uïïun  116, 

mggyur 2006

  (Décembre  2006)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

atilifizyun: tafsna taxatart n usoarrb

Teghremt

Islan

I cem i imma

Afulki n tmazirt inu

Ughulid

Wi igan

Mag ijran

Ghari rebda tudsed

Français

L'Unesco honore un amazoghophobe juré

La religion de Tertullien

Ainsi parlait nini

"Un kidnappé sans adresse"

Concours "questions -réponses"

Tamazight, la constitutionnalisation ou la mort

La poésie amazighe

Izerfan n imazighen

Télé tamazight ou tamazight à la télé?

Interview de Rachid Najib

Déclaration de Nador

العربية

التلفزيون: الدرجة القصوى لتعريب المغاربة

الأمازيغوفوبيا في وسائل الإعلام المغربية

العار

واقع الحركة الأمازيغية من خلال الأسطورة

نقد القبيلة على مستوى السلوك السياسي الأمازيغي

مولاي محند والحركة الريفية

تابرات أو الرسالة الخارقة

إلى رشيد نيني الابن العاق

دسترة الأمازيغية أو العصيان المدني

المطلب الدستوري ونضال الحركة الأمازيغية

حرف تيفيناغ

الرمزية في الشعر الأمازيغي

المسرح الأمازيغي بالريف

الشاعر الحاج محمد بن يحيا

الطفل الأمازيغي والمدرسة العروبية

الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة تستنكر

اللقاء الأول لسكان الجبال بالناظور

العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان

بلاغ أميافا

بيان حول تدريس الأمازيغية

أنشطة لجمعية آيت حذيفة

تهنئة لجمعية أسيكل

 

