|
|
بلا عقد تعريب السحور... بقلم: محمد بوزكَو أنا لم أعد أفهم والو.. ها عباس ومن تبعه في ظلال يرفعون مرة أخرى راية التعريب.. يريدون تعريب المغرب، كأن هذا الأخير بقي فيه ما يُعرّب.. بداية باسم الدولة.. المغرب.. التي كانت تسمى مراكش ومعناه أرض الله.. مرورا بأسماء المدن.. إفران، تطاون، أشاون.. إلى تعريب التعليم والإدارة.. عباس مسكين جاء روطار أو نَقَّز فترة من تاريخ المغرب وأراد أن يعرب من جديد وعلى هواه.. أم تراه يريد تعريب التعريب.. والحقيقة أنه لم يعد في المغرب ما يعَرّب.. اللهم إذا أرادوا تعريب بنادم.. الإدارة عربوها؛ الازدياد بالعربية، المحاكمة بالعربية.. حتى حسن السيرة بالعربية.. السيرة أمازيغية والشهادة عربية.. التعليم حتى هو عربوه؛ ها الرياضيات بما فيها من ضرب وجمع وأُسٍّ، والمثلث المتوازي الأضلاع، والقطر والشعاع.. ها الفيزياء وفيه الكتلة الحجمية، الضغط، الخلائط، العوازل.. أما النشاط العلمي فلا من تعليق.. العلم والنشاط جنبا بجنب نحو غد أفضل.. أما التلفزة فتلك كارثة.. من كثرة التعريب حققوا التخريب.. برامج بلا روح، أفلام بلا كنه، برتقالة مرة تتصارع عليها نانسي والوحش وسميرة في الضيعة.. من أجل مسلسلات فيها وجع التراب من كثرة سيتكومات تسير وتجيء أمامنا كالزواق ونحن جثة هامدة من كثرة شرب الحريرة بالكاد نتنفس، وحين نستجمع قوانا نتبادل عبارة مبارك ومسعود فرحا لأن التلفزة وإن كانت تُفَقِّس فإنها على الأقل لا تقتل.. وكل هذه الألوان الإبداعية هي عبارة عن وقت مستقطع لمسلسل طويل اسمه الإشهار... ومعبر عنه بعربية فصحى كثيرا ومدرجة أحيانا... أما حين تفتش علينا نحن الأمازيغ في هذا الكم الهائل من الإبداع... لا تجد لنا أثرا.. كأننا حيوانات للمشاهدة وقطع الحس.. ندفع الضرائب بالتسبيق، نستهلك، ننظر، لا يهم أن لم نر، ثم نسكت... تبحث عنا تجدنا مسيحين على كامل التراب الوطني.. تبحث عنا في الأرقام تجدنا أغلبية.. بأكثر من 70 %، أما عباس فلم يحصل سوى على أقل من 7 % من أصوات الناخبين المغفلين ومع ذلك يريد بوجه أحمر نهج سياسة التعريب.. اِوا بعْدا اِعَرَّب الناس الذين صوتوا عليه... هؤلاء الذين يبعثون بأبنائهم للخارج كي ينهلوا من منابع العلم والثقافة الغربية تاركين وراءهم قوما اسمه الأمازيغ يرضعون من بزُّولَة التعريب كأنها قدر.. ويكدسون في جوفهم ثقافة جافة ما أن يبتلعوها حتى تملأ كروشهم دون أن يتلذذوها، يحشونها فيهم عبر أنابيب اسمها المدرسة كي يشبعوهم منها لكنهم يزدادون جوعا.. وفي الجامعة يجمعون معهم بمجرد ما يتقيأون ما ابتلعوه بحثا عن قطاف هذا الوطن.. نعم، هذا قدرنا.. تعريب فقط في الإدارة، أمازيغية في كل الوطن سادة.. تعريب في المدرسة وتمازيغث مدرسة.. وإن خربوا التلفزة بالتعريب.. فإن الأمازيغ عاقوا بالتعريب.. ولأن لدينا كلاما غير مفهوم وغير مقروء، يعتبر من نواقض سياسة التعريب فلماذا، ما دمنا في شهر الصيام وحتى يكون عباس منسجما مع طرحه ويصوم في هناء لا يصدر مرسوما يفطر كل من تكلم بالأمازيغية من طلوع الفجر إلى غروبها... سنصوم عن الكلام... سيسهو الكثير منا فيتكلم.. سنؤدي على ذلك غرامات حسب عدد الجمل وحسب مفعول الكلام ومعناه.. وإلى حين أذان المغرب.. صوموا عن الكلام... تحت شعار: «التعريب في رمضان مدخل إلى الجنة».. أو شعار: «كيف نجعل من قيام الليل في رمضان طريقا للقضاء على آفة التمزيغ» .. أو «تعريب السحور في أفق تعريب الجذور» .. أو «الحريرة بالتعريب خير من ألف زاي».. كل رمضان وأنتم أمازيغ.. (محمد بوزكَو، thawalin@hotmail.com) |
|