|
عن
النزوع
الأمازيغي
وهفواته بقلم:
حميدي علي (خنيفرة) نشرت
جريدة "الاحداث
المغربية"
ليومه 22 دجنبر
1999 مقالا
بعنوان "النزوع
الامازيغي و
اساطيره
المؤسسة".
وقمنا لحظتها
بالرد على
ترّهات صاحبه
في مقال مركز
نشر بجريدة "اكراو
امازيغ" لشهر
يونيو من سنة 2000.
وبعد سنتين
بدأنا نقرأ
له نفس
الافكار التي
يجترها على
صفحات "الصحيفة"
و"الاتحاد
الاسبوعي"،
مما اظطرنا
الى اعادة
نشر هذا الرد
مفصلا بعد ان
اقتصرنا في
المقال الذي
ارسل لجريدة "اكراو
امازيغ" على
نقد المقدمة
والفقرتين
الاولتين. لقد
حاول صاحب
المقال
التفنن في
نحت الكلمة
التي تعبر عن
المناضل
الامازيغي
وعن محتوى
نضاله،
واهتدى الى
كلمة "النزوع"
بالمعنى
التالي يقول:
"..من معاني
النزوع نجد
الميل الى
الشيئ.. ونضيف
اليها… الميل
كلية الى
الشيء
والاعراض عما
سواه ممن هو
من نوعه.
فقولنا
النزوع
الامازيغي
معناه الميل
الى هذه
الاخيرة بشكل
مطلق
والاعراض
كلية عن
اللغة
العربية…
فيكون عمل
الشخص
النزوعي اشبه
بمحاولة نزع
اللغة
العربية من
التربة
المغربية…
ونجد معنى
التفريق". هكذا
يصبح دفاع
الامازيغي
على لغته
ميلا لها، اي
ان علاقة
الامازيغي
بلغته هي
علاقة ميل.
فهما شيئان
يميل احدهما
الى الاخر،
في الوقت
الذي يصعب
ويستحيل فيه
الفصل بين
الانسان
ولغته. فهما
وجهان لعملة
واحدة. ولكن
هو استطاع
الفصل بينهما
وسنرى فيما
بعد كيف تاتى
له ذلك. ثانيا
ان ميل /دفاع
الامازيغي
على لغته
كدفاع غيره
على لغته. وهو
دفاع على
تاريخ وثقافة
ووجود
اجتماعي ضد
خطر يتهدده.
وهذا الخطر
يظهر في
الثقافة
والسياسة
والاخلاق
واللغة و..
وطالما ان
هذا الخطر
الذي يهدد
هوية
الامازيغي
يصرف تحت
قدسية ما
للغة
العربية، فان
رفض
الامازيغي
لهذا الطرح
هو رفض
للقضاء على
لغته باسم
لغة اخرى. من
هنا لا ياخد
دفاع
الامازيغي
على لغته صفة
النزوع او
الاعراض عما
هو من نفس نوع
لغته وهي
اللغة
العربية. ان
اعراض
الامازيغي
على لغته او
اعراض العربي
على لغته هو
الذي يمكن ان
يعتبر خللا
يجب دراسته.
فان
نطلب من
انسان ان
يتخلى على
لغته ويقبل
بلغة غيره لا
يمكن اعتباره
الا من باب
الحمق و
الانانية.
والا فما
الذي يمنع
صاحب المقال
ان يطلب من
نفسه ان يعرض
على لغته
ويميل الى
الامازيغية
حتى لا ينطبق
عليه ما يصف
به الامازيغي. ان
التسمية
الحقيقية هي
الرفض. رفض
احلال
العربية محل
الامازيغية
بما هو رفض
لتزوير تاريخ
شمال افريقيا
امام شعوب
الحوض
المتوسطي
التي تعرف
حقيقته
الامازيغية.
