|
|
مسيرة بالآلاف وقصة صاحب سيارة «كونكو» بقلم: مصطفى ملّو باستثناء بعض الجرائد الورقية التي تابعت باهتمام كبير مسيرة تاودا الأمازيغية التي شهدتها الدار البيضاء، يوم الأحد 22 أبريل الجاري، والتي عرفت مشاركة أزيد من 10 آلاف متظاهر، فإن جل المواقع الإليكترونية التي تزعم الاستقلالية والحياد، تجاهلت هذه المسيرة الأولى من نوعها، وكمحاولة منها لذر الرماد في العيون، أسرعت في وقت لاحق لنشر التقرير المحتشم الذي أعدته قناة «تمازيغت»، التي اختارت التصوير قبيل انطلاق المسيرة، تفاديا لتصوير تلك الحشود الغفيرة التي هبت إلى أنفا من كل فج عميق. والمضحك في الأمر أن أحد هذه المواقع، الذي يعتبر الأكثر تصفحا بالمغرب، فضل التغريد خارج السرب، فعوض الاهتمام بهذا الحدث الوطني الذي سيظل حدثا هاما مهما اختلفنا مع هؤلاء «الأمازيغ الانفصاليين، العنصريين، المثيرين للفتنة...»، عوض ذلك اتجه هذا الموقع لنقل أخبار تافهة لا طائل من ورائها، أبرزها قصة الوزير الذي حضر نشاطا لحزبه على متن سيارة «كونكو»، خبر رد عليه القراء بأنه تافه، الهدف من ورائه ممارسة الشعبوية، والتمكين لصاحب سيارة «الكونكو»، الذي ملأ هذا الموقع وشغل المشرفين عليه. حدث تافه يخص حياة صاحب «الكونكو» يولى كل هذه الأهمية والتغطية في مقابل تجاهل مسيرة لمت الآلاف، كل هذا ثم يأتي أحد المشرفين على هذا الموقع في برنامج «مواطن اليوم» الذي تبثه قناة»ميدي1 تيفي»، والذي تناول في حلقته ليوم الخميس 19 أبريل موضوع»الصحافة الإليكترونية المغربية بين الممارسة وأخلاقيات المهنة»، ليدافع عن موقعه هذا، ويتحدث عما أسماه سعي الموقع للحياد الإيديولوجي وفسح المجال أمام كل التوجهات الفكرية والإيديولوجية، وهو كلام لا يصدقه إلا هو والعاملين إلى جانبه. هكذا إذن، فإذا كان من حق هؤلاء الدفاع عن موقعهم، فليس من حقهم البتة، القيام بذلك بممارسة الكذب وادعاء الاستقلالية والحياد وامتهان التضليل باسم «الحقيقة والقلم»، فنحن نعلم علم اليقين، لو أن الأمر تعلق بمسيرات أخرى من أجل قضايا أخرى لأسرع هذا الموقع إلى تغطيتها والتعبئة لها من ألفها إلى يائها ولأجرى حوارات مع منظمين لها، ولخصص لها حيزا هاما من مقالات كتابه المعروفين.ونحن إذ نورد هذه الحقائق، فهذا لا يعني أننا نطلب أو نتوسل ونتسول لهذا الموقع تغطية مثل هذه المسيرات الأمازيغية، لأننا نعرف تمام المعرفة نزعته التعريبية- ولا نقول العربية حتى لا يساء فهمنا-، ونملك من الأدلة والمؤشرات التي أدرجنها في مقالات سابقة ما يؤكد الانحياز المفضوح لهذا الموقع جهة التيار التعريبي، الهادف إلى تدمير ما تبقى من هوية هذا الشعب العريق. لكن حسبنا فضح هذه الممارسات التي لا تمت لأخلاق الصحافة بصلة، ممارسات دفعت الشباب الأمازيغي إلى فتح صفحات فايسبوكية عنوانها «جميعا لإسقاط إعلام العار»، وهو فعلا كذلك، إذ كيف يعقل أن يخرج أكثر من عشرة آلاف متظاهر في مسيرة هي الأولى من نوعها، ولا تتم ولو إشارة بسيطة إلى ذلك، وفي المقابل تحظى الأخبار الشخصية التافهة باهتمام موقع يزعم الوقوف على نفس المسافة من مختلف الحساسيات الفكرية؟ سؤال يجد جوابه في جل المواقع الأمازيغية، التي اعتبرت تحاشي التطرق إلى المسيرة الأمازيغية الأخيرة عزفا من المواقع العروبية-التي أفضل أنا تسميتها بالتعريبية-، عزفا على نفس السيمفونية عندما يتعلق الأمر بالأمازيغ والأمازيغية، سيمفونية الإقصاء والتهميش لكل ما هو أمازيغي، والارتماء في أحضان التعريب وسيارة «الكونكو».
|
|