|
عن
تامازيغت
وسيدنا آدم (الجزء
2) بقلم:
بوغانم خالد (آيت
يطّف،
الحسيمة) 2
ـ الأم/Eve: وهي
الشخص الثاني
الذي تتحدث
عنه النصوص
الدينية..
وأقرب كلمة
تحتفظ بها
لنا اللغة
الأمازيغية،
ولها علاقة
وارتباط بـEve:
Iff = الثدي،
وتجمع على
IFFANN. ومعروف
أن الثديين/الأثداء
هما العضوان
اللذان
يبدوان من
أكثر الأعضاء
المميزة
للجنس اللطيف.
و YEF في
الأمازيغية
تعني: ما هو
أفضل، ما هو
أجمل. ولربما
سميت أم
البشرية EVE لأن
أجمل ما فيها
هما IFFAN (الثديان)،
وهما
العنصران
اللذان
يميزانها عن
الجنس الآخر. وإذا
كانت تسمية
EVE قد
غابت عن
اللسان
الأمازيغي،
وحلت محلها "حواء"
نتيجة تأثير
الدين
الإسلامي،
فإنني مع ذلك
أستطيع أن
أرجع وجود
وتداول هذه
الكلمة في
اللغة
الأمازيغية
قبل أية لغة
إنسانية أخرى.
بعدها انتقلت
إلى أوروبا
مع انتقال
الإنسان
الأمازيغي
إليها. وترتبط
كلمة EVE بكلمة
"أم". فهي حسب
ما جاء في
الديانات
السماوية أم
البشرية، أو
بالأحرى هي
الأم الأولى
في تاريخ
الإنسانية.
وكلمة YEMMA/TAYEMMAT،
التي
نجدها حاضرة
في جل لغات
العالم بصيغ
مختلفة MOTHER,
MAMAN, MèRE, MADRE، أم...
والتي يمكن
اعتبارها من
الكلمات
القديمة جدا
التي تعرف
عليها بنو
آدم، هي من
أصل أمازيغي.
لمَ لا،
واللغة
الأمازيغية
ما زالت
تحتفظ ببعض
الكلمات
المركبة
والتي تدخل
كلمة YEMMA في
تشكيل أحد
أجزائها كـU
MA )أخي/
التي تتكون
من MA (أم/أمي)
و U (ابن).
والترجمة
التقريبية
للكلمة
المركبة (ابن
امي) تماما
كما تقول عن
ابن موسى U
MUSA وابن
يطف U YRTTVEF وابن
حذيفة U HDIFA وغيرها.
وتجمع U على
AYT. أمثلة: ـ
U MUSA = ابن
موسى، جمع
AYT MUSA (بنو
موسى) ـ
U YETTVEF = ابن
يطّف، جمع
AYT YETTVEF (بنو
يطّف) ـ
U HDIFA = ابن
حذيفة، جمع
AYT HDIFA (بنو
حذيفة) الجهات
التي رامت
تعريب كل ما
يمت
بالأمازيغية
بصلة، حاولت
أن تحوّل AYT،
كما
هي متداولة
لدى
الأمازيغ، عن
صيغتها
الأصلية
الأمازيغية،
فقامت
بتعريبها إلى
"بني".
وبفعلتها هذه
تكون قد جنت
على
الأمازيغية
وعلى اللغة
العربية. ذلك
أن كتابة "بني
يطّف"، أو بني
سعيد في أول
الكلام، هو
ضرب في قاعدة
نحوية طالما
عوقبنا عليها
ونحن نتلقى
وندرس قواعد
اللغة
العربية لأن
الكلمة التي
تبتدئ بها
الجملة في
اللغة
العربية تكون
مرفوعة وليست
مجرورة أو
منصوبة، هكذا
قيل لنا. قلت،
فكما نجمع
الكلمات
المذكورة
آنفا، نجمع
U MA (ابن
أمي) على AYT MA (بنو
أمي). وهذا
معناه أن
الأمازيغ
يسندون كل
أبنائهم إلى
الأم AYT MA, SUYT MA. وظاهرة
"مجتمع الأم"
أو المجتمع
الأمومي هي
ظاهرة معروفة
في المجتمع
الأمازيغي
القديم، سواء
في عصور ما
قبل التاريخ
أو ما بعده.
فقد كانت
للمرأة
سلطتها
وهيبتها في
الثقافة
الأمازيغية
وربما لهذا
السبب نجد
اسمها TAMGHART اشتق
من فعل YEMGHAR (كبر).
ومن هنا نرى
وفرة وكثرة
البطلات
الأسطوريات
في تامازغا
القديمة.