فمن الذي
يظغط علينا
لان نكون
شيئا آخر غير
انفسنا؟ ان
تسمية هذه
الوضعية وهذا
الموقف بكلمة
"الإعراض"
عما سوى
الامازيغية ـ
والذي ليس
شيئا اخر غير
لغة صاحب
المقال ـ
يكشف اولا
على الذاتية
المفرطة
والانانية.
ثانيا فيه
افراغ لمحتوى
دفاع
الامازيغي
على لغته
وربطه
بالحالات
النفسية. ان
الاكتفاء
بوصف الموقف
في حالته
المعزولة عن
التاريخ و
المجتمع و
النظر اليه
من زاوية
شعورية بحتة
ـ رغم ان هذه
لها أصل
مادي، والقول
بأن
الأمازيغية
هي من نفس نوع
العربية،
والقول
بالميل الى
الأمازيغية
والاعراض على
الأخرى فيه
قفز على
طبيعة
العلاقة بين
الطرفين
اللذين هما
من نفس النوع.
وبهذا القفز
امكنه تسمية
دفاع
الامازيغي
على لغته على
أنه ميل
واعراض على
الأخرى، لكي
يخلص ويرسخ
في عقل
القارئ ما
يلي: بما أن
اللغتين من
نفس النوع
فان الميل
الى واحدة
والإعراض عن
الأخرى هو
حالة
باطولوجية لا
تعبر الا على
فراغ نفسي
يعيشه
الأمازيغي،
وبالتالي فان
هذا الميل
يجب معالجته
بمحاربته. نحن
لن نقول له
انه بهذا
المعنى فان
ما وصف به
الأمازيغي
ينسحب على
العربي وهو
يصر على قتل
اللغة
الأمازيغية،
بل سنحاول
تسمية الأمور
بمسمياتها :ان
ميل العربي
الى لغته
والاعراض على
الأمازيغية
في بلاد
الأمازيغ له
معنى أول هو
أنها لغته
ورفضها هو
رفض لنفسه
وأصوله وهذه
هي الحالة
الباطولوجية
فعلا، أي
تخلخل الذات
و فقدان
التقة في
النفس.
والمعنى
الثاني له
علاقة بما هو
سياسي
بالدرجة
الأولى، وهو
النزوع الى
الحفاظ على
مجموعة من
المصالح
المادية
الاقتصادية
والثقافية
تضمنها
العربية و
باسمها يتم
تسييدها. اذن
أن يميل
المغربي الى
العربية أكثر
من أهلها في
الشرق هو
رغبة و دفاع
على مصالح
معينة يدافع
عنها الشرق
في المغرب من
أجل ذيلية ما
في أفق مشروع
ما شكله
الشرق، مشروع
لا سلطة
علمية
واقتصادية له
الا المقدس
ومن هنا
تقديس
العربية و…
اذن من يميل
في بلاد
الأمازيغ الى
العربية و
يعرض عن لغته
ولغة بلده
يكشف عن
ارتباط ما
بمصلحة
تضمنها لهذا
المغربي بلاد
اللغة
العربية، كأن
نتحدث مثلا
عن المغاربة
الممثلين
لمصالح
الاستعمار
الفرنسي في
المغرب، فان
دفاعهم عن
الفرنكفونية
لا يمكن
تفسيره الا
بتلك المصالح
المتبادلة. و
طبيعي أن نجد
من أنطلت
عليه تلك
الأكذوبة من
فقراء البلد
ويدافع عليها
على أنها لغة
العصر دون
وعي بالأساس
المادي
المصلحي الذي
عمل على
تسييد هذا
التصور. هكذا
ننظر نحن الى
أي مغربي
فقيرا كان أو
غنيا يدافع
عن العربية
باعتبارها
كذا أو كذا
ويعرض عن
لغته
الحقيقية
الممثلة
لمشروع تحرره
الفعلي من أي
وصاية. و
يرى أنه
بإعراض
النزوعي عن
العربية فهو
يعمل على
نزعها من
التربة
المغربية، و
