|
|
نقطة نظام لا بد منها بقلم: جمال خباش – أكادير من السهل أن تنسج مفاهيم وترفع شعارات جوفاء من قبيل التضامن والتسامح، لكن إذا تعلق الأمر بالتطبيق تغلب الإيديولوجيا المطلقة والإقصائية على كل التعابير، هذا هو واقع الدولة المغربية ومؤسساتها الديماغوجية، والتي حفظت عن ظهر قلب مصطلحات ومفاهيم من طينة الواحد الذي لا ثاني له وأخذت تردد الوطن الواحد، الشعب الواحد، العالم الواحد، اللغة الواحدة، والإنسان الواحد...إلخ ومن تجرأ ولو بالتفكير بشيء ثان يكون مصيره النعت بالكفر والتفرقة والعمالة للاستعمار وإحياء "البربرية". هذه الدولة أو دوائرها المخزنية ذات الثوابت المطلقة كشرت عن أنيابها في إطار مسلسلها الرامي إلى قمع كل صوت لسبب بسيط أنه يقول إني أمازيغي وهويتي أمازيغية تحت تبرير "ياك عطيناكم إيركامIRCAM أش بغيتو مزال؟؟"، هكذا إذن يمكن القول إن الدولة المغربية قد شرعنت العنف ضد الأمازيغية والأمازيغ. وهذا ما تأكد بالملموس من خلال 21 أبريل 2004 بالموقع الجامعي أكادير، إثر تخليد ح.ث.أ. للذكرى 24 للربيع الأمازيغي والذكرى الثالثة للربيع الأسود في شكل تظاهرة سلمية عبرت من خلالها عن تضامنها مع إخواننا بالقبايل لكن "حليمة" كعادتها لم تتردد في قمع التظاهرة السلمية بواسطة جهازها القمعي لتعتقل وتحدث جروحا بالغة في صفوف مناضلي ح.ث.أ. وتقوم باستصدار ما تملكه من صور ولافتات، لتعبر الدولة المغربية وآلتها القمعية الإقصائية على أنها لا تستعمل تلك التعابير والشعارات إلا كـ"جوكير" مثل لعب الورق، بحيث إننا نرى التضامن مع العراق وفلسطين أمرا حلالا والتضامن مع القبايليين حراما. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على التوجه الإقصائي والعنصري بامتياز لهذه المرجعية المطلقة.
|
|