|
معركة
الحرف اجتماع
المجلس
الإداري في
دورة الحرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في مفترق الطرق بقلم: سليمان البغدادي (الناظور) يعقد
المجلس
الإداري
للمعهد
الملكي
للثقافة
الامازيغية
اجتماعا في
نهاية يناير 2003
يخصصه
لمناقشة قضية
الحرف، التي
ستضع المجلس،
بل المعهد
بأكمله أمام
أول امتحان
حقيقي لأنه
سيكون مجبرا
للجواب على
سؤال: ما هو
الحرف الذي
ينبغي أن
نكتب به
الامازيغية،
الآرامي ـ "
العربي"
ـ تيفيناغ أم
اللاتيني ـ
العالمي؟ I
ـ
اللغة
الامازيغية
والحرف:
المستقبل أو
الموت: يشكل
الحرف في
الظرف الراهن
أم القضايا
بالنسبة
للامازيغية
لغة ثقافة
وهوية، لما
يحمل إقرار
حرف معين من
دلالات
ولارتباط أهم
المطالب
الامازيغية
بالحسم في
هذه القضية
بالذات ـ و
لهذا سميناها
أم القضايا
ـ، بل إن مسار
الامازيغية
كله مرتبط
باختيار حرف
من الحروف
الموضوعة
للنقاش.
فاختيار حرف
من الأحرف
الثلاثة لا
يأتي فقط
تلبية
لضرورات
تقنية
وفكرية، بل
هو بالأساس
اختيار لموقع
الأمازيغية
في المستقبل
ضمن ثلاثة
مسارات
متناقضة. 1
ـ خيار
الحرف
الآرامي "العربي"
أو مسار
التخلف و
الدونية و
الاستعباد
لأنه يضيف
إلى مشاكل
كتابة اللغة
الأمازيغية
وترسيمها
سلبيات
وعوائق
موجودة في
طبيعة وبنية
هذا الحرف
بذاته، وهو
ما سيجعلها
تقبع في خانة
اللغات
المتخلفة
وبذلك يصبح
هذا الحرف
مقبرة لقضية
ناضلت من
أجلها كفاءات
علمية من
عيارات لم
تعرفها شمال
إفريقيا من
قبل، وأجيال
تركت كل شيء
لتنتزع لها
حقوقها في
وطنها. و من
المؤسف أن
تكون
الأمازيغية
تاريخيا ضحية
الفقهاء
المتزمتين
والحكام
المتسلطين
وأفكار
الأجانب
المستوردة من
إيديولوجيات
قضت نحبها
منذ زمن بعيد.
فلن نقبل إذن
الاحتقار
والاستعباد
الذي سيعيدنا
إلى ماضٍ كان
على حسابنا
وطوينا صفحته
نهائيا 2
ـ
تيفيناغ أو
مسار الماضي:
إنه مسار
العودة إلى
الماضي، إلى
أشكال هندسية
لها حمولة
روحية
وعاطفية
للهوية
الأمازيغية.
ويأتي التشبث
بها في كتابة
وترسيم
الأمازيغية
استجابة
لنوستالجيا
الحضارة
الأمازيغية
القديمة.
ولأن تكلفة
تحيينها
باهظة قد لا
تقدر عليها
أمم وشعوب
أغنى منا، في
الوقت التي
تتمسك الدولة
المغربية
بعدم صرف
درهم واحد من
أجل تنمية
الأمازيغية.
لم تتوفر
لهذا الحرف
إذن الشروط
الملائمة
ليعاصر
الأبجديات
العالمية، و
لسنا في موقع
اقتصادي يسمح
لنا بتكاليف
تحيينه
وتنميته في
الوقت الحاضر
على الأقل.
لسنا هنا
بصدد تعداد
الحجج
للبرهنة على
عدم كفاءة
تيفيناغ
لكتابة
أمازيغية
المستقبل،
أمازيغية
الحداثة
والعولمة دون
تكاليف
قاتلة، لقد
سبقنا
أخصائيون
ومناضلون
نجحوا في ذلك
إلى حد بعيد.
لكن لابد من
القول إن من
يناصر حرف
تيفيناغ "يفكر"
بعواطفه.
