|
على
هامش تعيين
أعضاء
الحكومة
الجديدة: بين
القبلية
الأمازيغية
والقبلية
الحزبية
العروبية بقلم:
محمد بودهان من
بين مبررات
رفض مطالب
الحركة
الأمازيغية
لدى الكثير
من
الأمازيغوفوبيين
القول بأنها
تشكل إحياء
للنزعة
القبيلة
المعروفة عند
الأمازيغيين
وعودة إلى
الروابط
القائمة على
الدم
والعشائرية.
ولدعم
ادعائهم
يستشهدون
بدور "القبيلة"
كتنظيم
اجتماعي
وسياسي في
تاريخ
الأمازيغيين. نعم،
صحيح أن
القبيلة لعبت
دورا رئيسيا
في تاريخ
الأمازيغيين.
لكن في أي
اتجاه وبأي
معنى لعبت
القبيلة
الأمازيغية
دورها
التاريخي
الكبير؟ دور
القبيلة في
تاريخ
الأمازيغيين
يتجلى في
الدفاع عن
الأرض والوطن
ضد الغزاة
والمعتدين.
فكان بمجرد
ما تطأ أقدام
الأجنبي، ذي
النوايا
الاستعمارية،
أرض تامازغا
حتى تنهض
القبائل
للدفاع
والجهاد،
محولة
صراعاتها
وخلافاتها
إلى تحالف
وتكتل في وجه
العدو. فبضل
هذه
التحالفات
والتكتلات
القبلية
استطاعت
قبائل آيت
ورياغل وآيت
تمسمان وآيت
بقيوة وآيت
توزين
الانتصار على
الجيش
الإسباني في
معركة أنوال.
فرغم ما كان
بين هذه
القبائل من
صراع وعداء،
إلا أن كل ذلك
اختفى وذاب
فجأة أمام
التهديد
الاستعماري
للريف. وكذلك
كان الأمر
بالنسبة
لمعركة "لهري"
و"بوكافر"
بالأطلس حيث
كان تحالف
القبائل
حاسما في
الانتصار على
الجيش
الفرنسي. إن
التنظيم
القبلي
الأمازيغي هو
الذي يفسر
لماذا استمرت
مقاومة
الأستعمار من
طرف
الأمازيغيين
إلى 1936، في حين
أن الحواضر
الخالية من
القبيلة
الأمازيغية،
كفاس وسلا
والرباط
ومراكش
والدار
البيضاء،
دخلتها
الجيوش
الفرنسية في 1912
دون أية
مقاومة تذكر. إذن،
النزعة
القبلية التي
يعيّرنا بها
المعارضون
للأمازيغية
كانت جهادا
ووطنية
وتضحية،
يعتمد عليها
في الذود عن
البلاد
والعباد، ولم
تستعمل قطّ
كوسيلة لنهب
المال العام
وتوارث
السلطة
والثروة من
طرف نخبة
محدودة كما
سنرى في نوع
آخر من
القبلية، نوع
غير أمازيغي
طبعا. قضى
الاستعمار
على "القبلية
الأمازيغية"
وأسس دولة
حديثة وعصرية
على أسس غير
قبلية كما
قيل لنا في
المدرسة. بعد
الاستقلال
ظهرت أحزاب
كبديل
للقبيلة
القديمة، لكن
لا مكان فيها
لروابط الدم
والعشائرية،
كما قبل لنا
كذلك. إلا أنه
رغم أن
الدولة "عصرية"
والأحزاب "عصرية"
كذلك،
فإن التعيين
في المناصب
العليا
وإسناد
الوظائف
النافذة
وتوزيع
السلطة
والثروة في
مغرب ما بعد
الاستقلال،
لا زال يتم
دائما ـ في
جزء كبير
منها ـ بناء
على روابط
القرابة
والمصاهرة
والانتماء
العائلي.
وهي، كما
نلاحظ،
اعتبارات
قبلية محضة.
لكن يتم
السكوت عنها
داخل الإدارة
والأحزاب
المغربية ولا
تذكر "النزعة
القبلية" إلا
عندما تثار
مسألة
الأمازيغية. إذا
كانت هذه
الروابط
القائمة على
القرابة
والمصاهرة
والانتماء
العائلي
والولائي،
والتي تحكم
وتفسر الكثير
من جوانب
الحياة
السياسية
والاقتصادية
بالمغرب، غير
بادية للعيان
بشكل مكشوف
ومفضوح، فإن
تعيين أعضاء
حكومة السيد
جطّو الجديدة
أبرزها
كظاهرة بارزة
ولافتة للنظر.
