|
معركة
الحرف ”بيان
مكناس“
وعملاء
القومية
العربية بقلم:
علي حسني،
رئيس جمعية ”أسيد“
الثقافية ـ
مكناس تضمن
العدد 496 من
جريدة "التجديد"
الصادرة
بتاريخ 24
أكتوبر 2002
إخبارا
بالصفحة
الأولى تحت
عنوان: "جمعيات
أمازيغية
ومهتمة
بالأمازيغية
تدين الدعوة
إلى كتابتها
بالحرف
اللاتيني
وتؤكد: بيان
مكناس تضمن
أفكارا شاذة
وبعيدة عن
روح المجتمع
المغربي
والمصلحة
العليا
للأمازيغية
والأمازيغ" كما
تضمن العدد 497
من نفس
الجريدة
الصادرة
بتاريخ 25
أكتوبر 2002
افتتاحية
بعنوان: "قفاز
أمازيغي فيه
يد لاتينية"
في نفس
الموضع. لم
يدّخر
المسؤولون عن
الجريدة جهدا
في البحث عن
الكلمات
المسعفة في
مجال الفتح،
وما أكثرها
في القاموس
العربي،
لينعتوا بها
مناضلين
مغاربة، كل
همهم الدفاع
عن ثقافتهم
وهويتهم
الأمازيغية
التي هي
ثقافة وهوية
جميع
المغاربة
بحكم التاريخ
والجغرافيا،
أملهم أن
يستفيق هذا
الشعب من
سباته ويتخلص
من وهم
العروبة التي
تكبله عله
يعي ذاته
ويلحق بركب
التقدم قبل
فوات الأوان.
هكذا
تم نعت هؤلاء
المناضلين
بالكذب حيث
جاء في
المقال: ـ
فئة محدودة "تزعم"
تمثيلية
الحقل
الثقافي
الأمازيغي. ـ
اجتمعت
مجموعة من
الجمعيات "تزعم"
أنها
أمازيغية. ـ
... كما "زعموا"
أن الحرف
الأصلي
للأمازيغية
هو تيفيناغ. ثم
نعتهم كذلك
بالتطرف
والتعامل مع
الاستعمار
كما يتضح من
العبارات
التالية: ـ
... وكانت بعض
الجمعيات
الأمازيغية
المتطرفة قد
أصدرت... ـ
... لا يمكن لأي
أمازيغي مسلم
حر إلا أن
يعلن رفضه
لهذه الدعوة
الاستعمارية
المتطرفة... ـ...
الارتباط
بالفرنسية
والمؤسسات
الفرنكوفونية،
وبتحريك دولي
واسع مع
مؤسسات دولية
استعمارية
مشبوهة. ثم
نعتهم أيضا
بالشذوذ كما
ورد في
العبارة
التالية: "البيان
تضمن أفكارا
شاذة وبعيدة
عن روح
المجتمع
المغربي..." الكذب،
التطرف،
التعامل مع
الاستعمار،
الشذوذ.. كلها
نعوت مجانية
يرمى بها
مواطنون
مغاربة ذنبهم
الوحيد انهم
أصحاب قضية،
وللدفاع عن
هذه القضية
يعتمدون
العقل
والمنطق
والواقع بدل
الخرافة
والوهم. من
الذي يزعم
ويكذب يا
ترى؟ الجمعيات
والفعاليات
الثقافية
الأمازيغية
التي اجتمعت
فعلا، بمدينة
مكناس يوم 5
أكتوبر 2002
علانية وبعلم
الجميع، حيث
إن الدعوة
كانت موجهة
لكل الجمعيات
المهتمة
بالأمازيغية
عن طريق
الأنترنيت؟ أم
الذي يزعم
ويكذب هو من
صاغ بيان
التنديد باسم
عدد من
الجمعيات
يحمل معظمها
نفس الاسم: "جمعية
التربية
والثقافة"،
أو "التربية
والتخييم"
المعروفة
بأنشطتها
العربية
والدينية،
والتي لا
علاقة لها
بالأمازيغية
بتاتا؟ أتساءل:
لماذا لم
تحضر هذه
الجمعيات
لقاء مكناس
للحوار
والدفاع عن
وجهة نظرها
بما أنها
تهتم
بالأمازيغية
وتخشى على
مصيرها؟ لا
سيما وأن
عددا منها
متواجد بنفس
المدينة؟ ـ
أين كانت هذه
الجمعيات
طيلة هذه
السنوات
عندما كانت
الجمعيات
الأمازيغية
الفعلية
تناضل من أجل
رد الاعتبار
للغتها
وثقافتها؟ ـ
أين كانت هذه
الجمعيات
عندما تأسس
المجلس
الوطني
للتنسيق بين
الجمعيات سنة
1994، والذي كان