والاختيار
الذي تسنده
العواطف فقط
مآله
الفشل قبل أن
يستقيم،
وخاصة و نحن
كنا أول
ضحايا
إيديولوجية
العواطف
بشقيها "الوطني"
والمستورد،
فماذا كان
مآلها؟ وماذا
استفدنا
منها؟ 3
ـ مسار
المستقبل و
خيار الحرف "
اللاتيني"
العالمي:
بعيدا عن
غوغاء وضجيج
الخطابات
المكفرة له،
وحتى القائلة
بفرنكوفونيته
واستعماريته،
وقطيعة مع
لغو الأصولية
الوهابية
لحزب العدالة
والتنمية
المستخدم من
طرف دوائر
مخزنية
لمحاولة
تركيع حركة
مجتمعية لم
يعرف المغرب
من قبل مثيلا
لها صمدت لكل
أنواع
الإرهاب و
الإبادة،
وبعيدا عن كل
هذا وبلغة
العقل
الهادئة
والمستقبل
يبقى هذا
الخيار هو
أمل
الامازيغية
وقارب نجاتها
في الألفية
الثالثة. من
حقنا أن
نتساءل لماذا
يريد المخزن،
ومن خلاله
الأصوليون
والعروبيون،
أن تختار
الحركة
الامازيغية
بمختصيها
ومناضليها
الحرف
الآرامي؟
ولماذا
يرفضون الحرف
اللاتيني
ويحكمون
بالكفر على
من يدعو إلى
تبنيه
واستعماله
لكتابة
الأمازيغية؟
لأنهم يدركون
جميعا أنه
خيار المنافع
الرمزية
والمادية
للأمازيغية
ولمستقبل
ايمازيغن.
فبالإضافة
إلى
الامتيازات
التقنية،
ستستفيد
لغتنا من
المكاسب
المادية
للحرف
العالمي بحيث
ستمتلك
إمكانيات
التطور دون
تكلفة،
وبسرعة خارقة.
وإذا استفادت
اللغة
والثقافة
فسيستفيد
بالضرورة
أهلها، اذ
ستمكنهم من
التعامل مع
قوى ومصادر
الحداثة
والعقلانية
في العالم
المتقدم
مباشرة. و ذلك
ما لن تقبله
القوى
المعادية
للأمازيغية
بكافة
تلاوينها لأن
حبل الوريد
الذي يربط
هذه الأطراف
التي تتقايض
مستقبل
المغرب هو
حبل امتيازات
ومنافع لا
تترعرع ولا
تتضاعف إلا
في بركة
الوصاية
والتخلف
واغتيال
العقل. إذا
استفادت
أمازيغية
المغرب من
مشروع تحديث
بفضل
إمكانيات
الحرف
العالمي، فمن
شأن ذلك أن
يكشف عن عورة
القوى
المحافظة
ويعلن عن
الغاية من
حربها ضد
العقل
والتقدم . نتذكر
جميعا ما حدث
لخطة إدماج
المرأة في
التنمية
والمآل
الدرامي الذي
انتهى اليه
مشروع يهدف
إلى تحرير
تنمية أكثر
من نصف
المجتمع
المغربي، مآل
درامي لنهاية
مسرحية
الفتها
وأخرجتها
الدوائر
المخزنية
الحاكمة
ولعبتها
ونفذتها قوى
التخلف
المتطرفة
فيما سمي
بمسيرة الدار
البيضاء، في
الوقت الذي
رخصت فيه
السلطة لـ "قوى
الديموقراطية"
لتنظيم مسيرة
بالرباط في
نفس اليوم
لدعم الخطة.
لقد أثبتت
الدوائر
المخزنية
بهذا
السيناريو
عجز القوى
التي تتدعي
الحداثة
تأطير ولو
نصف ما جندته
القوى
الأصولية في
البيضاء.
