|
الحركة التلاميذية بتزكورت في مواجهة قوى التأسلم والتمركس بقلم: محمد حمدوش (أكادير) منذ بروز البوادر الأولى للوعي الأمازيغي بين صفوف التلاميذ بـ"تزكورت"، بدأت الصدامات بين الحركة الأمازيغية التلاميذية وأعداء الأمازيغية الإسلامويون والعروبيون القوميون الذين لم يترددوا في إعلان الحرب على الحركة الأمازيغية التلاميذية بتزكورت باستعمال كل الأسلحة التي استوردوها من الشام والحجاز، فأصبحوا ينعتون الحركة الأمازيغية بالشوفينية والصهيونية تارة، وبالغربية والفرنكوفونية الملحدة تارة أخرى!!!! لكن سرعان ما سقطت الأقنعة عن الوجوه القذرة، وانكشفت أساطير المتمركسين والإسلامويين، وأصبح التلاميذ بداخل الثانوية يفرون من تجمعاتهم وأسابيعهم الثقافية التي ينظمونها بدعم من مادي ومعنوي من CDT (بالنسبة للتلاميذ المتمركسين) والأساتذة الإسلامويين (بالنسبة للتلاميذ الإسلامويين) الذين يوفرون لهم الحماية الكاملة في المجلس التأديبي (التعذيبي) ويضمنون لهم أكبر عدد من المقاعد داخل قبة ما يسمى بـ"اللجنة الثقافية"، ونسميها نحن بمندوبية الجامعة العربية داخل المؤسسة التعليمية. كل هذا التعاون والتحالف بهدف إقصاء الصوت الأمازيغي الصامد الحر والمتجذر. وللإشارة فقط فإن "اللجينة" سبق لها السنة الماضية أن استضافت مثقفين سوريين وفلسطينيين في خضم تفاعلات ما يسمى بـ"الانتفاضة المباركة"!! في حين يأبون الحديث عن معاناة الأمازيغ، بل ويقطعون الطريق أمام المناضلين الذين يرغبون في إلقاء عروض حول القضية الأمازيغية والكشف عن حقيقة إبادة الشعب الطوارقي الأمازيغي الصامد في قلب الصحراء الكبرى، وحول معاناة الأمازيغ بالقبايل، بتبريرات سخيفة وأدلة واهية كاحترام حرمة المؤسسة، وكأن الحديث عن الطوارق يحمل في طياته قنابل وصواريخ ستدمر بنايات المؤسسة!! ورغم هذه الحرب التي أعلنها "إعداون ن تمازيغت" على المناضلين الأمازيغيين حتى يستسلموا ويتركوا الميدان لميليشيات التأسلم الياسينية المتشبعة بالشعوذة الصوفية وللمتمركسين الذين ما يزالون يقتاتون من أساطير وترهات القومية العربية يزعامة الأحزاب البعثية الاشتراكية العروبية، التي أصبحت تتهاوى وتتساقط كأوراق الخريف، رغم ذلك فإن عزيمة إمازيغن لا تقهر في مواجهة القوميين ومواصلة مشوار التحدي والكفاح. من هنا تبرز عدوانية الإسلامويين والمتمركسين على كل ما يرمز إلى الأمازيغية ويذكّر بقضيتها التي يريدون لها الإقبار والفناء. فرغم التناقض الصارخ في مرجعيتي كل من الإسلامويين والمتمركسين، فإن مواقفهم تتوحد كالبنيان المرصوص عندما يتعلق الأمر بشيء اسمه القضية الأمازيغية كقضية عادلة ومشروعة وديموقراطية. لكن الحقيقة التي يجب أن تفهم عن هذا وذاك هي أن ما يخشاه هؤلاء هو صعود الديموقراطية الحقيقية، ديموقراطية إيمازيغين، وبالتالي اكتساح ساحة الثانوية. وفي هذا تهديد مباشر لتواجدهم ولمصالحهم التي يخافون عليها. وهذا بالفعل ما وقع. فإذا كانت البداية الحقيقية لدخول الصوت الأمازيغي الفتي إلى أسوار ثانوية بناصر سنة 1998 بوعي كامل ومسؤول من طرف مجموعة من التلاميذ الغيورين على هويتهم ولغتهم الأمازيغية. وقد تعرض هؤلاء الأحرار لكثير من الإهانة والسخرية من طرف المتمركسين والإسلامويين كقول أحدهم "علينا أن نتوحد مع اليسار لمحاربة ثقافة القطيع"، وهو يقصد بذلك الثقافة الأمازيغية. وهذا ما حدث بالفعل عندما انضم وفد من "العدل والإحسان" إلى المشاركين في المؤتمر "القومي الإسلامي"!! ورغم كل الافتراءات والتغليطات التي يلجأ إليها المتمركسون والإسلاموين لعزل الحركة الأمازيغية التلاميذية والتخويف منها، فقد أصبح التلاميذ يلتحقون أفواجا وجماعات بهذه الحركة بعدما اكتشفوا زيف الخطاب الإسلاموي وحليفه ـ ضد الأمازيغية ـ القومي العروبي. إلا أن الذي ينساه أو يتناساه هؤلاء المعادون للأمازيغية، هو أنه لا يمكنهم محو الهوية الأمازيغية التي تسري في شرايين الملايين من إيمازيغن، ليس فقط في مراكش، وإنما على طول وعرض أرض تامازغا من سيوا بمصر إلى جزر الكناري بالمحيط الأطلسي. فهل يعون أنه لا يمكن قتل الوجدان الأمازيغي الذي يصنع ديمومته واستمراريته انطلاقا من وعي ووجود الإنسان الأمازيغي بإفريقيا الشمالية منذ عقود ضاربة في أعماق التاريخ. واليوم، وقد مر على نشأة الحركة التلاميذية الأمازيغية بالمنطقة، والتي حاولوا وأدها كما كان يفعل أجدادهم بالإناث، أزيد من ست سنوات، لم تزدد مع مرور الأيام إلا صمودا وتحديا وتشبثا بمطالبها المشروعة والعادلة، مع إيمانها بالتعددية والاختلاف والتنوع. وفي الأخير نقول لمن أنكر وجود شيء اسمه الحركة التلاميذية الأمازيغية بثانوية بناصر بتزكورت بأنه مهما حاول الكذب على نفسه قبل الكذب على الآخرين، فالواقع يحتم عليه الاعتراف بالصوت الأمازيغي الذي أصبح حاضرا يقوة في الثانوية يزعزع أركان المتمركسين الذين أصبحوا كالديناصورات التي يموت منها عشرة ويولد واحد فقط! فيكفيهم الصعود إلى سطوح منازلهم ليكتشفوا كم من حرف أمازيغي مكتوب على الجدران، وهو ما يعطيهم فكرة عن مدى تغلغل الأمازيغية في النفوس والعقول.
|
|