|
|
أطفال أنفكو أولا... بقلم: محمد مسطاج (تكفاريناس) ـ كلية الحقوق أكادير كثيرا ما قرأت في الآونة الأخيرة في الجرائد العروبية عن احتجاجات كثيرة على ما يسمونه بالمجازر التي يرتكبها المستعمر الإسرائيلي في حق أطفال غزة، والتي تحدث عنها بعض المستلبين بغباء وجبن أمثال «نيني» الذي كثر عليه حديث، ولا يستحق أن يصل إلى ما وصل إليه في الجرائد الأمازيغية. إنه مثل الشمس ليس لأنه يمدنا بشيء كما تمدنا الشمس بدفئها وضوئها وإنما لأنه قدم من الصباح إلى المساء وقد حان أوان غروبه، ولا يحتاج الأمر إلى تدنيس صفحات″تاويزا″ بأسماء هؤلاء، وكما يقول المثل الأمازيغي:Kud itagh iguedi iguella oulghum كثر الحديث أيضا عن الدفاع عن القضية الأمازيغية على حساب أطفال غزة، وكم تعجبت من غباء بعض المستلبين حين يتحدث إليك أحدهم عن معاناة فلسطين ولا يستطيع مقاومة نفسه حتى يجهش بالبكاء. حينها طرحت أسئلة على نفسي: أأنا في المغرب حقا؟ وما وجهة نظري في كل ما يتحدث عنه كل هؤلاء؟ لم لا أبكي أنا أيضا على فلسطين؟ قبل أن أجيب، فكرت في طيور الجنة الذين قتلهم البرد في أنفكو، أطفال غزة قتلهم المستعمر وأطفال أنفكو قتلهم البرد فمع أي منهم سنتضامن؟ أظن أن الجواب للعقلاء جلي، ولا أنتظر جوابا من الجبناء والمستلبين.فكرت أيضا في قرانا المهمشة في الجنوب الشرقي، وفي أعالي الأطلس الكبير، وقرى الأركان، وبلاد محمد ابن عبد الكريم الخطابي... فكرت أيضا في لغتي الملغاة وثقافتي المقصاة، تذكرت قصة الأجداد في المسيرة الخضراء وما عانوه من عنصرية، إبانها قرأت أيضا عن الإهانة التي مارسها عقبة ابن نافع على كسيلة، قرأت أيضا عن سبيه لنسائنا، واغتصابه للقاصرات... حينئذ لم أتردد في تقديم الإجابة: باعتبارهم لفلسطين دولة عربية، ولكون الصراع الذي الآن في الشرق الأوسط هو صراع عربي- إسرائيلي فإنه لا دخل لي أنا الأمازيغي في شأنهم وإن تحركت في أحاسيس الشفقة فإني سأتضامن معهم من المنطلق الإنساني، فالأولى بالتضامن هم أطفال أنفكو والشعب الأمازيغي المقصي، سأتضامن مع نفسي أولا بعدها أتضامن مع الآخرين. إن العرب يدفعون ثمن ما فعلوه بالأمازيغ والأكراد... وأظن أن إقحام الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في كونه صراعا عربيا إسرائيليا هو الذي ألقى بالقضية الفلسطينية في الهوة التي وقعت فيها الآن، فالسلام يمكن أن يحدث بين الفلسطينيين و الإسرائيليين، وذلك ما لن يحدث بين العرب و إسرائيل وهم يعلمون بذلك ولكنهم يتجاهلونه و لأن من صفات البعثيين أن يتبنوا كل ما يرونه يمت بصلة بهم ولو كانت الصلة تلك ناقصة ومصطنعة وليست طبيعية. (avavainova@gmail.com) |
|