|
الإخوان المسلمون أم الإخوان المتسلقون؟ بقلم: يوغورطا نوميدي (ليبيا) قد يختلف "الإخوان المسلمون" عن العروبيين في طريقتهم ونظرتهم للعديد من الأمور التي تثير النقاش والجدل. وتتدرج هذه الاختلافات من الخلاف البسيط إلى الاختلاف الكلى. ولكن ما يتفق عليه الفريقان هو عداؤهم لكل ما هو أمازيغي، عداء ينطلق من مصدر واحد وفكرة واحدة وإن اختلفت في التعبير والصياغة. العروبيون ضد الأمازيغية انطلاقا من إيديولوجية شوفينية قومجية متطرفة تقصى كل ما هو غير عربي ولا تعترف إلا بشيء وحيد هو العروبة. وما عداها فهو في نظرهم عدو يجب القضاء عليه. الإخوان المسلمون ينطلقون من فكرة أن العروبة هي وعاء الإسلام وأن العرب هم مادة الإسلام وأن القرآن عربي وأن رسول الله (صلعم) عربي وأن الإسلام نزل بلغة العرب وأن الجنة لسانها العربية وأنه ربما الله نفسه عربي! هي فكرة أخرى أو إيديولوجيا إقصائية تتخذ من الإسلام ستارا وسلما للوصول إلى السلطة. وتعتبر أن كل ما هو غير عربي إنما يصب في خانة الصهيونية والمعاداة للإسلام، وأن كل دعوة إلى إحياء ثقافة أو لغة أو فكرة أو حق إلا الحق العربي وغير الثقافة العربية فإنما هي دعوة شركية وكفرية تجب محاربتها. هي فكرة تستغل الدين وتستغفل الناس عن طريق اللعب على وتر الدين وعواطف المؤمنين وإيمانياتهم. ومن هذا المنطلق ينطلق الإخوان المسلمون الليبيون ليلعبوا على وتر الإيمان ونقيضه ونواقضه. لهذا فإن ما قرأته على أحد المواقع مما نسب لأحد كوادر الإخوان الليبيين من تهجم على الأمازيغ في شمال إفريقيا وإلصاق تهمة عدائهم للعرب، وأن ما يهدف إليه الأمازيغ في شمال إفريقيا في نهاية الأمر هو تحطيم الإسلام وإنهاؤه في المنطقة عن طريق إنهاء مادة الإسلام وحماته وهم العرب حسب التصور المذكور. كلام عنصري ومتزمت ومتطرف لا يختلف عن كلام العروبيين بكافة واختلاف طوائفهم واتجاهاتهم، عنصرية تنطلق من فكرة واحدة هي أن الفكر العروبى هو واحد، وإن ارتدى زيا إسلاميا، أو نزع حاملوه فكرة البعث العربي الإلحادية واستبدلوا قبعة الشيوعية الإلحادية بعمامة شيوخ الإسلام. الإخوان المسلمون مشروع إقصائى يركبه اليوم العروبييون الجدد. فبعد فشل فكرة القومية العربية وسقوطها عبر دول ما يسمى الوطن العربي فإنه حان الوقت لركوب مطية الدين للوصول إلى السلطة ولخلق مشروع يوحد بين العروبيين في شمال إفريقيا اليوم بعد فشل مشروعهم القومجى العنصري. اليوم أمام الإخوان المسلمين تجارة رابحة وهي تجارة الترهيب والتخويف من الأمازيغية العدو الجديد للإسلام حسب ما يروجون له. هي تجارة قديمة متجددة. بالأمس كانت العروبة تتخذ من الخوارج عدوا وهميا لها في شمال إفريقيا لحشد الجيوش ضد حرية أمازيغ شمال إفريقيا. اليوم الأمازيغية هي العدو الذي سيوحد العروبيين بمختلف اتجاهاتهم تحت مسمى الجهاد. وحتى يستفيق أمازيغ شمال إفريقيا ستبقى حريتهم رهن تجارة الإسلامويين في دين الله وتعاليمه ورهن إيديولوجية العروبيين وأحلامهم بإمبراطورية عربية واحدة من المحيط إلى الخليج. (نافوسى حر من ليبيا)
|
|