|
|
حول مقال أخينا العشاوي حفيظ من بوميا المعنون: "لقد مللت هذه الاستفزازات" بقلم: أوشيخ أحمد (بييا) قد لا يكون هذا ردا بمفهوم الردود المتعارف عليها، خاصة عبر الجرائد الصادرة بشكل دوري، بل سأبقى حبيس الأفكار الواردة بمقال أخينا حفيظ العشاوي بجريدة ثاويزا عدد 85 ماي 2004 ص 15 . فهو يقول لقد مل من الاستفزازات في بلدته التي يفضل أهلها الكلام بالعربية ويتخلون عن أمازيغيتهم. ونحن في مدينتنا الحسيمة نعيش العكس: فلا أحد ينكر ذاته ولغته، والكل يتكلم بلسانه الأمازيغي الريفي، بل أكثر من ذلك نلاحظ أن عددا مهما من الوافدين على المدينة يعملون كل ما في وسعهم من أجل تعلم هذا اللسان، ولا يصر أحد على ربط كل متكلم بـ"الدارجة" بكونه إنسانا واعيا و متحضرا. فهنا، الأمازيغية الريفية هي بامتياز لغة المدينة وكل من لم يتكلم بها فهو أوتوماتيكيا "غريب" عليها. بل إذا تكلم أحد أبناء المدينة بغير الريفية، فسينظر إليه بنظرة "شبه احتقارية". كما نلاحظ أيضا برياض الأطفال وبالمدارس الابتدائية الموجودة بالمدينة أن أغلب الأطفال الذين يتكلمون بالدارجة المغربية سرعان ما يفهمون وينطقون بالأمازيغية الريفية مع أصدقائهم الريفيين، وبالتالي يصبحون ممزغين بامتياز. عجبت لطفلة في حينا، أمها تتقن تمازيغت الأطلس وتفهم طبعا الريفية، هذه الطفلة تفهم تمازيغت أمها وتتكلم بالريفية والدارجة المغربية بطلاقة مدهشة. وأتعمد في بعض الأحيان التحدث معها "بالدارجة" كي ترد علي بالمثل، وأقول لها بالتالي ما معناه أنها "تاعرابت" بنوع من الممازحة والاستفزاز فتظهر عليها علامات الغضب وعدم الرضى بالموقف الذي أوقعتها فيه... فهنا بالريف، يعتز الناس بأمازيغيتهم الريفية شيوخا وأطفالا، نساء ورجالا. وكيف لا وهي تسري في عروقهم وبيوت وشوارع بلدتهم، ناهيك في جبال البوادي المجاورة لها. فلا رائحة لما يسمى بـ"تاعرابت" اللهم أثناء الحصص الدراسية بالأقسام التي أصبحت معظمها الآن غير صالحة للتمدرس بعد الزلزال الأخير. إن الزلزال الذي... معذرة، أستسمح. سأضطر إلى الوقوف عند هذا الحد.
|
|