افتتاحية:
التلفزيون: الدرجة القصوى لتعريب الأمازيغيين
بقلم: محمد بودهان

عندما يذكر لفظ "التعريب"، غالبا ما ينصرف ذهننا إلى تعريب التعليم والإدارة والقضاء، والذي شرع فيه مباشرة بعد الاستقلال، وكذلك التعريب الذي بدأ يعرفه المغرب تدريجيا منذ الغزو العربي لبلاد تامازغا (شمال إفريقيا). لكن ننسى ونتجاهل الأهم في مراحل التعريب وهو التعريب الفرنسي الذي قامت به الحماية الفرنسية من 1912 إلى 1956.
فرغم الفترة الطويلة للاحتلال العربي لشمال إفريقيا، إلا أن ذلك لم يؤدّ إلى تعريب حقيقي للأمازيغيين لأنه لم يؤثر على الهوية والثقافة واللغة الأمازيغية، إذ بقيت هذه العناصر الثلاثة أصيلة وقوية في أمازيغيتها إلى حدود 1912 عندما بدأ احتلال آخر لتامازغا الغربية (المغرب)، وهو الاحتلال الفرنسي المتحالف مع الاحتلال العربي الأول ليشكلا جبهة موحدة، عربية وفرنسية، إسلامية ومسيحية، لمحاربة الأمازيغية والأمازيغيين. لقد دخلت اللغة العربية إلى المغرب منذ الغزو العربي، إلا أن استعمالها ظل، إلى حدود 1912، محدودا جدا ومقصورا على نخبة من علماء الدين وكتبة السلطة المخزنية التي كان رجالها يتقنون الأمازيغية ويتعاملون بها يوميا، بما في ذلك الملوك العلويون الذين كانوا يجيدون ويستعملون الأمازيغية إلى أن ألغت فرنسا ذلك التقليد مع الملوك الذين نصّبتهم، وهما مولاي يوسف ومحمد الخامس. وبذلك يكون هذان الأخيران هما أول ملوك المغرب الذين تخلوا عن تعلم واستعمال الأمازيغية، وهو ما سيستمر إلى الآن. الخلاصة أن التعريب ـ إذا جاز أن نستعمل هنا لفظ تعريب ـ منذ الغزو العربي إلى الغزو الفرنسي في 1912، بقي ضعيفا ومحدود التأثير جدا، لم يؤد لا إلى انتشار واسع للعربية ولا إلى تراجع ما في استعمال الأمازيغية. والأهم في كل هذا، أن اللغة العربية، مهما كانت درجة انتشارها، كان ينظر إليها كلغة ويتعامل معها على هذا الأساس، وليس كهوية يتعلمها المغربي لأنه يشعر بالانتماء إلى العروبة كما هو الأمر في مراحل التعريب اللاحقة. لهذا لا نعتبر هذه الفترة الممتدة من الغزو العربي إلى الغزو الفرنسي كمرحلة في مسلسل التعريب الذي لم تبدأ حلقاته ومراحله إلا مع الاحتلال الفرنسي الذي يشكل المرحلة الأولى من التعريب، والتي نسميها التعريب الفرنسي. ثم تلته مرحلة التعريب المدرسي الذي انطلق مباشرة بعد الاستقلال. وأخيرا المرحلة الثالثة التي بدأت مع الألفية الثالثة والتي نسميها التعريب التلفزيوني، التي هي موضوع هذا التحليل.
1 ـ التعريب الفرنسي: أعرف أن القول بأن فرنسا ساهمت في تعريب المغرب قد يبدو للكثيرين كلاما مقلوبا وحقيقة معكوسة، إذ الصحيح، كما يعتقد هؤلاء الكثيرون، أن فرنسا حاربت اللغة العربية، وبالتالي قاومت التعريب ووقفت ضده. بل هناك من ذهب إلى حد القول، كما كتب كبير الأمازيغوفوبيين، "مؤرخ المملكة" عبد الوهاب بن منصور، إنه لولا فرنسا لاختفت وانقرضت نهائيا الأمازيغية. هذه واحدة من البديهيات الكاذبة التي تملأ عقولنا وكتبنا ومقرراتنا المدرسية.
لكن الحقيقة البسيطة، والتي يتم إخفاؤها وتزويرها من طرف أصحاب "اللطيف" وحفدتهم، هو أن أخطر ما قام به الماريشال ليوطي باسم فرنسا، هو إضفاء الطابع العربي على المغرب الذي جعل منه، ولأول مرة في تاريخه، دولة عربية بسلطة عربية وبهوية عربية وانتماء عربي، بعد أن كان في السابق بلدا أمازيغي الهوية والانتماء. وتعزيزا لهذا الطابع العربي للدولة "العربية" للمغرب الأمازيغي التي صنعها ليوطي، جعل من اللغة العربية، لأول مرة في تاريخ المغرب كذلك، لغة رسمية قبل أن ينص على ذلك أي دستور. ويتجلى هذا الطابع الرسمي للعربية في استعمالها لأول مرة في نشر القوانين بالجريدة الرسمية. والمعروف أن استعمال لغة ما في نشر نصوص الجريدة الرسمية يمنحها صفة اللغة الرسمية. فمع عهد الحماية الفرنسية، وبفضل السياسة العروبية لفرنسا، سيصبح المغرب إذن بلدا عربيا وبلغة رسمية عربية ـ بالإضافة إلى الفرنسية طبعا ـ ومتجها نحو المشرق العربي. ولا ننسى أن عبارة "المغرب العربي" ظهرت واستعملت لأول مرة في عهد الحماية (في الأربعينيات من القرن الماضي). لقد أرست الحماية الفرنسية، وبشكل ناجح، الأسس السياسية ووفرت كل الشروط والمؤسسات الضرورية لدولة عربية بالمغرب، تحكمها سلطة عربية.