يعمل على
تقليص حيز
وجودها. وهو
بهذا القول
لا يريد
الافصاح عن
تخوف يسكن
دواخله، وهو
أن الأمازيغي
يحقد على
العربية، و
في نفس الوقت
يرسم ما هو
غير حاصل في
أرض الواقع. و
لنتساءل نحن
هل هذا
النزوع صحيح
و طبيعي أم
لا؟ و
للاجابة
نتساءل كيف
يرى هو هذا
الفعل
ولماذا؟
ولنبدأ
بالسؤال
الأول :ما هي
اللغة
العربية؟ ما
هي التربية
المغربية؟ هل
هذه الزراعة
المستوردة
تخصب التربة
المغربية ام
تستنزفها؟
نفس الأسئلة
نطرحها على
الأمازيغية
حتى و إن كانت
غير معنية
بها لانها هي
البذور وهي
التربة،
وعليه لن
تستقيم تلك
الاسئلة بنفس
السياق. ولنبدأ
من الشطر
الثاني. يرى
الأمازيغي،
ومعه
المغاربة،
بأنه يصعب،
بل يستحيل
الفصل بين
الأمازيغية
والمغرب. ذلك
أن المغرب /
شمال افريقيا
هو تربة
الأمازيغية
وأن
الأمازيغية
هي المحتوى
المادي
الملموس
والمحسوس
للمغرب. و
عليه فان أية
محاولة لزرع
لغة أخرى أو
ثقافة أخرى
في المغرب ما
هي الا
محاولة
لاجتثاث
واقتلاع ونزع
الأمازيغية
من تربتها
ووسطها
الطبيعي. ان
جميع الأسماء
التي تعرف
بها جهات و
مناطق المغرب
و كل ما له
علاقة
بالجغرافية
والتاريخ
والديموغرافيا
هي أسماء
أمازيغية.
اذن فمحاولة
زرع لغة
غريبة لتعوض
اللغة
الأصلية هي
التي يمكن أن
يوصف أصحابها
بالنزوعيين.
وفعلهم ذلك
هو المدخل
لطمس حقيقة
البلاد و
العباد. اذن
فعل من هذا
القبيل هو
فعل لاوطني،
لأنه لا يرمي
الى تخصيب
التربة وانما
سرقتها. ان
الأمازيغي لا
يفعل في
حقيقة الأمر
الا نزع
الجسم الغريب
من تربة
المغرب وكذا
الأعشاب
والطفيليات
التي
تستنزفها، و
الدليل أن كل
المحاولات
الرامية الى
زرع لغة أخرى
في تربة
المغرب باءت
بالفشل وبقي
حيزها محصورا
فيما هو رسمي
في السياسة
الرسمية. اذن
يبقى ما هو
اشتقاقي في
فعل "نزع" هو
فعل كل من
يدافع على
قتل لغة
البلاد
وتعويضها
بلغة لا
علاقة لها
بالتاريخ
العام لأهل
البلد. نخلص
الى هذا من
خلال
الاجابات
الممكنة على
الأسئلة
المطروحة
سابقا. و لنعد
الى سؤالنا
الأول ما هي
اللغة
العربية؟ الجميع
يعرف أنها
لغة تشكلت
بفعل ظروف
داخلية
وخارجية
لقريش، عممت
بالسيف في
المراحل
الأولى في
شبه الجزيرة
العربية
وفيما بعد
خارج موطنها
الأصلي. اذن
الى حدود
البدايات
الأولى
للاسلام لا
علاقة لبلاد
الأحرار
أنذاك بشىء
اسمه اللغة
العربية.
أنذاك كان
الأمازيغ
يخوضون
نضالهم
التحرري ضد
الأمبراطورية
الرومانية
وفق علاقات
دولية معينة،
واستفادت
الدعوة من
ذلك الوضع
وربطت ووازت
بين نشر
الاسلام
والوجود
العربي، وتم
ذلك بالعنف
والقوة لا
بالسلم
والمجادلة. و
كلما استحضر
الأمازيغي
طبيعة هذه
العلاقة كلما
أضاف الى
كلمته معنى
التفريق بين
العرب
والأمازيغ.