يضم جميع
الجمعيات
الثقافية
الأمازيغية
بالمغرب؟ ـ
أين كانت هذه
الجمعيات حين
تكونت لجنة
البيان
الأمازيغي في
ماي 2000، وعندما
نظمت هذه
اللجنة
مؤتمراتها
الثاني
والثالث
والرابع،
وعندما كانت
تنظم
اجتماعاتها
بمختلف مناطق
التراب
الوطني؟ ـ
أين كانت هذه
الجمعيات
عندما كانت
الجمعيات
الثقافية
الأمازيغية
تنظم لقاءات
لمناقشة
كيفية تدريس
الأمازيغية،
وما هي
الوسائل
الكفيلة
بإنجاحها ومن
بينها مسألة
الحرف؟ ـ
لماذا لم
يسجل أي رد
فعل لهذه
الجمعيات بعد
اللقاء الذي
نظمته وزارة
التربية
الوطنية يوم 8
يونيو
بالرباط
بحضور أساتذة
مختصين
وباحثين
تربويين،
والذي تم فيه
الاتفاق على
الحرف
اللاتيني
لكتابة
وتدريس
الأمازيغية؟ ربما
أنها لم تكن
على علم بشيء
اسمه
الأمازيغية
لكثرة
انشغالها
بلسان العرب
وما يجري
ببلاد العرب. وحتى
اليوم أشك في
في أن لهذه
الجمعيات
علما ببيان
مكناس، وكل
ما في الأمر
أن أصحاب
القرار
بالجريدة
المذكورة،
بحكم
انتمائهم
لحزب معين
ولإيمانهم
بعروبتهم،
قرروا إقحام
هذه الجمعيات
التابعة لهم
وألبسوها
ثوبا ليس من
قياسها.
وأتحدى هؤلاء
أن يتضمن ولو
قانون أساسي
واحد لإحدى
هذه الجمعيات
بندا يتعلق
بالأمازيغية. وما
يثبت كلامي
بالإضافة لما
سبق، هو
مضمون البيان
التنديدي
الموحّد. لكي
يصدر بيان
موحّد يجب أن
يسبقه اجتماع
لهذه
الجمعيات
بتاريخ معين
ومكان معين،
إلا أن
البيان
التنديدي
الصادر
بالجريدة لا
يشير إلى أي
من هذا. فمن
حرر هذا
البيان يا
ترى؟ ومن
الذي أوعز
بتحريره؟ على
كل ليس ممن
يريدون
للأمازيغية
خيرا. لأن
الذي يحب
الأمازيغية
ويرغب في
تطورها
وانتشارها لن
يريد لها أن
تكتب بالحروف
الآرامية
التي تسمى
بحكم
الاحتضان
عربية، ولو
كانت عربية
لما كتب بها
الفرس، لأن
الواقع أثبت
عدم جدواها
وصعوبة
التعامل معها
بالنسبة
للأمازيغية. إن
اختيار
الحركة
الثقافية
الأمازيغية
للحرف
اللاتيني
بالنسبة
لكتابة
وتدريس
الأمازيغية،
يا أصحاب "التجديد"،
لم يكن
عاطفيا أو
بمحض الصدفة،
ولم يكن
استجابة لأي
تأثير من أية
جهة كانت،
ولا إرضاء
لأي كان، إنه
اختيار يمليه
المنطق
والواقع،
لعدة أسباب
من بينها: ـ
انتشار الحرف
اللاتيني
وتداوله على
الصعيد
العالمي في
جميع الدول
بدون استثناء.
ـ
سهولة
التعامل به
عن طريق
الوسائل
الحديثة
المستعملة في
التواصل
والإعلاميات. ـ
تمكينه
للأمازيغية
من الانتشار
عبر أقطار
المعمور. ـ
تمكين
الأمازيغيين
بالمغرب من
التواصل مع
باقي بلدان
تامازغا ومع
الدول
الأجنبية
الأخرى التي
يتم بها
تدريس
الأمازيغية
بالحرف
اللاتيني. ـ
استعمال
الحرف
اللاتيني منذ
مدة من طرف
دول سبقتنا
إلى تدريس
الأمازيغية. ـ
وجود تراكم
أمازيغي هائل
فيما يخص
المجالات
المتعلقة
بالأدب
والتراث
والتاريخ
واللغة
بالحرف
اللاتيني لما
يزيد عن قرن
من الزمن. هذه
الأسباب
وحدها كافية
لجعل كل ذي
بصيرة وعقل
يختار الحرف
المذكور. هكذا
إذن نرى أن
اختيار الحرف
اللاتيني
أملته مصلحة
الأمازيغية
ليس إلا. ولا
علاقة له
بالتنميط أو
الاستعمار.
