|
|
ضربة المدفع التي مددت
حدود المدينة المحتلة مليلة في القرن التاسع عشر
*
بقلم: د. مصطفى الغديري قبل التحدث إليكم أشير في هذه المقدمة إلى أمرين هامين، لا يمكن تجاهلهما عند معالجة أي مسألة أو قضية في تاريخ المغرب الحديث والمعاصر: أولهما: معركة إسلي التي جرت بين الجيوش الفرنسية وبين جيوش المخزن المغربي على حافة وادي إسلي بمدخل مدينة وجدة سنة 1844، والتي انتهت بهزيمة نكراء لجيش المحزن المغربي وما تبع هذا الهزيمة من الشروط القاسية على المخزن المغربي بموجب معاهدة للاّ مغنية التي فرضت شروطها على المغرب فرضا، وكانت هذه المعاهدة المشئومة إيذانا وتمهيدا لاستعمار المغرب من لدن فرنسا. وثانيهما: حرب تطاوين التي جرت بين جيوش المملكة الإسبانية الكاثوليكية، وبين جيوش المخزن المغربي على مدى السنتين 1859_1860 م والتي انتهت باحتلال الجيوش الإسبانية مدينة تطاوين وما تبع هذا الاحتلال من فرض شروط أثقلت كاهل المخزن المغربي بموجب معاهدة تطاوين أو معاهدة وادي الراس بتاريخ 26 أبريل 1860. كما أدت نتائجها أيضا إلى عواقب وخيمة لا تقل عما تمخضت عنها معاهدة للا مغنية. وما زالت منطقة الريف تؤدي ضريبتها إلى اليوم، وبصفة خاصة الريف الشرقي. ومن جملة هذه العواقب تمديد أراض في الشريط الحدودي لحصن مليلة الذي هو موضوع عرضنا. وقصة ذلك أن الإسبان كانوا يبحثون عن الذرائع باستمرار لفرض عقوبات مالية على المخزن المغربي المهيض، كما يخيرونه، أحيانا، بين دفع الغرامات المالية التي لا تستطيع خزينة المغرب تحملَها، وبين تمديد الشريط الحدودي لمليلة نتيجة بعض الأمور الفردية الواهية التي كانت تقع أحيانا بين سكان الشريط الحدودي وبين الجنود الإسبان، أو بين المعمرين من الإسبان وبين سكان قبيلة قلعية. وكان آخرها قصة أسرى إسبان سقطوا بأيدي رجال من قبيلة قلعية في بحر 1859م 1. وهو ما اتخذته إسبانيا ذريعة للمطالبة بتمديد الشريط الحدودي احترازا لأمن معسكراتها في المدينة المحتلة.. وهنا برزت بعض الاقتراحات بخلق شريط من الأراضي المحايدة على حدود مليلة مسافة ضربة المدفع 2. وتحول هذا الاقتراح إلى مشروع توسيع الحدود بضربة المدفع بموجب اتفاقية 24 غشـت 1859 م. ثم جاءت معاهدة وادي الراس بتاريخ 26أبريل 1860 م لتحيي هذا الاتفاق وتنص على تطبيقه ورعايته بشكل مفضوح في بنودها: 5،6،7.3 بتزكية ومباركة من الدول الأوربية الاستعمارية. وكانت هناك عدة اتصالات بين المخزن المغربي وبين السلطات الإسبانية على تطبيق البنود السابقة الذكر التي تنص على تمديد حدود مليلة المحتلة في الشريط الحدودي. لكن كانت هناك صعوبات في تطبيقها، نتيجة رفض سكان الشريط الحدودي التخلي عن أراضيهم ودورهم، رغم إصرار إسبانيا وإذعان المحزن المغربي لها. من ذلك هذه الرسالة التي وجهها السلطان محمد بن عبد الرحمن لبعض أعيانه في المنطقة، حين أرسل وفدا بقيادة أخيه الأمير المولى العباس، بمعية ابن عمه الأمير محمد بن عبد الجبار ومجموعة من قواد المنطقة الشمالية الشرقية، منهم عامل وجدة أحمد الداودي وقائد بني يزناسن الحاج ميمون ولد البشير أمسعود، وقائد أرحى على رأس كتيبة من الجنود ليباشروا رسم الحدود الجديدة التي تنازل عنها المخزن للإسبان تحت الضغوط بموجب اتفاقية 24 غشـت 1859 م. وبرعاية معاهدة وادي الراس بتاريخ 26أبريل 1860. من ذلك ما أشارت إليه الرسالة السلطانية قول السلطان: "... فإنا رشحنا أخانا الأرضى مولاي العباس– حفظه الله – لعقد المهادنة مع جنس الصبنيول، وكان من جملة ما اشترط عليهم الخروج من تطوان، إذ عنوا لذلك وطلبوا الوفاء بما كان وقع الفصل عليه حياة مولانا المقدس بالله في حدود مليلية،4..... وقد كتبنا لقبيلة كَلعية كتابا أمرناهم فيه بالوقوف على جعل الحدود على ما وقع عليه الفصل مع مولانا، قدس الله روحه وبرد ضريحه، وتأخير إخوانهم الذين بها5 إلى ما يليها من البلاد وأكدنا عليهم في ذلك، وبيّنا لهم ما فيه من المصالح، وحذرنا عاقبة المخالفة، ووجهنا لهم ابن عمنا الأرضى سيدي محمد بن عبد الجبار، ومعه قائد أرحى وخمسون فارسا 6للوقوف على ذلك، وكتبنا لخديمنا الطالب أحمد الداودي بان يتوجه هو وخديمنا الشيخ ميمون ويباشروا ذلك حتى يتم على ما ينبغي، وأنت من أهل الخير والدين والصلاح في تلك الناحية. فكن عند الظن بنا.. وإن شملت هذه الحدود التي أرادوا إحداثها المسجد المعروف هناك للمجاهدين 7، فسدوا أبوابه، ويبقى هناك مزارة للمسلمين، ومن أراد الوصول إليه بعد من المسلمين بقصد الزيارة والتبرك فيترك ما معه من السلاح في المحل الذي يجعل عنده الحدود، ويدخل إليه بنفسه حتى يقضي الغرض، ويرجع......