Tawiza

نظمت الجمعية ندوة وطنية يوم 10 غشت 2008 بقاعة مدرسة محمد الخامس بتافراو ت تحت عنوان "راهنية الحركة الأمازيغية وأسئلة المستقبل" بمشاركة الأساتذة: . ذ.عبد الله زارو متخصص في علم الاجتماع و الانتربولوجيا؛ ذ.رشيد راخا نائب رئيس الكنغريس العالمي الأمازيغي ورئيس مؤسسة دافيد هارت للدراسات الأمازيغية؛ ذ.احمد الدغرني ناشط أمازيغي.وأمين عام للحزب الديمقراطي الأمازيغي المحظور.

موجز عن الورقة التقديمية للندوة

تأتي هذه الندوة الوطنية مساهمة من جمعية محمد خير الدين للثقافة والتنمية في فتح نقاش وطني بين إيمازيغن في ظرفية تعرف تراجعا ملحوظا للفعل النضالي الأمازيغي وخفوت استراتيجيات التخطيط والمرافعة بينما تعود إلى الواجهة مرة أخرى لوبيات التعريب المطلق بعد نجاحها في عرقلة إدماج الأمازيغية في التعليم والوقوف في وجه مشروع القناة الأمازيغية ومنع الأسماء الأمازيغية فيما يستمر تهميش المناطق الأمازيغية المقاومة للاستعمار وقمع حركاتها المطلبية والاحتجاجية ضد كافة إشكال الإقصاء.

في سياق هذه الشروط نعتبر أن سؤال ما العمل لا زال يطرح نفسه بإلحاح على إيمازيغن ويحتم عليهم توحيد الجهود من أجل بلورة تصور موحد يمكن من مواجهة تحديات الحاضر والإجابة على أسئلة المستقبل.

أهم مضامين عروض المتدخلين

ذ.رشيد راخا: ضرورة بناء القومية الأمازيغية

استهل ذ رشيد راخا عرضه بالحديث عن مفهوم القومية وأعطى أمثلة لقوميات فرضت خصوصياتها كالقومية الكاطالانية.. ودعا الأمازيغ إلى ضرورة بناء قومية أمازيغية تدافع عن مصالحهم أولا وقبل كل شيء وأبرز أهمية استثمار الأمازيغ لقوتهم في مختلف الميادين في بناء هذه القومية.. وذكر الأستاذ بالوضعية العامة التي تعيشها الأمازيغية، واعتبر أن اللوبي العروبي يقف منذ الاستقلال أمام بروز قومية أمازيغية عبر نهج سياسة التهجير الجماعي وتهميش المناطق الأمازيغية إضافة إلى سن قانون تعريب الإدارة والحياة العامة والمحيط الذي أعاده مؤخرا الجناح العروبي المخزني في الدولة إلى الواجهة. ودعا رشيد راخا إلى مقاطعة جميع الشركات المحلية والأجنبية التي تدعم هذا المشروع وتسعى إلى تحطيم الحضارة الأمازيغية.

ذ.عبد الله زارو: أمازيغية المستقبل

عنون ذ. زارو مداخلته ب أمازيغية المستقبل تناول من خلالها العلاقة بين الثقافي والسياسي في خطاب الحركة الأمازيغية واعتبر أن سمة التفاعل هي التي تميز هذه العلاقة في كل الحركات الجادة وأضاف أن الثقافي بدون سياسي أجوف والسياسي بدون ثقافي أعمى.. وأرجع الباحث الجانب الأكبر من أزمة العمل الأمازيغي إلى غياب تصور واضح وغير مشوش للعلاقة بين الثقافي والسياسي.. مذكرا بأهم المحطات التاريخية للحركة الأمازيغية إلى حدود تأسيس ليركام واعتبر هذا الحدث بمثابة منعطف أساسي في تاريخ الحركة نتجت عنه تطورات وقضايا خلافية قاربها الأستاذ بموضوعية وتناولها في صيغة الأطروحة ونقيضها ليخلص في النهاية إلى أطروحات تركيبية اعتبرها مطابقة للمرحلة وبدائل ممكنة للعمل الأمازيغي.

فبخصوص المعهد الملكي الأمازيغي الذي وصفه بالمكسب الكبير للأمازيغية اقترح أن يكون تحت إشراف كفاءات أمازيغية نزيهة وتحت مراقبة الفعاليات الأمازيغية يتم التصويت على ميزانيته في البرلمان لتصرف في شفافية وفق تصور واضح للأولويات وأن تكون له سلطات تقريرية تجعله في موقع الند للند مع الأجهزة التنفيذية. ونبه الأستاذ إلى خطورة التوظيف السياسوي للثقافة من طرف ليركام عبر تأليب النسيج الجمعوي الأمازيغي بعضه على بعض في ما أسماه بلعبة الموالين والمعادين. كما أكد أن مؤسسة المعهد لا يجب أن تكون على الإطلاق بديلا للفعل السياسي بل سنده وعمقه الثقافي.

وبخصوص اللغة الأمازيغية اقترح أمازيغية ثالثة بين المعيرة والإغتناء التدريجي للهجات الحالية بالفصيح الأمازيغي، والتي ستكون حسب اعتقاده الخميرة لأمازيغية مشتركة تكون سهلة التداول والفهم بين الناطقين بالتعابير الثلاثة تاشلحيث تمازيغت تاريفييت.