فهذه "تانيتْ"
أو "نيتْ"،
وهي ربة
أمازيغية
انتقلت فيما
بعد إلى
بلاد
اليونان بنفس
الاسم مع
تحريف طفيف
على مستوى
النطق: ATHEN، وهذه
الملكة "مورينا"
وقائدة
الأمازونات.
والأمازونات
هن مجموعة من
النسوة لا
يزلن أبكارا،
اخترن
الانضمام إلى
الجيش بقيادة
مورينا على
الزواج، وهذه
الملكة "تن ـ
حنان"
التوارگية
المعروفة،
وديهيا... كلهن
يشرن إلى دور
المرأة /الأم.
وقد ظلت
ظاهرة
المجتمع
الأميسي أو
الأمومي عند
التوارگ،
ولاحظها
الكتاب
المسلمون
حينما
اختلطوا بهم
وأشاروا إلى
قبيلة TAWSHIT التي
ينتسب
أفرادها
جميعا إلى أم
واحدة، وكانت
تحكمهت ملكة
ذات قوى
خارقة للعادة.
وإلى يومنا
هذا ما يزال
للمرأة عند
التوارگ
دورها المميز
وسلطتها
المعتبرة. نعود
إلى كلمة EVE وعلاقتها
بكلمة أم
MOTHER, MAMAN, MA... في
اللغة
الأمازيغية.
كما سبق أن
أشرنا، IFFAN تعني
الثديين،
والكلمة
نفسها (أي EVE)
تعني
وتفيد معنى
حواء/الأم في
اللغة
الفرنسية.
والعلاقة بين
IFFAN وأم
MAMAM/MA... نجده
واضحا في
الفرنسية
بحيث نجد
الفرنسيين
يشتقون اللفظ
الدال على
الثدي MAMELLE وحلمة
الثدي MAMELON من
كلمة MA (MAMAN, MبRE).
ومن
كلمة MAMELLE و
MAMAN اشتقوا
لفظة MAMMIFبRE
وهي
كلمة في صيغة
الجمع تدخل
فيها جميع
أصناف
الكائنات
الحية
الحاملة
للأثداء. وقد
ترجمها العرب
إلى "الثدييات".
وهذا إن دل
على شيء،
فإنما يدل
على الارتباط
الوثيق بين
جنس الأنثى
MA/الأم
والثديين
IFFAN. فكل
كائن حي يحمل
في جسمه
أثداء، فهو
يدخل في
اللغة
الفرنسية في
صنف الثدييات
MAMMIFبRE.
وما
دامت كلمة
MAMMIFبRE
اشتقت
من MAMAN/MèRE/MA، فإن
الأم لا
تكتسب صفة
الأمومة إلا
إذا توفرت
على ثديين أو
أثداء IFFAN. وعليه
فإن لـIFFAN/EVE علاقة
جدلية بصفة
الأمومة:
YEMMA (MA)، MAMAN... فلا
يمكن أن
نتصور أما
بدون IFFAN خارج
صدر الأم/الأنثى. وفي
هذا السياق
يرى الأستاذ
حميدي علي
بأن TAMETTUDVT (وهي
من فعل ITTEDV) لم
تسمّ بهذا
الاسم في
اللغة
الأمازيغية
إلا لارتباط
الأم MA بعملية
الرضاعة
UDVUDV (انظر
مقالته: "اكتشافات
أمازيغية لن
يعود معها
الوعي كما
كان"، جريدة "تاويزا"،
عدد 51). وتجدر
الإشارة هنا
إلى أن TAMETTUDVT غالبا
ما تطلق على
المرأة
المتزوجة أو
الكبيرة سنا..
وتخرج الفتاة
الغير
البالغة أو
الغير
الحاملة
للثديين عن
هذا التعريف.
وقريبا من
IFFAN أو
EVE نجد
الأمازيغ
يسمون الحليب
الذي يستخرج
من IFFAN بـ
ACEFFAY. لاحظوا
التقارب
الكبير بين
الكلمتين. أما
إذا أجبرنا
أن نعطي
جوابا لسؤال
من كان له قصب
السبق إلى
الظهور من
الناحية
التاريخية،
أهي IFFAN/EVE أم
MA/MAMAN/الأم
، فإننا نميل
إلى ترجيح
كفة الأم/MA. لأن
EVE/IFFAN ما
هو إلا وصفا
ظاهريا لأحد
الأجزاء
الفيزيزلزجية
للمرأة،
وربما هي
كانت في
الأصل M YIFF (صاحبة
الثدي، مالكة
الثدي) أو M
YIFFAN (صاحبة
الثديين،
مالكة
الثديين)
تماما كما
نقول للتي
تمتلك شعرا
طويلا M UCEWWAF، أو
غير ذلك من
الأوصاف التي
تميزها عن
غيرها ممن
يشاركنها
متاعب الحياة...
