|
|
بلا عقد رسالة بدون طابع بقلم: محمد بوزكَو ييسما ذ أيثما أشعر بكم أنكم... أحيانا تريدون أن تمدوا يدكم لعمق التاريخ كي تستخرجوا منه حقيقة الحاضر... فلا تقووا... تتعذبون، تبكون، تثورون في دواخلكم...فتصمتون... وأحيانا أخرى، تبحثون في كل شيء يصادفكم، في المرحاض، في الإذاعة، في الجريدة، في الزنقة، في الإدارة، في المقبرة.... عن شيء ما يشبهكم، فلا تجدوا سوى ما ينفيكم... أو على الأقل من يتجاهلكم... كأنكم فراغ أو شفافون... أراكم كيف تَتَحَنْحَنون كأنكم تحاولون أن تثبتوا وجودكم لكن على التو يخفضون صوت مذياعكم... وحين تتعبون وتكرهون وتقررون السكوت، يتهمونكم بالتستر وبأنكم تنشرون الملل والتيئيس، فالسكوت من سمات المقابر... وأحس بكم، حين تفندون لهم ذلك فيتهمونكم بالجهل والأمية ويرسلونكم نحو أقرب مسجد في قريتكم ليمحوا فيكم أميتكم بعد كل صلاة... يُقشِّرون أصلكم وفصلكم عن جسدكم ليرسلوكم لأول سودور كي يُلقِّموكم...نعم هكذا أشعر بكم... هكذا أحس بكم... هكذا أراكم يسما ذ أيثما منذ 2960 سنة يوم أن حقق الملك "شيشونغ" نصرا تاريخيا على فراعنة مصر أرخنا وجودنا... كتبنا بدمنا شهادة ميلادنا كحضارة وكهوية... والآن؟ الآن ها نحن بالكاد نشخص مسرحية، نغني أغنية... أو نكتب في الجريدة... رغم أن جدنا سانت أغوستين سبق وأن ألف رواية في فجر التاريخ... ماسنيسا، حارب في الأدغال... والآن؟ الآن ها نحن نردد شعارات نحارب بها حر القيظ... يوغرطة لم يترك حاحة ولا ملاحة إلا وصال فيها بسيفه يعزف نشيد الوطن... والآن؟ الآن ها نحن لم نترك لا كارا ولا كاميونا ولا حتى زورقا إلا وركبناه هاربين ونحن نرتل آيات بينات لتأبين الوطن... تيهيا، تلك المرأة الحسناء، نسيت أن هناك مرآة ومساحيق وركبت خيلها لتقف في وجه الغزاة في الفيافي... والآن؟ الآن، ها هن فتياتنا يستطبن الجلوس أمام المرايا يغيرن ملامح وجوههن كل ثانية، وحين يمعنن النظر لا يجدن لهن وجها... ليستقبلن نفس الغزاة في أفخم الفنادق... يسما ذ أيثما حين يتكلم التاريخ، يخرس الكذب... أعرف أنكم تعرفون أن تاريخنا الآن مقجوج من عنقه... يختنق...يتنفس بالكاد... وأدري جيدا أنكم تدرون أن ما نسمعه كل يوم ليس سوى ثرثرة الكذب... وأن الكذب عندنا له أبونمو في اتصالات المغرب، كل أرقامه بالمجان... لذا لا يتورع عن ضرب البورشمان وفَتْلِ أحبال الافتراء ليل نهار... لذلك... حين تجلسون أمام طاولاتكم لأكل الكسكس على الدجاج أو ثيغواوين... لا تعلموا جهازكم الهضمي هضم الكذب... وحين تصفقون على كلمة أو نغمة أو على ضربة سخرية... تذكروا أن صدى تصفيقاتكم متربص به عند أول ركن لتلتهمه نيران الكذب... وبلا عقد... منذ 2960... سنواتنا كثيرة... أحلامنا كبيرة... حقيقتنا كثيفة... لكــــــن... حقوقنا لا زالت... لا تزال... لا تزال... كل سنة وأنتم بألف خير... إلى أن ينقطع حبل الكذب... Asegwas nwem d ameggaz d amimun هي السنة الأمازيغية الجديدة (محمد بوزكَو، thawalin@hotmail.com)
|
|