فهناك من
عينوا وزراء
لأن آباءهم
كانوا وزراء
أو سفراء، أو
لأن لهم
علاقة مصاهرة
مع زعيم هذا
الحزب او
ذاك، أو
لأنهم
ينتسبون إلى
الدوحة
الفاسية
المرضية، أو
لأن آباءهم
كانوا
مناضلين في
الحزب العتيد...
ولكثرة هذه
الاعتبارات
العائلية
والقرابية
والفاسية
والولائية،
فقد اضطر
السيد جطّو
إلى أن يخلق
وزارات جديدة
لا تختلف عن
أخرى إلا في
الاسم، وليس
في الوظائف
والمهام،
ليلبي كثرة
طلبات
الاستوزار،
مما أدى إلى
التضحية حتى
بجزء من
التوازنات
الجهوية
والإثنية ـ
التي كانت
تراعى في
تعيين
الوزراء في
عهد الحسن
الثاني ـ،
وذلك لصالح
العنصر
الفاسي وبشكل
قبَلي بدائي،
كأن بطون
نساء المغرب
من غير
الفاسيات لا
تلد إلا
المعتوهين
والمشوهين
Mongoliens. في
الحقيقة، إن
المعايير
التي
اعتمدتها
الأحزاب
لقبول الترشح
لانتخابات 27
شتمبر، خصوصا
فيما يتعلق
بوكلاء
ووكيلات
اللوائح،
كانت تعبيرا
بليغا عما
ستكون عليه
معايير
اختيار أعضاء
الحكومة.
فبما أن
الحصول على
مرتبة وكيل
أو وكيلة
اللائحة كان
محكوما
بالقرابة
والمصاهرة
والأخوة
والبنوة
والولاء
للزعيم،
فكذلك حضر
هذا الاعتبار
في تعيين
أعضاء
الحكومة،
خصوصا
الحزبيين
منهم. الذي
نخاف منه أن
يؤدي تكرار
وراثة
المناصب
الوزارية إلى
أن يصبح مبدأ
مكرسا قد ينص
عليه الدستور
مستقبلا
مثلما ينص
على وراثة
العرش. فيصبح
لدينا نظام
وراثي للحكم
ونظام وراثي
للحكومة! إذا
كانت هذه
الاعتبارات
الوراثية
والقرابية
والولائية
والعائلية في
التعيين لشغل
المناصب
النافذة
ماديا ورمزيا
تساهم في
إعادة إنتاج
نفس النخبة
والحفاظ على
ما هو قائم
وحمايته،
فإنها، بسبب
ذلك نفسه،
تساهم في
إعادة إنتاج
التخلف كذلك
وتحول دون أي
تغيير حقيقي.
وهذا يعني
استمرار
التخلف
والجهل
والأمية
والتطرف
الديني ونهب
ثروات البلاد
باقتسامها
على الأقارب
والأصهار
وأبناء
القبيلة
الفاسية. فهل
بعد هذا كله،
يمكن تعيير
الأمازيغية
بإحياء
النزعة
القبلية
الأمازيغية،
التي كانت
فضيلة وجهادا
ووطنية
وتضحية وبرا
وتعاونا،
أمام النزعة
القبلية
الحزبية
العروبية
الفاسية
المخربة
للاقتصاد،
والمسيئة
لسمعة
البلاد،
والقائمة على
الارتشاء
والفساد؟ إن
القبلية
الأمازيغية
كانت مصدرا
للتضحية
والعطاء، أما
القبلية
الحزبية
العروبية
الفاسية فهي
لا تعرف إلا
الأخذ
والنهب، سواء
المشروع (رواتب
خيالية) أو
الغير
المشروع، مثل
اختلاس المال
العام بكثير
من مؤسسات
الدولة دون
الخوف من أية
متابعة أو
حساب. إن
القبلية
الأمازيغية
مبعث فخر
واعتزاز، أما
القبلية
الثانية فهي
مدعاة للسخط
والغضب. فبدل
التحذير
بعودة
القبلية
الأمازيغية،
كان الأجدر
المطالبة
بإحيائها
والرجوع
إليها.
|
|