إلخ." وقراءتها كالآتي:8الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه [كذا ] ( الطابع السلطاني بداخله: " محمد بن عبد الرحمن الله وليه" ) محبنا المرابط البركة الأرضى السيد محمد الحضري وفقنا الله وإياك، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته. وبعد؛ فإنا رشحنا أخانا الأرضى مولاي العباس– حفظه الله – لعقد المهادنة مع جنس الصبنيول، وكان من جملة ما اشترط عليهم الخروج من تطوان، إذ عنوا لذلك وطلبوا الوفاء بما كان وقع الفصل عليه حياة مولانا المقدس بالله في حدود مليلية، فأجابهم لذلك اقتفاء بما عقده مولانا الإمام – رحمة الله عليه- وجريا على استخلاص ذلك الثغر من أيديهم وأمضينا فصله في ذلك لما رأينا فيه من المصالح التي لا ينكرها عاقل، وارتكابه (كذا) الضررين، وقد كتبنا لقبيلة كَلعية كتابا أمرناهم فيه بالوقوف على جعل الحدود على ما وقع عليه الفصل مع مولانا، قدس الله روحه وبرد ضريحه، وتأخير إخوانهم الذين بها إلى ما يليها من البلاد وأكدنا عليهم في ذلك، وبيّنا لهم ما فيه من المصالح، وحذرنا عاقبة المخالفة، ووجهنا لهم ابن عمنا الأرضى سيدي محمد بن عبد الجبار، ومعه قائد أرحى وخمسون فارسا للوقوف على ذلك، وكتبنا لخديمنا الطالب أحمد الداودي بان يتوجه هو وخديمنا الشيخ ميمون ويباشروا ذلك حتى يتم على ما ينبغي، وأنت من أهل الخير والدين والصلاح في تلك الناحية. فكن عند الظن بنا في ذلك ولا تقصر في موعظة أولـئك الناس وتذكيرهم حتى يمتثلوا ما أمروا به، فإنه من المصالح الدينية التي نفعها عام لجميع أهل الإسلام، ويعرفه الخاص والعام، والقيام بها واجب على كل من له قدرة عليه من المسلمين، لا سيما من يقتدي به من أهل الخير والدين، وإن شملت هذه الحدود التي أرادوا إحداثها المسجد المعروف هناك للمجاهدين، فسدوا أبوابه، ويبقى هناك مزارة للمسلمين، ومن أراد الوصول إليه بعد من المسلمين بقصد الزيارة والتبرك فيترك ما معه من السلاح في المحل الذي يجعل عنده الحدود، ويدخل إليه بنفسه حتى يقضي الغرض، ويرجع، والسلام. في 11 جمادى الثانية عام 1278 ويوافق هذا التاريخ 14 ديسمبر لسنة 1861م*********** وبقي تمديد هذا الشريط الحدودي للمدينة المحتلة من الصعوبة تنفيذه لرفض سكان المنطقة التنازل عن أراضيهم للإسبان. لكن مستجدات الساحة السياسية الدولية أرغمت المخزن المغربي للخضوع للإسبان؛ منها معاهدة مدريد التي انعقدت سنة 1880م والتي كانت بمثابة إعطاء الضوء الأخضر للدولتين الاستعمـــاريتين (إسبانيا وفرنسا) بالضغط على المغرب تمهيدا لاستعماره، وهو ما سنح لإسبانيا أن ترغم المخزن المغربي للخضوع لشروط معاهدة وادي الراس، واتفاقية تمديد حدود مليلة المحتلة خارج المواقع التي كانت تحتلها طبقا لمهزلة 24 غشـت 1859 م التي تنص على ضربة المدفع، كما أرادتها بكل الدسائس والخدع. فتم إحياء هذه الاتفاقية فعين الطرفان (إسبانيا والمغرب) المكلفين على رسمها، فكان تشكيل وفدين يمثلان للدولتين: إسبانيا والمغرب، غير متكافئين: فإسبانيا مثلها ضباط مهندسون برتبة جنرال: منهم: - EL General Gobernador de Melilla: Juan José Margallo 9 - El comandante de Ingenieria: Eligio Soice y Fernandez de la Masa.