برهنت القوى
الحقيقية
للحكم لـ"قوى
الحداثة"
أنها لن تقوى
على مواجهة
المد الكاسح
للتطرف
الأصولي
الوهابي
المدعم آنذاك
من طرف سلطة
الوصاية
الرسمية على
شؤون الدين،
ليتم في
نهاية
المسرحية
إقبار
المشروع بشكل
مأساوي ويتم
تحويره
وتقزيمه الى
مشكلة لإصلاح
المدونة
وإلحاقها
بالقصر لينام
في ايادٍ
باردة لـ "لجنة"
عليها أكثر
من علامات
استفهام
وتعجب. فهل
هذه هي
النهاية
الدرامية
التي يخطط
بها لقضية
الحرف ليتم
مرة ثانية
تجنيد
واستنهاض حزب
العدالة
والتنمية
وملحقاته
للعب ادوار
السيناريو؟
المخيف
أكثر للقوى
المستفيدة من
التخلف هو أن
الحرف
اللاتيني
يمكن
الأمازيغية
كلغة وثقافة
من سرعة
انتشار خارقة
في الأوساط
الأمازيغية،
منها المقيمة
خارج المغرب
خاصة، ونحن
ندرك مدى حرص
المخزن على
إبعاد
الجالية
الأمازيغية
للشتات عن
قضيتها وذلك
للتمكن من
تحويلاتها من
العملة
الصعبة
واستخدامها
في تعريب
أهلها
بالمغرب
وتركيعهم تحت
الوصاية
والاستغلال
. II
ـ
المجلس
الاداري و
القرار الصعب:
نتيجة
للأسباب
السابقة،
اتخذت الهجمة
المعادية
لمستقبل
الامازيغية
جبهة من داخل
المعهد
الملكي
للثقافة
الامازيغية
وجبهة أخرى
من خارجه. ما
يهمنا في هذا
المقام
بالأساس هو
جبهة المعهد
و معادلات
الصراع داخل
مجلسه
الإداري حول
هذه القضية.
ولن نتناول
كذلك هنا
حدود المجلس
في
الاستقلالية
والاجتهاد في
القرار الذي
يسطرها نص
الظهير
المنظم
للمعهد لأنها
تمثل عوائق
مرتبطة ببنية
مؤسسة قبل
بها على
الأقل جزء من
الحركة
الأمازيغية. يبلغ
عدد أعضاء
المجلس
الإداري 32
عضوا، سبعة
منهم يمثلون
القطاعات
الحكومية أما
الأعضاء
الممثلون
للحركة
الامازيغية
أو المحسوبون
عليها فيبلغ
عددهم 25 مع
العلم أن
الظهير ينص
على أن
قرارات
المجلس تتخذ
بأغلبية
ثلثين، أي 22 من
مجموع
الأعضاء. فما
هي تركيبتهم
وما هي حدود
إمكانيات
اشتغالهم وما
هي العوامل
المؤثرة فــي
مواقفهم؟ الملاحظة
الأولى هي أن
الأعضاء الـ 25
يتمتعون
بتكوينات
متباينة
ومستويات
أكاديمية
وثقافية
مختلفة، لكن
أغلبهم ينحدر
من أوساط
اجتماعية
ومهنية
متوسطة إن لم
نقل متواضعة.
فمنهم الإطار
الأكاديمي
ومنهم
الموظف ومنهم
خريج التعليم
المعرب
العتيق، و
منهم الناشط
والفاعل
العصامي
ومنهم
المناضل بحزب
أو العضو في
منتديات قد
تكون معادية
للامازيغية
أو لا شأن لها
بها قط. تدلنا
دوائر
الانتماء
الاجتماعي
والمهني
والأكاديمي
والثقافي على
مدى جرأتهم
العلمية
وحدود
شجاعتهم
النضالية
وعلى كيفية
تعامل المخزن
في شخص
الدوائر
المحيطة
للقصر معهم.
هذا دون أن
ننسى أن في
المجلس
الإداري
أعضاء هم في
نفس الوقت
رؤساء لمراكز
يشرفون
إداريا
وأكاديميا
على شعب
البحث. تعني
هذه
الازدواجية
العديد من
الأشياء
كإخضاع مراكز
البحث التي
يشرفون عليها
مثلا لضغوط
من داخل
المجلس
الإداري لأنه
مصدر
القرارات
السياسية
والمالية،
وذلك لتقوية
نفوذهم
ومصالحهم
داخل المراكز.
فقد يكون
مثلا نظام
الموظفين
والباحثين
بالمعهد
والنظام
الداخلي
للمجلس أعد
على مقاس
سلطة رؤساء
المراكز
لتمكينهم من
الانفراد
بالامتيزات
المادية و
المعنوية.
فكيف إذن
سيكون قرارهم
مستقلا علميا
وجريئا
نظاميا حول
الحرف، خاصة
وقد عايشنا
تجربة مشاريع
البنك
المغربي
للتجارة
الخارجية
BMCE في
تدريس
الامازيغية،
وما قيل وكتب
عن سخائها
وكرمها مع
باحثين
لتمرير الحرف
الآرامي من
خلال تجربة "مدرسة.كم".
