|
توظيف
امتحانات
الباكالوريا
في خدمة
القومية
العربية! بقلم:
عبد الوهاب
الصديقي (قلعة
مكونة) بعد
تلقي تلاميذ
السنة
السابعة
ثانوي لكم
هائل من
المقررات
والبرامج
الدراسية
المتنوعة
المشارب
والاتجاهات
الفكرية
والثقافية
والاجتماعية...
إلخ، جاء دور
اختبار
الحصيلة
لإبراز قدرات
ومؤهلات
ومهارات كل
تلميذ على
حدة في إطار
امتحان موحد
وشامل يجد
فيه هؤلاء
التلاميذ
فرصة مواتية
لإثبات
جدارتهم
وتفوقهم في
الدروس
المقدمة لهم
من مختلف
الحقول
المعرفية،
وبالتالي
تحقيق النجاح
في الامتحان. وإذا
كانت "المدرسة
على جانب
عظيم من
الأهمية
كنظام خاص من
أنظمة
التفاعل
الاجتماعي(1)،
فإن
الامتحانات
المتبلورة
داخل أسوارها
يجب أن ترقى
بالضرورة إلى
مستوى عظمة
وأهمية هذه
المؤسسة في
خدمة الناشئة
وإعدادها
لمستقبل مفعم
بالتحديات
الكبيرة من
حجم العولمة/الكوكبة
Globalisation التي
تستدعي بذل
قصارى الجهد
لإعداد العدة
اللازمة "لتحصين
الذات
والانخراط في
الحداثة"(2)
بشكل يسمح
بركوب
قطاراتها
بشخصية رجل
قوي لا كطفل
ضائع وسط
ركام
الكوسموسوقية
العالمية حيث
كل شيء خاضع
للتبضيع ولو
كان آدميا.
كان
من الطبيعي
في ظل حكومة "التناوب
التوافقي"
المزعوم،
وانسجاما مع
شعاراتها
الفضفاضة من
قبيل "إنعاش
الأمازيغية"
والانفتاح
عليها لبناء
المغرب
الحداثي
المقرون
بالأمازيغية
كبديل حضاري
في شمال
إفريقيا
الألفية
الثالثة. أن
تصب امتحانات
الباكالوريا
في اتجاه
الانفتاح
الكلي أو
الجزئي على
محيطها
السوسيوثقافي
الذي يحتضنها
ويزرع الدم
في شرايينها
ويساهم في
استمرار
نشاطها بشكل
طبيعي، وكذا
تطويرها
كمؤسسة حية
وحصينة
ونزيهة (وهنا
تلتقي دلالة
المصطلح)
للانسجام مع
نداء
المغاربة
الأحرار إلى
نزاهة
الانتخابات،
علما أن
للانتخابات
في المغرب
علاقة وطيدة
بأساليب
التربية
والتكوين
التي ينشأ
عليها الفرد
داخل المدرسة
المبنية على
الغش والنقل
والتزوير
وعدم احترام
إرادة
الغيورين في
الميدان. وفي
الوقت الذي
يتوق فيه
السواد
الأعظم من
أبناء هذا
الشعب المعذب
تحت رحمة
حكومة ذات
وزارات عبارة
عن دكاكين
منبثقة عن
حسابات
وانتخابات
مزورة ـ وهذا
غريب ـ إلى
تحقيق بصيص
من إشعاع
أنشودة
التغيير، فإن
وزارة
التربية
الوطنية عملت
كعادتها على
تكريس الأمر
الواقع
وتمرير
خطاباتها
القومية/العربية
ولو على مقاس
نافذة
للإغاثة تسمى
امتحانات
الباكالوريا،
سيما بعد
فوات الأوان
لوخز الإبر ـ
قصد تعريب/تخريب
عقول
التلاميذ
الأبرياء من
أبناء المغرب
الأقصى، لأن
الوقت قد حان
لترك مقاعد
الدراسة
والاستمتاع
بأجواء
العطلة وفق
المناخ
المرعوب فيه
من لدن هؤلاء
التلاميذ
بعيدا عن
أشكال
الوصاية
والتدجين
والتوجيه
الطوباوي
الظالم في
حقهم. فإلى
متى يمكن
تصور مؤسسات
ديموقراطية
تراعي رغبات
وميولات
ومواهب هذه
الفئة من
التلاميذ
المقبلين على
الولوج إلى
التعليم
الجامعي...
سؤال لا
يستطيع
امتحان "دورة
يونيو"، شعبة
العلوم،
الجواب عنه
ما دامت
وزارة
التربية
الوطنية
وكوادرها قد
صممت على
اعتناق
القومية
العربية
كعقيدة مادية
يجنون من
ورائها
أرباحا طائلة
مع غسق آلهة
البترودولار. عود
على بدء كان
من الممكن أن
يقع اختيار
لجنة
الامتحانات
لدورة يونيو،
شعبة العلوم،
في مادة
اللغة
العربية، على
أحد الأدباء
الفطاحل
والمتضلعين
في مجال
الآداب وهم
كثر.
فالأدباء
والكتاب
المغاربيون
على سبيل
المثال يضرب
بهم المثل في
الإبداع
الأدبي شعرا
وقصة ورواية
في مختلف
أصقاع
العالم،
وتتهافت جهات
دولية مختلفة
لترجمة
أعمالهم
تكريما
ونشدانا لها،
وأخيرا سمعنا
بأن رواية "البعيدون"
لأحد
الشماليين
المغاربة قد
انتزعت قصب
السبق في
الأعمال
المختارة
للمكتبات
الدراسية في
مصر/المشرق.
آنذاك سيرفع
القلم
وسيعتقد الكل
أنه تشجيع
للأعمال
والثقافات
المحلية. أما
أن يصل الأمر
بوزارة مدينة
لدى
المواطنين
والمواطنات
بأن تقع
اختياراتها ـ
نزعاتيا ـ
على ملحن "شبه
شاعر" لأم
كلتوم، وهو
أحمد رامي
الذي عاش
حقبة زمنية
غارقة في
الأحلام
والبساطة
الفكرية
والثقافية
التي اعتمدت
الغناء
كأسلوب
لتحقيق حلم
الوحدة
العربية التي
اصطدمت
تاريخيا
بإسمنت
الحقيقة
الرامية إلى
التعايش بين
البلدان
واحترام حقوق
الشعوب في
تقرير مصيرها. فهذا
ضرب من
الشرود
والتيه وسط
ركام العوربة.
وللتذكير فقط
فإن "ماسينيسا"
سبق أن حسم في
هذا الموضوع
بمقولة شهيرة
وعميقة
الدلالة تقول:
"إفريقيا
للأفارقة".
فهل تأخذ
مؤسساتنا
التعليمية
بهذه النصيحة
في
الامتحانات
الدراسية
المقبلة؟ هوامش: 1
ـ انظر كتاب "سوسيلوجيا
المدرسة" 2
ـ محور عرض
قيم شارك به
الأستاذ محمد
أجعجاع في
نشاط ثقافي
نظمته جمعيى "بومالن،
دادس"
للتنمية حول
موضوع "الثقافات
المحلية في
ظل العولمة" وعاشت
الحركة
الثقافية
الأمازيغية. (عبد
الوهاب
الصديقي،
قلعة مكونة
في 5/7/2002 ) |
|