|
بعض
قضايا تدريس
الأمازيغية بقلم: لكبير الغازي (أغبالو، ميدلت) ان
ترسيم
الامازيغية
مطلب، بل حق
مشروع
وديمقراطي،
وبالاحرى
تدريسها
والنهوض بها
حتى تتبوأ
المكانة
اللائقة بها
وطنيا و
دوليا. إلا أن
المصالحة بين
السياسة
الرسمية
والأمازيغية،
وبالتالي بين
هذه الأخيرة
والمدرسة أمر
يتطلب شروطا
ينبغي أن
تتوفر في
المدرسة
المغربية
أولا، ثم
إجراءات على
المسؤولين ان
يعجلوا في
اتخادها فيما
يخص
الامازيغية
ثانيا. وفيما
يخص هذه
الشروط،
وبدون هده
الإجراءات في
نظري
المتواضع،
يكون كل حديث
عن
الامازيغية
فى المدرسة
بمثابة
مؤامرة من
نوع جديد يتم
حبكها ضد
الامازيغية
والامازيغ من
أجل إبادتهما
معا، ومن ثم
التخلص منهما
نهائيا. تاهيل
المدرسة:
المدرسة
مؤسسة
اجتماعية
رسمية تعمل
على تطبيق
سياسة
السلطات
التربوية
كجزء لا
يتجزأ عن
السياسة
العامة
للبلاد،
وتسهر على
تحقيق
الأهداف
المرسومة
لهذا الغرض.
لذلك ترصد
لها
الامكانيات
المادية
والمعنوية
الكفيلة
بتحقيق
المرجو،
وتوفر لها
الظروف
الملائمة
والوسائل
المساعدة
للوصول الى
المبتغى.
فمالذي تم
إعداده في
مدرستنا حتى
تستقبل اللغة
الأمازيغية،
لغة الأم
لمعظم
الأطفال
الذين
سيلجونها في
الموسم
المقبل 2002/2003 ،
موعد تعميم
التمدرس في
بلادنا
وإدخال اللغة
الامازيغية
رسميا الى
المدرسة. حتى
يتم تجنب
العشوائية
والعفوية
ومختلف أشكال
الذاتية في
التعامل مع
الامازيغية
في المدرسة،
و بالتالي
الالتزام
بالموضوعية
والمهنية في
هذا الصدد،
ينبغي
الاعتماد على
خطة علمية
مدروسة،
واضحة
المعالم
وقابلة
للتطبيق أو
على الأقل
السير فى
النهج
المتعارف
عليه تربويا
عند كل إصلاح
اأو تغيير.
ومن اهم
محطات هده
الخطة: 1
ـ
توفرالإرادة
السياسية:
انطلاقا مما
سبق فإن أولى
شروط نجاح
تدريس
الامازيغية
يتجلى في
توفر الارادة
السياسية،
هذه الارادة
لم تتضح
بعد كرؤية
ستترجمها
وزارة
التربية
الوطنية الى
غايات ومرام
تعمل في افق
تدقيقها
انطلاقا من
المدرسة 2
ـ تكوين
المدرسين
الدين سيعهد
اليهم تدريس
الامازيغية:
تساهم أطراف
عديدة في
العملية
التعليمية
التعلمية،
ومع دلك فان
دور المدرسين
في إنجاحها
ذو أهمية
بالغة لانهم
أولا يقومون
مباشرة بمهام
التدريس وما
يرتبط بها،
وهدا يتطلب
تكوينا او
اعادة تكوين
ينسجم
والرؤية
الجديدة
تجاه ما
يتعلق
بثقافتنا
الوطنية.
ثانيا، من
المدرسين من
يطالب بتدريس
الامازيغية
ويرغب فيه،
بل يناضل من
اجله، ولكن
يوجد كذلك،
وهدا واقع لا
يمكن ان ينكر
ابدا، من
تشبع بافكار
عدوانية لكل
ما هو
امازيغي
لانهم ضحايا
سياسة عنصرية
اقصائية،
امثال هؤلاء
سيلجأون الى
سلوك "المقاومة"
لانهم يجهلون
امورا كثيرة،
بل لايعرفون
شيئا عن
ثقافة شعبهم
ولغة اجدادهم
وتاريخ
بلادهم. لهدا
من الضروري
القول ان
تكوين
المكونين او
اعادة تكوين
من يمارس
منهم في
الاقسام امر
لابد منه اذا
كانت الجهات
المختصة تسعى
فعلا الى
تدريس
الامزيغية
باعتبارها
لغة وثقافة
المغاربة
جميعا.
