|
المغردون خارج السرب بقلم: عسّو بحاج (الخميسات) التحديث عملية تفكيك للبنى التقليدية ومحاولة تطويرها. وهذا يصدق أيضا على اللغة والثقافة كبنائين يخضعان للارتقاء والتحول لكي يسايرا ركب الحضارة والتقدم. الحقيقة المرة التي لا يقبلها الفاعلون الجمعويون والمهتمون بهذا الشأن، ومن بينهم الأمازيغيون، أن اللغة والثقافة تحتاجان إلى نقد وتحليل، أي عمليتي هدم وبناء، ويدخل ضمن هذا الإطار اللغة والثقافة الأمازيغيتان. اليوم، وأمام تنامي تيارات الحداثة وتبدل أدوات التفكير والتحليل، لم يبق أمام اللغة الأمازيغيية بحمولتها الثقافية خيار إلا أن تتطور وتحدّث نفسها، إذا أرادت أن تبقى لغة حية متداولة، ليس فقط في حياة المجتمع والأفراد، بل أيضا في مجال العلم ولمعرفة والتقنية، لأن هذه اللغة لا تدعي أي تعالٍ على أرض الواقع, فهي ذاتها متحررة من كل قيد ومستعدة للتطور والنماء ومسايرة الركب. إن الخطاب موجه إلى الفاعلين الجمعويين والمهتمين بهذا الحقل ـ إلى بعضهم بالطبع ـ الذين ينسون هذا التحدي الشامخ ويهرولون بحثا عن مصالحهم الذاتية، هذا البعض المستعد لفعل أي شيء مقابل مصلحة مادية شخصية ولو كانت ناقصة. هؤلاء الذين يحسنون التهافت كقطط الموائد على الفتات الذي يقدمه بعض النفوذ. فأقصى أمانيهم الحصول على حظوة أو عطف أو زجاجة أو دعوة عشاء في مطعم راقٍ!! إن من صفات الناشطين الجمعويين التطوعية في العمل ونكران الذات ونشدان الصالح العام للوطن والمواطنين بعيدا عن انتهازية الفرص للقفز على مقعد وثير... لأنهم مثقفون متنورون يحملون مشروعا تحديثيا للمجتمع لا مطامح لديهم. إن على المغردين خارج السرب الذين يحسنون الرقص عل الأنغام الرديئة، المستعدين للانبطاح على بطونهم للحصول على الفتات أن يفهموا أن الأمازيغية ليست حقلا لاكتساب المال ولا مرتعا للفساد أو للحصول على نزوة حزبية، حيث ألف سياسيون الجمع بين عدة مهام حزبية، نقابية وجمعوية و... ومنهم من يقوم حتى بإمامة المسجد!! فلا غرابة في ذلك لأنهم يملكون عصا موسى لأداء كل هذه الوظائف. إنهم من طينة خاصة!! إن أكثر ما يخاف عليه في الحقل الأمازيغي أن ينتقل إليه فيروس التسيير العائلي الذي ينخر جسم بعض الأحزاب، فيأتي الرئيس بزوجته وأبنائه وإخوته وأصهاره وبآله وصحبه لاحتلال كراسي الهيئة الجمعوية للسيطرة على زمام الأمور باسم الديموقراطية! في هذه الحالة، يفضل تحويل الجمعية إلى "مزرعة" تعود بنا إلى سالف عهود الإقطاع والفيوداليين الذين يملكون الأض ومن عليها. |
|