الهدامة، لكن الطفل لا يدري لا هو ولا أسرته هذه الحقيقة المدمرة، إنه بريء.
ترى كيف سيكون رد فعله؟ إحساسه بولوجه القسم لأول مرة؟ معنى
المدرسة؟ الهدف من المجيء إليها؟ أسئلة تبدو واقعية تحمل في طياتها أحاسيس مزعجة، وهدا واضح إذا ما استعاد كل واحد منا هذه اللحظات ونبش فيها. أربعة جدران، سبورة، معلم (عروبي غالبا)... أشياء كثيرة تثير الاستغراب، لقد قوضت حركته وأصبح جليس الكرسي، لكن هذا كله يمكن التأقلم معه إذ أن الهدف هو التحصيل واكتساب المعرفة، غير أن الحقيقة ستأتي بالعكس، والطامة الكبرى ستأتي مع بداية أول درس، معلم غريب ذو صوت مبهم غير مفهوم، لغة مختلفة عن المألوفة والمعاشة، إنها فعلا أزمة تصيب نفسية الطفل منذ الوهلة الأولى، إذ يحس بالنقص والانزعاج
جراء ما يسمعه. وعند العودة إلى الأسرة يستفسرون حاله، ينفعل ويهدد بعدم العودة ثانية إلى القسم بحجة أنه لا يفهم أي شيء لا هو ولا أصدقاؤه، وهذا إحساس مشترك ورد فعل من لجأ القسم العروبي، لكن تحت ضغوطات الأسرة يستمر الطفل في مسايرة واقع يبدو أمامه صخريا، وهذا ما يجعله يتغيب دون علم الأسرة أو علمها (مرض مختلق..)، أ ما عن نفسية المعلم العروبي الذي يحمل ثقافة ولغة مغايرتين للطفل
الأمازيغي، أما تعصبه لأصله فيجعله يتعامل بقسوة وبدون رحمة واستعماله لأساليب الترهيب والضرب العشوائي المتناقضة مع الأسلوب العقلاني. أستحضر هنا قصة الطفل الأمازيغي حسن (تنغير) حين طلب منه المعلم أن يكتب العدد واحد، فأجابه حسن بالأمازيغية "اد أم أكلزيم؟" (شكل الفأس)، وانهال عليه المعلم بالضرب والشتم. لقد كان حسن على حق لكن نطقه مختلف عن لسان المعلم، وتكرر الاعتداء مما أدى إلى
انفصال حسن عن المدرسة، كبر وتجاوز ثلاثين سنة، توفي دون أن يعلم أنه تعرض لخطة عروبية مدروسة.
ما ذنب الطفل الأمازيغي اذن؟ فقط كونه أمازيغيا مستهدفا. هذا مثال واحد والمدرسة كلها أحداث تثير الاستغراب. مع كل هذا هناك من استأنفوا المسار وتجاوزوا عائقة تعلم الكتابة والقراءة، هنا أصبحوا جد مستهدفين، لقد بدأ مسلسل غرس الأفكار والمعلومات المغلوطة بغزارة، وأصبح كل ما لدى الطفل مشكوكا في صحته ويقع بين تناقضات واستغراب مستمر، إذ يواجه أفكارا جديدة ويعيش ثقافة غريبة بعيدة عن كل ما تلقاه ويتلقاه في البيت من ثقافة أمازيغية معاشة. بكل بساطة ووضوح إنها: الأفكار العروبية المستوردة المسمومة لأجل إضفاء صفة العربي على الطفل الأمازيغي، وأن موطنه الأصلي هو الجزيرة العربية... كثيرة هي المغالطات قولبت في حقائق جديدة. والهدف من كل تلك الترهات هو إبعاد الطفل الأمازيغي عن ذاته الطبيعية الحقيقية وإلباسه أخرى مصطنعة، وهذا ما ذكره علي مومن الصافي في تعريفه للمدرسة، كونها مكان نشوء إما الولاء الطبيعي للذات الحقيقية وإما الولاء الاصطناعي المتناقض مع هذه الذات**.