3
ـ وضع
البرامج
الدراسية
لهده اللغة:
في ظل التصور
الجديد
للعملية
التعليمية،
واستنادا الى
ما تعرفه
العلوم
الانسانية
بوجه عام
والديداكتيك
بصفة خاصة،
اتجهت عناية
المسؤولين عن
التربية الى
الاهتمام
بعقلنة
العملية
التربوية
والابتعاد عن
العفوية
والارتجال.
وعلى هدا
الاساس يتم
وضع خطة
إجرائية
واضحة تتضمن: ـ
معرفة اغراض
المادة موضوع
التدريس. ـ
ضبط المحتوى
التعليمي
لهده المادة. ـ
ضبط التقنيات
والوسائل
التعليمية
اللازمة. ـ
اختيار الطرق
التربوية
الفعالة
لبلوغ
الاهداف
المسطرة في
هذا الاطار. ثمة
مجموعة من
التساؤلات
تطرح نفسها
بالحاح نورد
بعضها كما
يلي: ـ
ما هي
الاهداف
المتوخاة من
تدريس
الامازيغية؟ ـ
هل من برامج
مقررة
وتوجيهات
تربوية
مرافقة لها؟ ـ
هل من كتب
مدرسية
ومراجع علمية
خاصة؟ ان
وجدت هده
الكتب وهده
المراجع ما
هي مضامينها
ومحتوياتها؟ 4
ـ الحسم في
اختيار الحرف
الاكثر
ملاءمة
لكتابة
الامازيغية: الامازيغية
لغة مكتوبة
بحروف
تميزها،
وأعني حروف
تيفيناغ.
وبالرغم مما
تعرضت له هده
الحروف من
تهميش
ومحاولات
الالغاء فقد
بقيت حية
ومتداولة في
صيغ نقوش او
اشكال رسوم
او عبارة عن
نصوص. بهدا
الشكل يكون
الحرف الانسب
لكتابة
الامازيغية
هو حرفها
الذي هو جزء
منها. إلا انه
بالنظر الى
ما تم تراكمه
من كتابات
وابحاث
ودراسات في
هدا المجال،
يمكن ترجيح
كفة الحرف
اللاتيني
الذي سيفيد
الامازبغية
بصفته كونيا
من جهة،
ويعفيها من
جهة أخرى من
الرجوع الى
مرحلة تم
تجاوزها لأن
الأمازيغية
قطعت اشواطا
بالاعتماد
على هدا
الحرف. الاجراءات
التي ينبغي
على
المسؤولين
التعجيل في
اتخادها: 1
ـ تجاوز
اللهجوية في
التعامل مع
الامازيغية:
لكل لغة
لهجاتها، بل
لا توجد في
العالم لغة
دون ان تكون
بجانبها
لهجاتها هذه
الاخيرة التي
تمدها كلما
دعت الحاجة
الى ذلك
بتعابير او
بمصطلحات
جديدة او
تحافظ على
رصيد كان
يستعمل من
قبل، مساهمة
في اغنائها
ومساعدة على
استمرارية
حياة لغتها،
خصوصا ادا
كانت هده
اللغة توحد
شعبا او
شعوبا منتشرة
على امتداد
جغرافي واسع.
كل هدا ليس
عيبا، ولكن
العيب كل
العيب هو
التعامل مع
اللغة كلهجات
كما هو الشان
بالنسبة
للامازيغية
في بلاد
تمازغا عامة،
وفي المغرب
بصفة خاصة.
للاشارة فقط
اذكر بما
جاء
في ادبيات
ميثاق
التربية
والتكوين،
نشرة اللهجات
في
تلفزيوننا،
البث الاذاعي
الحالي …الخ،
حتى الفنا
سماع ترفييت
في الريف،
تمزيغت في
الاطلس
وتشلحييت في
سوس. وهذا
منطق غير
صحيح. على
المسؤولين،
كل من موقعه،
ان يكثفوا
الجهود من
اجل انصاف
الامازيغية
التي فقدت
موقعها
نتيجة
محاربتها
ومحاولات
ابادتها مند
عهود طويلة 2
ـ رد
الاعتبار لكل
ما هو
امازيغي: لكل
شعب ثقافته،
ولا يمكن ان
نتصور ثقافة
بدون لغة،
هذه الاخيرة
بالاضافة الى
وظيفتي
التعبير
والتواصل
اللتين
تؤديهما،
تعتبر خزانا
للارث
الحضاري
والثقافي،
فهي المعبر
الحقيقي عن
الاصالة
والجذور
بالنسبة لكل
مجتمع. فكل
شعب استطاع
ان يعلم
ابناءه لغتهم
و يربيهم بها
تربية فكرية
سليمة، يكون
قد أهلهم الى
اكتشاف
محيطهم
واستيعاب
ثقافة
مجتمعهم
وقيمه
الحضارية.
