|
|
الرايس جامع الـحامدي في مأواه الأخير بقلم: إبراهيم فاضل نحبهم وهم أحياء، نتلذذ بإبداعاتهم وهم في لحظات فرح يصنعونها من أجلنا، رغم المعاناة، ورغم الظروف الصعبة التي يعيشونها اجتماعيا، حتى إذا مات منهم من حان أجله المحتوم، فربما نكرم بعضهم بعد فوات الأوان، كما قد نتجاهل جلهم بالمرة. بالأمس توفي الراحل بونصير وهو يحمل بين أحشائه خنجر التجاهل، واليوم (الثلاتاء 25 مارس 2008) توفي الـفـنـان الكـبيـر الـرايـس جـامـع الحـامـدي بمنزله بمدينة الدشيرة الجهادية عن عمر يناهز 73 سنة، بعد الصراعات مع المرض منذ أكثر من 4 سنوات حيث فقد بصره وأدخل مرتين إحدى المصحات الخاصة بأكادير, كما نعاين الموت البطيء للفنان محند أجوجكل, وبلهوى والرايس الحاج جامع ازيكي، الذي تستنزف عملية تصفية الدم الأسبوعية ما لا طاقة له به ماديا.. فالفنان الأمازيغي لا يستفيد من ثقافة إعلامية كافية، ولا تضعه برامج وزارة الثقافة إلا ضمن حضور الهامش، بل، يمتص المنتجون إبداعه وحقوقه في ظل تسيب يلف المجال، وحان أوان الشروع في تقنينه ... وللإشارة فالفنان جامع الحامدي ولـد سـنـة 1935 وكـانـت بـدايـتـه الـفـنيـة خلال سـنـة 1968 ولـه في رصـيـده الـفـني عـدد مـن الأشـرطة، والاسـطـوانـات بالإضافـة إلى مجـمـوعـة من الأغـانـي الـتـي تـم تـسجـيـلهـا في الإذاعـة الـوطـنيـة والجهــويـة. كمايـعـتبـر جـامـع الحـامـدي أحـد أعـمـدة الأغـنيـة الأمـازيغـية ومـدرسـة فـنيـة قـائمـة، تخـرج منهـا عـدد مـن نجـوم الـفـن الـغـنـائـي الأمـازيـغـي كـالفـنـانـة فـاطمـة تـابعـمـرانـت وزهــرة أولـت إيـمي نـثـانــوت... الـخ. وقـد شـارك الـفـنـان جـامـع الـحـامـدي فـي المهـرجـانـات الـمـوسـيـقـيـة داخــل وخــارج الــوطـن، وتـنـاول في قـصـائـده جـملـة مـن القـضـايــا الاجـتـمـاعـيـة والـعـاطـفـيـة والـوطـنـيـة بالإضـافـة، إلى الــوعـظ والإرشــاد والطـبيـعـة. وبهـذه الـمـنـاسـبـة الأليمة تتقدم الجريدة بالتعازي لجـمـهـوره وأسـرتـه الصـغـيـرة والـكـبـيـرة. إنا لله و إنا إليه راجعون. |
|