وسوف لن
نفاجأ إذا
سمعنا أو
رأينا تراجع
أعضاء غردوا
لحداثة
ولمستقبل
الأمازيغية
خلال عقد من
الزمن بحجج
من قبيل
الالتفاف حول
خرف تيفيناغ
لقطع الطريق
نهائيا على
خيار
الأصوليين
والمخزن
المحافظ(!)،
ومن شأن
جلسات هيلتون
المريحة
ومبالغ
التعويضات أن
تلهم الكثير
من الحجج "المقنعة".
من
الجانب الآخر
نجد الحركة
الأمازيغية
بوسائلها
المتواضعة،
وعلى الأقل
جزءها الذي
لم يخضع بعد
للاستدراج،
تمثل القوة
الاحتجاجية ـ
بيان مكناس
حول الحرف،
رسالة اللجنة
التحضيرية
لجمعية AMEZDAY
ANAMUR AMAZIGH إلى
أعضاء المجلس
الإداري
للمعهد
الملكي... ـ
للدفاع عن
مستقبل
الأمازيغية
أمام قوة
وشراسة
الهجمات
الأصولية
المخزنية
بوسائلها
المادية
والسياسية
والإعلامية
الضخمة
وبتعدد
جبهاتها. بدأنا
نسمع عن جهات
ومنتديات
تنظم ندوات
وتقيم
الموائد
المستديرة
حول الحرف
واستراتيجية
كتابة
الأمازيغية
لم يسبق أن
سمعنا بها من
قبل في مجال
النضال
الأمازيغي.
واستعاد شيوخ
جمعيات
أمازيغية
بريقهم
ونهضتهم
بتصريحاتهم
التلفزية
لمحاصرة
التوجه نحو
الحرف
العالمي. و
كان من
المفترض أن
يحصن اختيار
الحركة
الأمازيغية
من داخل فرق
البحث
بالمراكز
العاملة
بالمعهد، لكن
كيف سيتحقق
ذلك بما أن
بها ـ
بالمراكز ـ
وجوها شاخت
في طوابير
كتائب الحرس
الاحتياطي
تطوعا للدفاع
عن عروبة
المغرب،
التحقت بقطار
الأمازيغية
في محطتها
بالمعهد، هذه
الأمازيعية
الشقية التي
أصبحت تسمن
وتغني.
والمصيبة أن
هذه الوجوه
لا تفقه لا في
الأمازيغية
ولا في العلم
والثقافة
شيئا سوى سير
(biographies) أقطاب
"حركة النهضة
العربية" من
خلال مقررات
وزارة
التعليم
المغربية،
وربما يكون
موقعها
الحالي
بالمعهد محطة
مؤقتة
لتسخينات نحو
الأعلى. ولن
تفاجئنا
ترقيتها غدا
على حساب
الأمازيغية،
خاصة وأنها
تمرنت في
تنظيماتها
الحزبية على
أساليب
اقتناص الفرص. لا
نريد أن نعطي
صورة متشائمة
عن المعهد
ومستقبله
وكيفية
اشتغاله، ولا
نرغب في
التشكيك في
جرأة ومواقف
أعضائه
وباحثيه، بل
إننا نتشبث
بنضالية
مواقف العديد
منهم ونثق في
قدرتهم على
للدفاع عن
القضية
الأمازيغية
لأنه واجبهم
قبل كل شيء. إن
غايتنا هنا
أن نضع
القارئ
المناضل أمام
بعض الحقائق
لكي لا
يتفاجأ ويخبط
في المستقبل. ومهما
يكن من أمر
فإن اجتماع
المجلس
الإداري
للمعهد
الملكي
للثقافة
الأمازيغية
في مستهل
السنة
الجديدة يعد
محكا حقيقيا
لمصداقيته
والجدوى من
إنشائه. إن
قراره حول
الحرف هو
الذي سيثبت
جدواه من
عدمه،
وبالتالي هو
الذي سيحدد
كيف ستتعامل
معه الحركة
الأمازيغية
مستقبلا. فإما
أن نكون أو لا
نكون. (سليمان
البغدادي،
الناظور في2003/01/03)
|
|