إن الاستمرار في الخرافات وتحويل المجرى الطبيعي للحقائق لا يساعد الطفل على اكتساب العقلية العلمية الصحيحة، إذ لا تعدو أن تكون سوى قشرة معرفية سطحية هشة تتساقط أمام اختبار بسيط، أبسط مثال عندما يدعي الطفل أنه عربي، تسأله: هل تفكر وتحلم بالعربية؟ هل تتحدث بها يوميا في البيت؟ في الشارع؟ يجيب بالنفي، إذن لست عربيا، أنت أما زيغي. وهنا تصبح البساطة أكبر حجة لدحض الوهم والخرافة، لن
أدخل هنا في جدلية اللغة والفكر، لكن الواضح أن الإنسان يفكر وينتج معارفه بلغته الأم. لنأخذ مثلا مادة الإنشاء: فعندما يطالب الطفل أو التلميذ بموضوع معين، فإنه يستفيض في الفكر وينتج بلغته الأم الأمازيغية، لكنه يتعثر في الكتابة حتى ليتجاوز الخمسة أسطر المحددة له مسبقا، وتتوقف بلورة أفكاره في مدى قدرته على الترجمة، وهنا يجد نفسه عاجزا عن نقل ما في مخيلته على الورقة (لن أدخل في نقاش ثلاثية: اللغة، الفكر الترجمة).
طريقة التعليم:
أما عن طريقة التعليم فهي كارثية، إذ أن المنهجية السطحية التي تسير في اتجاه أحادي: من المعلم الحامل للعلم والمعرفة إلى الطفل الجاهل بكل شيء، هذا ما يعني التلقي والاستهلاك دون نقاش ولا تساؤل خوفا من الوقوع في الخطأ الذي قد يكلف الطفل أشد العقوبات، وبالتالي تكبح قدراته في إعمال العقل مما ينتج عنه ضيق النظر إلى الأمور، بمعنى آخر اكتساب المعارف بالأخذ والحفظ دون استيعابها وفهمها، ويتضح هذا أثناء الخروج من الامتحان إذ بكل تلقائية يفكر الطفل في كيفية التخلص من ثقل المعلومات غير المنسجمة مع ذاته وواقعه المعاش. إن القسم بالنسبة إليه اغتراب وابتعاد عن الواقع، لأنه ينغمس في المثالية والخرافات، إذ أن المواد الدراسية لا تعكس الإطار الحياتي للطفل، فهي محتويات مستوردة وماضوية ومتجاوزة. من هنا يتجلى بوضوح أنه لا حياة لأفكار في غير بيئتها.***
إن استمرار الذهنية اللاعلمية في التعليم، العقلية العروبية الهدامة، يسايره استمرار معانا, الطفل الأمازيغي البريء. فوتيرة غرس الفكر الهش والنظرة الغائمة إلى الواقع منذ الطفولة، وكذا الانفصام بين تناول الواقع كما هو وليس كما أريد وخطط له أن يكون، كل هذا يؤدي إلى الحيلولة دون اكتساب الطفل لذهنية ومعارف تمكنانه من مسايرة الواقع المعاش بدل برمجته ليكون مستهلكا لا ينتج ولا يفكر. ومن هنا أدعو جميع من يدافعون عن الأمازيغية للوقوف ضد كل هذه الممارسات التي تأخذ الطفل الأمازيغي هدفا لها لإغراقه في الخرافات وشل فكره. لذا يجب توعية الطفل ومراقبة مقرراته والتمرد ضد المدرسة العروبية الفتاكة بل ومقاطعتها إلى أن يعاد النظر في القطاع، لأن الصمت سيكلفنا المزيد، وبالتالي تخدر العقول منذ
الطفولة وينمو فكرها على أسس هش ويستمر حال المجتمع على ما هو عليه الآن.
(كريم باقشيش_تنغير)
*مقولة شهيرة لمحمد ماهاتير، وزير ماليزي سابق.
**علي مومن الصافي، كتاب: خطابات إلى الشعب الأمازيغي.
***مقولة شهيرة لماو تسي تسونغ.
 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting