موقع الأسطورة في
التراث الأمازيغي
بقلم:
Mays
n Tifawt (Dades)
تعتبر الثقافة
الأمازيغية ثقافة شفوية متميزة بالغنى والتنوع، خاصة
في المجال الأدبي الذي يشمل عدة ميادين، منها: الشعر الذي تتنوع مواضيعه وأغراضه،
القصة، الألغاز، الألعاب الجماعية، الغناء، وغير ذلك. ومن خصائص الأسطورة داخل
الثقافة الأمازيغية أنها بمثابة كتاب مقدس يوجد فيه
جواب/تبرير لكل سؤال حول ظاهرة اجتماعية أو حتى طبيعية. وهذا الجواب لا يستمد من
مجتمع آخر أو من ثقافة أخرى، بل تحبك خيوطه من الموضوعات
التي يعرفها كل الناس، لتعطينا أسطورة "مقنعة" بحيثياتها وأبطالها
والفضاءات التي تجري فيها أحداثها. هذه الأحداث التي
يمتزج فيها الخيال بالواقع وبالحكمة. وهذا ما يجعل
فهم الأسطورة متيسرا لأنها أولا متداولة بلغة الأم، وثانيا بسياقها داخل محيط
مجتمعي معروف ومألوف. فقد يجد فيها الصغير، وهي تحكى
على لسان الجدة أو الجد، متعة ومغامرة لأبطال معينين. وقد
يجد فيها الشاب صورا لشهامة وأخلاق البطل الذي يرجى أن يكون قدوة له.
أما العجوز أو الشيخ فهو يجد في حكايتها مجدا خلا
وولى وإرثا يفتخر به.
ومن بين الأساطير
المشهورة تلك التي تتعلق بتفسير ظواهر طبيعية، مثلا بعض الحيات والمغارات
كإفري ن يطّو وبحيرة إسلي
ذ تسليت وكيف تكونت. أو تفسير لشكل بعض الحيوانات
والمخلوقات وكيف تحولت إلى أشكال معينة. وأذكر على سبيل المثال:
Aswa
Agllid
الذي كان سلطانا ذا جاه وملك، وكان يرتدي سلهامين
Aznnar
أبيض وأسود لكنه كان يغش في كيل الحبوب. ولذلك عوقب فتحول إلى
لقلاق. وأيضا
Tawtult
التي كانت سيدة بدوية تتوفر على كميات كبيرة من
اللبن. فقادها ذلك إلى الاستحمام به فعوقبت هي أيضا. وأخيرا قصة
Abaghus
التي يعرفها الجميع.
من خلال هذه الأمثلة
يتضح لنا مدى قدسية الطبيعة بكل مكوناتها، وخاصة
المجال الغذائي الذي يتولى الله بنفسه حمايتها بمعاقبة كل من حاول احتقار الطبيعة
ومنتوجاتها الغذائية. فللقصص الأسطورية في الثقافة
الأمازيغية وظيفية وعظية وردعية تحمي القوانين
والأعراف والطقوس التي تنظم الحياة القبلية. ومن هنا تأتي أهمية الحفاظ على هذا
المكون الهام للثقافة الأمازيغية.