|
الظلامية والعداء للأمازيغية وجهان لشيء واحد بقلم: ميموني محمد حداش (النيف، الرشيدية) نشرت جريدة "الأسبوع" في عددها ليوم الجمعة 9 ماي 2003 بصفحة "حديقة الأسبوع" مقالا بعنوان " اختيار الأجداد" لعبد الواحد بنموسى. وردا على ما ورد في هذا المقال من أفكار رجعية وعنصرية، والتي حاول صاحبها وصف الشباب أو الجيل الأمازيغي الصاعد والواعي والمتشبث بالقيم الديموقراطية والحداثية بالخط العنصري وبعملاء الاستعمار، متهما أياهم بمحاولة إحياء ظهير 16 ماي 1930 ("الظهير البربري" حسب صاحب المقال). وسنحاول الرد عليك يا بن موسى في النقط التالية: أولا: إن القراءة الأولية لمقالك تؤكد أنك لا زلت جاهلا بظهير 16 ماي 1930 الذي سميته "بالظهير البربري". فهذه تسمية من اختراع "الحركة الوطنية" وليس هناك في الواقع ظهير يحمل هذه التسمية كما تدّعي. فليكن في علمك أن هذا الظهير، الذي يتكون من ثمانية فصول وديباجة لم يرد فيه، ولو بشكل ضمني، ما يدل على التفرقة بين الأمازيغ والعرب. فموضوعه، حسب مقتضياته، هو إنشاء وتنظيم المحاكم العرفية بالمناطق ذات العرف الأمازيغي والتي لا توجد بها محاكم شرعية. وليكن في علمك أيضا أن "الحركة الوطنية" سمت هذا الظهير "بالظهير البربري" لاستغلال ذلك في صراعها مع سلطات الحماية وما نتج عنه من توظيف "الوطنيين" لهذا الظهير لإعطاء نظرة سلبية مقصودة عن الأمازيغية والمهتمين بها، هذه النظرة التي تحولت إلى إيديولوجيا سائدة ومهيمنة لا زلت أنت بنفسك تمتح منها وترددها في مقالك. ثانيا: يا بن موسى، إن كل قارئ لجملك السخيفة وأبياتك الشعرية الهزيلة يؤكد أنك من الحركات الظلامية التي لها نظرة أحادية وضيقة إلى الأمور، والتي تحاول الرجوع ببلدنا إلى الوراء. وهذا لن يحدث أبدا. ثالثا: إنك تصف الجيل الأمازيغي الصاعد والواعي، والذي يدافع عن قيمه ولغته وثقافته العريقة، بالعنصريين. وفي نظرك، كي لا يكونوا عنصريين يجب أن يتخلى الأمازيغيون عن أصلهم وهويتهم الحقيقية ويعتنقوا هوية أخرى غير هويته الحقيقية. لا يا أخي، إنك بهذا تحاول فرض شخصية مغربية مزورة. وهذا محرّم في الإسلام. إن كنت حقيقة تعرف مبادئ هذا الدين، فلا تنسَ أن هذا الإنسان الذي تتهمه بالعنصري خلقه الله سبحانه وتعالى بلسانه الأمازيغي وهويته الأمازيغية، وليس لك الحق أن تطلب تغيير هذا اللسان وهذه الهوية بلسان آخر وهوية أخرى. كما أنك في مقالك حاولت الربط بين الأمازيغية والإسلام، ملمّحا أن الأمازيغية تهدد الدين الإسلامي. أحيلك على هؤلاء الأمازيغيين الذين تتهمهم بالعنصرية وتهديد الدين الإسلامس ليلقنوا لك درسا في هذا الدين الحنيف، دين التوسط والاعتدال، دين الرحمة والتسامح، لا دين القسوة والنظرة الأحادية التي تتبناها أنت، يا بن موسى. رابعا: إن وصفك أجدادنا بأنهم فضلوا لغة الضاد يؤكد أنك تتحدث بدون مسؤولية ومن فراغ. فأتحداك أن تعطيني دليلا واحدا يؤكد أن أجدادنا فضلوا بالفعل لغة الضاد. حقيقة أجدادنا اختاروا الدين الإسلامي الحنيف، لكن هذا لا يعني أنهم اختاروا التي تقدسها أنت. ولا تظن أن الإسلام للعرب فقط لأنك في مقالك حاولت الربط بين الإسلام كدين للجميع وبين اللغة العربية التي هي مجرد لغة كباقي اللغات الأخرى. إنك، يا أخي بهذا الربط تحاول التضييق من حدود هذا الدين، ولكن ليكن في علمك أن عدد المسلمين العرب لا يمثل سوى أقل من 10% من مجموع مسلمي العالم. كل هذا يؤكد دائما أن نظرتك للأمور لا زالت ضعيفة وضيقة. في الأخير أقول لك يا بن موسى إذا كنت لا تزال ترى أن ظهير 16 ماي 1930 حاول التفريق بين الأمازيع والعرب، فإن مقالك وما على شاكلته من مقالات أخرى، هو الذي يدعو حقيقة إلى التفرقة والتحريض على الفتنة بين أبناء الشعب المغربي، أبناء الأبطال الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل هذا الوطن. وبصفتي واحدا من هذا الجيل الذي تنعته بالعنصري، فإنني أقول لك إننا لن ولن نتخلى عن أصولنا الأمازيغية التي نعتز بها في وطننا وبلدنا المغرب. |
|