|
|
مهرجان تيغيرت يحتفي بمولاي علي شوهاد أحد أقطاب وفطاحل الشعر الأمازيغي. تحت شعار أمجاض الذاكرة والتاريخ اختتمت نهاية أبريل الماضي بتغيرت سيدي افني فعاليات مهرجان تيغيرت الثالث للثقافة والتنمية المنظم بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمجلس الإقليمي لسيدي افني والمجلس الجماعي لتيغيرت. المهرجان ارتأت من خلاله جمعية امزالن ادبنيران للثقافة والتنمية والرياضة التعريف بما تزخر به جبال المنطقة من مؤهلات طبيعية قادرة على استقطاب السياح الأجانب المولعين بجمالية القصبات والتنوع التضاريسي والعادات والتقاليد التي تزخر بها امجاض. زيادة على التعريف بفن أحواش العريق وبعض من رموزه بالمنطقة الذين ينظمون بليغ القول الذي يسحر عشاق الكلمة الموزونة. ولهذا برمجت إدارة المهرجان سهرة خاصة باحواش امجاض التقى خلالها ابن المنطقة البشير أحداد مع الشاعر ابراهيم اوبلا واستطاعا من خلال محاورتهما أن يبهروا الجمهور العريض الذي وفد على تيغيرت من كل صوب وحدب وسافرا به إلى قرون خلت أيام كانت الساكنة ترابض حول مراقص يتناجى فيها العديد من الشعراء المرتجلين والناظمين الدين يلتجئون إلى النقد والهجاء ثارة والى المدح ثارة أخرى. كما التقى الجمهور كذلك بتيغيرت مع فرقة اسمكان تهلا ايت رخاء. وفي الجانب التكويني تكلفت الشاعرة والمناضلة الأمازيغية خديجة اروهال بتأطير ورشة لفك شفرة حروف تيفيناغ وتقريبها إلى العنصر النسوي الذي أبدى رغبة جامحة في تعلم لغة الأجداد واستخدامها لمحو الأمية سيرا على نهج بعض دول شمال افريقيا. ومن جانبهما حاول الأستاذان ابراهيم اوبلا واحمد الخنبوبي الخوض في موضوع تنزيل الدستور المغربي الجديد خصوصا إجراءات وكيفية الدسترة الفعلية للغة عانت التهميش وأثرت سياسة التعريب على أصحابها. وللخوض في أعماق تاريخ المنطقة ولسبر أغواره تكلف الأستاذ الباحث احمد بومزكو بسرد تاريخ امجاض المليء بالحكم والعذرية التي تفرض على الباحثين من أبناء المنطقة الجهد الجهيد لدراسته والتعمق فيه. وفي اليوم الأخير التقى الجمهور مع رواد وفطاحل الشعر الأمازيغي أبناء ابركاك مجموعة أرشاش المتكونة من مولاي علي شوهاد، اكرام صالوت مولاي براهيم اسكران و الحسين وخاش الدين حركوا أبناء امجاض لا سيما وان ضيوفهم أدو العديد من الأغاني الخالدة التي تؤكد ضرورة الاستمرارية لمدرسة أرشاش العريقة وكانت الدليل والجواب الشافي عن سبب التئام مجموعة أرشاش من جديد بعد فراق كاد أن يعصف بالمجموعة. واعترافا بما أسداه الشاعر مولاي علي شوهاد للأغنية الأمازيغية احتفت به جمعية امزالن ادبنيران وتم إهداؤه تذكارا عربونا على مجهوداته الجبارة التي لم تصاحب بالمتابعة الإعلامية والدراسة الكافية. وحتى يرد الجميل لأهل الدار أبى مولاي على إلا أن يشرك مجموعة اثران امجاض المجموعة الشبابية القادمة بقوة في أداء إحدى المقاطع من ريبرطوار أرشاش الطويل وكأنه يريد أن يوصل إلينا رسالة مفادها على الأستاذ الأخد بأيادي التلاميذ وعلى الشيخ تلقين المبادئ للموردين. (بوفران الحسن ـ سيدي افني)
|
|