|
|
الجغرافيا والهويه الوطنية الليبية بقلم: مواطن زواري (ليبيا)
أزول نـ ياكوش فلاون / سلام الله عليكم كثيرا ما يتحدث الليبيون هذه الأيام عن الهوية الليبية وتعدد روافدها، وكذلك تطرق البعض الآخر إلى تعدد الأعراق والثقافات، وكأن الأمر يتعلق بتجمع يتكون اللاجئين أو اللقطاء جمعتهم رقعة واحده رغم اختلافهم. يتحدث بعض أشباه المثقفين عن تعدد الثقافات وكذلك الهويات، رغم أن الحقيقة هي أن الهوية الليبية واحدة لأن أرض ليبيا واحدة، وهي أرض أمازيغية تاريخا وجغرافية. إنها كانت ولا زالت وسوف تستمر أرضا لها شعبها الليبي وثقافتها الأمازيغية الليبية التي تمتد إلى ملايين السنين. إنها ليبيا لها ثقافتها وهويتها الواحدة التي لم تتغير منذ الأزل. إنها الهوية والثقافة الشمال إفريقية الأصيلة، ثقافة «تمازيغت».لنحاول معا أن نبحث عن تعريف من الواقع الملموس لهويتنا الليبية بعيدا عن أقاويل وأحاديث مريدي الارتزاق والتبعية وعديمي الانتماء للوطن. إن ثقافتنا الليبية هي نتاج حياتنا كشعب ليبي علي هذه الأرض المعروفة منذ الأزل بوطن الليبو، ليبيا حاليا. إن ليبيا، أعزائي القراء، تتمتع في طبيعتها الجغرافية بتنوع قل مثله. فطبيعة وطننا الليبي الجغرافية تتسم بالتنوع في الأراضي والشساعة في المساحة. ليبيا تتمتع بساحل طويل على طول البحر الأبيض المتوسط ثم السهول ويلحق بها الجبال الجميلة من سلسلة ادرار نفوسا وصولا إلى الأخضر الغالي ويليها صحراؤنا الكبرى تينري. إن هذا التنوع الجغرافي منح ليبيا خصوصويه ثقافية لا مثيل لها، فهي غنية في ثقافتها بحكم غنى جغرافيتها. إن هذا التنوع الجغرافي الليبي جعل من ليبيا مطمعا للكثيرين عبر التاريخ الليبي الممتد من قبيل حقبة الفراعنة حتى الاستعمار الفكري الديني والقومي حاليا.إن الخصوصية الثقافية والحضارية لهذا الشعب ولهويتة، والتي يجسدها سلوك الليبي في حياته اليومية هي خصوصية ثقافية لجميع الليبيين في الماضي والحاضر وكذلك على اختلاف تواجدهم بـالوطن الليبي الكبير. إنها بلا جدال ثقافة تختلف عن ثقافة سكان الجزيرة اليابانية أو حتى العربية، هي ثقافة بعيدة عن غيرها في مضمونها وذاتها وحتى أبسط تفاصيلها اليومية إلا ما استورد لنا حاليا من المشارق والمغارب حديثا عن طريق الغزو الوهابي العربي أو الغزو الثقافي الغربي. إذا كانت الأرض [الجغرافيا] هي التي تحدد أساسا ثقافة المواطن فهي إذن التي ترسم وتبني هويته، وبهذا لا يمكن أن تكون لأفراد المجتمع الواحد هويات مختلفة، لأن الهوية مرتبطة بالأرض التي يعيش عليها الإنسان. وحتى من جاء وافدا إلى ليبيا قد ذاب واندمج مع مرور السنين في ثقافة وهوية الإنسان المحلي. هدا هو أساس مجتمعنا الليبي الذي وردت عليه هجرات مختلفة وثقافات متعددة كمثل الفينيقة والرومانية والإغريقية وحتى العربية والإيطالية ثم الثقافة الجديدة الوهابية بزيها المشرقي. وكل ذلك سيختفي في جسد الثقافة الليبية التي يجسدها السلوك الإنساني للمواطن الليبي والمتمثل في المأكل والملبس والعادات والتقاليد وحتى في طريقة الحياة والتعامل مع الآخرين. حينما نتحدث عن الليبيين لا يجب أن نتحدث عنهم وكأنهم نسيج يختلف عن بعضه البعض أو كما يحبذ البعض وصفه [الفسيفساء] جهلا أو ربما تجاهلا. إن هذا مخالف لواقع ليبيا التي هي أرض أمازيغية وإفريقية منذ الأزل. وعليه فلن تكون لها إلا هويتها الليبية الأمازيغية الصرفة التي لا تشوبها شائبه. أر توفات تانميرت حرر يوم 22 ـ ديسمبر ـ 2009
|
|