|
|
من أجل تغيير إستراتجية "التغيير" بقلم: إكيدر الحسين
ارتأيت التأمل في ما راكمته الحركة الأمازيغية بكل تلويناتها ومكوناتها، هذه الحركة التي أوصلت الثقافة الأمازيغية، على المستوى الرمزي، إلى ذروة كمالها، تصدت لآنياب العدو الشرس الذي يكبح كل مكون متعلق بها. إنها ما زالت تعطي وستعطي الشيء الكثير. سأناقش مسالة مهمة ورئيسية، هذه المسألة التي تحتاج للكثير من المقاربات، تحتاج للكثير من الدراسات، لأن هذا الجانب نوعا ما "أهمل". يتعلق الأمر في هذه المسألة بمسألة سؤال جوهري، إنه وبدون التباس سؤال يتمحور حول الحكم، بمعنى من سيحكم؟ هل الأغلبية أم الأقلية؟ بمعنى آ خر هل الأمازيغ أم "الآخر"؟ إن هذا السؤال الأساسي والجوهري هو الذي يجب أن توضع له إستراتجية موحدة، فكل الإستراتجيات السابقة تفتقد تتجنب هذه المسالة، أي مسالة من سيحكم؟ يجب أن ينتقل السؤال إذن إلى "من سيحكم"؟ فطرح هذا السؤال هو الذي سيجعل الحركة الأمازيغية تحدد أهدافها بوضوح. حقا لقد أدت ضغوطات الحركة الأمازيغية إلى "تنازلات" من طرف السلطة. لكن هل هذه "التنازلات" كانت في مستوى ما كان منتظرا؟ أو أن ما كان منتظرا هو ما نراه اليوم؟ إن ما نراه اليوم من تحول "طفيف" – وإن كان من أجل الاحتواء فقط- لا يستجيب للمطالب الأمازيغية. فمسلسل الإقصاء الممنهج للأمازيغية، والذي كان حاضرا بالأمس، هو نفسه يتكرر اليوم. ولهذا فإن المهم ليس فقط أن نجد الأمازيغية في التلفزيون والمدرسة "المريضة". لذلك فإن البديل الحقيقي هو بالذات هذا السؤال: من سيحكم؟ وهذا السؤال لا ينبغي أن تطرحه الحركة الأمازيغية وحدها، بل يجب أن تطرحه كل الحركات الاحتجاجية الأخرى، هذه الحركات التي ينبغي عليها أن تهجر تلك الإيديولوجيات المستشرقة والمستغربة والتي لا تمت بصلة إلى واقع المغرب. وعندما نقول: من سيحكم بالمغرب هل الأمازيغ أم "الآخر"؟ قبل أن نجيب عنه نستحضر عملية الإحصاء، من يشكل الأغلبية هل الأمازيغ أم الآخر؟ فمما لا شك فيه أن الأمازيغ هم الذين يشكلون الأغلبية، لذلك فمن المنطلق الديمقراطي أن الأغلبية هي التي ستحكم وتحترم ذلك الوجود الأقلي وتضمن وتصون كرامته وحريته. وعليه فإن النضال الأمازيغي يجب أن يتناول هذه المسألة ويبتعد عن تلك الإستراتجية التقليدية (رفع المطالب إلى الجهاز السائد التماسا منه أن يعيد الاعتبار للأمازيغية) لأن هذه الإستراتيجية "المطلبية" هي التي تساهم في إقبار الأمازيغية، ولأن تلك الإستراتجية التقليدية لا تكفي، لأن الواقع يؤكد ذلك ويبرهن عليه، نستشف ذلك من خلال اعتقالات ومحاكمات مناضلي الحركة الأمازيغية. ...، يعني أن رفع المطالب إلى الجهاز السائد ليس مفيدا لطموحنا، يعني أنه ينبغي تجاوزها (الإستراتجية التقليدية) إلى طرح سؤال الحكم. The_first_taghara@hotmail.fr
|
|