|
|
تابعمرانت والأقلام العنصرية بقلم: زروال محمد ـ خنيفرة أثار السؤال الشفوي الذي طرحته النائبة فاطمة تابعمرانت عن حزب التجمع الوطني للأحرار في البرلمان المغربي الكثير من النقاش في وسائل الإعلام خاصة الصحافة الإلكترونية. وقد برزت مواقف جد متطرفة تجاه اللغة الأمازيغية بدعوى عدم دستوريتها، حيث اعتبر أسامة مغفور أحد أعضاء جمعية الدفاع عن اللغة العربية أن استعمالها في البرلمان خرق للدستور وإحياء للفتنة وتكريس للفوضى اللغوية بالمغرب ما دام أن القانون التنظيمي الخاص بترسيمها لم تصدره حكومة بنكيران بعد، كما عارض حزبا الاستقلال والعدالة والتنمية تدخل النائبة لنفس السبب، في حين هنأ لشكر والرويسي تابعمرانت، وهو وموقف يرتبط بموقع الحزبين في المعارضة حيث سبق لنواب من حزب الحركة الشعبية أن تحدثوا بالأمازيغية داخل قبة البرلمان ولم يلق ذلك استحسانا من طرف نفس الأحزاب. استغلت الفنانة تابعمرانت موهبتها للدفاع عن القضية الأمازبغية وتغنت بالهوية الأمازيغية في العديد من أغانيها وأثارت أيضا ملف المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية دون غيرها من النواب، كما أنها لا تتردد في تقليد طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية في إشارتهم النضالية بأصابعهم الثلاثة، والتي ترمز للأرض والإنسان واللغة إيمانا منها بالمطالب المشروعة لإيمازيغن. كما أنها تحيي سهراتها بملابس مزينة بحروف تفيناغ وبتحدثها بالأمازيغية استطاعت أن تكشف لنا القناع عن أقلام عنصرية ترفض كل ما يتعلق بالأمازيغية لغة وثقافة وهوية من قبيل الصحفي المختار الغزيوي الذي انتظر هذه الحادثة لينشر صورة لها على صفحته بالفيسبوك ليقول لنا أن تجمع «الغرامة» متناسيا أن ما جعل الفنان الأمازيغي وباقي الفنانين الشعبيين الآخرين يلجؤون لهذا السلوك مرتبط أساسا بتهميش الإعلام المغربي لهم وبمعاناتهم مع القرصنة. لماذا لم يكتب الغزيوي ولو في الجزء الأخير من مقاله بجريدة الأحداث المغربية عن إقصاء برنامج مثل أستودي ودوزيم أ وبرنامج كوميديا للفنان الأمازيغي سواء كمشاركين أ وكأعضاء في لجان التحكيم ؟ لماذا لم يكتب مقالا عن معاناة سكان قرية إيميضر المعتصمين فوق جبل ألبان لمدة تقارب 10 أشهر؟ إنها العنصرية تجاه كل ما هوأمازيغي . إن استمرار تواجد الفكر الإقصائي فيما يتعلق بالحقوق الاقتصادية والثقافية والسياسية للأمازيغ بالمغرب والذي تدافع عنه أقلام كثيرة في صفوف النخبة المخزنية أو في صفوف القوميين الإسلامويين أوالمتمركسين والتي تدعي الحياد والتحليل العلمي للواقع الملموس مع العلم أن بعضهم يكتبون عن واقع لم يعيشوا فيه ولو دقيقة واحدة. على الحركة الأمازيغية أن تكثف المبادرات النضالية لتحقيق تغيير ملموس في تعامل الدولة مع القضية الأمازيغية لأن ما يشجع هذه الأقلام على اتخاذ هذه المواقف هو الدعم المخزني لها. فوزير التربية الوطنية رغم تنصيص الدستور على إزالة العبارات الإقصائية من قبيل «المغرب العربي» فإنه لا زال مصرا على استعمال هذا المصطلح في حوارته، نفس الشيء تقوم به وسائل الإعلام الرسمية حتى في النشرة الجوية التي قال ذات مرة الأستاذ مصطفى البرهوشي إنها النشرة الأكثر عنصرية في قنواتنا التلفزية. رغم مرور ما يزيد عن نصف قرن من نضال الحركة الأمازيغية، ورغم كل المحطات التي راكمتها في المشهد السياسي والثقافي المغربي والتي أرغمت المخزن على الاعتراف بها ولو بكيفية غير مقنعة، فإن العديد من المغاربة المحسوبين على النخبة المثقفة للأسف لا يترددون في كشف عنصريتهم تجاه كل ما هو أمازيغي عندما تتاح لهم الفرصة لذلك، والطامة الكبرى أن أغلبيتهم يتقنون الأمازيغية ويستغلون ذلك للدفاع عن أطروحاتهم. (زروال محمد / خنيفرة 3 ماي 2012) |
|