و MA/EVE تميزت
عن زوجها
وتميزت
بناتها وبنات
بناتها عن
أبنائها وبني
أبنائها،
بكونهن يحملن
أثداء في
صدورهن خلافا
لـ ADAM وأبنائه.
لهذا فإن
أبناء آدم
ADAM و
EVE لا
يمكن أن
نتصورهم إلا
ينطقون MA في
أول خطوة،
وهم يمارسون
عملية
الكلام،
لسهولة هذا
المقطع
الصوتي على
النطق M = صامت
شفوي + A = صائت)..
ومن MA تكونت
كلمة U MA الدالة
على الأخ، و
MA ،WETCMA الدالة
على الأخت
كما سلف أن
رأينا. أما
وصف الأم/MA بـM
YIFFAN، فهذا
سيأتي في
فترة متأخرة
بعدما اكتسب
أبناء آدم
رصيدا مهما
من الأدوات
اللسانية. فـ
MA/الأم
هي من
الكلمات
الأوائل التي
تعلمها بنو
آدم، وستبقى
راسخة في
عقول وأفواه
كل أجناس
العالم
إلى أن يلفظ
آخر كائن
بشري أنفاسه.
وربما إلى أن
يلفظ أنفاسه
آخر صنف من
أصناف
الثدييات،
لأن الكثير
من صغار هذه
الأصناف تصدر
أصواتا تتضمن
المقطع
الصوتي MA، وهي
تنادي عن
أمها إذا
أحست بالجوع
أو حال بينها
وبين امها
شيء يمنعها
من رؤيتها.
فصوت صغار
القطط مثلا:
MYAW/MAW، وصوت
صغار البقر
MUP (موه)
وصوت صغار
الغنم MAO (ماع)
وغيرها(1). وصوت
صغار بني آدم
أيضا MA. وأعتقد
أن MA/الأم
هي لغة
طفولية
بامتياز لأن
أبانا آدم
وأمنا حواء
ليس لديهما
أم يستنجدان
بها، فهما
المخلوقان
الأولان في
هذا الكون. وبغض
النظر عن
تاريخ ظهور
الكلمتين:
آدم و EVE، فإن
وجودهما
واستعمالهما
في لغات يشهد
لها التاريخ
بقدمها،
بمعانٍ
متقاربة جدا
كما رأينا،
يمنح لنا
الحق في
اعتبارهما من
الكلمات
البالغة
القدم إلى
جانب بعض
الكلمات
الأخرى التي
سوف نتناولها
فيما بعد كـ
TAMAURT، TAFAKUT. الهامش: 1
ـ تتشابه
أصوات صغار
هذه
الحيوانات
الحاملة
للأثداء
أثناء حاجتها
لأمها بصوت
الطفل حين
يحس بالجوع
أو بالخوف
أثناء غياب
أمه، يجعلنا
نخرج
بخلاصتين
أساسيتين حول
إشكالية: هل
اللغة من
إبداع آدمي
أم هي من وحي
إلهي؟ فإذا
كانت اللغة
من وحي إلهي،
فإنني أميل
إلى القول
بأن الله فطر
الإنسان على
كلمات محدودة
جدا، كما فطر
باقي
الحيوانات
الأخرى
بتصويتها
ببعض المقاطع
الصوتية التي
تصدرها
إراديا أو لا
إراديا أثناء
إحساسها
بالجوع أو
الخوف، قبل
أن يقوم
بتطوير هذه
الكلمات بفضل
الجهاز
الصوتي الذي
ميزه الله به
عن باقي
الحويانات،
والذي به
يستطيع إصدار
مختلف
الأصوات بعد
تنظيمها في
مخيلته وعقله.
أما إذا
افترضنا أن
اللغة من
إبداع
واكتشاف
الإنسان، فإن
ذلك يدعونا
إلى التفكير
في "المحاكاة"،
محاكاة أصوات
الطبيعة كأول
مصدر اعتمده
بنو آدم
لاكتساب
الكلمات
الأولى،
وأصوات
الحيوانات لا
تخرج عنها. (يتبع) ملاحظة: معذرة
للقراء
الكرام عن
التأخير
الغير
الإرادي
والغير
المقصود عن
نشر هذا
الجزء من
المقالة،
نتيجة ضياعها
أثناء
إرسالها
بالبريد في
المرة الأولى
قبل أن يعاد
إرسالها مرة
ثانية. |
|