وحتى
اذا كان
الأمر كما
يقول، فكان
عليه أن
يتساءل ما هي
المعطيات
المادية
والتاريخية
التي تجعل
الأمازيغي
ينزع كذلك،
ليكون منصفا
ووعيه
بالواقع وعيا
علميا. ولكن
بما أنه
محكوم و
مسكون بهاجس
معاداة
المطالب
الأمازيغية
في التحرر من
أية قبضة
فانه حور
مطالب وفكر
الأمازيغي
ليسهل له
وصفه
بالعنصري
نظرا لما
لهذه الكلمة
من رفض في
الوعي البشري
العام. والحقيقة
أن
الاختلافات
موجودة بين
العرب انفسهم
ولكن يجمعهم
ما هو عربي ضد
الاثنيات
والهويات
الأخرى. ونفس
الشيء بين
الأمازيغ
فيما بينهم،
ولكن يوحدهم
ما هو
أمازيغي ضد
الأثنيات
والهويات
التي تسعى
الى اذابتهم.
وما هو
أمازيغي هنا
أو عربي هناك
فيه تجاوز ما
للعرق. ان
انتماء
الأمازيغ
لشمال افريقي
أمازيغي
المحتوى
والشكل
ورفضهم
للأهداف
الخبيثة
لدعاة تسييد
العربية
واجتثاث ما
عداها
يوحدهم، و
ذلك ليس فيه
احالة الى
العرق. هذا مع
أن التسليم
بالاختلافات
الموجودة بين
كل مكونات
شعوب الأرض
عربا كانوا
أو أمازيغ أو
روما أو
افارقة لا
يشفع في
تبرير عدم
الالتفات الى
الاختلافات
الموجودة بين
الأجناس التي
يريدها صاحب
المقال.
ثانيا لننظر
نحن هل ما
يسميه "النزوعي
الامازيغي"
هو الذي يخلق
تلك
الاختلافات
من وحي خياله
واوهامه
وهواه النفسي
ام ان تلك
الاختلافات
معطى تاريخي
لا يمكن
القفز عليها
ولا يعمل
الامازيغي
الا تعميق
وعيه بها. انه
لا يفعل الا
قراءة سنة
الطبيعة
واحداث ماضيه.
واذا انضافت
الى تلك
الاختلافات،
الاختلافات
الثقافية
واللغوية
وتعمقت فان
امر ما يسميه
بالنزوعي
يصبح امرا
عاديا لا
يستفز الا من
له نية ماكرة
في تذويب
الاخر
والقضاء عليه
نهائيا. وكان
الامر سيفهم
عاديا لو ان
مثل هذا
التهجم على
الامازيغي لا
يرافق بنية
اقصائه
والانتصار
لعرق اخر.
وكذلك لو انه
كان غير
مسكون بهاجس
الدفاع على
ما هو سائد
وعلى ما
تزكيه
الاحزاب
السياسية
التي لا تمثل
هذا الشعب
اطلاقا ولا
علاقة لها
بما هو حقوق
انسان وحقوق
شعوب، بل
والتي لم
تؤسس لتصورها
العرقي الا
على انقاض
المقاومة
المسلحة
الامازيغية
للغزو
الفرنسي
دفاعا عن ارض
اجدادهم
وهويتهم. واذا
كانت هذه
الكلمة
تذكرنا بعهد
اللطيف، فان
صاحب المقال
استعادها
ليلصق
بالامازيغي
تهمة ـ لم تعد
تنطلي على
احد من
الامازيغ
وهذا هو
الاهم لان لا
احد ينتظر من
العدو ان
يقول له انك
صديق ـ هو
بريء منها،
اذ اختيار
الكلمة هو
اختيار غير
بريء.
فالنزوعي
عنده يميل
وتغالبه نفسه
على التفرقة
بين العرب
والبربر.
