|
عن
تعريب الأرض
والإنسان بـ”آيت
عمّارت“
بإقليم
الحسيمة بقلم:
عبد الرحيم
السعيدي (الحسيمة) شكل
شعار "التعريب"
أحد المبادئ
الأربعة التي
حددتها
الحركة
الوطنية ـ
بالمفهوم
الجغرافي
طبعا ـ
للنظام
التعليمي
لمغرب ما بعد
"إيكس ليبان".
وإن كان هذا
الشعار قد
لبّس زي حروف
الهجاء، إلا
أنه مع توالي
السنوات،
وبعد استقرار
الأمر "للوطنيين"
الجدد، ظهر
للعيان أن ما
يبطنه هذا
الشعار أبعد
من قراءة
وكتابة لغة "قريش"،
وإنما أضحى
يمتد ليطال
أسماء
الأماكن
والقرى
والمواقع
السياحية،
وكل شيء يوحي
بأن هذه
الأرض كانت
وما زالت
أمازيغية. بعد
هذه التوطئة
يمكننا أن
نتساءل: هل
سلم مكان ما
تحت سماء هذا
الوطن من
تحريف
المزورين
ولصوص
التاريخ؟! الجواب
للأسف سيكون
بالنفي.
فمسلسل
التضييق على
الأسماء
الشخصية
الأمازيغية
وتغيير
وتشويه أسماء
الأماكن ما
زال مستمرا.
في هذه
الورقة
سنحاول أن
نرصد ونبرز
التلاعب
والتعريب
الذي طال
منطقة "آيت
عمّارت"
بإقليم
الحسيمة
كنموذج يمكن
تعميمه على
سائر أنحاء
المغرب.
فقبيلة "آيت
عمّارت" ـ
هكذا سماها
أجدادنا
وهكذا يعرفها
الآباء
والأبناء ـ
يسميها
التقسيم
الإداري بـ"جماعة
بني عماريت".
وعلى هذا
النحو تغيرت
أسماء الفروع
المكونة
للقبيلة: آيت
عبّو أصبحت "أولاد
عبّو"؛ آيت
لحساين أصبحت
"أولاد
احساين"؛ آيت
سعيد يخلف
أصبحت "أولاد
سعيد لخلف"...
نفس الأمر
ينطبق على
مجموعتين
مدرسيتين:
مجموعة مدارس
بني عمارت،
مجموعة مدارس
أولاد أحمد.
كما أصبح
لزاما على
سكان مدشر "ثارا
ن ثغانيمت" أن
يعنونوا
سكناهم في
الوثائق
الإدارية بـ"دوار
عين قصب"!. واستمرارا
على نفس
النهج
التحريفي سار
التقسيم
الجماعي لسنة
1992 ـ لا بد من
الإشارة إلى
أن موضوع
التقسيم
الإداري
مناسبة
لتكوين
المحميات
الانتخابية
للموالين
لأصحاب الحال
ـ إذ تم تفتيت
وتقطيع أوصال
جماعة آيت
عمّارت ـ بني
عمارت حسب
الوثائق
الرسمية ـ
وأحدثت
جماعتان
جديدتان،
طبعا دون
وجود حاجيات
اجتماعية
واقتصادية
لذلك، اللهم
ما أسلفت.
هاتان
الجماعتان
هما: جماعة
سيدي بوزينب
وجماعة زاوية
سيدي عبد
القادر. وما
يهمنا هنا هو
اسم
الجماعتين
وكيف تفتقت
عبقرية
المسؤولين
ليتموا
حسناتهم على
سكان المنطقة
بهاتين
التسميتين.
وإن
كان اسم "بوزينب"
يعرف في
التاريخ
الوطني
بملاحم جيش
التحرير ـ
وهو
بالمناسبة
الجبل الذي
احتضن أولى
عمليات جيش
التحرير
بالريف ـ فإن
الغرابة كل
الغرابة هو
إضافة "سيدي"
إلى الاسم
الأصلي
ليتحول من "بوزينب"
إلى "سيدي
بوزينب". لكن
هذه الغرابة
ستزول إذا
علمنا أن
كلمة "سيدي"
في الاستعمال
اليومي تحيل
على انتماء
الشخص ـ هنا
جبل ـ إلى آل
البيت
النبوي،
وبالتالي
الأصل العربي.
ولعل هؤلاء "الأذكياء"
فطنوا إلى أن
الأمر يتعلق
بشريف عربي
يدعى "أبو
زينب" وزع
بركاته على
ذلك الجبل
الشامخ فأغشى
وشل
الفرنسيين
يوم 3 أكتوبر 1955،
والذي
لولا بركاته
ما كان النصر
حليف "الأوباش"
الذين لا
يعرفون
الأمجاد إلا
بوجود العنصر
العربي. لذا
كان لزاما أن
تسمى الجماعة
تيمنا بهذا "الولي
الصالح"!. لكن
ما لم يدركه
هؤلاء هو أن
الريف مليء
بأسماء
مشابهة لـ"بوزينب"
دون أن تكون "بو"
الأمازيغية
هي "أبو"
العربية،
ولست أدري كم
يلزمهم من
الوقت
ليضيفوا إلى
كل الأسماء
المبدوءة بـ"بو"
كلمة "سيدي"
فيصير: "بورد"
(اكزناين) هو
سيدي بورد،
وبونجل (زرقت)
هو سيدي
بونجل... إلخ.
حكاية
الأولياء
الصالحين
ستتكرر مرة
اخرى مع
الجماعة
المحدثة كذلك
في 1992 لتضم جزءا
من "آيت عمارت"
(إجعونن)
وجزءا من "آيت
ورياغر" (آيت
عمار أوسعيد).
فإن كان من
المنطقي أن
تسمى الجماعة
باسم المكان
الذي
يحتضنها،
ويتعلق الأمر
بالمكان
المسمى "تغزويت"،
فالسؤال يطرح
حول تسميته
باسم هذا "الشريف"
الموجود في
مخيلة الذين
كانوا وراء
الأمر فقط.
هذا إذا
سلمنا بوجود
إنسان عاش
بهذا الاسم
في المنطقة.
ولا أشك أن
الأمر أقرب
إلى حكاية
الحيوانات
الميتة التي
تحولت إلى
أولياء
صالحين
يقصدها الناس
للتبرك. خلاصة
القول هو أن
حبل الكذب
قصير. فقد
تستطيع أن
تكذب على
الشعب لبعض
الوقت، لكن
بالتأكيد لن
تستطيع الكذب
عليهم طول
الوقت. إن
الأمر يبدو
لضعاف النفوس
مجرد مسائل
ثانوية. لكن
ما لم يفهموه
هو أن هذا
المسخ يطال
الانتماء
الأمازيغي
لهذه الأرض.
وإذا لم يهب
الغيورون
لإعادة
الاعتبار
لهذه الأرض
التي تتكلم
أمازيغي، فقد
يأتي يوم
يقال لنا فيه
إن قبيلة "بني
عمارت" ـ
وغيرها من
القبائل
الأمازيغية ـ
تنحدر من
قبيلة "بني
لخم".
|
|