وأوضح أن التنظيم السياسي الأمازيغي امتداد طبيعي لفلسفة التسيير الذاتي لدى الأمازيغ ودعا إلى "حزب الحساسية الأمازيغية"كأفق ممكن للتنظيم العصري لأمازيغ اليوم يكون مفتوحا على فسيفساء من الانتماءات المتطابقة مع روح العصر قوامها الحداثة والديمقراطية والعلمانية واغتنم الفرصة للاحتجاج بقوة على"الذريعة المخجلة للجناح المخزني في الدولة لحل الحزب الديمقراطي الأمازيغي"في الوقت الذي تغض فيه الطرف على حزب العدالة والتنمية الذي وصفه ب الوجه الآخر البدائي والمتسلط للدولة الأتوقراطية تشهره كسلاح ديني في وجه خصومها...

ذ.احمد الدغرني: فشل السياسة المركزية للدولة في تسيير الجهات

في مداخلته ركز الأمين العام للحزب الديمقراطي الأمازيغي على أهم المشاكل التي تعاني منها منطقة تافراوت وإقليم تيزنيت بصفة عامة وأشار إلى أن سكان تافراوت لا يستفيدون من الثروة الذهبية التي تستحوذ عليها الشركة العاملة بمنجم الذهب بافلا اغير قدرها الأستاذ ب 400 طن سنويا في وقت تحتوي فيه المنطقة على أفقر الجماعات القروية بالمغرب كما ركز كذلك على مشكل نزع الأراضي من السكان سواء بتافراوت أو منطقة اكلو بينما يوجد على رأس وزارة الفلاحة أحد أبناء تافراوت في إشارة إلى وزير الفلاحة الحالي عزيز أخنوش..

واعتبر أحداث ايت باعمران مظهرا من مظاهر فشل السياسة المركزية للدولة في تسيير الجهات وتساءل مع الحضور إذا كان سكان ايت باعمران اعترضوا على من ينهب ثروتهم السمكية فكيف يمكن لسكان افلا اغير الوقوف في وجه الطائرات التي تنقل الذهب من أعلى قمة الجبل.

وفي الختام أصدر المشاركون في أشغال هذه الندوة نداء وقعته الجمعيات والفعاليات الأمازيغية الحاضرة والقادمة من مختلف أنحاء المغرب سمي بنداء تافراوت، دعوا من خلاله إلى الخروج بالحركة الأمازيغية إلى فعل نضالي حقيقي قادر على تغيير موازين القوى لصالحها وصياغة بديل ممكن يعرض لنقاش واسع بين ايمازيغن قصد بلورة حلول سياسية لمشاكل المغرب.

كما أعلن الموقعون على هدا النداء عن دعوتهم الجمعيات والفعاليات الأمازيغية في المغرب والمهجر إلى التفكير في إعادة دراسة وضعية المؤتمر العالمي الأمازيغي وتكثيف المشاورات في أفق عقد مؤتمر عام لايمازيغن خلال أجل لا يتعدى 2009. واعتبار إستراتيجية النضال الأمازيغية مرتكزة على أسس أهمها الثروات.. والمطالبة بتمتيع جهات المغرب بالحكم الذاتي وتكثيف الاتصال مع العالم الخارجي.

نداء تافراوت

لقد شكل رهان التنظيم لدى ايمازيغن بالمغرب السؤال الجوهري الذي من أجله نظمت مجموعة من اللقاءات بغية الخروج بالحركة الأمازيغية إلى فعل نضالي حقيقي قادر على تغيير موازين القوى لصالحها ولصالح مطالبها في هذه الظرفية السياسية التي تتسم وطنيا بضعف الأحزاب السياسية وظهور حركات مخزنية مقابل استفحال الأزمة الاجتماعية وتفشي الفساد الإداري والمالي إضافة إلى نهب الثروات ورهن مستقبل المغرب بمصالح الدول الاستعمارية.

أمام هذا الوضع المتأزم والميؤوس منه اجتمعت فعاليات أمازيغية بتافراوت يوم الأحد 10 غشت 2008 وأعلنوا عن نداء تافراوت بدعوة ايمازيغن المغرب إلى البحث عن مخرج وصياغة بديل حقيقي وعرضه لنقاش واسع بعيدا عن لي عنق الزجاجة قصد بلورة حلول سياسية لمشاكل المغرب.

و نظرا لأهمية الدبلوماسية الشعبية في توضيح المشروع السياسي الأمازيغي للمنتظم الدولي فإننا ندعو كافة الجمعيات والهيئات التنموية والثقافية والفعاليات الأمازيغية إلى التفكير في إعادة دراسة وضعية المؤتمر العالمي الأمازيغي وتجديد آلياته ليستجيب لطموحات ايمازيغن على المستوى الخارجي.

كما ندعو ايمازيغن في كل مناطق المغرب والدياسبورا إلى الانضمام لهذا النداء والبدء فورا في عقد لقاءات ومشاورات فيما بينهم وتعبئة الشباب لتحمل المسؤوليات وذلك في أفق عقد مؤتمر عام لايمازيغن خلال أجل لا يتعدى 2009. واعتبار إستراتيجية النضال الأمازيغي مرتكزة على أسس أهمها الثروات المعدنية والمائية والبحرية والغابوية والمطالبة بتمتيع جميع جهات المغرب بالحكم الذاتي و تكثيف قنوات الاتصال مع العالم الخارجي.

(حرر بتافراوت يوم 10 غشت 2008، إبراهيم كورعي عضو جمعية محمد خير الدين)