وبهذا يحق
لنا ان ننظر
الى صاحبنا
على انه سليل
الحركة
الوطنية
اللاوطنية
التي كلفتها
فرنسا ـ بعد
تجريد
الامازيغ من
السلاح ـ من
خلال اتفاقية
ايكس ليبان
بحراسة نزوع
البربر نحو
الحرية، وان
منهجها
ودهاءها ساكن
في لاوعيه،
وبهما
لا زال يشن
حربه على
وجود وهوية
واهل ارض
بانهم يفرقون
بين من
وحدتهم
الايديولوجية
العربية
وبوقها
اللقيط في
بلاد
الامازيغ. فالنزوع
يأتي لسد
فراغ نفسي..
قبل التفكير
في اقامة
تهيئة لغوية
تضمن
الانسجام
والتلاحم
الاجتماعي..
هذا النزوع
قد تاجج اكثر
بعد انهيار
الايديولوجيات
وسيادة نوع
من الفراغ
الفكري
وانتشار ما
سمى بنهاية
التاريخ.. فان
الجانب
النفسي لهذا
النزوع يتاكد
اكثر. يمكن
النظر الى
هذه الفكرة
على انها هي
التي تحكم
تعاطي صاحب
المقال مع
القضية
الامازيغية.
اي انه
يتعامل معها
نفسيا لا غير.
وكان ذلك
سيكون مقبولا
لو لم يكن
محكوما
بمحاربتها
والانتصار
للعرب
والعربية.
ذلك ان كل فعل
بشري له اساس
مادي وبعد
نفسي هو شكل
انطباع
الواقع في
النفس
البشرية. وهو
امر موجود
وينسحب على
جميع
الكائنات
وجميع
القضايا
والحركات.
الا ان صاحب
المقال ركز
على البعد
النفسي
اعتقادا منه
على ان هذه
التكتيك في
تناول النضال
الامازيغي ـ
نقولها بالف
التعريف لان
مقاله لم يشر
اطلاقا الى
شيئ اسمه
الامازيغي
غير النزوعي
مما يكشف ان
العداء عنده
يطال
الامازيغ
بالف التعريف
وان التخريجة
اللغوية التي
اوجدها ذلك
هو هدفها،
ونتاسف له
كثيرا لان
الاحداث
الواقعية
المادية
تجاوزت
احلامه، وان
الامازيغية
تناقش في
المنتظمات
الدولية ولا
تناقش
باعتبارها
لهجة او لغة.
لان الرصاصة
العسكرية
التي اغتالت
الشهيد كرماح
ماسينسا لا
يمكن
اعتبارها
لهجة او لغة،
انما فعل
مادي قمعي
صادر من طرف
سلطة عسكرية
ضد شاب
امازيغي ابن
البلد ـ
ستفرغ قضيته
من الداخل
ومن اي محتوى
مادي تاريخي،
وبالتالي
تكون المسالة
هي ان هذا
النزوعي يعيش
فراغا نفسيا
معه تغالبه
نفسه على
هواها في
التفرقة بين
من وحدهم
التلاعب
بالالفاظ،
اعتقادا منه
مرة اخرى ان
ما هو نفسي لا
اساس ماديا
له. واعتقد
انها ليست
ملاحظة يمكن
اضافتها الى
ما سبق كما
قال، لان اي
تركيز على
كلمتي الميل
والإعراض هو
تركيز على
سمتين
سيكولوجيتين. اذن،
ومنذ
الملاحظة
الاولى
فالتعامل هو
مع ما هو
سيكولوجي
عملا بالفهم
الخاطئ الذي
يعتقد ان
السيكولوجيا
لا تحيل الى
شئ واقعي، او
بنية تغييب
الواقع الحي
الذي يصرخ
بما يريد
طمسه. في
الدرجة
الاولى يقول
ياتي دافع سد
الفراغ
الفكري قبل
التفكير في
تهيئة لغوية
تضمن التلاحم
والانسجام
الاجتماعيين.