- El capitán de Estado Mayor del Ejercito: Juan Picasser González. بينما مثل المغرب رجلان شبيهان بفقيهين مشارطين بالمسجد، وهما: محمد العربي السعيدي وحميدة بن الشركي، لا يفهمون في اللغة الطوبوغرافية والهندسة الفراغية شيئا. فلنلاحظ هذه التعابير الإسبانية المكتوبة بالحرف العربي في الوثيقة التي أمضاها الطرفان كتبت بلغة حروفها عربية وتعابيرها ومصطلحاتها إسبانية، مما يعني أن الإسبان هم الذين حرروا ما شاؤوا وقرروا كل شيء، بينما اكتفى ممثلا المخزن المغربي بالتوقيع فقط. والوثيقة موجودة بين أيدينا، من هذه التعابير: الخنراليس /960مطروس /طاحت كورة المدفع / رشم الحدادة / جهة النُّورط / النَّمرة الاثناعشر / من درج / كدية طاسديّة برشاون / بكدية روسطروغُرْدُلة( RASTRO GORDO)/ البيصلة /....إلى غير ذلك من التعابير التي تنم على أن الأقلام الإسبانية هي التي سطرتها......وقراءتها كالآتي:10 وثيقة شروط رسم حدود مليلية بتاريخ:15 رمضان 1308 هـ /21 فبراير1891 م الحمد لله وحده […كذا…………] 11.3 هذه [شروط الحدادة الدائرة بمليلية الواقعة بتاريخ 15 رمضان عام 1308 هـ على يد المكلفين من قبل الحضرة [الشريفة أعزه الله]. ومن قبل دولة الصبنيول الفخيمة الواضعين أسماءهم أسفله ليقع رشْم الحدادة التي رسموا في 26 ينيه سنة 1862 م [28 ذي الحجة] سنة 1278 هـ. فحضرة سلطان مراكش وحضرة سلطانة إسبانيا كلفوا المفوضين وهم من جانب حضرة سلطان مراكش القائد العربي بن حميدة الشركَي والقائد حمَّان السعيدي.ومن جانب حضرة الكَتًولكَ الخلنارس: البركَادر ضون خوسي ميرليس إي كنساليتـس Jose Merelis Gonzales والكومندانط دِلْخِنْيِرُوسْ دون إليخيو سُوِسِي إي فرنانديس فرنانديس دي لا ماسة D. Eligio Soice y Fernandez de la Masa والقبطان دِ اسطادو مايور دون خوان بيكاسر كَنالس ولما أظهر بعضهم لبعض أمر التفويض وقع بينهما الفصال على وفق ما بالفصول التي سنذكرها. فعلى جهـة الشمـال من عرصة محمد أُقَدّور أشرقي بواد فرخانة لأن في تلك المحل طاحت كًورَة المـدفع الذي خرجو من برج ببِطُرِية الكبير (Gran Victoria) على فصال الثاني من شـروط 24 غشـت 1859 م موافــق 24 محرم. فالحدادة مقسومة على جهتين: الجهة الأولى لقُنت، الثانية بجهة النُّورط، وعدد المواضيع ما بين السًّور ولمليلية 2900 مِطْروس. فالمضرب المذكور من قدور له درج من جهة الشرق مع إبرة البيْصَلة راسمة السنة درج 05/17بين النّورط والغرب لئلا يقع الخلاف في هذه الخدمة بالتفويض بين الجانبين تفاصلوا برشْم المواضع، كل مضرب بالنّمر والذي له من شاطئ البحر جناب إلى جهة النرط، وعلى ذلك حدود الأرض الصبنيولية. هكذا فمن مزرعة قدور أشرقي وهو النَّمْرالاثنا عشر له من درج ( 55/22 ) ومحددة من برج بيطورية الكبير إلى جهة الشرق عند سيدي ورياش وعدده من مطروس (460). الموضع الإحدى عشر(11) له درج (12/280) وعدده من 280 مطروس بينه وبين المضرب العشرة الذي هو من شمال واد سيدي ورياش، وهكذا إلى البحر كما ذكرها. - المضرب العاشر (10) عن شمال واد سيدي ورياش له من درج 85 / 288 ) وعدده 280 مطروس.- المضرب التاسع (9) بوادي سيدي ورياش له من درج 30/13 وعدده 466 مطروس - المضرب الثامن ( 8 ) من طريق مزوجة وفرخانة له من درج 245 وعدده من مطروس 480. - المضرب السابع ( 7 ) في أرض حدّ كهولة له من درج 245 وعدده من مطروس 480.- المضرب السادس ( 6 ) في كدية طاسديّة برشاون له من درج 33/193 وعدده 285 مطروس المضرب الخامس ( 5 ) عن قريب عَرْصَة لحسن، له من درج 2/ 19 وعدده من مطروس 763 - المضرب الرابع ( 4 ) بواد سيدي مَحمد 11 له من درج ( 40 / 275)وعدده من مطروس 880.- المضرب الثالث ( 3 ) بكدية خربت أكديش له من درج (40 / 182 ) وعدده من مطروس 1100 - المضرب الثاني ( 2 ) بكدية أولاد العرب له من درج 81/ 176 وعدده 960 مطروس.- المضرب الأول في رمل شاطئ البحرمقابل صنط باربرة. ومن مضرب الثاني عشر بعرصة قدور أشرقي في الحدادة مع برج بيطوريا الكبير لهما من درج 05/77 وعدده من مطروس 600 بينه وبين: المضرب الثالث عشر بكدية بن عمر أورياش له من درج 6 / 188 وعدده من مطروس 886 - المضرب الرابع عشر بالوادي الغارق 12 له من درج 15 / 191 وعدده من مطروس 950 . - المضرب الخامس عشر بكدية الصّبَّاب له من درج 10 / 196 وعدده من مطروس 760. - المضرب السادس عشر بكدية روسطروغُرْدُلة( RASTRO GORDO) له من درج 45/ 164 وعدده 700 من مطروس.