2 ـ التعريب المدرسي: إن ما ساهمت به فرنسا، رغم قصر فترة احتلالها للمغرب، في تعريب هذا الأخير، لا يظهر مغعوله وتدرك خطورته إلا في مرحلة الاستقلال التي يبدأ معها التعريب الإجباري الذي استعملت فيه الدولة المدرسة العمومية كأداة رئيسية لتعريب الشعب الأمازيغي وإلحاقه قسرا بالشعب العربي، في اللغة والثقافة والهوية والانتماء. وقد أصبح هذا التعريب المدرسي سياسة دولتية étatique ممنهجة جندت لها السلطة كل الوسائل العمومية ورصدت لها ميزانيات ضخمة من المال العام.
لماذا انطلقت السلطة الحاكمة في عملية التعريب، كخيار إستراتيجي، مباشرة بعد الاستقلال دون انتظار فترة كافية للتأمل والتشاور والتحضير للإقناع بقبول الانتقال إلى نظام Ordre عربي جديد بالمغرب؟ ذلك لأن مرحلة الانتقال بالمغرب من نظام أمازيغي إلى نظام عربي، عملٌ كانت الحماية الفرنسية قد أنجزته بنجاح كبير وباهر عندما جعلت من المغرب بلدا عربيا في الهوية والانتماء والحكم على الخصوص، كما سبقت الإشارة. ولهذا فإن التعريب الذي سينطلق بعد الاستقلال لم يكن إلا استمرارا وتكميلا، على مستوى التعريب اللغوي، لما سبق أن قامت به فرنسا على مستوى الهوية السياسية للمغرب التي جعلت منها هوية سياسية عربية، وحولت المغرب من نظام أمازيغي إلى نظام عربي. وبالتالي فإن التعريب بعد الاستقلال كان يبدو عملا وطنيا وأمرا بديهيا ومنطقيا: فبما أن الهوية السياسية للمغرب عربية، وتلك إحدى المنجزات الكبيرة لفرنسا، فاللغة ينبغي أن تكون عربية ليصبح الشعب بعد ذلك عربيا. فشروط التعريب، إذن، وأسسه السياسية والهوياتية كانت قد وفرتها فرنسا في عهد الحماية. وهنا ـ وهنا فقط ـ تظهر فرنسا كأخطر من ساهم في تدمير اللغة والثقافة والهوية الأمازيغية لأنها وفرت الشروط والأسس السياسية والهوياتية للتعريب الذي سيجتاح البلاد بعد الاستقلال إلى الآن.
3ـ التعريب التلفزيوني: إلا أن الأسوأ هو ما سيأتي. وهو موضوع هذا المقال.
منذ الاستقلال وآلة التعريب تشتغل وتسحق كل ما هو أمازيغي ومغربي أصيل. ومع ذلك لم تنجح في القضاء نهائيا على الطابع الأمازيغي للمغرب ولسكانه، كما كان يتوقع وينتظر المسؤولون الأمازيغوفوبيون عن سياسة التعريب.
اليوم نعيش نوعا جديدا من التعريب، أخطر بكثير من التعريب المدرسي، وهو التعريب عن طريق التلفزيون. هذا التعريب التلفزيوني، الذي تنامى وتوسع بشكل لافت منذ بداية الألفية الثالثة، هو أخطر بكثير من التعريب المدرسي كما قلت. لماذا؟
ـ لأن التعريب المدرسي لا يمس إلا المتمدرسين، كما أن تأثيره متفاوت ضمن هؤلاء المتمدرسين إذ نجد منهم متضلعين في اللغة لعربية ومتمكنين من الثقافة العربية وتاريخها وآدابها، دون أن ينال ذلك شيئا من وعيهم بهويتهم الأمازيغية التي لم يزدادوا إلا تمسكا بها ودفاعا عنها. وإذا أضفنا إلى هذا الواقع النسبة المرتفعة للأمية بالمغرب، ندرك لماذا لم يعط التعريب المدرسي كل نتائجه المنتظرة. أما التعريب التلفزيوني فهو يمس الجميع، المتمدرسين والأميين، بل إن تأثيره على هؤلاء أقوى وأكبر. وإذا كانت الأمية تشكل عائقا أمام التعريب المدرسي للأمازيغيين، وتحمي بالتالي الأمازيغية من الموت والانقراض، فإنها، مع التعريب التلفزيوني، تشكل أفضل فرصة لغسل دماغ المشاهد المغربي وتحويله إلى دماغ عربي في مواقفه السياسية وأفكاره وقضاياه واهتماماته.
ـ إذا كان التعريب المدرسي يتطلب من الخاضعين له بذل مجهود في تعلم العربية وقراءة وفهم نصوصها، فإن التعريب التلفزيوني لا يتطلب من ضحاياه سوى تشغيل "صندوق التعريب" ومشاهدة الصور والأفلام والمسلسلات وتتبع الأخبار والمناقشات ليتعرب عقلهم ووجدانهم.
ـ إذا كان التعريب المدرسي يتطلب من ضحاياه الانتقال إلى المؤسسة التعليمية، خصوصا في المراحل الدراسية الأولى، حتى يكون للتعريب أثره، فإن التعريب التلفزيوني هو الذي ينتقل إلى ضحاياه ويدخل إلى بيوتهم وعقر دارهم وهو راضون طائعون.
ـ إذا كان التعريب المدرسي له مواقيت وحصص محددة في اليوم وأيام عطل، فإن التعريب التلفزيوني يشتغل 24 ساعة على 24 ساعة و7 أيام على 7 أيام وبدون عطلة ولا توقف. فيكفي تشغيل التلفزيون ليشتغل التعريب.
