|
ردا على بهتان صحيفة الأسبوع بقلم: Isfed نشرت صحيفة الأسبوع في عددها 718/280 صورة مأخوذة عند مدخل تاغزوت ن آيث عطّا غير بعيد من ورزازات. وهي عبارة عن قصر مصغر (Ighrem) يجسد بوابة لمدخل تاغزوت. وقد علقت هذه الصحيفة على استغرابها لما كتب على جدران هذه البوابة، وهي أحرف تيفيناغ الأمازيغية التي كتبت بها عبارتان: "مزغ" و"أ زول"، التحية الأمازيغية العريقة، كما رسمت على الجدار علامة تمثل قلادة أمازيغية عريقة (ثيسغناس)، وهي رمز تراثي غنى برموز حضارية عريقة في تاريخ شمال إفريقيا القديم. وقد علقت الجريدة في عنوانها البارز: "صدفة هذه... أو تخطيط للمستقبل...؟" حيث تساءل المصور المعلق والكذّاب أيضا أو الحاسد، إن صح التعبير، من أن كتابة تيفيناغ المكملة للنجمة الإسرائيلية هو مخطط مرسوم لمستقبل مجهول؟... ما هذا الهراء... لقد ظن هذا الأبله أن رسم المشبك الأمازيغي المسدس الأضلاع حجة على ضبط الأمازيغية متلبسة باقتراف الجرم "الصهيوني". وأن الدفاع عن الهوية الأمازيغية، كما جاء في تعليقه، ليس سوى قناع يخفي أهدافا حقيقية أخرى... إن الأمازيغ منذ العصور عرفوا حضارة إنسانية تركت آثارا عميقة يصعب اقتلاعها من طرف مستعمر غادر. ومن بين ما ترك أسلافنا في ميدان فن المعمار رسوم ونقوش المثلثات (انظر الرسم أسفله). لقد عرف أجدادنا هذه الرموز قبل سداسية إسرائيل التي أعلنت سنة 1945، بل قبل الديانات السماوية كلها بكثير. فحين نزح اليهود إلى بلاد تمازغا انطلاقا من مصر واستقروا بالمغرب، انصهروا في حضارتنا فاكتسبوا معالم كثيرة من سلوكنا وتراثنا وفنوننا. فكان من الطبيعي أن يتأثروا برموزنا الحضارية ويأخذوا فن المثلثات التي تحمل دلالات معينة من خلال المعتقدات. وما سداسية إسرائيل إلا اقتباسا من مثلثين مدغمين أحدهما في الآخر، وهو رسم أخذوه عن الأمازيغ. كما أن فن المثلثات المزينة للقلع والقصور فن معماري أصيل للعمران الإفريقي العريق. فحتى الرومان كانت بناياتهم لا تخلو من هذه المثلثات كما نشاهدها في مدينة وليلي. وقبل هؤلاء بكثير حضر فن المثلثات في الحضارة الفرعونية كذلك. وقد شهد لنا التاريخ بأن أجدادنا حكموا بلاد الفراعنة حين تغلبوا على الوافدين إليها من اليهود والروم. وما الهرم إلا شكلا من أشكال المثلثات. كما أن كلمة "هرم" هي نفسها أمازيغية الأصل، وهي (إغرم) التي تعني القصر والقبر أيضا لأن النبلاء كانوا يدفنون في قصورهم. فكلمة "أهرام" ما هي إلا "إغرم" الأمازيغية بعد تحول الغاء هاء لتكييفها مع النطق المصري القديم. وكما قلت سابقا فإن المثلث كرمز قديم يدل على الموت أو القبر. كما أن هناك رزا آخر يشير ويدل على الحياة والاستمرارية (انظر الرسم أسفله) وعليه، فإن الرسم المتكون من مثلثين مدغمين أحدها في الآخر (انظر الرسم أسفله) رسم أمازيغي أصيل. فجميع الرسوم المثلثية المختلفة الأشكال، ومنها السداسية الأضلاع، ترمز إلى الموت أو الحياة أو الوقاية من الشر والعين. وهذه ما هي إلا بعض الأشكال والطقوس التي كانت معروفة ببلاد تامازغا منذ القدم. وغرضنا من كل ذك هو فقط القول بأن ما التقطته صحيفة الأسبوع وعلقت عليه ليس إلا بهتانا وجهلا للمقومات الحضارية لأرض المغرب. وتلك الكتابة التي اعتبرتها الجريدة "صهيونية" هي جزء من الوطنية المغربية ولا يرفضها إلا من لا غيرة له على هذا الوطن. فالذي كتب تلك الرسوم وتلك الحروف حركته غيرته على تراثه ووطنه وتاريخه بعدما شاهد أن جزء من هذا التراث يتعرض للتخريب والتعريب. وهذا مخالف لمبادئ حقوق الإنسان، ولشريعة الله كذلك. إن هذا الرسم الممثل لمثلثين أحدهما داخل الآخر يدعى "ثيسغناس" المعروفة بأشكالها المتنوعة حسب المناطق. وهذه السداسية معروفة بمناطق تواجد القلع والقصور الأمازيغية، وبالضبط ورزازات ونواحيها. وقد تأثر هذا الرمز بالخصوصيات المحلية والجهوية كما في الريف حيث نجد لـ"ثيسغناس" شكلا خاصا بهذه المنطقة، مستوحى من الطبيعة، والتي تعني Tiseghnas n teghrast، أي قلادة خلايا النخل، كما تتوسط هذه القلادة صورة حبة اللوز، التي من أزهارها يصنع النحل العسل. وفي الأخير أقول لمصور صحيفة الأسبوع إنك مخطئ في ظنك وأقترح عليك مثلا أن بعض الفنادق المتميزة بالمعمار المغربي الأصيل وقد كتبت عليها صيغة "فندق الغرب العربي"... وبجانبه رسم جمل. فلتعلق آنذاك أن كلمة الأمازيغي استبدلت بالعربي، واستبدل أسد الأطلس المعروف في الأسطورة اليونانية Hispirides. وهذا ما يوحي بسؤال يشبه سؤالك الأول: هل يتعلق الأمر هنا بمجرد صدفة أم بمخطط مرسوم؟ |
|