- المضرب السابع عشر من جرف البحر فوق المرسى الحمرة إلى الحجر الأحمر انتهت الحدود المذكورة في 15 رمضان 1308 هـ. ويوافق هذا التاريخ 21 فبراير 1891م وقعها - خديم المقام العالي بالله محمد بن العربي السعيدي وفقه الله - خديم المقام العالي بالله العربي بن حميدة الشركي وفقه الله [ ثم وقع بالمعية أسفلهما ] - EL General Gobernador de Melilla: Juan José Margallo - El comandante de Ingenieria: Eligio Soice y Fernandez de la Masa.- El capitán de Estado Mayor del Ejercito: Juan Picasser González. وأسفلها من جهة اليسار خاتم إسباني متوسط القطر لا يتضح ما بداخله ************ وبموجب هذا الاتفاق صارت الزيادة المضافة في مساحة هذا التمديد وصلت إلى 2900 متر في بعض المواقع،كما هو الشأن في موضع مقبرة سيدي ورياش الذي امتدت إليه رقعة المدينة المحتلة ما يقرب من 3 كيلومترات. كما أن المعدل العام لهذا التمديد على طول الشريط الحدودي لمليلة الذي يشكل محيط نصف دائرة يصل طول شعاعه إلى ما يقرب من 1500 متر بدءا من نقطة الحدود عند البحر على حدود أيث أنصار جنوبا ومرورا بحدود فرخانة غربا إلى مثيلتها في الجهة الشمالية. وفور هذا التحديد الذي شابته كثير من الخروقات والدسائس وأصناف من الاحتيال الإسباني والخيانة المحلية _ كما يحكي تقرير القاضي أحمد بن أحمد بن زرو الزيزاوي السعيدي الذي رفعه إلى السلطان الحسن الأول13 _ بدأت القوات العسكرية الإسبانية في بناء أسوار جديدة حول محيط المدينة المحتلة التي شملتها ضربة المدفع. وكانت البداية التي حركت سكان قبيلة قلعية في الشريط الحدودي هو شروع الجيش الإسباني بإقامة السور من قبة ضريح الولي الصالح سيدي ورياش حيث سقطت قذيقة المدفع التي اتخذت فيصلا لرسم الحدود، كما هي في الوثيقة المشار إليها آنفا. حوادث مليلة سنة 1893 إذن كانت البداية هي بناء السور الجديد ابتداء من ضريح الولي الصالح سيدي ورياش، حيث شرع الجنود في تشييد السور وعلى أكتافهم البنادق والرشاشات لمواجهة أي مقاومة. لكن السكان حاولوا توقيف الجيش الإسباني بوسائل سلمية في البداية لأنهم كانوا يدركون أنه ليس هناك تكافؤ بين المجاهدين وبين الجيش الإسباني، فكتبوا ملتمسا إلى ملكة إسبانيا التي كانت على العـرش الإسباني (Doña Maria Cristina de Asturias) يترجون عدم إقامة هذا السور. وإذا كان لا بد منه فليشيد في مكان آخر بعيدا عن المقبرة وعن ضريح الولي الصالح، وسلموا هذا الملتمس إلى لجنرال مارغايو Juan José Margallo الحاكم العسكري لمليلة الذي حوله بدوره إلى السلطات العليات بمدريد 14. ولما بدأت احتجاجات سكان الشريط الحدودي _ وبجانبهم أبناء قبيلة قلعية بكل أخماسها_ تحولت إلى نوع من المشادة مع الجنود الذين يشيدون الأسوار، مما دفع الجنرال مارغايو Margallo إلى استشارة مدريد في الموضوع، فكان جواب هذه الأخيرة: “افعلوا ما ترونه مناسبا أيها الجنرال فلكم واسع النظر”15.وما كان من الجنرال الطاغية إلا أن أرسل مجموعة من البنائين والمهندسين العسكريين ليستمروا في بناء السور موضوع النزاع تحت حراسة كتيبة من الجنود، وكان ذلك في 29 سبتمبر 1893م. وفي إطار الشد والجذب بين الجيش الإسباني، وبين سكان الشريط الحدودي، كان هؤلاء يبنون في النهار، وأولئك يهدمون في الليل، رغم أنه لم يكن هناك تكافؤ بين الفريقين بشهادة المصادر الإسبانية التي سجلت أن فئة السكان المحتجين لم يكونوا يتعدون، في البداية، بعض العشرات من الأفراد 16. واستمر الأمر بحدوث بعض المناوشات بالسلاح الخفيف مدة ثلاثة أيام إلى غاية اليوم الثاني من شهر أكتوبر. لكن الأمر كان ينبئ بتصعيد في الحوادث، لأن كرامة أبناء قلعية أهينت إلى حد لا يمكن الرجوع إلى الوراء، وهو ما دفع الجنود الإسبان إلى الانسحاب والاحتماء بالأسوار القديمة للمدينة المحتلة، بعد أن اشتدت عليهم ضربات أبناء قلعية 17، وبالتحديد من فرقة أيث شيكر وفرخانة ومزوجة خاصة. ثم توالت المساعدة من مختلف قبائل الريف الشرقي، حتى ذهبت المصادر الإسبانية إلى أن عدد المجاهدين المسلحين على الحدود في أواخر شهر سبتمبر بلغ30.000 مجاهد. 