إذا عرفنا أن جهاز التلفزيون أصبح حاضرا بكل منزل، خصوصا بعد كهربة العالم القوي، وإذا عرفنا أن برامجه وأخباره ولغته وأفلامه وأغانيه ومناقشاته كلها ذات مضامين عربية مشرقية غير بريئة، نستنتج أن التعريب حاضر بكل منزل يحضر فيه التلفزيزن. وإذا عرفنا أن المغرب أنشأ أزيد من خمس قنوات تلفزيونية عروبية جديدة منذ بضع سنوات، نخلص إلى أن التعريب التلفزيوني أصبح آلة حقيقية، أخطر بكثير من آلة التعريب المدرسي، لمسخ الوعي الهوياتي والوطني واستبداله بوعي هوياتي عروبي زائف وأجنبي.
إلا أن الأخطر والأسوأ في التعريب التلفزيوني هي القنوات الفضائية العربية المنتشرة كالجراد، والتي لم يعد التعريب الذي تبثه القنوات الوطنية شيئا يذكر أمام التدمير الكبير والحقيقي الذي تسببه هذه القنوات العربية للوعي الوطني، وما ترسّخه من وعي زائف مرتبط بالعروبة وقضاياها المشرقية.
وهكذا فإن التعريب التلفزيوني، وعلى الأخص القنوات العربية المشرقية، لا يشحن ذهن المشاهد بنفس مضامين التعريب المدرسي فحسب، بل يقدم له نماذج حية يقتدي بها من السلوكات والملابس ونوع الحجاب وشكل اللحية، وطريقة الأذان والصلاة وقراءة القرآن والتحية، والتحدث باللهجة المشرقية الخليجية والمصرية، وأنواع الأغاني والرقص، وحتى "الشيشة" التي بدأت تغزو بلدنا بفعل تقليدنا للمشارقة العرب ـ أصحاب "الشيشة" ـ الناتج عن التعريب في شكله التلفزيوني.
رب قائل يقول بأن مشاهدة هذه القنوات الفضائية العربية متاحة، ليس للمغاربة فحسب، بل لكل من يرغب في مشاهدتها مثل الأفارقة والأوروبيين والأسيويين. فلماذا تساهم في تعريب المغاربة فقط وليس كل من يشاهد تلك القنوات من الأسيويين والأوروبيين والأفارقة مثلا؟ السبب راجع إلى أن التعريب المدرسي هو الذي يهيئ المواطن المغربي للإدمان على مشاهدة تلك القنوات العربية ويضعف مناعته ويخلق لديه الاستعداد والجاهزية لتتبع برامجها وأفلامها والتأثر بها والتفاعل معها وتفضيلها على القنوات الأجنبية الأخرى باعتبارها تتناول القضايا العربية التي أقنعه التعريب المدرسي بأنها قضاياه تخصه هو كذلك من قريب، مما يضاعف من تعريب عقله ووجدانه وتفكيره وتعميق استلابه، ويزيد من غسل دماغه من كل ما هو محلي ووطني أصيل، ويملأه بكل ما هو مشرقي وعربي هجين. فيصبح المواطن المغربي كائنا ممسوخا، فاقدا للمناعة الثقافية والهوياتية، لا يفكر إلا من خلال "الجزيرة"، و"اقرأ"، و"الرسالة"، و"روتانا"، و"المنار"، و"ميلودي"... إلخ.
الإنسان المغربي، كما يتعلم العربية يتعلم كذلك اللغة الفرنسية ويشاهد القنوات التلفزيونية الفرنسية. لكنه لا يقع ضحية لهذه الأخيرة، تسلب عقله ولبه وتشكل وجدانه كما تفعل القنوات التلفزيونية العربية. لماذا؟ لأن اللغة الفرنسية تدرّس في المدرسة المغربية كمجرد لغة. أما العربية فتدرّس للمغاربة وتفرض عليهم، لا كمجرد لغة، بل كهوية وعلى اعتبار أنهم عرب. ولهذا فعندما يشاهدون القنوات الفرنسية يتعاملون مع أخبارها والمشاكل التي تتحدث عنها على أنها مشاكل فرنسية وأجنبية عنهم ولا تعنيهم في شيء. في حين يتعاملون مع أخبار القنوات العربية والمشاكل التي تعالجها على أنها أخبارهم ومشاكلهم.
وهكذا نلاحظ تكاملا بين المراحل الثلاث للتعريب: فنجاح التعريب التلفزيوني مشروط بنجاح التعريب المدرسي أولا، الذي هو نتيجة بدوره للتعريب الفرنسي الذي يشكل المرحلة الأولى لمسلسل التعريب كما رأينا.
إذا كان التعريب المدرسي سياسة استيعابية منظمة، معروفة ومكشوفة، تمارس عملها جهرا وعلنا، فإن التعريب التلفزيوني سلاح كاتم للصوت، يمارس عمله التدميري على العقول والأرواح وحتى الأبدان ـ ما يتعلق مثلا باللباس والحجاب واللحية ـ في صمت ولطف، ولكن بشكل فعّال وقوي جدا. فإذا كان غناؤنا أصبح مجرد تقليد للأغنية المشرقية، وإسلامنا مجرد تطبيق لفتاوى القرضاوي وعمرو خالد ومحمد حسان، ووطننا الأول هو العراق وفلسطين، فذلك نتيجة مباشرة، ليس للتعريب المدرسي، بل للتعريب التلفزيوني الذي أصبح وباؤه يصل حتى إلى أعالي قمم الجبال الأمازيغية حيث كان الأمازيغيون في مأمن من التعريب المدرسي.
 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting