| |
عيد السنة الأمازيغية الجديدة2955،مناسبة للتأمل
ومراجعة الحصيلة
بقلم: عمر زنفي (أسيف ن دادس,ورزازات )
ككل سنة
يخلد الشعب الأمازيغي بتامزغا والياسبورة بتكنارايين، وكذا في كل بقاع العالم حيث
يسكن الأمازيغ المهجرون,ذكرى حلول السنة الأمازيغية الجديدة2955.مناسبة إلى جانب
مناسبة الربيع الأمازيغي, لكل من لا زال حيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى, أن
يستحضر تاريخ ونضال أجداده في سبيل استمرارية وحضارة الأمازيغ رغم الحروب والدسائس
والسياسات التي لازمت هذا الوجود الصامد والمقاوم دون أن تنال من حبه للسلم والحياة
والحرية, والتسامح...والأخلاق شيئا.
فإلى جانب الاحتفال الخجول الفردي بهذا اليوم العظيم في المنازل مثلا بإعداد وجبة "سكسو
بو دزا ن ادزكزاو"، وفي الجمعيات والثانويات والجامعات والمعاهد كل في مركز نشاطه
من خلال تنظيم أيام ثقافية مختتمة بأمسية شعرية وفنية بين الجدران الأربعة المحددة
لإطار النشاط, يجب علينا كأمازيغ، كل واحد من مركز عمله، أو نشاطه تجاوز هذا
الاحتفال التقليدي وذلك بنقله إلى الاحتفال في الشوارع والساحات العمومية تماما كما
يحدث في الاحتفالات بالسنة الميلادية.من جهة لنشر هذه الثقافة والتعريف بها أكثر
وذلك بتصديرها لتعم جل بيوت وشرائح المجتمع وبذلك ننزع طابع السرية عن الاحتفال
وعلى مستوى فئة أو نخبة معينة, ومن جهة ثانية لممارسة واختبار الجانب الحقوقي
للأمازيغية في الاحتفال.الحق الذي أصبح تتناوله كل وسائل الإعلام الناطقة باسم
الأحزاب لبيع أكبر عدد ممكن من الصحف كلما ضعف عدد قرائها كما يتكلم عنها كل مسؤول
برلماني يواجه من طرف وسائل الإعلام الدولية لحصد النقط والأصوات في انتظار
الانتخابات القادمة لاستغلال ذات الخطاب.
فكما تم ترسيخ ثقافة الاحتفال بالأعياد الدينية «تاعشورت» و"نوايل" عيد السنة
الميلادية على سبيل المثال, يجب علينا كذلك تربية أبنائنا على الاحتفال وتذكر هذا
اليوم العظيم.ولن يتأتى ذلك إلا إذا بذلنا كل ما في وسعنا من جهود كي نجعل من هذا
اليوم مناسبة رمزية ومميزة تتخللها عطلة نخلد فيها للراحة كي نتفرغ للاحتفال في جو
عائلي يسوده تغيير طابع المألوف في الملبس والمأكل.وكي ترسخ هذه المناسبة أكثر في
نفوس وذاكرة أبنائنا يجب أن نحسسهم بعظمة اليوم في شعورنا وذلك بشراء هدايا لهم على
شكل لعب وحلويات وملابس جديدة تؤرخ للحدث وتميزه سيرا على الطريقة التي رسخت بها
أعياد لن ننساها مهما طال الزمن, عيد الفطر والأضحى مثلا.
وقبل أن نحتفل فرادى أو جماعات, يجب على كل شخص تحركه نزعة الوجود الأمازيغي ومصيره,
أن يلجأ إلى نفسه وإلى ضميره في محاولة لتحصيل حاصل هذه السنة الأمازيغية التي
نودعها من خلال سرد مكاسب وخسائر القضية الأمازيغية.وأكيد أن من خلال هذا التحصيل
سيرجع الشخص إلى نفسه عبر طرح مجموعة من الأسئلة,هل أدى واجبه تجاه القضية وماذا
وجب أن يفعله ولم يفعل أو لم يستطع...من خلال هذا التأمل الفردي سيجدد الشخص ثقته
مع نفسه أولا, ومع القضية ثانيا، وبذلك يمكن له أن يجدد العهد مع زملائه في المسار
في سبيل تحقيق مطالب الحركة الأمازيغية الثقافية, اللسنية, السوسيواقتصادية
والسياسية.
ها هي إذن سنة أخرى تطوى بمرارتها وتنضاف إلى سجل نضال الأمازيغ من أجل حقوقهم التي
لم تعرف أي تحسن واقعي ملموس يذكر, اللهم الإجراءات التي أرجعت القضية إلى الوراء
بدلا من أن تغير من صورة الأمازيغ "البربر" والأمازيغية "البربرية" حتى في المنابر
الإعلامية والأقلام المثقفة والمسؤولة.فالأسماء الأمازيغية مثلا مازالت تزعزع
وتزلزل مكاتب الضبط في أقسام الحالة المدنية.أما الكتب المدرسية فلم تظهر, منذ
طبعها السنة الماضية, إلى غاية منتصف الشهر الحالي ومنتصف السنة الدراسية الحالية.أما
حق الأمازيغية في الإعلام, فالأمازيغية أخدت حقها كاملا وزائدا أيضا يقول "وزير"
الاتصال والناطق الرسمي باسم «الحكومة».الحق المتمثل في 15 دقيقة لأغلبية ناطقة
بالأمازيغية مع بث 24 ساعة لأقلية كما كشفت عنه الإحصائيات المعلنة. 3,1 مليون نسمة
بجهة سوس ماسة درعة فقط دون حساب ما يختزنه الأطلس,الريف والغرب...من ساكنة تتكلم
وتحلم بلغتها الأمازيغية. بالاظافة إلى "السهرة الأمازيغية" التي تعرض مرة كل سنة
في الوقت الذي تسكن أصوات الشرق والأفلام المصرية في الإذاعة والتلفزة ليل نهار دون
أداء ثمن الكراء، والفنانون الأمازيغ مشردون في أعراس الجبال والصالونات وكذا بجامع
الفنا بدون زاد ولا دعم يحفظ لهم كرامتهم.كما أن جديد تدريس اللغة الأمازيغية كجديد
الجراد وانتشاره تماما حيث ما نكاد أن ننساه حتى يظهر ثانية ويختفي تحث تأثير
المكافحة ومبيدات التعريب التي لم تنفذ رغم انهيار معسكرها في الشرق والذي طالما
يدعمها بالغالي والنفيس.
أمام هذه المعطيات والحقائق وغيرها, يجب تغيير أدوات واستراتيجيات النضال بدء
بتضميد الجراح وسد الثغرات ولم الشمل عبر ضبط وتحديد المفاهيم وكذا البث في القضايا
المستجدة على الساحة المحلية, الإقليمية والدولية, في إطار يمكن اعتباره مرجعا ينظم
النضال والمناضلين الذين سيلتزمون بمقتضياته من جهة, ويستثني المتطفلين
والانتهازيين الذين تفرزهم كل أزمة ومرحلة من جهة ثانية.هذا لتفادي العثرات وفترات
الفراغ التي تعرفها الساحة والقضية أمام غياب مرجع يحتكم إليه كلما دعت الضرورة إلى
ذلك. فكما صمد أجدادنا أمام الحروب والحملات الاستعمارية, يجب علينا أن نصمد ونحلم
بحلم وموعد نحاول ترجمته إلى واقع أقرب إلينا من حبل الوريد.
|