18 وابتداء من اليوم الثاني من أكتوبر 1893م بدأ التصعيد بعد إعلان سكان قلعية الجهاد للدفاع عن أرضهم، وكثرت الضحايا من الجانبين، مما دفع وزير الشؤون الخارجية لإسبانيا ( Segismundo Moret ) يعجل بتوجيه رسالة إلى السلطان المغربي يطلب فيها معاقبة المعتدين الريفيين الذين هاجموا الجنود الذين كانوا يقيمون الأسوار على الحدود_ على حد المصادر الإسبانية19.كما كتب رسالة في الموضوع إلى ممثلي إسبانيا المعتمدين لدى الدول الأجنبية ليحيط هذه الدول علما بما يجري على حدود مليلة، وبأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى إعلان الحرب. وفي رسالة أحرى بتاريخ 9 أكتوبر يبرق الوزير نفسه إلى كافة الدول الأوروبية لاستطلاع رأيها حول إعلان الحرب على المغرب، نتيجة حوادث حدود مليلة. وكانت أراء هذه الدول الأوروبية في عمومها تركز على التهدئة وحل المشكل بالمفاوضات السلمية. ولم تأبه إسبانيا لذلك فبدأت في قرع طبول الحرب، تجمع قواتها العسكرية لإرسالها من الضفة الشمالية إلى مدينة مليلة. لكن ظروف إسبانيا _ في هذه الفترة _عرفت عدة صعوبات تعيق تجميع قواتها وّإرسالها إلى مليلة: منها الصعوبات الاقتصادية نتيجة هزائمها المتكررة في القارة الأمريكية عامة، منها كوبا خاصة. مما جعل الجنرال Margallo لم يستطع أن يتوصل قي ظرف 20 يوما بأكثر من 2000 جندي من إسبانيا نتيجة قلة التجهيزات وصعوبات الوسائل اللوجستيكية 20. وهذا العدد في حدود ما بعد 20 أكتوبر لم يكن كافيا لحماية مليلة نتيجة توافد عدد هائل من المجاهدين على منطقة الشريط الحدودي المتنازع عليه.وما أن حل اليوم السادس والعشرون من أكتوبر حتى كانت القوات الإسبانية فد انتهت من إتمام بناء الخنادق حول الحصون القديمة لمليلة، كما تم شق مسلك أو طريق إلى سيدي ورياش. وكان العمل يتم ليلا تحت جنح الظلام تجنبا لضربات المجاهدين. وفي اليوم السابع والعشرين خرج الجنرال مارغايو Juan José Margallo الحاكم العسكري لمللية يتفقد حفر الخنادق في حصن المعازيز العليا Cabrerizas Altas بمعية نائبه الجنرال Ortega وكانت الحصون المحيطة للمدينة المحتلة محاصرة من قبل المجاهدين، ولم يتمكن الإسبان من فك هذا الحصار. كأنما توجه الجنرال إلى هذا الحصن ليشجع الجنود الإسبان على المضي في فك الحصار عليهم، أو أراد أن يقدم المثال للجندي الإسباني في الاستماتة على القتال، فخرج ضمن مجموعة من الجنود لمواجهة الريفيين ولتحدي حصارهم، فكانت النتيجة أن دفع ضريبة تحدّيه وتعديه بإردائه قتيلا بأرض المعركة 21. وكانت الحادثة مولد معركة حامية الوسيط اسمها معركة سيدي ورياش أو معركة مارغايو Margallo عند الإسبان (كما تسمى أيضا معركة مليلية) على مدى يومين كاملين 27،28 أكتوبر 1893م. كما أحدثت أنباء مصرع الحاكم العام لمليلة هلعا كبيرا في الوسط الحكومي والعسكري والشعبي بإسبانيا. كما أن الجيش الإسباني بمليلة لم يستطع فك الحصار المفروض على الحصون التي كانت تحت رحمة وابل من رصاص بنادق Remington، إلا بعد وصول كتيبتين من الهندسة وفوجا من الجيش المدْعَى بفوج التأديب أو العقاب المكون أصلا من السجناء المحكوم عليهم بمدة طويلة.وفي الوقت التي كانت المعركة قائمة على حدود مليلة كانت إسبانيا تعرف غليانا على المستوى الحكومي والشعبي والعسكري وبخاصة حين بدأت طلائع من نعوش الموتى والجرحى تصل إلى ميناء مالقة 22، كما انقسم أعضاء الحكومة إلى فريقين: بين مؤيد لإعلان الحرب رسميا، وبين من يرى غير ذلك. وفي نفس الوقت بدأ تجميع القوات الإسبانية بمختلف وحداتها للعبور إلى مليلة في انتظار أوامر وزارة الدفاع لإعلان الحرب رسميا. وكانت الحكومة الإسبانية تنتظر جواب سلطان المغرب عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد المعتدين على حصون مليلة ومقتل الجنرال مارغايو، كما كانت الحكومة الإسبانية تطالب باستمرار في كل مناوشة مع سكان الشريط الحدودي بتأديب المعتدين والتعويضات المالية في كل شكاية لها إلى لسلطان. وهذه المرة بدأت تلوح بإعلان الحرب على غرار حرب تطاوين إذا لم يستجب السلطان لمطالبها. وعينت