|
افتتاحية: خذلان
قيس العربي ”لليلى“
المغربية بقلم:
محمد بودهان لقد
أصبح المغرب
معروفا بأنه
البلد "العربي"
الأكثر
اهتماما
بقضايا
المشرق
العربي،
والأشد دفاعا
عنها وتضامنا
معها، كقضية
فلسطين
والعراق.
فالصحافة
المغربية
تخصص
عناوينها
الرئيسية
دائما للمشرق
العربي، كما
أن
ديبلوماسيتنا
تعطي للمشرق
العربي من
الوقت أكثر
مما تعطي
لقضايانا
الداخلية.
ولا أدل على
ذلك أن كل
الندوات
والمؤتمرات
والاجتماعات،
السرية
والعلنية،
الخاصة
بقضايا
المشرق
العربي، تعقد
بالمغرب. بل
حتى الزواج
الملكي،
والذي كان
ينتظره
الجميع بشغف
كبير كحدث
وطني تاريخي
بارز، تم
تأجيل تاريخه
الذي سبق أن
أعلن عنه،
تضامنا مع
الفلسطينيين
ومناصرة لهم،
كما سبق أن
أغلق مكتب
الاتصال
الإسرائيلي
تأييدا
ومساندة كذلك
للفلسطينيين
في نزاعهم مع
إسرائيل. أما
خارج ما هو
رسمي وحكومي،
فإن
التظاهرات
المليوينية
العملاقة،
التي يعرفها
الشارع
المغربي من
حين لآخر
تضامنا مع
فلسطين
والعراق،
تعطي الدليل
على أن قضايا
المشرق تسكن
قلوب وعقول
المغاربة
بشكل فريد لا
مثيل له حتى
لدى المعنيين
مباشرة بتلك
القضايا
كالفلسطينيين
والعراقيين
أنفسهم. وجاءت
أزمة الجزيرة
المغربية "ثورا"،
التي تسمى "ليلى"
خدمة مرة
أخرى للقضايا
المشرقية.
دامت هذه
الأزمة عشرة
أيام اعتدت
خلالها
إسبانيا على
التراب
المغربي
واحتلت
بالقوة
العسكرية
جزيرة "ثورا".
لقد كانت هذه
الواقعة فرصة
نادرة
لاختبار مدى
استعداد
المشرق
العربي
لمساندة
المغرب
والتضامن معه
عندما يتعرض
لاعتداء أو
غزو كما حدث
أخيرا مع
أزمة جزيرة "ثورا". فعلى
المستوى
الرسمي، كان
التعبير عن
مساندة
المغرب من
طرف الجامعة
العربية ومصر
وبعض دول
الخليج باردا
وأقل من
عادي، مقابل
المساندة
الساخنة
واللامشروطة
للاتحاد
الأوروبي
لموقف
إسبانيا، رغم
أنها ظالمة
ومعتدية. فلم
تخرج
البيانات
العربية عن
طابع
المجاملة، لا
غير، مع أن
بعض الدول
العربية كان
بإمكانها
الضغط بجدية
على إسبانيا
لما تتوفر
عليه من
استثمارات
هامة في
البلد
الإيبيري، أو
تهدد بقطع
العلاقات
معها. وهذا ما
وعته إسبانيا
التي كانت
وزيرتها في
الخارجية
تعتزم
الانتقال إلى
دول المشرق
العربي لشرح
موقفها للدول
العربية حتى
لا تتخذ هذه
الأخيرة
قرارا قد يضر
بمصالح
إسبانيا. أما
حكام الجزائر
ـ وليس الشعب
الجزائري ـ ،
التي هي
الأقرب إلينا
مسافة
وجغرافية
ودما وهوية،
فقد ساندوا
إسبانيا في
اعتدائها على
المغرب،
وبشكل صريح،
ودون حياء
ولا خجل أو
وخز للضمير. إلا
أن الذي
يهمنا في هذا
المقام هو
موقف الشارع
العربي الذي
لم يحرك
ساكنا، ولم
يتظاهر لا
بالعشرات ولا
بالمئات كما
يفعل
المغاربة
الذين عادة
ما يتظاهرون
بالملايين
دفاعا عن
الحق العربي.
فلم تكن هناك
لا وقفة
احتجاجية
أمام سفارات
إسبانيا، ولا
إحراق للعلم
الإسباني،
ولا ترديد
لشعار "بالروح
والدم نفديك
يا ليلى".
عماذا يدل
هذا السكوت
المخجل للعرب
عن قضية "ليلى
العربية/المغربية"؟
يدل على أن
قضايا المغرب
ومشاكله، رغم
كل الخدمات
المجانية
التي يقدمها "للأشقاء"
العرب، تنتمي
إلى اللامكفر
فيه عند "أشقائه"
العرب. فلا
مكان لها في
الوعي العربي
المشرقي، لا
في القلب ولا
في العقل.
المغرب حاضر
في الوعي
العربي فقط
كجنس ودعارة
وفضاء لإشباع
النزوات
والرغبات
الجسدية.
فرغم أن
المغرب غير
اسم "ثورا"
الأمازيغي
باسم "ليلى"
العربي إرضاء
للعرب وخدمة
للعروبة، إلا
أن قيس
العربي لم
تهمّه "ليلى"
المغربية، بل
فقط الليالي
الحمراء
المغربية
بفتياتها
وجنسها
ولذائذها.
فبعد
خذلان العرب
للمغرب في
صحرائه، ها
هو قيس
العربي يخذل "ليلى"
المغربية
التي غيرت
اسمها إرضاء
لخاطره
ورغباته.
فمتى يعي
حكامنا أن
العرب لن
يتعاملوا
معنا إلا كـ"بربر"
لا نستحق
اهتماما ولا
تعاطفا ولا
مساندة،
كإسبانيا
تماما التي
تنظر إلينا
دائما كـ"مورو"
متوحشين
ومتخلفين؟ فمتى يعلن حكامنا أن المغرب أمازيغي بشعبه وهويته وثقافته، ويكفّوا عن إذلالنا وإرهاقنا بقضايا المشرق الذي لا يأتينا منه إلا الفساد والإرهاب والتطرف؟ |
|