أما الذين
يريدون كتابة
الأمازيغية
بالحرف
الآرامي (العربي)
فإنهم يريدون
تحنيطها
وإقبارها وهم
يعلمون ذلك
جيدا، لأنه
بذلك ستنغلق
الأمازيغية
بالمغرب على
نفسها ولن
يكون هناك أي
تواصل مع
الآخر، ولن
يكون هناك
انتشار لهذه
الثقافة التي
تعتبر مهد
الحضارة
المتوسطية،
وهذا هو
الشذوذ
بعينه، وهذا
هو التطرف،
لأننا في هذه
الحالة سنكون
شاذين فعلا
حيث إننا
سنكون خارجين
عن القاعدة،
وكل هذا حسب
أصحاب "التجديد"
بدعوى أن
أجدادنا
كانوا
يكتبون، حسب
زعمهم،
الأمازيغية
بالعربية،
رغم أن هذا
الادعاء
يفنده الواقع
المسجل خلال
القرن الأخير.
لنفرض جدلا
أن هذا صحيح،
فهل الظروف
الحالية هي
ظروف
الأجداد؟ وهل
كتابة بعض
القصائد
الأدبية أو
بعض القصص هي
تدريس
الأمازيغية
لآلاف
التلاميذ في
المستقبل؟ إن
الاقتداء
بالأجداد
يكون مستحبا
في الثوابت
الأخلاقية
كالشهامة
والأمانة
والصدق
والكرم وحب
الغير...، ليس
في المتغيرات
المرتبطة
بالتطور، ولو
كان الاقتداء
بالأجداد
واجبا في كل
شيء لما
اعتنق أحد
دين الإسلام
أو غيره لأن
الأجداد
القدامى كانت
لهم
معتقداتهم،
سواء في شمال
إفريقيا أو
بلاد العرب،
ولبقينا نركب
الخيل
والحمير
والإبل فقط
بدل وسائل
النقل
الحديثة لأن
أجدادنا
كانوا كذلك،
ونستعمل
الخناجر
والسيوف في
الحرب بدل
البندقية
والرشاس لأن
أجدادنا
كانوا كذلك.
غريب
أمر أصحاب
جريدة "التجديد"
هؤلاء الذين
يرفضون كل
تجديد، فبعد
مبرر الأجداد
أرادوا أن
يقحموا
الإسلام
لاستدرار
التعاطف
كعادتهم،
ويتجلى ذلك
من عبارة: "لا
يمكن لأي
أمازيغي مسلم
حر إلا أن
يعلن رفضه
القاطع لهذه
الدعوة
الاستعمارية
المتطرفة". ما
علاقة
الإسلام
باختيار
الحرف
اللاتيني
لكتابة
الأمازيغية؟
ما علاقة
الإسلام الذي
هو دين
وعقيدة
بالأمازيغية
التي هي لغة
بشرية؟ وهل
يمكن اعتبار
المسلمين
الذين لا
يكتبون إلا
بالحرف
اللاتيني ولا
يعرفون غير
هذا الحرف
بأوروبا أو
أميريكا أو
إفريقيا أو
أستراليا غير
مسلمين؟
ولماذا
يربطون دائما
العربية
وحروف
كتابتها
بالإسلام؟ لماذا
الربط بين
اللغة التي
هي من صنع
البشر،
والدين الذي
هو عقيدة
إلهية؟ لن
تستطيعوا
الإجابة
لأنكم تعلمون
أنكم تدّعون
باطلا والدين
بريء مما
تدّعون، وما
إقحامكم
للدين إلا
دليلا على
عجزكم عن
مقارعة الحجة
بالحجة. وحتى
إن كنتم
مخمورين إلى
درجة فقدان
الوعي بالذات
بالعربية
والعروبة،
وترون أن كل
الوسائل
مباحة للدفاع
عنها ،
فراعوا على
الأقل حرمة
الدين الذي
تستغلونه
لقضاء مآربكم
في كل مجال. أختم
مقالي هذا
بالتوجه
لأصحاب "التجديد"
والجمعيات
التي زعمت
أنها كاتبتهم
في شأن بيان
مكناس ناصحا
إيّاهم أن
يخوضوا فيما
يعرفون
ويدعوا شأن
الأمازيغية
لمن يهتم بها
ويدافع عنها
بصدق وأمانة،
فالمرء لا
يمكن أن يكون
عربيا
وأمازيغيا في
نفس الوقت،
العربي عربي
والأمازيغي
أمازيغي.
|
|