وفي الحقيقة
لا يمكن
تفسير هذه
الحالة عند
الامازيغي
الا بكونها
رد فعل على
فعل سياسي
واجتماعي لم
يفكر اطلاقا
في تلك
التهيئة
اللغوية، بل
عمل بكل ما
اوتي
من قوة على
خلخلتها
لصالح لغة
عربية ميتة
على حساب لغة
اهل البلد..
وطبيعي ان
يكون الرد
عنيفا و
رمزيا
بالمقارنة مع
العنف القمعي
والسياسي
الذي ووجهت
به
الامازيغية. كان
من المفروض
ان نطلب
التعقل من
الامازيغي لو
كان التعقل
هو السلوك
الذي يحكم
اعداء
الامازيغية.
لم يكن لنضال
الامازيغي
الا ان يكون
كذلك لانه
يشعر ويعي
انه ابن
البلد وهو
الذي ضحى
بدمه من اجل
الوطن، وفي
الاخير يكتشف
بان هناك
مؤامرة مدبرة
من اعداء
داخليين ـ
لايتكلمون
لغة البلد
ويحقدون
عليها ـ
تعاونوا مع
الاستعمار
لاقتلاع
الامازيغي
ونزع سيادته
على ارضه منه.
ولمس من
طرفهم سياسة "فرق
تسد" بينه
وبين ابناء
جلدته من
مختلف
المناطق. اذن
ما نلاحظه
هنا هو
استمرار
اقتناص كل
فرصة ـ وهي
غير ممكنة
بالمنطق
وبشهادة
التاريخ ـ
للهجوم على
الامازيغي
وهو يدافع
على بلده
ولغته. ولننظر
الى كلامه
لنستنبط
المسكوت عنه،
والذي لا
يراد التفكير
فيه، والذي
يتم من خلاله
الربط ما بين
الفعلي
والاعتقادي
لمؤاخدة
المناضل
الامازيغي
وربط نضاله
بالهذيان
والفراغ
النفسي. يقول:
اذا علمنا ان
هذا النزوع
قد تاجج اكثر
بعد انهيار
الايديولوجيات
وسيادة نوع
من الفراغ
الفكري
وانتشار ما
سمي بنهاية
التاريخ فان
الجانب
النفسي لهذا
النزوع يتاكد
اكثر.. اولا
يمكن القول
ان النزوع هو
سلوك او حالة
سيكولوجية
يكون فيها
المعني
بالامر بين
موقفين يظغط
احدهما
باتجاه
الجذب، وتكون
النفس
البشرية قد
استوفت كل
الشروط التي
تؤهلها
للانجداب.
وعليه يبقى
التاكيد على
الجانب
النفسي
للنزوع يؤشر
على ان هناك
جوانب اخرى
غير نفسية،
وهي
ما قام
باقتنائها من
افعال لها
نفس الحروف،
ولكن لا معنى
لها اطلاقا
في علاقتها
معها رغم
التشابه.
ففعل "نزع"
يعني خلع
واقتلع،
وكلمة نزاع
لها معنى غير
كلمة التفريق.
اذن نفهم
بانه ينطلق
من تصورات
مسبقة على
المناضل
الامازيغي
لياخدها فيما
بعد نفسيا،
ويبحث لذلك
من الالفاظ
ما به يشرعن
كلمة النزوع
التي بها
يتعامل مع
قضية شعب
وارض وتاريخ. بالنسبة
لنا نحن نرى
اولا ان
مشكلة صاحب
المقال
اللاشعورية
هي ان
الامازيغي لم
ينس بانه
امازيغي وانه
صاحب الارض
والدنيا تشهد
على ذلك من
الصين حتى
اخر قبيلة من
قبائل الهنود
في امريكا.