ومن اجل ان
تلغب اللغة
الامازيغية
هذا الدور
الطبيعي
المنوط بكل
لغة، على
المسؤولين رد
الاعتبار لكل
ما يتصل
بالامازيغية،
لغة
وثقافة
وفكرا
وتاريخا،
وحضارة…
لتقريبها
وتحبيبها الى
النشء حتى
تتم تنمية
فضولهم
المعرفي
للبحث فيها
والتحصيل بها
وذلك
بمساعدتهم
على: ـ
اكتشاف اسرار
تاريخهم. ـ
الوقوف على
منجزات
اسلافهم و
التعرف على
بطولاتهم. ـ
الارتواء من
فكر وثقافة
اجدادهم، حتى
يشعروا
بالاعتزاز
بالانتساب
اليهم
وينظروا
باحترام
وتقدير لما
قدموه لهم
اولا
وللانسانية
ثانيا. هذه
الاجراءات،
اذا ما اقدم
عليها
المسؤولون
يكونون قد
ساهموا في
احياء الوعي
بالذات
الامازيغية
في صغارنا ـ
وبالتالي في
مجتمعنا
المستقبلي ـ
حتى يرتبطوا
ارتباطا
وثيقا بالشعب
والارض
اللذين
يعيشون في
احضانهما.
وبالتالي غرس
المواطنة
الحقة في
نفوسهم
لينشأوا على
الولاء
الطبيعي
لهويتهم،
وينسجموا مع
ذاتهم
انسجاما
تاما، ويعوها
وعيا تاما
يجعلهم
ئيمازيغن
قلبا وقالبا. 3
ـ
تقعيد
الامازيغية:
كونها لغة
مستقلة الذات
تتوفر على
سائر مقومات
اللغة من
معجم وصوتيات
وتركيب… امر
يخفف جزئيا
من مسؤولية
المنخرطين في
مهمة
الدراسات
اللغوية
الامازيغية،
ولكنه لا
يعفيهم ابدا
من العمل
الدؤوب
ومواصلة
تنمية النسق
اللساني
الامازيغي
على مستويات
التركيب
والتوليد
والمعجم… حتى
تحافظ على
عبقريتها
وحيويتها وكل
صفاتها. كما
قال عنها
الاستاد محمد
شفيق،
الامازيغية
لغة دين،
ولغة تعليم،
ولغة خطاب
سياسي، ولغة
عبقرية… ان
لهذه اللغة
حيوية تغبط
عليها. في
الختام:
يعتبر العنصر
البشري
الاداة
الفاعلة في
كل عملية
تطوير وتنمية.
ومن ثمة يجب
التركيز عليه
عند وضع كل
مخطط تربوي،
وعلى هذا
الاخير
المخطط ـ ان
يتصف
بالشمولية
التي تكفل له
الاحاطة بكل
الجوانب
المرتبطة
بالمجتمع
ماضيا
وراهنا،
ومستقبلا،
لما لكل واحد
منهم من
تاثير على
لاحقه. وعلى
المدرسة ان
تستحضر
المجتمع بكل
مقوماته، في
رؤيتها حتى
يتسنى لها
نسج علاقات
طبيعية مع
بيئتها
وقبولها كعضو
من جسم
المحيط. وتشكل
الامازيغية،
لغة وثقافة،
الفضاء
الطبيعي الذي
تتم فيه
وعبره جل
التفاعلات في
المجتمع
المغربي.
وعليه فإن
دخول
الامازيغية
الى المدرسة،
يدا في يد مع
شقيقتها
العربية،
ومثنى مثنى
في صف اللغات
المزمع
تدريسها، من
شانه ان يسد
الثغرة التي
تسببت فيها
القطيعة بين
المدرسة
والاسرة
والشارع.
|
|