|
|
حل الحزب الأمازيغي تأكيد للاستعمار الهوياتي والسياسي العروبي للمغرب حل الحزب الأمازيغي تأكيد للاستعمار الهوياتي والسياسي العروبي للمغرب كانت الجريدة جاهزة للطبع عندما علمنا بخبر الحكم الابتدائي القاضي بحل الحزب الأمازيغي. وهو ما لم يسمح لنا بكتابة مقال تحليلي مفصل حول الموضوع. ماذا يعني حل حزب أمازيغي بالمغرب؟ يعني أن المغرب بلد عربي تحكمه دولة عربية. وبالتالي فإن الحكم الصادر ضد الحزب الأمازيغي حكم "عادي" كما علقت وزارة الداخلية "العربية" للدولة "العربية" بالمغرب "العربي". حكم "عادي" لأن أية دولة لا تسمح بإنشاء حزب "أجنبي" فوق أرضها لأن في ذلك خرقا لسيادتها. فلو أنشئ حزب صيني مثلا بدولة مثل فرنسا لحلّته وأبطلته لأن الأحزاب المسموح بها هي الأحزاب الفرنسية وليس الأحزاب الأجنبية كالحزب الصيني. وهذا ما فعلته الدولة "العربية" بالمغرب عندما حلت الحزب الأمازيغي "الأجنبي" حفاظا على سيادتها العربية كما تفعل كل دولة حريصة على حماية سيادتها الوطنية. هذا ما يعنيه حل الحزب الأمازيغي بالنسبة للدولة "العربية" التي كانت وراء قرار الحل. لكن ماذا يعني هذا الحل بالنسبة لنا، نحن الأمازيغيين؟ يعني أننا نعامل كـ"أجانب" داخل الدولة "العربية" عندما نريد إقامة مؤسسات وتنظيمات بمضمون أمازيغي تمشيا مع هويتنا الأمازيغية. وهذا ما يؤكد أننا نعيش استعمارا هوياتيا وسياسيا عروبيا لا يعترف بنا إلا إذا اندمجنا في مؤسساته وأحزابه العروبية. وكل مشروع لإقامة أحزاب أو مؤسسات ذات مرجعية أمازيغية يرفض ويحل بدعوى انتهاكه للسيادة العربية بالمغرب، كما أوضحت ذلك وشرحته أرضية "الاختيار الأمازيغي". هذا إذن استعمار هوياتي وسياسي حقيقي يرفض أي تعدد حقيقي تكون أحد عناصره أمازيغية. وهو ما قد يستتبع قيام مقاومة حقيقية كذلك لاسترجاع السيادة الهوياتية والسياسية الأمازيغية. ويبدو أن الدولة "العربية" بالمغرب، بإقدامها على حل الحزب الأمازيغي، تستفزنا وتحرضنا هي نفسها على الانخراط في هذه المقاومة. (تاويزا) |
|