ثانيا ان ما
يحاول ادخاله
من معان بعد
تشذيب الكلمة
وزخرفتها لا
يتلاءم الا
مع ما يسكن
دواخله
وهواجسه التي
تشبه في
غالبها
التقارير
التي ترفع عن
الانشطة
الامازيغية
التي تقام
امام الملأ
للاسف الشديد. اما
موقف
الامازيغي
فيمكن تسميته
ببساطة رفض
الامازيغي
قتل لغته
وتعويضها
بلغة اخرى،
وهو القائل
لسوء حظه من
نفس النوع… ثم
ان النزوع
كان قبل
انهيار
الايديولوجيات،
وبعدها تاجج
اكثر. اذن
علاقة
الايديولوجيات
بالنزوع هي
انها عملت
على كبته.
فالنزوع كان
موجودا وهذا
الاعتراف زلة
من طرف صاحب
المقال لن
يعود معها
النزوع
سيكولوجيا،
باعتبار
السيكولوجية
عنصرا من
عناصر البنية
الفوقية، اذا
شاء ان نحدثه
بالايديولوجية
التي يعتقد
انها انهارت
والتي لايزال
يحارب بها
الامازيغ. اذن
النزوع وفق
فهمه لا
علاقة له مع
الايديولوجية
وليس
ايديولوجية.
فهو وجود
نفسي/مادي
يعيشه
الامازيغي،
وكانت
الايديولوجيات
تعمل على
كبته.اي ان
الامازيغي
كان يناضل
وفق ظروف
دولية. وفي
ظروف كبت
نضاله من طرف
الايديولوجية
العربية
والامبريالية
لم يستطع
التاجج.
وتاججه مرتبط
بانهيار
الايديولوجية
العربية التي
اسستها
الايديولوجية
الامبريالية
الانكليزية
اسوة باختها
اليهودية من
اجل تدمير
الامبراطورية
العثمانية
الاسلامية.
اذن
الايديولوجية
العربية
واليهودية
خديمتان
مطيعتان
للقوة
العسكرية
والايديولوجية
الغربية التي
لم ترهب
الامازيغ.
ويكفيك انه
ولقوة
الامازيغي لم
تجد معه
فرنسا
واسبانيا
والسلطة
المخزنية بدا
من التحالف.
وحتى بعد
التحالف ظهر
عجزهم
واستنجدوا
بالاسلحة
الكيماوية
الالمانية من
اجل تركيع من
يعني اسمه
السيد/mazigh /محمد
بن عبد
الكريم
الخطابي.
ونتمنى ان
ينجز لنا
صاحب المقال
بحثا عن سبب
امتناع
السلطة
المغربية غير
النزوعية عن
ارجاع رفاة
بطل ـ تاخده
حركات التحرر
عبر العالم
كنموذج يقتدى
به ـ الى ارض
الوطن. اذن
اذا كانت
الايديولوجيات
تعمل على كبت
نضال
الامازيغي
بتفسيراتها
الخاصة،
وبقراءتها
لطبيعة
الصراع
داخليا وعلى
الصعيد
الدولي، نفهم
ان
الايديولوجية
ـ كيفما كانت
لانه قالها
بالف التعريف
ـ التي ينحدر
هو منها عملت
هي بنفسها
على كبت ذلك
النزوع. وهو
ما يستمر في
ممارسته هو
حتى بعد
انهيار
الايديولوجيات.
و ليكن باسم
العلم
العلام، او
باسم
اللاهوت،
فالامر سيان
بالنسبة
للامازيغ،
الا وهو كبت
شيء حاصل
ماديا
وواقعيا في
المجتمع
المغربي. انه
يقيم
متقابلات لا
علاقة
للامازيغي
بها. ويسقط
حالة اليتم
التي يعاني
منها هو بعد
انهيار
الايديولوجية
العربية
وغيرها على
الأمازيغ. و
سنقف على هذا
المنزلق اذا
اعدنا قراءة
فقرته و
ركبنا
عناصرها: 1
ـ
النزوع كان
قبل زمن
الايديولوجيات. 2
ـ كان في
حالة كمون /
غير متأجج
. 3
ـ
انهيار
الايديولوجيات
خلق فراغا
فكريا و ساهم
في تأجج
النزوع. 4
ـ
النزوع يجيء
لسد الفراغ
الفكري . 5
ـ بعد
الانهيار
انتشر ما
يسمى نهاية
التاريخ وهذا
جاء لسد
الفراغ
الفكري. أولا
هناك خلط
ملحوظ عنده
بين النزوع و
نهاية
التاريخ،
ثانيا نتساءل
نحن من سيعيش
الفراغ
الفكري الذي
خلفه انهيار
الايديوجيات.
