|
الأمازيغوفوبيا الجديدة بقلم: عبلا الفرياضي، بويزكارن أشقاءنا المتطرفين من الضفة اللغوية الأخرى: لقد كتبناه، على غير عادتنا، عنوانا دارجا لعلكم إلى الحقيقة ترجعون، ولأفكاركم الحاقدة تراجعون. أفلم يكفكم ما نحن عليه اليوم مثل الأمس من التهميش والإقصاء؟ أم أنكم لن ترضوا لنا، ونحن إخوتكم، إلا المحو والإفناء؟ ألا تتوبوا إلى العقل وتتطهروا من أدران ما كنتم به علينا تتهجمون، فإن الله، وبه أقسمت، يحب التوابين ويحب المتطهرين. مناسبة هذا القول صدور كتاب جديد تحت عنوان "موت العقل الأمازيغي" لصاحبه عبدالحميد العوني، بعد أن كال للأمازيغ في مؤلف سابق تهما كثيرة ليس أدناها التآمر مع المخابرات الغربية. والجدير بالذكر أن كتاب "موت العقل الأمازيغي" الذي وصفه مؤلفه بأنه أطروحة أكاديمية، بعيد كل البعد عن مناهج وأدبيات الكتابة الأكاديمية .فقد تقمص فيه كاتبنا دور الفيلسوف حينا ودور المحلل السياسي حينا آخر. ثم ألهمه الله إلهاما كبيرا أضحى بفضله من الضالعين في علم الأديان والأنتروبولوجيا وعلم النفس... فقد وُهب قدرة خارقة لم تتأت لبشر من قبله استطاع بها أن يقيس درجة إيمان الأمازيغ عبر التاريخ؟؟!! فكانت خلاصته أن دخولهم إلى أي دين لم يكن بدعوى الاقتناع والإيمان، بل بدافع موالاة المنتصر على أرض الواقع!! وفي كتابه السابق عن مؤامرات الأمازيغالسياسية، أعاد علينا هذا الباحث عزف تلك السمفونية المملة التي يٌتهم فيها الأمازيغ علانية بأنهم حفدة ليوطي، بل لنقل أنهم عملاء المستعمر . غير أن ما لم ينتبه إليه باحثنا في كتابه الذي أمات فيه العقل الأمازيغي هو اعترافه بأن الفضل في وجود هذا الكتاب إنما يرجع في الأول والأخير إلى التوجيهات النيرة لأحد القساوسة؟!! أفلم يتذكر باحثنا "الأكاديمي" أن القساوسة والرهبان هم من مهدوا الطريق أمام الآلة العسكرية الاستعمارية؟ ألم يكونوا هم من أعدوا التقارير وشكلوا البعثات العلمية الاستعمارية؟ مهما يكن من أمر هذا الكتاب الذي جنى فيه صاحبه على الأمازيغ ما يأنف عاقل عن ذكره، فإن حروفه لو نطقت لاشتكت من تعسف كاتبها على حقول معرفية لم يغترف من معينها الشيء الكثير. ولو كان من الممكن أن تفعل، لمزقت المطبعة أوراق ذلك الكتاب سخطا على ما افتراه كاتبنا على الأمازيغ من أباطيل وترهات. خلاصة القول إذن، إخواننا المتطرفين، أن اهتدوا إلى الحق فقد "عيقتم" في التهجم والسباب، وانزاح بكم التعصب عن النقد والعتاب. ألا فاسلكوا لكم طريقا هو إلى العقل والمنطق أقرب، وعن أوهام "البعث" أبعد . ألم نكن وإياكم، بني العرب وبني مازغ، من صلب واحد، ومصيرنا جميعا لا ريب هو أوحد؟ elferyadiabd@yahoo.fr
|
|