على رأس الجيوش التي أرسلتها إلى مليلة الجنرال Martines Campos كرئيس لقواتها بإقريقيا، تلك التي يصل تعدادها إلى ما يزيد على 112.000 جندي 23. لكن لم يصل منها في الوقت المناسب إلا 63.560 رجل من مختلف الوحدات نتيجة سوء النظام وفوضى الهلع من الحرب، وتكدس الجنود في المحطات والموانئ24. وكان أغلب ضباط الفيالق العسكرية ممن سبق لهم أن شاركوا في الحروب التحريرية لكوبا، أو من الفرق التي كانت تسمى بفرق الموت المكونة من المرتزقة والمجرمين المحكومين بالسجن الطويل الأمد.25. ونقتطف هذه الفقرة من تصريح الضابط القبطان أريزا Ariza رئيس فرقة الموت لدى وصوله إلى مليلة لإحدى الصحف قوله: «ما أريد أن أفعله بسيط للغاية: أريد أرمي الريفيين من خنادقنا، وأنه لمن العار أن يستمروا باحتلالها. ولا أفكر في الحصول على كثرة الأسرى ولا قتل ممن نأسرهم، ولكن سأكتفي بجذع الأذنين لكل من يسقط في أيدينا ثم، أطلق سراحه. وأكتفي بـ100 ممن قطعت أذناهم من قبيلتي فرخانة ومزوجة ليقدموا للآخرين فكرة عن المحاربين الإسبان»26
وكانت أصداء جذع الأذنين للأسرى التي نقلها الضباط الإسبان من أمريكا اللاتينية قد وصلت إلى الرأي العام الإسباني فاستغلها الشعراء في إبداعهم. فلنستمع إلى مقطوعة شعرية على لسان معشوقة ذهب عاشقها إلى المشاركة في الحرب بمنطقة مليلة تذهب إلى حد طلبه بإرسال إليها أذن السلطان: Ami amor que está en Melilla إلى حبيبي الذي يوجد بمليلة Le escrito com mucho afán; كتبت إليه رسالة بكثير من الحماس Diciéndole que me mande قائلة له: أن أرسل إلي Una oreja del sutlán إحدى أذني السلطان. Cuando vayan a la guerra عندما تذهبون إلى المعركة Que no te olvides de mí ينبغي ألا تنساني Pero no vuelvas al pueblo كما ينبغي ألا تعود إلى القرية Como no te llames Prim قبل أن ينادى عليك بالبطلLas balas de nuestros fuertes قذائف جنودنا Destruyeron los aduares تدمر القرى Los moros no tienen casas وأبناء الريف لا يملكون منازل y hasta Allah duerme en la calle. حتى الإله ينام في الزقاق Ala bandera española والعلم الإسباني Los moritos ofendieron يشتمه الريفيون Mi hetrmano lava la mancha بينما يغسل أخي رقعا في ملابسه Con sangre de los rifeños. 27 من دماء الريفيين. لكن السلطان الحسن الأول كان في جولة بتافيلالت مما تعذر عليه وعلى الإسبان التوصل بجواب في الموضوع إلا في تاريخ 8 نونبر من السنة نفسها؛ ذلك الذي يتضمن كل شروط إسبانيا مقابل تهدئة الأوضاع، منها الإقرار بتأديب الريفيين المسؤولين عن الحوادث، كما أبلغهم السلطان أنه بصدد إرسال بعثة عسكرية إلى عين المكان بالشريط الحدودي لمليلة. وفي اليوم 12 نونبر أرسل السلطان رسالة أخرى للسلطات الإسبانية يخبرهم بأنه أوفد على رأس البعثة أخاه الأمير مولاي عرفة لتأنيب أبناء القبائل الريفية. وفي الوقت ذاته سيعقد اجتماعا بقواد القبائل هناك، مع تأجيل بناء الحصون حول الحدود الجديدة بالشريط الحدودي إلى ما بعد لقاء الأمير مولاي عرفة28. وفي اليوم 20 من نونبر وصل الأمير مولاي عرفة إلى الشريط الحدودي فبدأ اللقاء مع الجنرال Macias الحاكم العسكري العام لمليلة ثم مع الجنرال Martines Campos قائد القوات العسكرية التي نزلت المدينة المحتلة والمفوض العام لإسبانيا، وبعد لقاءات متعددة مع هؤلاء الضباط، أعلن الأمير مولاي عرفه أنه لا يستطيع تلبية مطالب ممثلي الدولة الإسبانية، لكونه لا يتوفر على قوات كافية لمعاقبة أبناء القبائل الذين كانوا وراء حوادث الشريط الحدودي.29ولما تظاهر مولاي عرفة بالعجز في تطبيق شروط الجنرالات، قرر الجنرال Martines Campos القائد العام للقوات العسكرية بالمدينة المحتلة والممثل الرسمي للحكومة الإسبانية لدى المخزن المغربي أن يتحرك بالقوات العسكرية إلى الحدود الجديدة التي رسمتها قذيفة المدفع، ويستنفرها في حالة تأهب قصوى. كما أمر بالشروع في بناء الحصون على طول الشريط الحدودي، مهددا قبيلة قلعية ومطالبا قوادها بتسليم الجناة _ على حد قوله _ أولئك الذين تسببوا في حرب سيدي