هل الذي يحيا
ويتنفس
بالايديولوجية
أو الذي كانت
تضغط عليه
وعلى نزوعه.
أكيد أنه
الأول هو
الذي سيعاني
من الفراغ
الفكري لأن
انهيار
الايديولوجية
ساعد صاحب
النزوع بعد
رفع القبضة
الأيديولوجية
عليه من
التأجج. اذن
مسألة
الانهيار
ستدخله في
مناخ أكثر
ديمقراطية،
وانتشار فكرة
نهاية
التاريخ جاء
ليملأ الفراغ
الذي أصبح
يعيشه من كان
يتنفس ويفكر
بالأيديولوجية
التي كانت
تضغط على
الأمازيغي
النزوعي. اذن
الأمازيغي لا
علاقة له لا
بهذا ولا
بذاك.
فالفراغ
الفكري لا
يعنيه. فهو
ممتلئ دائما
بالدفاع على
هويته التي
ضايقتها
الايديولوجية.
و بالتالي
فمسالة
الجانب
النفسي لا
يمكن ان
تتاكد اكثر
كما قال. وهنا
يضرب صاحب
المقال جذر
محاولته
الالتفافية
على الحركة
الامازيغية
من اجل اقرار
الحقوق
اللغوية
والتاريخية
لتامازغا
ولحضارة
الامازيغ
التي يتسع
صدرها
ليتعايش
الجميع في
احضانها،
بالمنطق طبعا
وليس
بالعاطفة
الدينية التي
تخفي السيف
دائما… هكذا
سيكتشف معنا
انه رغم
محاولة
اجتهاده
واضفاء طابع
الجدية على
كلامه،
بتشذيب ونحت
الكلمة
وتزيينها،
وجعلها اكثر
تعبيرا في
نظره عن
الواقع
النفسي
للامازيغي،
فان محاولته
تعثرت منذ
خطوتها
الاولى.
ببساطة لانها
مجرد استمرار
لايديولوجية
مهترئة انطلت
على صاحبها
وجندته
لمحاربة
ابناء بلده.
وكم يكفيك من
الوقت لتصحو
يا صديقي
الافريقي
المعرب. اخيرا
يقول في مطلع
الفقرة
الثانية؛ لقد
اظهرت
المناهج
الحديثة ان
الخطابات
بمختلف
اشكالها،
خاصة
السياسية،
تستند في
كثير من
جوانبها الى
معان زائفة،
وتنتج وعيا
يقوم على
الوهم. وعليه،
واستنادا على
قولك الاخير
هذا، اولا
ماهي الاوهام
التي تقوم
عليها
الفيزياء
والطب
والميكانيك؟
واذا كنت لا
تقصد الخطاب
العلمي الحق
فما معنى
كلامك
الخطابات
بمختلف
اشكالها. 2
ـ ما هي
الاوهام التي
يقوم عليها
الخطاب
الديني في
المغرب وفي
عهد الرسول؟ 3
ـ اذا
بحثت لنفسك
عن مخرج و قلت
انك تقصد
الخطابات
الاجتماعية
وخاصة
السياسية
منها، فما هو
الزيف وما هي
الاوهام التي
يقوم عليها
الخطاب
المناهض
للامازيغية
في المغرب؟
وما هو موقع
مقالك
بالنسبة لتلك
الاوهام ،
ولذلك الزيف؟ اذا
بدت لك زلتك
واضحة لا مرد
لها، فاعلم
واقتنع ان
نضال
الامازيغي هو
نزع واقتلاع
لتلك الاوهام
وذلك الزيف
من التربة
المغربية. (يتبع)
|
|