|
|
كونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بالجنوب (تامونت ن يفوس) تنظم ندوة: الأمازيغية و الجهة ـ "نموذج جهة سوس" عرف المغرب خلال تاريخه عدة جهات لعبت أدورا كبيرة في التاريخ المغربي. ومنها على الخصوص جهة الريف/الهبط و جهة تامسنا، وجهة تافيلالت/الأطلس، وجهة الحوز/درن، ثم جهة سوس /الصحراء. وقد برزت هذه الجهات بشكل بارز أثناء مقاومتها للتدخل الاستعماري إلى سنة 1934. وقد تعرضت خلال الحماية للتهميش في إطار المغرب النافع والمغرب الغير النافع. وبعد مرور أكثر من نصف قرن عن الاستقلال، لم يطرأ على واقع هذه الجهات تغيير عميق. وبقيت هذه الجهات تزداد تهميشا على مستوى البنيات الأساسية واحتقارا على المستوى الثقافي و اللغوي. وقد بين زلزال الحسيمة مدى عمق هذا التهميش. وبالنسبة لجهة سوس فإن التهميش قد اكتسى عدة مظاهر: 1.اقتصاديا فإن نسبة استغلال ثرواتها الفلاحية والسمكية والمنجمية لا يتناسب مع نسبة الاستثمار فيها (انعدام الخطوط الحديدية، الطريق السيار...) 2.ثقافيا فقد بقيت اللغة الأمازيغية بعيدة عن كل تطور، وأصبحت المظاهر الحضارية الأخرى تتعرض للتخريب بسبب الإهمال (اكودار، النقوش الصخرية، المآثر الأثرية الأخرى...) في مقابل تشجيع ثقافة الابتذال والفلكرة والثقافة المشرقية والخليجية وتمظهراتها ...). 3.اجتماعيا فإن واقع الصحة أقل بكثير من نظيره في الجهات المركزية. ويشكل التعليم نموذجا بارزا لتهميش المنطقة. فتوزيع الجامعات بالمغرب يبين للجميع مدى احتقار المنطقة، فهنالك جامعة واحدة منقوصة. فكلية الطب منعدمة، كما أن حالة هذه الجامعة تفوق نسبة استيعابها عدة مرات. إضافة إلى عدم الإنصاف في ولوج المعاهد العليا بالنسبة لأبناء المنطقة. وعلى المستوى البشري فإن الثروات التي تزخر بها الجهة مثل الصيد البحري والسياحة والنقل لم يستفد منها أبناء المنطقة، مما يجعل نسبة البطالة في الجهة لا تتوافق مع إمكانيتها التشغيلية. كما أن الأطر العليا من أبناء المنطقة يشعرون بالمرارة من جراء تهميش كفاءتهم وتعطيلها من أجل خدمة الوطن من خلال خدمة الجهة التي يعرفونها جيدا. 4. سياسيا. إذ بالرغم من نضال مناضلي الجهة داخل الأحزاب فهم لا يستفيدون مما يستفيد منه الآخرون / ولا يقترحون في المناصب السياسية الوطنية والخارجية بالشكل الذي يتناسب مع نضالهم. كل ذلك يجعل جهة سوس التي كانت احد أعمدة الاقتصاد المغربي مهددة بالتدهور الشامل من حيث استنزاف الثروات الطبيعية السمكية والمائية والغابوية (اركان، أول غابة في العالم ) مما يجعل المنطقة مهددة بالتصحر والتهجير. وتهدف هذه الندوة المنظمة من طرف كونفدرالية تامونت ن يفوس أيام 19/20 يونيو2004 إلى المقاربة العلمية لهذا الوضع وطرح تساؤلات عن الأسباب العميقة لهذا التهميش، هل هي ثقافية /لغوية أو جهوية... ومحاولة اقتراح حلول ومعالجة المشاكل بنظرة موضوعية وذلك من أجل ترسيخ شعار المساواة والإنصاف. (عن اللجنة المنظمة)
|
|