ورياش، كما اشترط على الأمير عرفة رعاية الهدنة بوضع كتيبة من جيش السلطان على الحدود بدار المخزن بفرخانة لمنع أي اعتداء على المراكز العسكرية الإٌسبانية. ويبدو من خلال المصادر الإسبانية أن الأمير مولاي عرفة لم يجد بدا من الرضوخ للرغبات الإسبانية بعد لقاءات مارطونية مع الجنرال Martines Campos 30. وكانت أولى هذه الرغبات هي تسليم من أسموهم بالمعتدين أو الجناة، المشهورين أو أعيان القبائل، منهم خاصة ؛من أمثال ميمون المختار الذي كان يتحرك داخل قبائل الريف الأوسط والشرقي لاستنفار الناس للجهاد، ومحمد بن الهادي الشكري، وحمو العربي،علي بن محمد بن عبد الله وعلى الأشقر (Ali Robio )،كما يلقبه الإسبان،وعلي الأسمر( Ali el Morino)، كما يسميه الإسبان، بالإضافة إلى أحد شيوخ زاوية هرك القادرية المعروف لدى الإسبان باسم (el Santon de la Puntilla) 31. لمساهماته المتعددة في التحريض على الجهاد ضد الإسبان. وقد عُدّ الشيخ ميمون بن المختار المسئول عن أحداث سيدي ورياش لمكانته ونفوذه بقبيلة قلعية. لذلك طلب الإسبان تسليمه واقتياده مع جملة من أعيان القبيلة إلى طنجة لمحاكمته؛ منهم حدو الحاج ومجموعة من الذين خفروا الخنادق في ما كان يسمى بالمنطقة المحايدة التي شملتها سقوط قذيفة المدفع. كل أولئك حملوا في قارب إسباني في اتجاه طنجة32 حيث سيحاكمون هناك طبقا للقانون المغربي 33المنظم للعلاقة مع الأجناس. ومن أعيان المنطقة المتهمون في حوادث مليلة من اقتيد إلى وجهة أخرى كالقائد علال الشكري الذي سيق إلى سجن وجدة وبقي فيه مدة سبع سنوات إلى أن قضى نحبه هناك في التهمة ذاتها34. ********** وخلاصة القول إن السلطان المغربي استجاب لكل مطالب إسبانيا: ـ تم الرضوخ للجنرال Martines Campos في بناء الأسوار طبقا لمخطط ضربة المدفع. ـ تمت معاقبة المتهمين في الحوادث بين السجن والنفي ودفع الغرامة. كما سبق للمدفعية الإسبانية أن أمطرت بوابل من القذائف على القرى والمداشر القريبة من الحدود، وأرسلت طرادات عسكرية إلى شواطئ كبدانة فهدمت قرى بكاملها وقتلت العديد من الأبرياء من النساء والأطفال، دون أن يطلب المخزن بالتعويض لهؤلاء.35ـ تم إحضار كافة أعيان قلعية إلى المدينة المحتلة (عدت إسبانيا خمسين منهم) لتقديم الولاء للراية الإسبانية والاعتراف بتمديد الحدود إلى حيث سقطت قذيفة المدفع، مستنكرين كل اعتداء في المستقبل، ومعبرين عن استعدادهم للعيش بسلام مع ساكنة مليلة. وفي الوقت ذاته التمسوا من الجنرال Martines Campos مفاوض السلطان والممثل للسلطات الإسبانية السماح لسكان قلعية بدخول مدينة مليلة بغرض المتاجرة والتبضع36. ـ إضافة ماري واري إلى المنطقة التي تدخل في نفوذ المدينة المحتلة. ولم تمر إلا أيام قلائل حتى تم توقيع اتفاقية بين الطرفين بتاريخ 5 مارس 1894 تتضمن النقاط السابقة37. بذلك طويت صفحة أحداث مليلة أو معركة سيدي ورياش التي تعتبر آخر اصطدام بين المغرب وإسبانبا في القرن التاسع عشر، مع إقرار بالحدود الجديدة آنذاك. لكن آثارها ستطفو على السطح فيما بعد نتيجة تزايد أطماع إسبانيا في منطقة الريف خاصة. بعد الاتفاقيات والمعاهدات التي كانت تجري سرا بين الدول الأوروبية من أمثال معاهدة 1902 بين إسبانيا وفرنسا ثم معاهدة لندن بتاريخ 18 أبريل 1904 بين فرنسا وإنجلترا، ثم معاهدة باريس بين فرنسا وإسبانيا بتاريخ 3 أكتوبر 1904 38 لتتوج هذه المعاهدات جميعا بمعاهدة الحماية المشؤومة الموقعة سنة 1912. (الدكتور مصطفى الغديري ـ mostafaghadiri@hotmail.com )****** الهوامش والإحالات: * _ شاركت بها في ندوة :معركة إغزار ن ووشن فصل من فصول مواجهة الأطماع الاستعمارية لاحتلال الوطن يومي 9_10 ديسمبر 2009 ببني أنصار_ على حدود مليلة المحتلة _ بإقليم الناظور. 1 - ينظر ذلك بتفصيل قي كتاب المقاومة المغربية للوجود ا|لإسباني بمليلة د. حسن الفكيكي :407_ 408 2 _ نفسه: 407 3 _ فالبند السادس من معاهدة 1860يشترط بأن تكون : " في حدود المناطق المحايدة المخولة أو الممنوحة من قبل سلطان المملكة الشريفة للحصون الإسبانية لسبتة ومليلة ، ويوظف عليها سلطان المغرب قائدا أو عاملا بحامية من الجنود لقمع وردع هجومات القبائل الريفية" .والبند السابع ينص على " أنه يجب على سلطان المغرب أن يأمر رعاياه باحترام وتوقير المناطق التي تنص عليها شروط معاهدة الصلح ، تلك المناطق التي ستكون تابعة لسيادة صاحبة الجلالة ملكة إسبانبا. ينظر Trados y convenios y acuerdos referentes a Marruecos .Madrid 1917 p.p.49_50.نقلا عن كتاب: España y el Rif cronica de una historia casi olvidada Maria Jesus Madriaga Maria Madriaga ed.La bibliotica de Melilla .2000 .p.368.mar.37. ed.Melilla 4 _ إشارة إلى اتفاقية ة 24 غشـت 1859 م.على عهد السلطان عبد الرحمن بن هشام . 5 _ أي الرجوع إلى الوراء والتخلي عن أرضهم 6 _ ها هو ذا يطبق الشرطين السادس والسابع المشار إليهما من قبل. 7 _ المقصود هنا رباط للا جناذة ثورثوت التي كانت رباطا للمجاهدين على حدود مليلة ،من جهة طريق فرحانة المؤدي إلى داخل مليلة. 8 _ توجد ه الوثيقة محققة_ ضمن وثائق أخرى في كتابنا الريف : قراءة في وثائق _ سلسلة كتب الريف:2 ، ص : 104 مقالة قصة ضربة المدفع في تمديد حدود مليلة .ط.وجدة 2009 . 9 _ توجد الوثيقة مقروءة ومحققة في كتابنا الريف : قراءة في وثائق _ سلسلة كتب الريف:2 ، ص : 106 _ مقالة قصة ضربة المدفع في تمديد حدود مليلة _.ط.وجدة 2009 . 10 _ يوجد هذا التقرير في كتابنا الريف : قراءة في وثائق _ سلسلة كتب الريف:2 ، ص : 109_110 ضمن مقالة قصة ضربة المدفع في تمديد حدود مليلة .ط.وجدة 2009 . 11 _Gonzalo de Reparaz : Politica de España en Africa ,ed.Barcelona 1907p:286.
_ Maria Jesus de Madriaga – cronoca de una Historia casi olvidada ;ed.de Melilla 2000 p.87 12_ Ibid, tambien Marqués de Mulhacén :Politica Mediterranea de España 1701-1951.ed Madrid;1951;p;126 13 _ Maria Jesus de Madreaga – cronoca de una Historia casi olvidada ;ed.de Melilla 2000 p.87 14 :286 . _Gonzalo de Reparaz : Politica de España en Africa ,ed.Barcelona 1907p 15 T2 .p. 382 ed.Madrid 1915 Historia de Marruecos :J. Becker _16_ Maria Jesus de Madriaga – cronoca de una Historia casi olvidada ;ed.de Melilla 2000 p.87. 17 _المرجع السابف:88 وأيضا كتاب 18 _ نفسه .وأيضا : T2 .p. 382 ed.Madrid 1915 Historia de Marruecos :J. Becker _ 19 _ Maria Jesus de Madriaga – cronoca de una Historia casi olvidada ;ed.de Melilla 2000 p.89 20 _ Maria Jesus de Madriaga – cronoca de una Historia casi olvidada ;ed.de Melilla 2000 p.89 21 _ المرجع السابق. 22 "( Maria Jesus de Madriaga – cronoca de una Historia casi olvidada ;ed.de Melilla 2000 p92 ). 23 نفسه . 24 Maria Jesus de Madriaga – cronoca de una Historia casi olvidada ;ed.de Melilla 2000 p.90 _ . 25 T2 .p. 386 . ed.Madrid 1915 _ Historia de Marruecos :J. Becker 26 _ المرجع السابق 27 _ نفسه. 28 Maria Jesus de Madriaga – cronoca de una Historia casi olvidada ;ed.de Melilla 2000 p102 ). 29 Maria Jesus de Madriaga – cronoca de una Historia casi olvidada ;ed.de Melilla 2000 p102 ). 30 _ Maria Jesus de Madriaga – cronoca de una Historia casi olvidada ;ed.de Melilla 2000 p102 ) وكذلك : T2 .p. 396 . ed.Madrid 1915 Historia de Marruecos :J. Becker 31 Maria Jesus de Madriaga – cronoca de una Historia casi olvidada ;ed.de Melilla 2000 p101 32 _ انظر كتابنا " وجدة بعيون أجنبية .ط2000 بوجدة ص: 20 33 ينظر : Maria Jesus de Madriaga – cronoca de una Historia casi olvidada ;ed.de Melilla 2000 p103 _T2 .p. 396-387 . ed.Madrid 1915 Historia de Marruecos :J. Becker _ 34 Maria Jesus de Madriaga – cronoca de una Historia casi olvidada ;ed.de Melilla 2000 p102 _ 35 _ Maria Jesus de Madriaga – cronoca de una Historia casi olvidada ;ed.de Melilla 2000 p103 _ 36 _ يراجع المرجع السابق ص:115
|
|